أنباء سرية عن حزب الله المغاربي
11-10-2007, 06:20 PM
أنباء سرية عن حزب الله المغاربي
تسربت في الآونة الأخيرة ملفات مثيرة عن حملة واسعة النطاق لتشييع الجزائريين، وقد تم استغلال عدة محطات دولية في هذا المد الجارف، وإن كانت جهات رسمية قد قللت من شأن ذلك وعلى رأسهم وزير الشؤون الدينية الجزائري أبو عبدالله غلام الله، الذي دعا إلى تجنب ما سماه بالتهويل الإعلامي، ورافقه في التفنيد رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبدالرحمن شيبان، إلا أن الواقع عكس غير ذلك وخاصة في بعض المناطق التي تشهد حملة واسعة، كما يحدث بمنطقة الشريعة (ولاية تبسة – الشرق الجزائري) حيث سجلت مصالح الأمن النشاط الواسع لبعض الأساتذة بمختلف المؤسسات التربوية، الذين تربطهم علاقات واسعة مع جهات دينية وسياسية ايرانية، وسبق لهم أن ترددوا مرات متعددة على طهران، فضلا عما حدث من قبل على إثر فتح تحقيق بولاية عين تموشنت (الغرب الجزائري)، في حادثة تدنيس القرآن الكريم، والذي وجهت فيه أصابع الإتهام للمتشيعين، فقد وجدت صفحات بيضاء كتب عليها لفظ "سورة الولاية" وأيضا عملية شطب للآيات التي تبرئ زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم) من حادثة الإفك...
وقد زاد التشيع إمتدادا في وسط الجزائريين منذ الإعتداء الذي شنته إسرائيل على لبنان، وأدى ذلك إلى مجازر مروعة في حق المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية، فالمقاومة التي أداها حزب الله بزعامة أمينه العام حسن نصرالله، دفع الكثيرين إلى إعلان ولائهم المطلق لعقيدته الشيعية، في هذا الإطار سمعنا الكثير من الأصوات تنادي بضرورة إستنساخ هذا الحزب إلى عدة أحزاب تكون ممثلة له، ويوجد من طالب بإعلانه في العراق والسعودية والمغرب العربي، حتى أن بعض المراقبين يرون أن "حزب الله" على درب قاعدة أسامة بن لادن، التي تكاثرت وصارت عدة قواعد في المغرب العربي والشام والحجاز والعراق وحتى بلاد فارس... ومما يجب التنويه إليه في إطار موضوعنا هذا، هو ما كشف في إطار حملة التشيع التي تضرب العمق المغاربي بصفة عامة والعمق الجزائري بصفة أخص، في وجود تحركات سرية من أجل إعلان "حزب الله المغاربي"، يتزعمه شيعي مغربي يقيم في ألمانيا، هذا ما صرح به البرلماني الجزائري عن حركة حمس سعيدي عبدالرحمن لصحيفة (الشرق الأوسط) والذي نشرته في عددها الصادر بتاريخ 28/03/2007، ليؤكد حسب معلومات لم يكشف عن مصدرها ولا حيثياتها، من أنه "يتم التحضير في بلاد غربية وفي بلاد الشام لمشروع حزب الله المغاربي"، ليضيف متحدثا عن شخص لم يذكر إسمه ولا كشف عن هويته، سوى أنه يقيم بشرق الجزائر وزوجته لبنانية، إضافة إلى ذلك أنه يتمتع بنفوذ في الأوساط الشيعية خارج الجزائر، ويدعي أنه من كبار الشيعة في المنطقة المغاربية حسب سعيدي طبعا، وإن كانت مصادر أخرى من حركة "حمس " أكدت لنا من أن الحركة تملك ملفا كاملا عن الموضوع، وهو بحوزة زعيمها الحالي الوزير سلطاني بوقرة، وسوف تتركه للوقت المناسب للبت فيه، من دون أن يحدد جدولا زمنيا لذلك، وهي طبعا عادة حركة "حمس" التي تستغل مثل هذه الملفات في الإستحقاقات الإنتخابية أو من أجل التهويل الإعلامي الذي يعيد لها بريقها الإعلامي وحضورها السياسي والشعبي، ولكن قد أخذت الدروس والعبر من ما سمي بـ "إدعاء" زعيمها سلطاني بوقرة من قبل امتلاكه لملفات وأسماء ثقيلة متورطة في الفساد، فتحت عليه أبواب جهنم حينها وعلى رأس ذلك الهجوم اللاذع الذي شنه عليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، جعل الحزب في موضع حرج وتململ داخلي تم إحتواءه في المهد وبدعم من مصالح الرئاسة...
مصادر أخرى مطلعة كشفت لنا أن الدكتور محمد التيجاني وهو شيعي تونسي يقيم بأمريكا وتربطه علاقة نسب مع أحد كوادر الشيعة في لبنان، فضلا عما يتلقاه من دعم صقور نافذين في البيت الأبيض، نشر من قبل كتابا مثيرا للجدل عنوانه (ثم إهتديت)، لهذا الأخير الدور البارز والنشيط من أجل إعلان هذا التنظيم، وهو يتلقى الدعم من حسن نصرالله شخصيا، وقد حدثت إجتماعات في الجزائر بين أطراف مختلفة وبسرية تامة، تم إستدعاء بعض الوجوه المحسوبة على التشيع والمقيمة في الخارج، على رأسها لندن وباريس، لوضع الأطر التنظيمية - داخليا خاصة - لهذا الحزب، ومما تسرب هو ما جاء في رسالة التيجاني التي قرئت على الحاضرين من جزائريين وتونسيين ومغاربة... ومما جاء فيها قوله:
(... إذا كان للقاعدة الوهابية قواعد في المغرب والشام والحجاز فإنه يجب لحزب الله أن يتوسع لكسر شوكة الوهابيين الإرهابيين وصيانة مكتسبات الأمة التاريخية من الأنظمة الفاسدة والعميلة...).
(... حزب الله المغاربي سيكون إمتداد للمقاومة والثورة التي تستمد نورها من جيل صنع المعجزة في إيران ويصنع الكبرياء اليوم في لبنان...).
للتذكير أن أحد شيوخ السلفية في الكويت وهو عثمان الخميس ألف كتابا عن التيجاني محمد سماه (كشف الجاني محمد التيجاني)، وسبق له مناظرته في برنامج تلفزيوني على قناة "المستقلة" في رمضان 2004، كشف فيه الكثير عن العقائد التي يتبناها التيجاني ويبشر بها...
من جهة أخرى علمنا من مصادر موثوقة عن تحركات حثيثة ودورية لجهات شيعية عربية تقيم بباريس تدخل في هذا الإطار، من أجل إعلان مرتقب عن هذه الحركة السياسية الجديدة، والتي أختير لها اسم "حزب الله المغاربي"، وان كانت هذه الحركة تستمد فكرها من الثورة الإسلامية الإيرانية ذات المرجعية الشيعية، وهو لا يختلف عن حزب الله الأم في لبنان، إلا أن نشاطه سيكون سياسيا من اجل لم شمل" شيعة المغرب العربي" في إطار تنظيمي يخدم مصالحهم ويدافع عن حقوقهم الدينية والسياسية...
في إتصال هاتفي بأحد النشيطين بالعاصمة الفرنسية الذي رفض أن نذكر إسمه، فقد إمتنع عن إعطاءنا صورة واضحة عن هذه الحركة، وذلك يدخل في إطار الإنضباط إلى حين الإعلان الرسمي وتعيين ناطق إعلامي، وإن كان تأكيده لوجود هذا النشاط المنظم في كثير من العواصم الغربية واضحا، الذي جاء كإمتداد لخلية تعمل في لبنان وتحت رعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبدعم من مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي...