زغلول النجار : الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما يدعي أعداءه
30-03-2009, 08:40 PM










فى حلقة جديدة من برنامج الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة أبدع الدكتور زغلول النجار كعادته خلال حديثه عن الاعجاز الاجتماعى الذى احدثه الرسول عليه الصلاة والسلام على مستوى الأمة ،وقد بدأ مقدم الحلقة الاستاذ جاسم المطوع قائلاً:
كلنا يعلم أن الإسلام قد اهتم بالفرد وقدم الإسلام حلولا كثيرة لعالمنا وأمتنا كلها في كيف يعيش الإنسان في بيته وفي بلده وهو مستقر وسعيد، لقد بنى الإسلام النظام الاجتماعي بناء سليما في العلاقات كعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان وعلاقة الإنسان مع جيرانه وعلاقة الإنسان مع والديه وعلاقة الإنسان مع أهله بل حتى علاقة الإنسان مع نظامه السياسي والاقتصادي والبيئي، ولهذا فإنه في الإسلام إعجاز اجتماعي في القرآن والسنة وفي كثير من الحوارات دخلتها مع الغربيين فكانوا يعجبون من قوة الإسلام ونظامه الاجتماعي ويعانون من النظام الفردي الموجود في الغرب وهناك الكثير من الأمراض الفردية والأمراض التربوية والسلوكية نشأ في الغرب بسبب هذا الفقر وهو الفقر الاجتماعي.
وهكذا فإن الإسلام قدم المنظومة العظيمة الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة هناك إعجاز على مستوى الأمة وإعجاز على مستوى المجتمع وإعجاز على مستوى الأسرة لكن ما الذي أحدثه حبيبنا محمد عليه السلام من إعجاز اجتماعي على مستوى الأمة...؟
د. زغلول النجار: عندما جاء المصطفى عليه السلام كانت البشرية قد فقدت كل الصلة بالسماء وقد فقدت الصلة بالهداية الربانية وعاشت بتصورات بشرية فضلت وأضلت وكثرة المظالم ملأت المظالم الأرض كما نراها في أيامنا هذه.
لقد جاء المصطفى عليه السلالم ليدعو إلى مكارم الأخلاق ويدعو إلى فهم الإنسان لحقيقة رسالته في هذه الحياة عبدا لله الذي خلقه لرسالة محددة وهذه الرسالة هي عبادة الله تعالى بما أمر وحسن القيام بأداء واجبه في الأرض من أداء عمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها.
وجاء الرسول عليه السلام ليدعو الناس على الدين الذي علمه الله تعالى لأبينا آدم عليه السلام لحظة خلقه وهو الإسلام والدين الذي أنزله على عدد كبير من أنبيائه ورسله ثم أكمله الله تعالى وأتمه بخاتم الرسل عليه السلام.
لهذا نحن نجد بأن الدين الإسلامي قد اهتم بالنظام الاجتماعي وببناء الأسرة المسلمة وبعلاقة الأقرباء بعضهم لبعض والمواطنين بعضهم ببعض واهتم برفع قيمة الإنسان إلى مقامات التكريم التي كرمه الله تعالى بها وكان الإنسان قد انحط انحطاطا كبيرا.
والإنسان لا يصل إلى مقامات التكريم إلا إذا فهم من هو ومن خالقه ومن الذي أرسله إلى هذه الحياة وما هي رسالته فيها وكيف يمكن له أن يحقق هذه الرسالة على الوجه الأكمل والأمثل ثم ما هو مصيره بعد هذه الحياة.
لذلك جاء الرسول عليه السلام بنقلة نوعية لبشرية وبرفع الإنسان إلى مقامات التكريم التي كرمه بها ربنا تعالى فقال عليه السلام إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ومن مكارم الأخلاق المحافظة على الأسرة وعلى النفس والعقل والمال وعلى علاقات الناس بعضهم البعض والمحافظة على بناء مجتمع إنساني يسعى إلى الكمال.

جاسم: هذا إعجاز اجتماعي عظيم بل إن النبي الكريم نقل الأمة من الجهل والتخلف إلى العلم والحضارة والتقدم .
والنبي الكريم قدم هذا النموذج لنا من خلال هذا التغيير الذي أحدثه في الأمة فقد نقل العرب من التبعية والتقليد إلى الريادة والقيادة في فترة زمنية وجيزة.
لا شك أن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وهو رئيس الدولة درعه مرهون عند يهودي إنه موقف ليس ببسيط ثم إن اليهودي لم يأخذ الدرع خوفا من بطش النبي عليه السلام إنما الدرع مرهون عنده مقابل شعير.
واليوم إذا قلنا إن رئيس دولة يرهن سلاحه أو بدلته عند أحد المسلمين لا يصدق أحدنا هذا الكلام،ما معنى هذا الكلام....؟





معنى هذا أن النبي عليه السلام فتح القلوب قبل أن يفتح البلدان ومعنى هذا الكلام أن هناك إعجاز اجتماعي في المنظومة التي أورثها النبي للأمة ومعنى هذا الكلام أن اليهودي محب للنبي عليه السلام وإلا فمن حقه أن يرفض ومعنى هذا أن اليهودي يعيش في أمن وأمان من حكم النبي عليه السلام وإلا من حقه أن يرفض وكل هذا ولم يكن الرهن مجانا بل هو شعير مقابل درع وهذا هو ما أحدثه النبي في الأمة.
د. زغلول: أذكر أني قابلت أستاذا بالتاريخ أمريكي من الله عليه بالإسلام وحينما سألته كيف أسلمت قال أسلمت عندما قرأت وصف السيدة خديجة لرسول الله يوم أن عاد لأول مرة لتلقيه الوحي وقد عاد فزعا لأنه كان بمفرده ورأى جبريل لأول مرة ولم يتوقع ذلك فرجع وهو في حالة من الفزع فقالت له خديجة والله لن يخذلك الله أبدا فإنك تصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر.
يقول إنها امرأة عاشت مع زوجها قرابة عشرين سنة والإنسان لا يستطيع أن يتجمل داخل بيته وقد يتجمل خارج البيت أما داخل البيت فلا يستطيع أن يخفي عيوبه لأن كل إنسان فيه عيوب فقول زوجة تصف زوجها بعد عشرين سنة بهذا الوصف الذي تصل به إلى الكمال البشري لا بد أن هذا كان إنسانا غير عادي ومتميز فبدأت أقرأ في سيرة النبي عليه السلام ومن هنا كان مدخلي إلى الإسلام.
لذلك كانت الفتوحات الإسلامية كلها قائمة على تكريم الإنسان لأن الإنسان إذا ترك بمعزل عن ربه فسيصبح أحقر من الدابة التي يسوقها أو التي يركبها فجاء الرسول عليه السلام بالفتوحات ليس من أجل المكاسب المادية ولا الغزو كما تقوم الدول الكبرى في هذه الأيام ولا من أجل استغلال الاقتصادي أو نهب الثروات المحلية إنما جاء من أجل بناء الإنسان ولهذا كان هدف كل الفتوحات الإسلامية بناء الإنسان.
لم ينتشر الإسلام بحد السيف كما يدعي أعداء الإسلام ولو انتشر بحد السيف ما بقي بين ظهراني المسلمين يهودي واحد ولا نصراني واحد ولكن عاشوا عبر العصور بيننا وحقوقهم محفوظة كمواطنين ولكن الذي أريد قوله كان هدفا لأي فتح إسلامي وهو تعليم الإنسان من هو ومن خالقه ومن الذي أرسله إلى هذه الحياة وما هي رسالته فيها وكيف يمكن له أن يحقق هذه الرسالة على الوجه الأكمل والأمثل ثم ما هو مصيره بعد هذه الحياة.
والإنسان بدون ما ذكرته ينحط إلى مستوى أدنى من مستوى الحيوان لأن الحيوان يعرف خالقه بالإلهام والفطرة والإنسان محتاج لهذا التعليم.




منقول عن شبكة محيط