و من افتراءات صاحبة كتاب(الأيام الأخيرة لمحمد) وصفه بالقبلية و العصبية
26-11-2018, 04:12 PM
و من افتراءات صاحبة كتاب(الأيام الأخيرة لمحمد) وصفه بالقبلية و العصبية




و من مغالطات صاحبة كتاب (الأيام الأخيرة لمحمد) قولها : و محمّدً عصبيّ المزاج، ويتصرّف تصرّفًا قبليًّا؛ إذ لا يتورع عن خطف الأكيدر، صاحب دومة الجندل، وينكّل به ليأخذ منه مالًا، رغم أنّه لم يكن أسير حرب:
وفي هذا الوصف إذاية شديدة للنبي صلى الله عليه و سلم ، و أن الله توعد الذين يؤذونه .و إن تصرفات الأكيدر بالتعرض للعرب و المسلمين في طريق تجارتهم عليه تجعله في منزلة المحارب للرسول صلى الله عليه و سلم ، و رغم ذلك فقد عفا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم كما سيأتي ..

و وصفه صلى الله عليه و سلم بالعصبي و القبلي فهو من الجهل بشخصيته و أخلاقه ، فكيف يكون كذلك و ربه يصفه بأنه رؤوف رحيم (بالناس) ولا أحد ينكر أنه هو الرحمة المهداة من رب العالمين ،و إلا فكيف يوصف بالقبلية و العصبية من يقول فيه ربه :(فبرحمة من الله لِنْتَ لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك( .

و هل يعقل أن يضع الله العزيز الحكيم رسالاته في العصبيين غير المتسمين بالصبر و الحلم و الحكمة ؟؟؟

فكيف إذن تبلغ رسالات ربنا ؟؟؟

هذا كلام غير موزون ، بل هو من فرط السخافات التي تقال عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و كان صلى الله عليه و سلم شعاره أن اللين ما كان في شيء إلا زانه و أن العنف ما كان في شيء إلا شانه .

و قصة الأعرابي الذي بالَ في جانب من المسجد معروفة و خير دليل على حِلمه صلى الله عليه و سلم:

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله في هذا الحديث الصحيح :( نعم هذا الحديث ثابت في الصحيحين .. أن رجلًا أعرابيًا دخل المسجد فبال في طائفة المسجد فزجره الناس، فقال النبي : لا تزرموه) .

ورواه أيضًا البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال لما هموا به ، قال)لا تزرموه)، ونهاهم أن يتعرضوه .

وقال:إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، فلما فرغ الأعرابي من بوله أمر النبي أن يصب على بوله سجل من ماء يعني: دلو من ماء واكتفى بذلك).
فدل ذلك على فوائد منها: الرفق بالجاهل وعدم العجلة عليه، وأن المسلمين بعثوا ميسرين لا معسرين، وأن الرفق بالجاهل من التيسير وأن الشدة عليه من التعسير.


و قصة الأعرابي الذي جذب رسول الله صلى الله عليه و سلم من ردائه بشدة حتى احمر عاتقه :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: ( كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: " يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ ". فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ" متفق عليه.

و أما مسألة تأديب الأكيدر و عن سبب أرسال الرسول لخالد بن الوليد إليه ، فقد جاءت هذه الغزوة والرسول صلعم لا يزال يواجه قريشاً المتربصة به والتي تؤلب عليه القبائل وتحشد له الأحلاف، ولكن رسول الله كان يراقب خطراً آخراً يتهدده من شمال الجزيرة العربية؛ من قِبَل الروم البيزنطيين في الشام والقبائل العربية التي تدين لهم بالولاء وتخضع لسلطانهم.
وكانت دومة الجندل أحد مراكز الروم البيزنطيين على حدود الجزيرة العربية، مدينة عليها سور، ولها حصن مشهور، وتقع على مفترق طريق القوافل الذاهبة من جزيرة العرب إلى العراق والشام وبالعكس، وهي أرض نخل وزرع، يسقي أهلها على النواضح، وحولها عيون قليلة، وزرعهم الشعير، وكانت مركزاً تجارياً يعقد فيها سوقٌ سنوي عظيمٌ في ربيع الأول، ويُدفع لرئيسها عُشر قيمة البضائع، وهي موطن قبيلة كلب العربية، وفيها صنم وَدّ المذكور في سورة الحج، وكان عامل هرقل عليها الملك الأكيدر بن عبد الملك الكِندي، وكان على النصرانية، وكان يسيئ معاملة التجار والسابلة المارين ببلاده ويفرض عليهم المكوس، وكان تجار العرب شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلم الأكيدر، ثم بلغه أنه قد جمع جمعاً كبيراً، وانضم إليه قوم كثير من العرب من قضاعة وغسان، ويريدون أن يهاجموا المدينة.فلذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ليأتيه به حتى يؤمن طريق تجارة المسلمين و يبعد خطر الروم عن المدينة المنورة .


فلما قدم خالد بالأكيدر على رسول الله صالحه على الجزية، وحقن دمه ودم أخيه، وخلى سبيلهما، وكتب له كتابا فيه أمانهم وختمه ؛ ومن جملة الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام، وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل وأكنافها"


وأن الأكيدر لما صالحه رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد إلى حصنه حرا آمنا .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 26-11-2018 الساعة 04:23 PM