تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
ع.بوميدونة
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 09-11-2008
  • المشاركات : 82
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ع.بوميدونة is on a distinguished road
ع.بوميدونة
عضو نشيط
أيها العرب هذه ثقافتكم فلم َ الانسلاخ ؟
03-06-2009, 10:40 AM
أيها العرب.. هذه ثقافتكم فلمَ الانسلاخ ؟

نموذج من عادات وتقاليد العرب عموماعرش المويعدات بولاية الجلفة الجزائرية يعود إلى أحمد بن ميعاد القادم من الساقية الحمراء ووادي الذهب مرورا بالمغرب الأقصى الشقيق ويرجع أصله اللغوي الى كلمة الوعد والموعد فجمع اللفظ الى مويعدات،أي تصغيرموعد فهم إذن أصحاب مواعيد، باللهجة السائدة، آنذاك، فكسرت وجمعت وتحولت من مواعيد، ومويعد، الى مويعدات .من ناحية أخرى ـ وعلى سبيل التنكيت ـ قد يكون الأصل راجعا الى ذلك المثل العربي الشهيرالذي يضربه العرب، لمن اشتهر بين الناس، بخصال حميدة، فيودون الاتصال بصاحبه، ولكنهم يعجزون عن ذلك، فلا يعرفون طريقا اليه، فيرى المضروب به المثل، أن عدم رؤيته، والاكتفاء بما يقال عنه خير له، ولهم، من الالتقاء به، فيقال ( تسمع بالمعيدي، خير من أن تراه) فربما لعيب خلقي، أو تشوهات ما، قد أصابته في وجهه ، وأن بيتا أو بيتين أو بطنا، أو بطنين، أو فخذا، أو فخذين، من تلك القبيلة، قد نزلت بهذه الناحية، ونظرا لسمعة القوم في فن القول، وما اشتهروا به، من حكمة، ورجاحة عقل، سموا بالمويعدات، أي ينتسبون الى ذلك المعيدي المشهور، بأشعاره، وحكمه، وجميل أقواله. والله أعلم. أما الأعراش التي سكنت البيرين، فأود في البداية أن أنبه إلى خطإ قد صار شائعا، وكثيرا ما تداوله الناس فيما بينهم دون الانتباه إليه، وهو أن لفظ الأعراش يعني من جملة ما يعنيه (وما يعرشون) أي يبنون البيوت والرفوف والأسقف ، بينما المقصود من لفظ الأعراش خطأ هو العروش، فالعرش كما هومعروف الملك والسلطان، بينما الأعراش غير ذلك. قال زهير :

تداركتما عبسًا وقد ثل عرشها * وذبيان إذ ذلت بأقدامها النعل.

فعرش المويعدات، لا يضم حاليا وحسب علمنا، إلا عرشا واحدا، تنضوي تحته، عدة قبائل وفرق، كفرقة أولاد مختار، وفرقة أولاد زيان، وفرقة السحابات، وفرقة التريرات، والحمز.. الخ ....وهي فرق قد تصاهرت، فيما بينها وتناسبت وتناسلت وصارت تكون فرقة واحدة، ويصعب في الوقت الحالي، أن تعرف الأصول، من الفروع، وذلك بحكم زوال تلك الفروق، العرقية، التي زرع الاستعمار بذورها، في صفوف المواطنين، وكذا بحكم تمسك السكان بمباديء الدين الإسلامي، الذي ينبذ مثل هذه الفروق ،لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.أما الآن وبعد دخول مدينة البيرين في عصر قريَنة العالم ، دخل إليها أناس، من عروش مختلفة، وأضحوا يشكلون عرشا واحدا، وقد قال فيهم الشيخ محمد بن أبي القاسم:تحكي الروايات المتواترة أن شيخ زاوية الهامل كان عائدا من رحلة الشتاء والصيف، التي قادته الى شمال البلاد فسأل أثناء مروره بجنوب عين بوسيف عن الموقع الذي وصلت إليه قافلته، فذكروا له أنها وصلت الى موضع يسمى (الحواجب) فقال:
< < أحسب أن تحت كل حاجب عين!!
ومن ذلك اليوم يشاهد المرء تحت كل بستان من تلك البساتين الوارفة الظلال بجنوب عين بوسيف عينا تنضح بالمياه، وبعدما وصل نواحي البيرين، سأل نفس السؤال، فقيل له أنها قد دخلت تراب البيرين فقال: قولته المشهور: (البيرين العرش المدلل* الواقع بين الصحراء والتل) ثم واصلت القافلة مسيرتها حتى وصلت مدينة حد الصحاري، فأعاد طرح نفس السؤال، فقيل له أنها وصلت الحد، فأجاب نعم هنا الحد، أي النهاية، فكانت نهايته في هذه الدنيا بحد الصحاري، رحمة الله عليه
ــ البيرين وإنشاء معلم ثقافي ـــ
ومما يدعو للدهشة هوأنه حتى التفكيرفي إنشاء زاوية الهامل، على يد الشيخ محمد بن أبي القاسم الذي تخرج، بدوره من زاوية الشيخ بوداود، في أقبوولاية بجاية ، كان بمناسبة لقاء الشيخ محمد بن ابي القاسم، بالأميرعبدالقادرالجزائري سنة 1260 هـ 1844 بالبيرين، حيث التحق عدد كبيرمن سكان المنطقة ، التي احتضنت اللقاء، بجيش الأمير، وقد نصح الأمير الشيخ ، بأن يكون أحد حراس دين الأمة الجزائرية، وأن يكون جهاده بالعمل، لتكوين جيل صالح، لمقاومة الاحتلال ، ذلك لأن الأميركان قد اطلع وقتها جيدا، على حالة شعبه، وأدرك أن تقاعس بعض المواطنين، عن الجهاد، ـ الذي يعود الى جهلهم بمخططات العدو الرامية، أصلا الى محاولة تدميرالذات الجزائرية، والقضاء نهائيا، على مقومات الأمة المسلمة، ولم يكن احتلاله لبلادنا بغية التعمير، والتحديث، كما كان يطبل ويزمر لمن لاوعي لهم ولا غيرة على دينهم ـ وانعدام الوعي الديني، والوطني لديهم، ولا تذكر المصادر التاريخية، أية تفاصيل إضافية كافية، عن هذا الأمر، الذي يبدو من الخطورة بمكان، فالتاريخ كما هو معروف لا يدون إلا وقائع وأحداثا رسمية، أما ما جرى ويجري من صراعات عرقية ومذهبية وطائفية وسياسية بالدرجة الأولى، فيغض عنها الطرف لاعتبارات باتت الآن معروفة ! .حث الأميرعبد القادر الشيخ القاسمي على ضرورة إنشاء مركز ديني علمي ثقافي، يضطلع برسالة العلم، ونشرمباديء الدين الاسلامي، وإعداد الأجيال الصالحة، التي تضمن لهذه الأمة تحررها، وانعتاقها في ظل الاسلام، فكان له ذلك وتم إنشاء زاوية الهامل المعروفة الآن بإشعاعها العلمي، والديني، والأدبي، خصوصا.وهكذا نجد أن فكرة إنشاء زاوية الهامل، الشهيرة، قلعة العلم والعلماء، قد فازت البيرين بشرف فكرة بعثها إلى الوجود،على أرضها، وبإيحاء وتشجيع، من بطل المقاومة، والجهاد، العالم المتصوف، الأديب الشاعر الأميرعبد القادر ...الذي تناقلت أخبار بطولاته الركبان، وذاع صيته في مقاومة العدو الفرنسي، جميع أصقاع العالم آنذاك .وما العلاقات الحميمية التي كانت وما تزال تربط الزاوية القاسمية، بسكان البيرين وما جاورها، والاحترام الذي يكنه لها عرش المويعدات، لا يعد سوى انعكاس لتلك الجهود، التي بذلها القوم لمناصرة ومؤازرة المقاومة المسلحة.ــ الأسئلة التي لامناص منها ـــ من هم هؤلاء أعيان عرش البيرين وما جاورها، الذين حضروا هذا اللقاء، الذي جمع بين محمد بن أبي القاسم، والأميرعبد القادر؟!وما النتائج التي تمخض عنها من غير إنشاء الزاوية ؟ـ و لماذا لم تتواترأسماء هؤلاء، الأشخاص، الذين حضروا هذا الاجتماع، في الحكايات، والأشعارالشعبية ؟!ـ وماذا كان دورهم في هذا الأمر،الذي تشرفوا بحضوره؟ ورتبوا لنتائجه،التي لم يظهرعنها الكثير، والتي تعتبرهزيلة،وغير مقنعة ، مقارنة باجتماعات أخرى، تمت في أمكنة، وأزمنة مماثلة ؟! ـ ومن هم هؤلاء الذين تولوا تأمين نجاح اللقاء؟! تموينا، وأمنا، وإمدادا بالرجال والمال، والذخائر؟! ـ أيعقل أن يجرى لقاء، تاريخي، بمثل هذه الأهمية ، بين قطبين، من أقطاب المقاومة الشعبية الجزائرية، كل على طريقته، بهذه المنطقة، دون أن يكون لهؤلاء السكان، بصمات يذكرها لهم التاريخ ؟!ـ من بإمكانه، أن يمد المؤرخين، بتلك الوثائق الثمينة، التي تكون ـ قطعا ـ في حوزة الأحفاد، وأحفاد الأحفاد، !وما تجدرالإشارة إليه، من حيث القيمة التاريخية والمعنوية هوأن مدينة البيرين، كانت محط رحال ألأميرعبد القادر،المجاهد،البطل والمقاوم الشرس، فلولم تكن هناك مقاومة، ومساندة له ولجيشه في هذه الناحية، ما استطاع ، أن يحل بها إطلاقا.وصدق عندما قال :

رجال للرجال هم الرجال * بهم حدث الزمان ولا يزال.

فالأمير،وما عرف به من دهاء سياسي، وحنكة حربية، لا يمكنه أن يمنح ثقته لعقد اجتماع هام كهذا دون أن تكون له قواعد جهادية متينة بهذه الناحية ، فالسكان، هم الذين رحبوا بجيشه، وهم الذين رتبوا ونسقوا لتنظيم ذلك اللقاء، بين الشيخين، سعيا منهم ، لتنظيم صفوف المقاومة، المختلفة الأشكال، والوسائل، ولتحقيق غاية نبيلة، غاية دحر المحتل، الغاصب، وطرده، من أرض العروبة والإسلام، وما على المخالفين لوجهة النظر هاته، إلا الإتيان بأدلتهم التي تدحض ما ذهبنا إليه؟!!!.... والله أعلم

ـ عبدالحفيظ القاسمي مدرسًا في البيرين ـ

لم يكن اختيارالشيخ عبد الحفيظ القاسمي ـ ذلك العالم الجليل يرحمه الله، وجزاه الله كل خير، عما غرسه بهذه المدينة من فضائل ـ للإقامة بالبيرين والتدريس فيها ـ اعتباطا ، فقد التقى هو بدوره، بخلفاء االعلامة عبد الحميد بن باديس، بقسنطينة، وقد حدثني شخصيا، عن رحلته تلك، التي قادته إلى قسنطينة، وعن مدى إعجابه، بجمالها، وجمال جسورها المعلقة، وكذا التقائه بعلماء أجلاء، في ذلك الوقت، منهم الشيخان الجليلان، العربي التبسي، والطيب العقبي، بالإضافة الى أعلام آخرين وعن الجامع الأخضر،الزاهر، وما يؤمه من طلاب علم ومعرفة، وقد رأيت بأم عيني صورا جمعته بهؤلاء، ولم يسعفني الحظ ،لأن أتذكرالآن، من كانت بحوزتهم تلك الصور؟!فقد انتدبه من خلفوا الإمام بن باديس، لفتح مدرسة حرة بالبيرين ( مدرسة النجاح) لتضطلع بمهام التربية والتعليم، في هذه المدينة ،الطيب سكانها، وليكون لمدرستهم تلك، شرف تخريج العدد غير اليسير، من طلبة العلوم الشرعية والعلمية، وقد أم هذه المدرسة، العديد من الطلاب من مختلف مناطق الوطن، ولم يمض على فتح أبوابها، سوى سنوات قلائل، من بعد استرداد الجزائر لحريتها واستقلالها، حتى أمدت وأطرت، العديد، من ولايات الوطن، بنخبة من المعلمين، والأساتذة، الذين ما يزال العديد منهم، يتولى هذه المهمة النبيلة الى حد الآن، وبكفاءة، تدعو الى الفخر والاعتزاز. ومنهم من تولوا مناصب ساسية عالية..هذا الشيخ الجليل الذي لم يلق بعد، الاهتمام الذي يستحقه، فقد كان قطبا من أقطاب العلم، في زمن كانت الأمة الجزائرية، تغط في ظلمات الجهل، والأمية ، وقدم الكثير، الكثير، لهذه المدينة، وضواحيها .وبهذه المناسبة أقترح ضرورة إعادة النظر في هذا الأمر، ووجوب تخصيص مناسبة سنوية،لعقد ندوة فكرية ثقافية علمية بالبيرين، من شأنها البحث فيما تركه من مخطوطات، ضمت العديد من فروع العلم، والمعرفة، وهي توجد من غيرشك، بحوزة أرشيف زاوية الهامل، وعند بعض تلامذته وزملائه، الأجلاء،فأرجو ألا يبخل كل من يمتلك شيئا من ذلك ولو كان زهيدا، فقد يساعد العديد من المهتمين والمعنيين ويمدهم بوثائق وأدلة، هم في حاجة ماسة إليها بالتأكيد.

ـ الجوابروالشطحات الصوفية ـ

يعرف عرش المويعدات كذلك باسم الجوابر ، وهو جمع لجابر فقد اشتهر كثير من قبيلة الجوابر بالطب التقليدي ومن هؤلاء مثلا من يملك حكمة جبر الكسورالتي يصاب بها كثير من الناس أثناء الحروب والغزوات، وقد برع في هذا الفرع من الطب التقليدي جماعة من عرش المويعدات فسموا بالجوابر، و ربما يعود الى اسم عالم الرياضيات والجبر،جابر بن حيان التوحيدي. فلمَ لا يكون أحفاد جابر، هم الجوابر الذين انحدروا من سلالته؟! باعتبار أن جل القبائل المعروفة على المستوى الوطني لها جذور، في شبه الجزيرة العربية، ولست أدري فقط، من أي شيء اكتسب الجوابر صفة الصوفية، فهم أولياء ويمارس بعضهم أحيانا شكلا من أشكال الدروشة والادعاء بأن له شطحات صوفية وإشراقات...فكل جابري، هو صوفي، يجب احترامه، وتقديره، وتبجيله، وذلك نظرا لما يتصف به من صفات حميدة، كتقوى الله، والتعلق بمباديء الدين الاسلامي الحنيف، ولا نقول بالخوف من دعواته، لأن ذلك لم يكن صحيحا، فالولي الصالح لا يدعوعلى من خالفه الرأي، أو عاداه أبدا، إنما يدعو له بالهداية والتوفيق، إلا إذا ظلم وتعدى ، فذاك أمر آخر .وقد تكون هذه المسألة عائدة الى تلك الشطحات الصوفية التي عرف بها بعض الجوابر والحلقات التي كانت تقام بالساحات العمومية وتحضرها جموع غفيرة من المتفرجين كلجوء بعض من برع في مثل هذا الأمر، حيث الجابري يغرز المسلات الحادة في خده الأيمن حتى تخرج من خده الأيسر، دون أن يتعرض لأي أذى، وكذا مضغه لشفرات الحلاقة الحادة التي يضعها بين أضراسه، وعلى مرأى من الناس. فيصاب جميع المتفرجين بالدهشة والحيرة، ولا يجدون تفسيرا لذلك، وكذا أكله للزجاج، بالإضافة الى طعن بطنه بسكين طويلة، تغوص حتى مقبضها، ثم يقوم باستخراجها من دون أن يصاب بأي نزيف، ومن أراد التأكد من ذلك فليسأل أهل الذكر إن كان لا يعلم . ــ البيت الحمراء لها خصال ــ يمتاز أغلبية سكان عرش المويعدات المنتمين الى ثقافة وعادات وتقاليد العرب خصوصا والمسلمين عموما، بعدم الاستقراروالترحال، الدائمين، بين السفوح، والتلال، صيفا وضفاف الصحراء، شتاء، بحثا عن الجو الملائم، لمعيشتهم والكلأ، لماشيتهم ، وقد اتخذ سيدي نائل، كبير عروش مناطق السهوب سمة خاصة لخيمته متمثلة، في نسجها بأشرطة حمراء متناوبة، مع سوداء، وهي ميزة ما تزال مخلدة، الى يومنا هذا، وتعرف بها خيم أولاد نائل، وكل المناطق المحيطة بهم، إذ كان كل السكان، الذين يقطنون، من قصر البخاري شمالا وما جاورها ، حتى تخوم الصحراء، يعرفون بالبيت الحمراء، ومن هؤلاء عرش المويعدات، وهي بيت تحتوي على كل متطلبات الراحة، بدءا بالجزء المخصص للضيوف، وهو عبارة عن نصف الخيمة المقسمة طوليا بحنبل أوحولي أو حيال منسوج باليد، والنصف الباقي يفصل حسب حاجة كل أسرة، فإن كانت الأسرة كبيرة، قسمت البيت بستائر، تجعلها تضم عدة غرف، كالغرفة المخصصة للمؤونة، وأخرى لصاحب البيت، وثالثة لبقية الأبناء ، ناهيك عن الجزء الأهم، وهو غرفة الطبخ، التي عادة ما تكون في واجهة الخيمة، وذلك لضرورة أن يرى عابر السبيل نارالمطبخ مشتعلة، متقدا أوارها ، فيحل عندهم ضيفا مكرما معززا وهذا الاستقبال يشرف أصحاب البيت، ويتفاخرون به، ولا يبدون أي تضايق، لا سيما وقد أفردوا للضيف جناحا خاصا به، في خيمة منعزلة عن بيت المضيف، فستار الخيمة يبقى طوال اليوم مرفوعا، وذلك للدلالة على الكرم وحسن الاستقبال.أما عن تاريخ الخيمة الحمراء، فنجد أن تاريخ نشأة كل من البيتين الحمراء والسوداء والفرق بينهما ليس كما يقال، أن البيت الحمراء تعود الى أولاد نائل المنحدرين بدورهم من سلالة إدريس الأكبر، وأن السوداء ترجع لغيرأولاد نائل، أي الى الذين لا ينحدرون من سلالة شريفة، وهذه فيها أقوال، وتضاربات كثيرة . فمن أراد معرفة الفرق بينهما فما عليه إلا معرفة تاريخ اكتشاف الأصباغ، وأيهما كان الأول؟! ومما يستخرج كل من اللونين؟!أمن الأصواف ذاتها؟! أم من النباتات؟! وأية نباتات تعطينا ذلك اللون؟! وكيف يتم استخلاصه؟ وما اللون الأول الذي تم اكتشافه واستخدامه في صباغة الخيمة العربية في الجزيرة العربية ، ثم في بقية مناطق الفتوحات الإسلامية؟ وهل أن أصل اللونين عربي أم إفريقي ؟! أم أن اللون الأحمرعربي، بينما الأسود يعود للأفارقة ؟! من يدري ؟!!على كل هذه مسألة،لا تهم الأجيال الحالية كثيرا، وبأي شكل من الأشكال، فقد صارت في حكم الماضي، وإذا ما حاولنا البحث في هذا الأمر فما على السائلين إلا تقبل النكتة التي تفيد أنه ما دامت البيت السوداء، قد أخذت لونها من لون أستار الكعبة، فالحمراء تكون قد أخذت طيفها من دم شهداء بدر!!!)

ــ الزواج عندالمويعدات ــ

يتم الزواج عند أهالي المنطقة على أسس الشريعة الإسلامية ويمتاز بعادات وأعراف تميزه عن باقي المناطق ، فلا يمكن للرجل أن يرى خطيبته إلا بعد الدخول ، وذلك محافظة على شرفها وشرف عائلتها وهي عادة بطبيعة الحال مخالفة نوعا ما عما جاء به الإسلام ولكن نظرا للهجمات الاستعمارية التي توالت على الوطن الجزائري والتي كانت تهدف أول ما تهدف اليه محاولة القضاء على مقومات الأمة الإسلامية فعوضا من التمسك بالقيم الإسلامية النبيلة بالغ الأهالي في ذلك، حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه من غلو وإفراط، سواء فيما يتعلق بالمهر أو بما يتعلق بأساليب ومراسم الخطبة والزواج، ويتم الزواج بمراحل ثلاث : أولها الخطبة. وثانيها عقد القران.وثالثها الدخول.والزواج يتم وفقا لأعراف نبيلة تمليها طبعا العقيدة الإسلامية، ويتميز العرس بتزيين العروس بألبسة تقليدية وبتنقلها الى دار زوجها على الهودج المتمثل في بيت صغير يوضع على ظهر الجمل لكن، أين نحن الآن من ذلك التقليد،الآن أضحى الاتصال يتم عن طريق الهاتف المحمول، وفترة الخطبة قد تدوم سنوات للتعارف واكتشاف مزايا وعيوب الآخر، فأيهما أفضل في رأيكم أيها الأفاضل؟ثم تقام الأفراح وتدق الطبول وتذبح الشياه، ويقبل الضيوف فيخصص للرجال جناح وللنساء جناح آخر، وكثيرا ما تستعمل بعض العائلات الميسورة حلقات لما يسمى (العلفة) أي تسابق الفرسان وسباق الخيل، وإطلاق البارود، وكذا القيام بمختلف الألعاب الشعبية ، بالإضافة الى فرق الموسيقى المعروفة بالغايطة والبندير.

ــ التويزة عندالعرش المدلل ــ

ظاهرة التعاون عند الجزائريين عموما وعند المويعدات خصوصا ظاهرة متأصلة تمليها عليهم قيم أخلاقية نابعة من مباديء الدين الإسلامي الحنيف ، استجابة لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فترى القوم يتسابقون لمساعدة بعضهم البعض في شتى المناسبات كعملية زج الصوف والحصاد وجمع الغلة وبناء المساكن الطوبية المسلحة بالتبن ، وتشييد المساجد، وإقامة الأعراس والتكافل الاجتماعي عند الملمات والمحن، وما تزال هذه الخصال الحميدة قائمة الى الآن، وبذلك فقد ضربوا أروع الأمثلة في توادهم وتعاونهم، وتراحمهم، ونرجو ألا تزول هذه العادات المحببة بحكم تفشي ظاهرة انفصال الأبناء عن الأباء، واعتناق فلسفة مبدأ الفردانية الوافد من الغرب أصلا، ومع الأسف فقد حلت محلها عادات أخر، لا تمت الى الأسرة العربية المعروفة بقيمها الأصيلة وعاداتها الحميدة بصلة.

ــ الكرم عندهم عنوان ــ

الكرم كما هو معروف شيمة أخلاقية حميدة وصفة انسانية نابعة من دوافع أخلاقية فطرية متأصلة في النفس البشرية وقد اشتهرالعربي بهذه الصفة السامية وتطبع عليها فظلت صفة الكرم جزءأ من حياته ووجوده ، وقد مثلت على مرالزمن جانبا كبيرا من حياة العرب الاجتماعية، فكانت دوما عاملا هاما في إبراز فضائلهم النفسية وصفاتهم العالية، هذه الصفة الجليلة ماتزال قائمة الى الآن، إن لم نقل قد ازدادت تأصلا ورسوخا، فكل أسرة من أسر عرش المويعدات حاليا لايمكن لها أن تقيم بيتا أو تبني منزلا إن لم تكن أوسع غرفة فيه آلا وهي دار الضياف، فإن قادتك قدماك يوما الى عرش المويعدات فلا تسأل عن الفندق أو الحمام أو المرقد، فكل بيوت العرش تحت تصرفك، ضيفا مكرما معززا، شرط أن تكون عارفا بما يحبون وما يثير كراهيتهم، فقد تكاد تقرأ في جباههم ذلك البيت الشعري المعروف الذي يقول :يا ضيفنا إن جئتنا لوجدتنا * نحن الضيوف وأنت رب المنزلوقد كتب بعضهم في واجهة باب منزله :آلا يادارلا يأتيـــك هم ولا * يكبـو بصاحبـك الزمـانفنعم الدارأنت لكل ضيف * إذا ما ضاق بالضيف المكانهذا ناهيك عن تلك الهدايا التي قد تظفر بها إن كنت تعرف من أين تؤكل الكتف، نعم الكتف، فالقوم لا يعرفون من ألوان الطعام إن كان الضيف ذا مكانة مرموقة، ويستحق التبجيل والتكريم، إلا ذبح الخراف وشواء لحومها على نار هادئة، لها مختصوها، وبطريقة لا تخلو من أسرار فن الطبخ والشواء، فإن كنت ممن يشتهون التلذذ بلحم الخروف الطري، الذي قد تغذى هو بدوره من أعشاب مختلفة ألوانها، فالأجدر لك أن تأكل عندهم، من أن تتناول لحم الطيور والغزلان، وتلوك ملاعق (الكافيار) في أفخم الفنادق، عديمة اللذة والاشتهاء، ولا نذكر لك تلك القصاع والجفان المسماة (فريحة) أي التي تفرح أفراد عائلتها، وكل من تقع عينه عليها.تلك القصاع والجفان المملوءة (بالكسكسي) المكللة بقطع اللحم والحوتة،والتي لا يقل وزن إحداها عن الرطل أبدا، فإذا بدأت تناول وجبتك فلن تستطيع التوقف عن التهام ما لذ وطاب من ذلك الطعام، إلا وقد امتلأت بطنك من غيرندم إطلاقا، ويسعدني في هذاالحديث عن تلك الأكلة الشعبية الجزائرية أن أنبه الى أن كلمة ( كسكسي) التي تتباهى بها كثير من العائلات الجزائرية أصلها وفصلها فرنسي محض،و ينبغي تعويضها بلفظ (الطعام) وهو الأقرب والأكثر شيوعا بمختلف المناطق الجزائرية ، والدليل على ما أقول: أن أحد المعمرين من ذوي المكانة المرموقة والمؤثرة في محيطه، كان قد نزل ضيفا عند جزائري، فقدمت له هذه الأكلة التي لم يرها قط في حياته، وبعدأن تناول قسطا منها وأعجبه طعمها، قال باللغة الفرنسية متسائلا عن ماهية هذا الغذاء ؟!Quest cequecest? فلم يجبه أحد، ربما لانعدام وجود مترجم، ثم ردد الشخص الذي طرح عليه السؤال، السؤال نفسه ، قائلا: (كسكسي) وهكذا صار يطلق على الطعام لفظ ( كسكسي ) والله أعلم.

ـ ـ ولهم في الطب التقليدي بصمات ــ

ففي الوقت الذي بلغ فيه الطب أرقى درجاته، هناك من يعتمد على الدواء التقليدي، المتمثل في النباتات والأعشاب، لما لها من فائدة، مما يجسد الصراع، القائم، بين الطب التقليدي، والطب المتطور، أو بالأحرى الصراع، بين التجديد والتقليد .وقد اتخذ المويعدات ، من الطبيعة، صيدلية لهم حيث وجدوا من النباتات دواء، لكل داء، وما لم يكتشف عندهم اليوم، فسيتم الفوز به غدا، وأدركوا أن هناك أعشابا، تتشابه في أشكالها، وألوانها بعضها نافع، وبعضها ضار، فكانوا ينتدبون لمن يقوم بجمعها وانتقائها أمهرالعارفين والعارفات بأسرار تلك الأعشاب والنباتات واشترطوا عليه أن يكون شديد الانتباه والحذر ولا يجمعها إلا من أماكن بعيدة، عن التلوث، وإذا غرس أحدهم بعضها في أرضه، وجب عليه أن يحتاط من الرش بالمبيدات، والأسمدة الكيماوية .أما جمعها، فيتم في ظروف معينة ، كزوال الندى والطل عنها ، ثم يقوم بتجفيفها في الظل، وبمكان نظيف تعلوه النسمات. اكتسب سكان البيرين، في هذا المجال خبرة كبيرة، ولا سيما ذلك الذي يستعملون فيه مختلف الأعشاب الطبية والنباتات، والتي تكثر بمنطقتهم، وهي الوصفة التي توارثوا استعمالاتها، أبا عن جد، بالإضافة الى مهارتهم، في جبر مختلف كسورالعظام ، ومن هذه الأعشاب، التي ماتزال صالحة، الى يومناهذا، ولا يستطيع من ألفوا استعمالها التخلي عنها، على الرغم من تقدم الطب وسهولة معالجة مختلف الأمراض المزمنة والعابرة، نذكرعلى سبيل المثال بعضا منها، دون الدعوة لاتخاذها وصفة، فقد يكون ضرها أكثر من نفعها لدى من لا يعرف خصائص الأعشاب الطبية معرفة كاملة :حب الرشاد : للتداوي من آلام المفاصل والتوائها ،الحبة الحلوة : ضد آلام عسر التبول ،الكمون الأبيض : لآلام الدماغ ،الشيح : يستعمل للضيقة ،القرنفل : لأوجاع الرأس وحبوب الجلد الكروية : لألام الصدر، التسلقة: لأوجاع القلب ، كما أنها تسهل عملية الوضع لدى المرأة الحامل ،الحلبة: لأوجاع القلب والسقم والتسمم ،الفيجل: لألام المعدة ومضاد للجروح وآلام القلب ،الحنتيت : لألام المعدة والأضراس، الفليو : يستعمل لدوران الدورة الدموية ،الكحل : لتنظيف وتطهير العين الشب : للسعال وأمراض الصدر العرعار : لأمراض الجهاز الهضمي وآلام البطن ،رأس الحانوت : لآلام البطن عند الأطفال ،الجرة السوداء : لتسويد شعر الرأس ، الثوم : للسكري وصعوبات التنفس ومقوي لعضلات القلب، ومخفف لوطأة السموم ومنق للدم والقائمة طويلة ومعروفة لدى عموم العائلات الجزائرية.

ـ الأغاني والأشعارالشعبية ــ

تتوفر مدينة البيرين على نخبة كبيرة من شعراء الملحون ، الذين خلدوا في أشعارهم وقصائدهم جل ما ذكرناه سابقا، من مدح وفخر وهجاء ، وقد ضاع أغلبه نظرا لعدم وجود من يهتم بتلك الأشعار والقصائد ما عدا بعض الأبيات المتناثرة هنا وهناك، والبيتان التاليان عينة من تلك الأشعارذات الأبعاد الوطنية الدالة على تشبث الناس بأوطانهم على الرغم من كل المغريات التي كانت تقدم إليهم في أرض الغربة فبمجرد ما يتعرضون لأبسط إهانة مهما كانت طفيفة وخفيفة يقلبون الطاولة وما عليها ويشدون الرحال عائدين إلى أرض الأجداد، يبدو أن صاحبهما غير معروف، وقد قال هذين البتين أثناء وجوده بفرنسا المحتلة لأرضه آنذاك ، حيث يصب فيهما جام غضبه عن تلك الأرض التي جعلته يعاني الأمرين من أشغال شاقة، وبعد عن الأهل والأقارب، فيلعنهم جميعا كبارا وصغارا ولا يستثني منهم سوى الصبيان الذين هم في القبور، فيقول : انروحو لبلادنا ما ردنا مــال * فيــلاج الغربة انـخلـــوه ورانــا يلعن جد بلادهم شايب وشباب * حاشا الصبيان اللي في الجبانة.(الجبانة باللهجة الجزائرية تعني:المقبرة..الفيلاج :القرية)
  • ملف العضو
  • معلومات
مقدام
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-06-2009
  • المشاركات : 192
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • مقدام is on a distinguished road
مقدام
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
ع.بوميدونة
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 09-11-2008
  • المشاركات : 82
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • ع.بوميدونة is on a distinguished road
ع.بوميدونة
عضو نشيط
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:48 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى