أمسكوا ألسنتكم.. الجزائر لا تصدّر الإرهاب
12-10-2015, 09:49 PM
عبد السلام سكية
صحافي ورئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الشروق اليومي
تبرأ وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، من تصريحات نقلتها عنه جريدة الشرق الأوسط السعودية، جاء فيها أن الإرهاب في بلاده قادم من المناطق الحدودية مع الجزائر، وأثار كلام الوزير حالة من الرفض في الجزائر، وحتى داخل تونس، وذكر الوزير مكذبا ما نقلته الشرق الأوسط ولو بأثر رجعي وبشكل متأخر: "لقد حُمل كلامي ما لا يتحمل، ولم أكن أعني أبدا في حديثي الجزائر".
وكشف نائب رئيس البرلمان التونسي عن حركة النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو، فحوى جلسة لقاء جمع الوزير مع رؤساء الكتل ورئيس نواب الشعب بمقر البرلمان، أمس، قائلا في اتصال مع "الشروق": "لقد سألنا الوزير عن فحوى تصريحاته في جريدة الشرق الأوسط، فرد بكل وضوح أنه وقع تحريف وتزييف لتصريحاته، وأنه سيصدر تصويبا في الموضوع"، وتابع الوزير أمام مسؤولي البرلمان التونسي: "الشرق الأوسط أعطت عنوانا للمقال لم يكن متناسبا أبدا مع ما قلته... لم أعن أبدا الجزائر لما تحدثت، لقد حُمل المقال أكثر مما يتحمل، لم يصدر مني أي اتهام أو تحميل مسؤولية للجزائر فيما يخص الإرهاب".
وبعدما فند الوزير وجود أي توتر بين البلدين، أكد أن العلاقات بينهما على خير ما يرام، وأن هنالك تنسيقا يوميا بين القيادات العسكرية في البلدين سواء على المستوى المركزي أو المحلي، وسجل المتحدث كذلك "علاقة تونس بالجزائر تاريخية ولا يمكن لأحد الإساءة إليها أو تعكير الأخوة التاريخية بين شعبي البلدين". وأضاف أن أمن تونس من أمن الجزائر مفيدا بوجود تنسيق يومي بين القيادات العسكرية سواء على مستوى المركز أو الجهات الحدودية.
وتعليقا على الموضوع، قال رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي، ردا على بعض الأطراف التي تتهم الجزائر بتصدير الإرهاب إلى تونس: "التصريحات التي نسمعها بين الفينة والأخرى وتتحدث عن الجزائر، من شأنها أن تؤزم العلاقات التي تجمعنا مع الجزائر".
وتابع الجبالي في اتصال مع "الشروق" أمس، "لا يمكن أبدا اتهام الجزائر بتصدير الإرهاب ولا حتى اتهام ليبيا.. ما أقوله وكنت رئيسا للحكومة التونسية أننا كنا مطمئنين جدا من جهة الجزائر، وكذلك الحال من ليبيا ولو أن الوضع الأمني مع ليبيا أكثر خطرا".
ونصح الجبالي، الطبقة السياسية في تونس بـ"توخي الحكمة خلال التصريحات"، وأكد المعني كذلك: "في الوقت الراهن من الضروري تكثيف الجهود والتنسيق بين الطرفين، وهذا الذي عملنا من أجله خلال اللقاء الذي جمع المسوؤلين التونسيين والجزائريين والليبيين في غدامس، لأن أي إضرار بمبدأ التنسيق الأمني والتعاون بين البلدان الثلاثة من شأنه أن يصب في مصلحة الإرهاب".
واستنادا إلى المقال الذي نشرته جريدة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن، في عدد الأحد والمعنون بـ"وزير الدفاع التونسي: الإرهاب يأتينا من ليبيا والجزائر"(..)، ومما نٌقل عن الوزير في المقال "التهديد الأمني الذي تعاني منه تونس له عنوانان: الأول خارجي آت من الجنوب الشرقي ومن وراء الحدود واسمه فلتان الحدود الليبية - التونسية من الجانب الليبي وغياب بنى الدولة الليبية وهيمنة الفوضى.. والثاني خارجي - داخلي على السواء ويتمثل في المناطق الجبلية القائمة على جانبي الحدود مع الجزائر ومنها جبل الشعانبي، حيث تنشط مجموعات إرهابية".