في حكم آلة الدربوكة وصحة قياسها على الدُّفِّ
02-03-2010, 10:22 PM
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله-
الفتوى رقم: 869
الصنف: فتاوى الزواج
في حكم آلة الدربوكة وصحة قياسها على الدُّفِّ
السـؤال:هل يجوز الضرب بالدربوكة في حفلات الزفاف؟ وهل يصحُّ قياسها على الضرب بالدُفِّ؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فاعلم أنَّ الدُّفَّ جائزٌ في الأعياد والأعراس لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ الحَرَامِ والحَلاَلِ الدُّفُّ والصَّوْتُ»(١- أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب النكاح، باب ما جاء في إعلان النكاح: (1088)، والنسائي في «سننه» كتاب النكاح، باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف: (3369)، وابن ماجه في «سننه» كتاب النكاح، باب إعلان النكاح: (1896)، وأحمد في «مسنده»: (15025)، من حديث محمّد بن حاطب رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الألباني في «الإرواء»: (7/50)). أمَّا الدربوكة فمعدودة من عموم آلات المعازف والطرب ولا شبه لها بالدف؛ لأنَّ لها شكلاً مُختلفًا عن الدُّفِّ ووقعًا مغايرًا عنه، فلا تلحق به، لذلك فهي مشمولة بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَريرَ والخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»(٢- أخرجه البخاري مُعلَّقًا بصيغة الجزم في «صحيحه» كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه: (5268)، وأخرجه موصولاً: ابن حبان في «صحيحه»، ذكر الأخبار عن استحلال المسلمين الخمر والمعازف في آخر الزمان: (6754)، والطبراني في «المعجم الكبير»: (3/282)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (21590)، من حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. قال ابن القيم في «تهذيب السنن» (10/111): «فالحديث صحيح بلا ريب»، وقال الهيثمي في «الزواجر» (2/203): «صح من طرق بأسانيد صحيحة لا مطعن فيه»، وانظر: «السلسلة الصحيحة» للألباني: (1/186)، و«تحريم آلات الطرب» له -أيضًا-: (1/82))، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «صَوْتَانِ مَلْعُونَانِ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ: مِزْمَارٌ عِنْدَ نِعْمَةٍ وَرَنَةٌ عِنْدَ مُصِّيبَةٍ»(٣- أخرجه البزار في «مسنده» كما في «مجمع الزوائد» للهيثمي: (3/100)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (427)، وفي «تحريم آلات الطرب»: (1/51)).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و انت يا هذا مطلوب ، و لك ذنوب و ما تتوب ، و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب