أنواع السمك سريعة النمو "أكثر عرضة لخطر تناقص عددها"
07-08-2015, 07:42 AM

يعد الصيد الجائر أحد عوامل الخطورة على أنواع الأسماك سريعة النمو

كشفت دراسة بشأن الأسماك حول العالم أن أنواع الأسماك سريعة النمو أكثر عرضة لتناقص عددها مما كان يُعتقد من قبل.
وكان يُعتقد في السابق أن الحياة تحت الأمواج تتشابه مع الحياة فوق الأرض، وأن السلالات بطيئة النمو هي الأكثر عرضة للتناقص.
ووجد الباحثون أن الصيد الجائر سبب رئيسي في ذلك، لكن إنشاء مصايد للأسماك أكثر ملائمة للتغيرات البيئية قد يساعد في تجنب تراجع أعداد هذه الأسماك في المستقبل.
ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية وقائع الجمعية الملكية البريطانية.
ويقول الباحث المشارك في الدراسة مالين بينسكي من جامعة روتغرز الأمريكية: "على الأرض فإن الحيوانات بطيئة النمو أكثر عرضة للتناقص، وقد اعتقدنا أن ذلك ينطبق على الحياة البحرية في المحيطات".
وأضاف: "لكننا درسنا نحو 150 من أنواع الأسماك حول العالم، ووجدنا أن العكس تقريبا هو الصحيح".
الصيد الجائر
ووجد الدكتور بينسكي وزملاؤه أنه على مدار العقود الستة الماضية فإن أنواع الأسماك سريعة النمو، والتي يتم صيدها لأغراض التجارة، كانت معرضة للتناقص، بنسبة تزيد عن ثلاثة أمثال مقارنة بغيرها، من الأسماك بطيئة النمو.
وقال بينسكي لبي بي سي إن الفريق توصل لعنصري خطورة رئيسيين، يجعلان تلك الأسماك شديدة التأثر بالصيد الجائر.
وأضاف: "أحد هذين العنصرين هو أنها تنمو سريعا، والثاني هو أنها توجد في بيئة شديدة الموسمية".
وتابع: "يمكن تشبيه ذلك الوضع بسيارة سباق دقيقة التصميم للغاية، تسير بسرعة 200 ميل في الساعة، فإن أي حركة خاطئة ستجعلك خارج ميدان السباق. وإدارة مصيدة أسماك سريعة النمو تشبه ذلك إلى حد ما، أي ليس لديك الوقت للتصرف إذا ما تغيرت الظروف البيئية".
وقدم الباحثون في دراستهم مثالا يوضح النتائج التي توصلوا لها، وهو سمك سردين تيار كاليفورنيا، والذي يعتبر مثالا جيدا لهذه العوامل المتفاعلة مع بعضها البعض.
وقال الدكتور بينسكي: "تناقصت أعداد هذا النوع في الخمسينيات من القرن الماضي، خلال فترة انخفاض درجة الحرارة، والتي ارتبطت بضعف التكاثر وتأخر الاستجابة كثيرا من جانب الإدارة، باتجاه خفض حصص الصيد".
ويرى دكتور بينسكي أن نتائج الدراسة تشير إلى أن الإجراءات الإدارية بحاجة إلى توجيه مزيد من الاهتمام، إلى التغيرات الموسمية التي تطرأ على البيئة.
وقال: "إذا كنت تصطاد في مستوى بعينه ثم أصبحت الظروف البيئية أقل ملائمة، وبدأ نمو مجموعات الأسماك في التباطؤ، فمن السهل جدا أن يؤدي ذلك إلى تراجع أعداد تلك الأسماك".
وأضاف: "التغيرات البيئية غير متضمنة في الغالب في الطريقة التي ندير بها المصايد. والأمر يختلف على سبيل المثال في مصايد أسماك السردين والأنشوجة، لكن يمكن استخدامها على نطاق أوسع".
وأردف: "لا اعتقد أننا أدركنا مدى تأثر أنواع السمك سريعة النمو بالصيد الجائر. ولأنها تنمو سريعا فيمكننا صيد نسبة أكبر من أعداد الأسماك كل عام، وهذا ما توصي به إدارات المصايد عادة".
واختتم: "نحن نصطادها بطريقة أكثر قسوة، لكن اتضح لنا أنها أكثر تأثرا وحساسية مما نعتقد".