رد: موضوع نقاشي : هجرة العلماء إلى الخارج
04-08-2009, 05:46 PM
والله اني ارى شخصيا هجرة العلماء الى الخارج عين الصواب. لماذا ؟ ليس تنكرا للوطن .حاشا لله ولا هو بحثا عن المال بل هو لتحقيق الحلم في ابراز كنوز العقل واستفادة البشرية قاطبة منه.
والسبب الحقيقي الذي يدفع الجزائريين الى الهجرة في نظري والباحثين بصفة خاصة هو الحقرة المطبقة في بلادنا علنا وعلى اوسع نطاق ومع سبق الاصرار والترصد.
أنا مثلا لست عالما ولا باحثا علما ، أنا أستاذ في التعليم العالي ، نحن نفتقد للكثير من الأمور التي تعيننا على الحياة الهادئة فضلا عن البحث أو الانتاج والابداع خصوصا في مجالات العلوم والتكنولوجيا:
- نحن لا نتقاضى أجورنا في وقتها.
- نضطر دائما إلى أن نصطدم بالإدارة من أجل تحصيل مستحقاتنا أو أبسط حقوقنا.
- ليس لنا سبيل لامتلاك سكن محترم أو سيارة محترمة ، وإن كان فهو بعد سنين من العناء والادخار وعلى حساب الغذاء والكساء والعطلة والرفاهية.
- العسكري البسيط أو الشرطي يحظى بمعاملة خير من الأستاذ الجامعي سواء من الحكومة أو من إدارته.
- امكانيات البحث ليست متوفرة ، وان كان فهي مبعثرة وغير متاحة لكل الباحثين .
- المحسوبية التي انتشرت في مسابقات الماجستير وفي توظيف الأساتذة وفي الحصول على الامتيازات والخرجات.....الخ
- اعتماد مقاييس غير علمية في تعيين رؤساء الجامعات والكليات والاستعاضة عنها بالولاء السياسي والشيتة .....
- لا يحظى الباحث في الجزائر من أي تكريم عالي مهما وصل في البحث ولا يجد في السلطة السياسية من يثمن عمله أو يتبناه أو يعمل على الترويج له أو الافتخار به ونعتبر الأسوأ في هذا المجال من بين دول شمال افريقيا حتى لا أقول افريقيا.
- الاقتصار على النموذج الفرنسي في التعليم والبحث وعدم تشجيع الانفتاح على باقي دول العالم.
كل هذا وذاك لا تجده في الدول التي يقصدها باحثونا : لا تجد من ينتظر طويلا كي يحصل على أجره أو يحتار في امتلاك سيارة أو بيت أو يجد من يزدريه ويهينه وينتقص من شأنه كما هو الحال عندنا ووالله لو أن الفقر في الجزائر كان عاما وكانت الدولة فقيرة لكان من اللؤم الخروج وترك البلاد ولكن بلادنا غنية وتستحوذ على ثرواتها ثلة من الناس لا تعرف الا مصالحها . كيف يبقى الباحثون في بلاد يقول فيها ابن المسؤول للبروفيسور * قريني وانا سيدك*؟؟.
وأخيرا أقول : لا يوجد أبدا من يحب الغربة أو يكره بلده أو ناسه ولا أتصور أبدا أن في باحثينا وأساتذتنا من لا يحب أن تكون بلده الرائدة في كل خير . ولكن البقاء في دولة الانتهازيين والسراقين والجهلة دون امكانية التغيير يبدو ضربا من الانتحار.