ودية بأجواء مونديالية لكتيبة ماجر
27-03-2018, 06:49 AM


يواجه المنتخب الوطني نظيره الإيراني، مساء الثلاثاء، في لقاء ودي بتوابل مونديالية على ملعب غراز ليبينو بمدينة غراز النمساوية، في ثاني اختبار لزملاء محرز في أقل من أربعة أيام، وتعد هذه المواجهة معيارية لقياس قوة التشكيلة الوطنية بالنظر إلى قوة المنتخب الإيراني المتأهل لكأس العالم 2018، في وقت كان فيه “الخضر” اكتفوا خلال عهدة ماجر بمواجهة منتخبين متواضعين إفريقيا الوسطى وتنزانيا، فضلا عن مواجهة دون أهداف أمام المنتخب النيجيري في الجولة الأخيرة من التصفيات المونديالية، ما يحوّل اختبار اليوم إلى مباراة ودية بأهداف رسمية.
وكانت التشكيلة الوطنية تنقلت إلى مدينة غراز النمساوية يوم الأحد من أجل التحضير الجيد لودية إيران، وبمعنويات عالية بعد الفوز على منتخب تنزانيا بأربعة أهداف لهدف، رغم الشتم والاستقبال غير المشجع لأنصار ملعب 5 جويلية لزملاء بوخنشوش، ولا يريد الطاقم الفني لـ”الخضر” التفريط في نقاط هذه الودية أمام المنتخب الإيراني لضرب عدة عصافير بحجر واحد، الأول مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية خلال عهدة ماجر ولو دون فائدة “رسمية”، فوزان وديان على إفريقيا الوسطى وتنزانيا، وتعادل أمام نيجيريا، والثاني الحفاظ على ديناميكية النتائج الإيجابية وسط المجموعة في ظل ابتعاد المواعيد الرسمية إلى حد الآن والثالث حتى يرد صاحب الكعب الذهبي على الانتقادات الموجهة إليه، وهو الذي صنفها في خانة الهجوم على شخصه أكثر من كونها تستند إلى معايير فنية واضحة.
ومن المنتظر أن يجد ماجر صعوبات كبيرة في تحديد التشكيلة الأساسية للاعبيه بسبب الغيابات الكثيرة والنوعية، حيث كان سرح كلا من براهيمي وبن طالب بسبب الإصابة، في حين رخص لبن ناصر لاعب إمبولي الإيطالي بمغادرة تربص “الخضر” استجابة لطلب ناديه، كما أنه من المستبعد مشاركة سليماني المصاب بدوره رغم مشاركته في تدريبات “الخضر” بغراز، ما يعني أن ماجر يتوفر على 20 لاعبا فقط، منهم ثلاثة حراس مرمى. وبعملية حسابية دقيقة، فإنه يملك 17 لاعب ميدان فقط خلال لقاء ودي كان من المفروض أن يتوفر فيه على خيارات أكبر، ولن تقتصر صعوبات ماجر على هذه الناحية فقط بل إنه لا يملك مدافعا أيمن حقيقيا، في وقت يتوقع فيه أن يغير الخطة التكيتيكة التي لعب بها أمام تنزانيا 3-4-3 التي أثارت الكثير من الجدل، والعودة إلى الدفاع الكلاسيكي بأربعة مدافعين، وهو الذي لا يملك مدافعا أيمن حقيقيا وحتى مدافعا أيسر بنفس المواصفات، على اعتبار أن بن موسى لاعب رواق أكثر من أي شيء آخر، أما بن سبعيني فيفضل اللعب في وسط الدفاع بدل الجهة اليسرى، كما ينتظر أن يعود تايدر إلى وسط الميدان لخلافة بن طالب كأبرز تغيير في لقاء اليوم، في حين سيبقي على الثلاثي محرز وهني وبونجاح في الهجوم، علما أن أكبر التغييرات ستطرأ على خط الدفاع.
هذا وحذر ماجر لاعبيه من المنتخب الإيراني، الذي سيدخل لقاء اليوم بنية تدارك خسارته الودية الأخيرة أمام تونس، وهذا حتى ترتفع معنويات أشبال كيروش قبل المونديال وحتى لا يتسرب الشك إليهم في مرحلة حساسة من التحضيرات للمونديال، وكان الطاقم الفني لـ”الخضر” عاين لقاء إيران وتونس الودي وحذر زملاء محرز من الاندفاع الكبير للاعبي المنتخب الإيراني.
الموعد يتجدد بين الجزائر وإيران بعد 27 سنة
كان آخر لقاء جمع كلا المنتخبين عام 1991 في إطار الكأس الآفروآسيوية للمنتخبات، حيث فاز المنتخب الإيراني في مباراة الذهاب (2-1) بطهران في 27 سبتمبر 1991، قبل أن يسقط في الإياب بملعب 5 جويلية بهدف مقابل صفر، نتيجة سمحت للمنتخب الجزائري الذي كان يقوده آنذاك الراحل عبد الحميد كرمالي، بالتتويج بالكأس.
كما التقيا المنتخبان، في 30 جوان 1981، بملعب 5 جويلية في لقاء ودي، انتهى بفوز أصحاب الديار بنتيجة 1-0.
ويقع المنتخب الإيراني (33 عالميا) الذي سيشارك في كأس العالم 2018 (روسيا/ 14 جوان – 15 جويلية) في المجموعة الثانية إلى جانب إسبانيا والبرتغال والمغرب. وسيكون اللقاء بمثابة تحضيرات للجزائر قبل خوض الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 في شهر سبتمبر القادم.
عبد الرحمان مهداوي لـ “الشروق”:

ودية إيران صعبة وعدم استدعاء فيغولي أفضل لتفادي المشاكل بين اللاعبين


وصف عبد الرحمان مهداوي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا، المقابلة الودية التي ستجمع، مساء الثلاثاء بالنمسا، الخضر ضد إيران بالصعبة، في ظل الظروف التي يمر بها زملاء رياض محرز، رغم الفوز المحقق في المباراة الودية الأولى أمام تنزانيا برباعية كاملة.
وأكد مهداوي، في تصريح خص به “الشروق”، على هامش ندوة تاريخية حول دور الرياضة في دعم مسار استقلال الجزائر التي أقيمت نهار الإثنين بولاية المسيلة، أن المباراة ستكون صعبة وقوية بالنظر إلى حجم المنافس الذي تمكن من اقتطاع تأشيرة التأهل لمونديال روسيا، وتوقع محدثنا فعالية أكبر من طرف لاعبي المنتخب الوطني ومردودا أفضل بالمقارنة مع المقابلة السابقة من خلال بوادر الانسجام التي بدت على عناصر التشكيلة الوطنية خاصة خلال الشوط الثاني من ودية تنزانيا الأخيرة.
وفي سياق متصل، أرجع المدرب الوطني السابق اختيارات الناخب رابح ماجر، التي لقيت عدة انتقادات في الوسط الرياضي وعبر وسائل الإعلام المختلفة، بالمبنية على نظرة تقنية ووفق أهداف مسطرة للمنتخب، كما أن كل الخيارات على حد وصفه تعود إلى الظروف الراهنة للفريق الوطني.
وفي رأيه بخصوص إبعاد الحارس رايس مبولحي رغم الأداء الذي يقدمه في البطولة السعودية، أكد مهداوي أن مبولحي الذي كان إلى وقت قريب الحارس رقم واحد في المنتخب دون منازع خلال السنوات القليلة الماضية، حتى إنه شارك في جل المباريات رغم المنافسة بين عدة حراس أمثال دوخة، عسلة، زماموش وغيرهم من الأسماء التي أبانت عن إمكانيات هائلة، كانت تؤهلهم لضمان مكانة أساسية داخل المنتخب، إلا أن التقنيين الذين تعاقبوا على المنتخب كانوا يفضلون مبولحي حتى حينما يكون دون منافسة.
واعتبر محدثنا إعفاء هذا الأخير من طرف المدرب الوطني الحالي قد يعود إلى نظرة خاصة للمدرب أو رسالة إلى كل الحراس من أجل بذل المزيد من الجهود لضمان مكانة داخل بيت “الأفناك”.
وفي رده على سؤال “الشروق” حول أسباب وخلفيات عدم استدعاء سفيان فيغولي، أوضح مهداوي أن إعفاء هذا اللاعب قد يرجع إلى نية التقني رابح ماجر من أجل الحفاظ على الانسجام داخل المجموعة وزرع روح جديدة لأن حضوره، بحسب ذات المتحدث، قد يخلق علاقات سيئة بينه وبين بعض اللاعبين الآخرين، أو ربما، فيغولي حسب عبد الرحمان مهداوي لا يدخل في تكتيك المدرب والخطة الجديدة التي يعتمد عليها الناخب الوطني، على الرغم من أنه يستحق مكانة في المنتخب الوطني، رغم وجود بعض العناصر التي تنشط في نفس المنصب أمثال براهيمي، محرز، فرحات، مشيرا إلى أن القرار الأول والأخير يعود إلى المدرب الوطني.
مهداوي عاد إلى تقييم المباراة الودية الأخيرة ضد تنزانيا التي تفوق فيها زملاء الحارس فوزي شاوشي برباعية مقابل هدف واحد، التي ظهر فيها رفقاء نجم ليستر سيتي رياض محرز بوجهين مختلفين خلال شوطي المباراة، من خلال غياب الراحة النفسية على اللاعبين فرديا وجماعيا نتيجة نقص التفاهم والانسجام وبعض الصراعات داخل المستطيل الأخضر، عكس الشوط الثاني الذي عاد فيه التوازن بين اللاعبين والاعتماد أكثر على اللعب الجماعي والفعالية التي سمحت بتحقيق الفوز.