قصة من افغانستان
20-04-2016, 12:08 PM
في عام 1841م وفي شوارع قرية أفغانية نزل بعض العسكر الانجليز واقتحموا أحد المنازل القروية ونهبوا ما به من مال وطعام وملابس وبطاطين وكانت الثلوج تغطي الأرض كلها وكان الرجال يحتطبون من الجبل ويصطادون طعامهم وأثناء خروج الجنود مال احدهم على حجرة جانبية بها سيدة المنزل ونزع غطاء الوجه عنها باحثا عن سلاسل ذهبية في صدرها فما كان من السيدة إلا ان أخرجت سكينا من تحت ملابسها كانت تخفيه وذبحت به العلج الانجليزي فقبض زملاؤه عليها واقتادوها معهم فهاجت القرية على الدورية وذبحوا 160 جنديا منهم 8 ضباط برتب مختلفة وخلصوا السيدة من ايديهم ثم اشتعلت الثورة في أفغانستان ضد الإحتلال الانجليزي وكانت شعلتها في مدينة كابول ، وقتل فيها المعتمد البريطاني وعدد كبير من كبار الضباط الإنجليز حتى أن المجاهدين الأفغان في ذلك اليوم ابادوا فيها 17000 جندي بريطاني وذلك في كمين نصبوه لهم في "خورد كابول" فلم ينج من تلك الموقعة سوى الطبيب العسكري الانجليزي " بريدون" الذي فر إلى جلال آباد ليخبر قومه بالمصيبة التي حلت بجيشهم .... جيش بريطانيا العظمى .... جيش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مسحه الأفغان من على وجه الأرض ولم يبقى من 17 الف جندي إلا واحدا فقط .
فطلب القائد البديل الذي أتى من الهند منقذا لمن تبقى من الموظفين المدنيين طلب الأمان من المجاهدين مستعطفا لهم ان يتركوا المدنيين يخرجوا سالمين من افغانستان فسمحوا لهم بالخروج بعائلاتهم من افغانستان غير مأسوفا عليهم .....
فتعلم الانجليز في تلك الواقعة أن ينظروا إلى الأفغان بغير العين التي ينظرون بها إلى جيرانهم الهنود وعرفوا ان الافغاني لا ينام ابدا وعليه ثأر ولا يقبل أن يطأ الأجنبي تراب وطنه وبالتالي لا يتساوى بالهنود من غير المسلمين بالطبع وقد حكمت انجلتر الهند بــ 10 آلاف جندي انجليزي لحفظ 190 مليون تعداد الهند وقتها حيث ان باقي جيش الانجليز كان من الهندوس والسيخ وباقي العرقيات والعقائد على ان من يدين بالإسلام في الهند كان هو العدو الاول للانجليز ولا يثق فيه المحتل ابدا لعلمه أن لن يقبل بالمهادنة وبالطبع لكل قاعدة شواذ وليس منا ببعيد بداية ثورة الشعب الهندي المسلم ضد الإنجليز وخيانة غاندي لعلماء المسلمين حتى لا تكون الهند دولة مسلمة حسب نصيحة إنجلترا له بأن يخون العلماء المسلمين مقابل ان يجعلوه هو الزعيم الاوحد للهند إضافة إلى تلميعه إعلاميا امام العالم أنه ضد الإحتلال الإنجليزي للهند بل كانت صحف وابواق إنجلترا هي من تنشر أخباره وما قالوا كفاحه السلمي ضد الإحتلال .
وأفغانستان اليوم تتداخل فيها مصالح العالم كله على ألا تنهض ومنها اميركا وروسيا والصين والهند وباكستان وإيران ولو تركت الفرصة لشعبها الحر لناطحت القوى العظمى في عظمتها...... وثقة في موعود الله بنصر دينه الحق فإن اليوم سيأتي قريبا وفيه يطلب هؤلاء أن ترضى عنهم افغانستان وعسى أن يكون قريبا .