المسحد الأقصى المسقوف....
08-08-2010, 08:17 PM
المسجد الأقصى المسقوف، الجامع القبلي

من المساجد القليلة التي أسسها الخليفة عمر بن الخطاب أحد أهم شخصيات التاريخ الإسلامي ويعود له الفضل في وضع حجر الأساس للمسجد المسقوف.
مضيفاً عليه اهمية خاصة بجانب أهميته الدينية حيث ذكر في القرآن الكريم.
وتناول الرحالة أركولف الذي زار القدس قبل العام 680م في وصفه مسجداً من الخشب متواضع الأبعاد يستوعب نحو 3000 مصلي، وقد يكون والي بلاد الشام في حينه معاوية ابن أبي سفيان مؤسس الخلافة الأموية ( 660 - 750 ) قد أضاف البناء المتواضع.

يقع المسجد الأقصى المسقوف في منتصف الجدار الجنوبي ( القبلي ) للمسجد الأقصى. وبغض النظر عمن قام بإنشائه أول مرة، لكنه بالتأكيد تم تصميمه كجزء من المخطط الشامل لموقع المسجد الأقصى الذي وضعه عبد الملك بن مروان. وأعاد الوليد ابن عبد الملك ( حكم 705 - 715م ) تشكيل المسجد الأقصى سنة 714م.

والمسجد الأقصى المسقوف الحالي أقل من نصف المسجد الأصلي، فقد بُبني المسجد أصلا ليضم 15 رواقاً، لم يتبقى منها الآن سوى سبعة أروقة، في حين خسر أبعاده نتيجة الهزات الأرضية المتعاقبة، خاصة في الفترة الفاطمية، عدا عن التغييرات التي ألحقها بع الصليبييون ( 1099 - 1178 ) عندما استخدموه مقراً للحكم وكنيسة.

وأمر السلطان صلاح الدين بإحضار المنبر الخشبي الذي كان قد صُنع خصيصاً سنة 1168م في عهد السلطان نور الدين زنكي ( 1146 - 1174م ) ليكون بمثابة شهادة تفاؤل ودافع مستمر لفتح وتحرير المسجد الأقصى، وأحضره من حلب ووضعه في المسجد الأقصى. وظل المنبر قائما حتى 21\8\1969م عندما تعرض المسجد للحريق بوافع صهيونية على يدي المتعصب الأسترالي مايكل روهان، وقد أتى الحريق على المنبر حتى لم يبق منه إلا قطع صغيرة محفوظة الآن في المتحف الإسلامي وتظهر روعته وجماله. وقد تم صنع منبر جديد للمسجد القبلي في الأردن على شاكلة المنبر القديم وبنفس أبعاده وزخارفه وطريقة صنعه تقريباً وتم تثبيته في مكانه العام 2007.

والمسجد الأقصى المسقوف القائم حالياً مستطيل الشكل تبلغ أبعاده 80م طولاً ( عمقاً ) و55 متراً عرضا. ويتكون من سبعة أروقة طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب وسبعة أروقة ممتدة عرضياً من الشرق إلى الغرب، وأوسع الأروقة الطولية هو الأوسط المسقوف بسقف جملوني ينتهي ببناء عرضي ويعود بشكله الحالي إلى الفترة الأموية على الأغلب.

وتتوسط الرواق الأوسط في نهايته الجنوبية قبة محمولة على شكل مربع يفتح المجال لرواق عريض ( رواق عرضي ) في منطقة المحراب وتستند القبة على أربعةعقود كبيرة، وفتح في أركان هذه العقود أربعة حنايا مجوفة نصف دائرية وهي مزخرفة بالفسيفساء الزجاجية وزخارفها تتكون من عناصر نباتية وهندسيةوكتابية. وفي منتصف جدار القبلة ( الجنوبي ) عناك تجويف المحراب الذي يعود في شكله الحالي لفترة صلاح الدين الأيوبي، وينتصب إلى يمين المحراب المنبر الجديد.

وقبل دخول المسجد من واجهته الشمالية يظهر رواق عرضي مفتوح يمتد أمام بوابات المسجد السبع ويتشكل من سبعة أقواس مدببة محمولة على دعامات حجرية، وعلى قمة هذا الرواق هناك مسننات، وثبتت على الواجهة الكثير من النقوش الكتابية التي تؤرخ إلى أعمال عمرانية كثيرة تمت في هذا الرواق.

تواصل إعمار المسجد الأقصى على مر العصور وبالكاد نجد فترة تاريخية لم يقم فيها الخليفة أو السلطان بتنفيذ إعمار وترميم للمسجد المسقوف، يمكن القول أن الجامع القبلي وثيقة تاريخية تروي تاريخ كل الرسالات الإسلامية التي تعاقبت على القدس. بعد إحراق المسجد العام 1969 وبسبب الدمار الكبير الذي ألحق به، تم إنشاء لجنة إعمار تشرف على ترميمه، وقد قامت بأعمال كبيرة لإعادة المسجد إلى سابق عهده وتواصل اللجنة عملية الترميم..
[SIGPIC]