قايد السبسي: السياسي المخضرم ورفيق درب بورقيبة
25-07-2019, 12:30 PM


تولى الرئيس التونسي الراحل، الباجي قايد السبسي (92 عاما) المعروف بنزعته الليبرالية سدة الرئاسة في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية جرت بعد الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي عام 2011.

وفاز السبسي على منافسه المعارض لحكم بن علي لفترة طويلة والشخصية المدافعة عن حقوق الانسان، منصف المرزوقي، في انتخابات شهدت استقطاباً حاداً بين الإسلاميين ومعارضيهم من مختلف التيارات.

كما حصل حزب السبسي، نداء تونس، الذي تشكل منذ فترة قريبة على أغلبية مقاعد البرلمان وقتها ليتجاوز حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي.

وأكد السبسي في خطاب الفوز في أعقاب حملة انتخابية شرسة على أهمية المصالحة الوطنية متعهداً بأن يكون رئيساً لكل "التونسيين رجالا ونساء".

ونظر البعض لفوز السبسي برئاسة البلاد على أنه رجوع لرموز مرحلة بن علي للساحة السياسية خاصة في ظل تبنيه "قانون المصالحة الوطنية" ودفاعه عنه.

رفيق الدرب
ولد السبسي في 26 نوفمبر/تشرين ثاني 1926 لأسرة من العاصمة التونسية، وهو محام ورفيق درب للحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس عقب الاستقلال عن فرنسا.

وتولى مناصب وزارية عدة في عهد بورقيبة منها وزارات الخارجية والداخلية والدفاع.

وانضم إثر استقلال تونس عام 1956 إلى الحكومة مستشاراً لبورقيبة، قبل أن يعين مديراً عاماً لأمن الدولة.

ثم عين وزيرا للداخلية العام 1965، كما تولى وزارة الدفاع بين عامي 1969 و1970.



وكان من الشخصيات البارزة في الحزب الدستوري، الذي كان الحزب الحاكم حتى نهاية عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إلا أنه انسحب منه العام 1971 للمطالبة بإصلاحات سياسية.

وانضم عام 1978 إلى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الليبرالية المعارضة التي شكلها خصوصاً منشقون عن الحزب الحاكم.

وفي كانون الأول/ديسمبر 1980 عاد قايد السبسي إلى الحكومة كوزير معتمد لدى رئيس الوزراء محمد مزالي الذي سعى للانفتاح السياسي.

وعين في 15 نيسان/ أبريل 1981 وزيراً للخارجية وخدم مدة ست سنوات في هذا المنصب.



ومن أهم المهام الصعبة التي واجتهه في تلك الفترة انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الهجوم الجوي الاسرائيلي على أحد مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية.

وفي 1989 وبعد تولي بن علي السلطة في تونس، انتخب الباجي قائد السبسي نائبا في مجلس النواب ثم رئيساً لمجلس النواب حتى 1991.

ومع انتهاء ولايته كنائب عام 1994، عاد لممارسة مهنة المحاماة حتى تعيينه رئيساً للحكومة المؤقتة في تونس خلفا للوزير الأول المستقيل، محمد الغنوشي في 27 فبراير/ شباط عام 2011.