الألفاظ النابية والصبية والواجهة الاجتماعية.
20-01-2021, 02:16 PM
وأنا مار على صبية صغار في سن الزهور يلعبون كرة القدم في أحد الأحياء، مثلي مثل الآخرين فرادى وجماعات تربطهم العلاقات الإنسانية كالصداقة أو الاجتماعية كالقرابة الوراثية، سمعت ألفاظا نابية حادة مستهجنة يطلقونها بعفوية وتلقائية عادية دون ردة فعل أو رهبة اعتبارية بالمحيط الحركي الجامع لكل الفئات العمرية والرتبية للمجتمع.
نابية وحدة هذه الألفاظ الجارحة الخادشة للحياء والذات البشرية المقززة للحس والروح, والتي كنت أحسبها دخلت مرحلة التراجع والانقراض ولكن حسب ما سمعته وتكرر في عدة مشاهد عبر شوارع المدينة وعند هذه الفئة بالذات، أطفال دون االسابعة ، لا يبشر بالخير أبدا ويوحي بكارثة أخلاقية سلبية قاتلة للحياء ستكون لها أثارها العكسية على الأجيال القادمة من حيث الحوار أو ثقافة الكلام وبما أنها أصبحت مقترنة العصبية ووليدتها وتمارس يوميا وخاصة في سن التلقي فهذه هي ذروة السلبيات. وحسب ظني هذه الظاهرة مركزة عندنا بكثرة وفي انقراض كلما اتجهنا جنوبا أو شمالا داخل الوطن.....
هذه الظاهرة السلبية التي تفشت كالطاعون وسط البراءة وعانقت الألسن بعد أن ترسبت ونحتت عمقا وطولا على الذاكرة و أصبحت هاجسا يخيف الأولياء من لعب أبنائهم في الساحات التي تعلم أولادهم الكلام الفاحش وسب الدين والجلالة وذكره في مقام متسخ والقسم به على الكذب والتعود على ذلك......
زيادة على ذلك تعود بعض الأولياء سامحهم الله وهداهم على الإهمال الفاضح في حق أبنائهم وعدم مراقبتهم وتركهم في الشارع لساعات طويلة من اليوم وخاصة وقت القيلولة وفي ساعة متأخرة من الليل وكذلك في المطاردة وتسلق الشاحنات وهذا ما تنجر عنه أخطار مجانية جسدية ومعنوية كتعلم التدخين وغيره من مصائب أخرى أخطر من المخدرات مثل تعاطي أنواع من الأدوية الزهيدة التي تعطي نشوة مؤقتة مثل تلك التي يدخل في مكوناتها الكوديين ومنها إلي شم المادة أللاصقة مثل الباتكس والبنزين وكل هذه السلبيات تمهد للوجهة الخطيرة وهي دخول عالم الهلوسة والمخدرات.
يجب على الجميع تحمل المسؤولية العائلية كاملة على أحسن وجه في تربية فلذات أكبادهم لأنهم سيكونون في المستقبل أعمدة لهذه الأمة, ويتركوا بصمة خير تحمل جهادهم الخيري لأن الإنفاق على الأهل أجره عظيم عند الله فما بالك بالتربية الحسنة, قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم:6].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله. رواه مسلم.
بلخيري محمد الناصر