سأضرب عن الطعام.. وعلى بوتفليقة وقف "حقرة" عيسى
22-02-2015, 10:19 PM

أبدى علي* ‬عية،* ‬شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القران الكريم والذكر بورڤلة،* ‬وإمام رئيسي* ‬بالجامع الكبير بالعاصمة،* ‬تذمره الشديد من التهميش الذي* ‬يلاحقه من طرف وزارة الشؤون الدينية،* ‬على رغم التضحيات الجسمية التي* ‬قدمها خلال سنوات الجمر،* ‬حين كان* ‬يلقي* ‬الدروس ويفتح المساجد في* ‬عز الأزمة التي* ‬شهدتها الجزائر سنوات التسعينيات*.‬

وبدا الشيخ عية جد متأثر مما وصفه بالإهانات المتتالية التي* ‬يلقاها من طرف مسؤولي* ‬وزارة الشؤون الدينية والأوقاف،* ‬قائلا*: "‬لقد أفنيت عمري* ‬كله من أجل تقديم الدروس وقدمت الكثير لوقف حمام الدم،* ‬حين كان الكثير من الخطباء* ‬يخافون من الإدلاء بدلوهم خلال الأزمة الأمنية التي* ‬شهدتها الجزائر*".‬

وقال المتحدث،* ‬إنه عرض حياته للخطر وتلقى تهديدات بالتصفية الجسدية خلال سنوات التسعينات في* ‬سبيل الوطن،* ‬من أجل وقف حمام الدم خلال سنوات التسعينيات،* ‬في* ‬وقت كان الجميع* ‬يخاف أن* ‬يقول كلمة عن الأزمة،* ‬مشيرا أن الوزير السابق بوعبد الله* ‬غلام الله،* ‬كثيرا من اتصل به شخصيا لمطالبته إلقاء دروس عبر التلفزيون لنبذ العنف والدعوة لإلقاء السلاح،* ‬ما سبب له مشاكل له وعائلته بعدما هجره الجميع خوفا من أن* ‬يصيبهم سوء*.‬

وتساءل عية عن سبب الإهانات التي* ‬يتعرض لها خلال هذه الفترة منذ استوزار محمد عيسى على رأس وزارة الشؤون الدينية،* ‬قائلا*: "‬هل كل من* ‬يقدم الخير لبلدي* ‬يجازى بالمضايقات والإهانات؟*"‬،* ‬وخاطب محمد عيسى قائلا*: "‬أين كنتم في* ‬السنوات التي* ‬واجهت فيها الفتاوى المشجعة على إشعال نار الفتنة،* ‬وفتحت المساجد وألقيت الدروس وسط التهديدات التي* ‬لحقتني* ‬من طرف الجماعات المسلحة؟*"‬،* ‬مشيرا إلى أنه لا* ‬يستحق كل ما* ‬يتعرض له من تهميش وحڤرة* - ‬على حد تعبيره* -.‬

الوزارة حولت الأئمة إلى متسولين للزكاة



قال الشيخ علي* ‬عية في* ‬منتدى* "‬الشروق*"‬،* ‬أن وزارة الشؤون الدينية حولت الأئمة إلى متسولين للزكاة،* ‬بدل أشخاص* ‬يسعون إلى إصلاح ذات البين المتخاصمين وتقديم الدروس المواعظ،* ‬بسبب العقوبات التي* ‬تفرضها على كل إمام لا* ‬يحقق نتائج مرضية في* ‬مجال جمع الزكاة*.‬

وقال المتحدث،* ‬إن من بين المسائل التي* ‬سلطت* ‬غضب وزير القطاع عليه،* ‬هو قوله كلمة الحق في* ‬مختلف المسائل الفقهية ومعارضته الشديدة لطرق اقتطاع بعض الأموال من صندوق الزكاة،* ‬لاسيما منها ما* ‬يتعلق بتخصيص* ‬6* ‬بالمائة للجان البلدية القاعدية،* ‬وما نسبته* ‬4* ‬بالمائة للجان القاعدية البلدية،* ‬وكذا مطالبته بإلغاء القرض الحسن وتمليك المبالغ* ‬المالية الممنوحة،* ‬مع مطالبته بتوزيع جل الأموال المكدسة بالحسابات البنكية على الفقراء والمساكين*.‬

وذكر أن القطرة التي* ‬أفاضت* ‬غيض الوزير عليه،* ‬تتمثل في* ‬اجتماع أعضاء المجلس العلمي* ‬بولاية ورڤلة لتدارس النتائج المحققة بعد اعتماده،* ‬حيث انتقد علانية سبل تسيير أموال الزكاة والمشروع ككل بعدما أضحى* ‬يشكل صداعا للأئمة لما أثاره من فتنة في* ‬المساجد عقب عمليات السرقة التي* ‬تتعرض لها وتحميل الإمام المسؤولية في* ‬كل مرة*. ‬

وأفاد الشيخ عية أن الوزارة فرضت شروطا تعجيزية على الأئمة من خلال حثهم على جمع مقدار معتبر من الأموال لفائدة صندوق الزكاة أن تعريضهم لعقوبات صارمة،* ‬ما جعل الكثير منهم* ‬يتحولون إلى متسولين لأموال الزكاة من الأغنياء،* ‬وآخرون* ‬يخصصون جزءا من أجورهم لملء حسابات الصندوق حتى* ‬يتجنبوا* ‬غضب الوزارة عليهم*.‬

لم* ‬يسمح لي* ‬بإلقاء الخطب منذ تحويلي* ‬إلى المسجد الكبير* ‬



اعترف الشيخ علي* ‬عية أنّ* ‬الوزارة حاولت بشتى الطرق إخراجه من الباب الضيق منذ تنصيب محمد عيسى على رأس وزارة الشؤون الدينية،* ‬من خلال دفعه إلى القيام بأخطاء تسمح لهم بتوقيفه ومعاقبته بعد حرمانه من إلقاء خطبة بالمسجد الكبير،* ‬إلا أنه تفطن إلى حيلهم،* ‬بسبب انضباطه وسعيه إلى عدم مخالفة قوانين الوزارة والمرجعية الدينية التي* ‬تعتمدها الجزائر*.‬

وقال إنه لم* ‬يسمح له بإلقاء أي* ‬خطبة،* ‬سواء أيام الجمعة أم الأعياد والمناسبات،* ‬منذ تحويله إلى المسجد الكبير بالعاصمة،* ‬والأكثر من ذلك أن* "‬الوزارة تحدد في* ‬كل مرة إماما خطيبا أيام الجمعة والأعياد،* ‬على الرغم من أني* ‬الإمام الأعلى رتبة على المستوى الوطني*"‬،* ‬ما* ‬يفسر ـ حسبه ـ النية المبيتة من طرف المسؤولين عليها لإهانته*.‬

وأضاف إنه لم* ‬يبدر منه أي* ‬خطإ،* ‬طيلة الفترة التي* ‬قضاها إماما بالمساجد،* ‬على الرغم من معارضته الشديدة للكثير من الفتاوى التي* ‬تتبناها الوزارة،* ‬قائلا*: "‬لم* ‬يصدر أي* ‬شيء مني* ‬بالمسجد مناقض للمرجعية الدينية المعتمدة من طرف الدولة الجزائرية والمتمثلة في* ‬المذهب المالكي،* ‬أو أي* ‬مخالفة لتعليمات وزارة الشؤون الدينية رغم المضايقات*".‬

وذكر الشيخ عية أحد المواقف التي* ‬كان الهدف منها الإيقاع به لتوريطه والتخلص منه قائلا*: "‬عينت إماما مستخلفا بأحد المساجد لإلقاء الدروس والخطب*. ‬وحين مرت الأمور على ما* ‬يرام طلبوا مني* ‬العودة إلى المسجد الكبير*"‬،* ‬مضيفا*: "‬لقد علمت بعد ذلك من بعض المقربين أنهم اعتقدوا أن أحيد عن قوانين الوزارة حتى* ‬يقوموا بتوريطي* ‬ويخرجوني* ‬من الباب الضيق*".‬

مدير الشؤون الدينية خاطبني* ‬قبيل احتفالات* ‬27* ‬رمضان قائلا*: "‬أنت مواطن عادي*"‬

اعتبر الشيخ علي* ‬عية أن الوزير الحالي،* ‬محمد عيسى،* ‬كان الآمر الناهي* ‬في* ‬الوزارة حتى أيام سابقه* ‬غلام الله،* ‬مشيرا أن الحملة التي* ‬مارسها ضده وصلت إلى حد تحذيره من حضور احتفالات ختم القرآن الكريم التي* ‬يحضرها كبار المسؤولين في* ‬27* ‬رمضان في* ‬ثوب إمام مدرس رئيسي*.‬

وأوضح عية أن مدير الشؤون الدينية استقبله قبل الاحتفال بختم القرآن الكريم وصحيح البخاري* ‬وخاطبه بالحرف الواحد*: "‬أنت مواطن عادي* ‬في* ‬27* ‬رمضان*"‬،* ‬بعدما أعلمه بضرورة تجنب الصلاة في* ‬الصف الأول مع المسؤولين أو اختيار مسجد آخر* ‬غير المسجد الكبير،* "‬الأمر الذي* ‬أثار حفيظتي* ‬ومس كرامتي* ‬بشكل كبير*".‬

وذكر المتحدث أن محمد عيسى كان المتصرف الفعلي* ‬في* ‬الوزارة منذ أيام* ‬غلام الله،* ‬بدليل أنه الشخص الذي* "‬حرمني* ‬من ممارسة حقي* ‬في* ‬إلقاء الخطب والدروس أيام الجمعة والأعياد*"‬،* ‬رغم ـ* ‬يضيف ـ* "‬أن تحويلي* ‬إلى العاصمة كان بطلب* ‬غلام الله آنذاك بغرض إعادة هيبة المسجد الكبير إلى ما كان عليه الأمر في* ‬السابق*".‬



أتوجه بندائي* ‬إلى بوتفليقة لوقف حڤرة وزير الشؤون الدينية

سأدخل في* ‬إضراب عن الطعام إن لم ترد كرامتي



بمرارة ودموع منهمرة،* ‬طالب الشيخ على عية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومسشاره للأمن التدخل العاجل لرد كرامته التي* ‬داس عليها الوزير*. ‬وقال الشيخ لـ"الشروق*" ‬أن الوزير عيسى رفض استقباله أكثر من مرة وأصبح لا* ‬يرد على رسائلي،* ‬مضيفا في* ‬كل مرة اذهب لمقابلته* ‬يرفض ذلك،* ‬وقال الشيخ* "‬حتى البواب رفض دخولي* ‬إلى الوزارة وقال لي* ‬أنت لن تدخل إلى* ‬الوزير؟*"‬*.‬

وهدد الشيخ على عية بالدخول في* ‬إضراب عن الطعام* "‬إذا لم ترد لي* ‬كرامتي،* ‬فأنا لم أطلب لا سيارة ولا سكنا،* ‬وإنما اطلب رد الاعتبار ووقف التهميش*"‬،* ‬مضيفا* "‬لقد قررت أن أشن اعتصاما أمام مقر الوزارة ردا على إهانات الوزير وسأرفع شعار* "‬الموت أو استردادي* ‬كرامتي*"‬،* ‬فلا* ‬يعقل أن أمضي* ‬39* ‬عاما في* ‬الإمامة ونشر القرآن وتحفيظه للشباب الذين أصحبوا الآن أئمة ومنهم حتى مدرسين في* ‬مكة والإمارت وقطر والكثير من البلدان*".‬

لا إثم على طالبي* ‬سكنات عدل*.. ‬وعلى الشباب ألا* ‬يضيعوا الفرصة

فيما* ‬يخص سكنات عدل،* ‬قال الشيخ علي* ‬عية،* "‬حقيقة أن الصيغة تشوبها شبهات لابد من رفعها،* ‬لكن لا إثم على المضطر مادام المجتمع* ‬يعيش أزمة سكن خانقة،* ‬فهذه الصيغة حلال والإثم على الحكومة*"‬،* ‬ودعا في* ‬ذات الصدد وزارة السكن إلى إعادة النظر في* ‬بعض البنود ورفع الشبهات التي* ‬تحوم حول هذه الصيغة،* ‬ولذا أدعو الشباب إلى الاستفادة من هذه الصيغة وعدم تضييع هذه الفرصة*.‬

حذرت الوزير من انتشار الأفكار الهدامة ولم* ‬يرد علي

وقال الشيخ علي* ‬عية أنه وجه رسالة تحذير من الأفكار الهدامة التي* ‬جاء بها اللاجئون السوريون الفارون من جحيم الحرب في* ‬سوريا،* ‬مبرزا تأكيده على الخطر الذي* ‬سيحدق بالبلاد في* ‬مخاوف من تأثر الشباب الجزائري* ‬بهذه الأفكار،* ‬وضرورة تأطير الائمة لمواجهة كافة الأفكار المنتشرة من طرف اللاجئين السوريين،* ‬لكن الوزير تجاهلها مثلما فعل من الرسائل السابقة*.‬