قصة وعبرة... لا..للزوج البخيل بقلم/ سيد مبارك
18-07-2018, 06:06 PM
قصة وعبرة... لا..للزوج البخيل






الحمد لله رب العالمين وكفي ووالصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد..
خطب المغيرة بن شعبة وفتى من العرب امرأة وكان الفتى جميلا فأرسلت إليهما المرأة لابد أن أراكما وأسمع كلامكما فاحضرا إن شئتما. فأجلستهما بحيث تراهما. فعلم المغيرة أنها تؤثر عليه الفتى فأقبل عليه فقال لقد أوتيت حسنا وجمالا وبيانا فهل عندك سوى ذلك قال نعم فعدد عليه محاسنه ثم سكت. فقال المغيرة فكيف حسابك فقال لا يسقط على منه شيء وإني لأستدرك منه أقل من الخردلة. فقال له المغيرة لَكِني أضع البدرة في زاوية البيت فينفقها أهل بيتي على ما يريدون فما أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها.
فقالت المرأة والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحب إلى من الذي يحصي على أدنى من الخردلة.
التعليق والعبرة من القصة:
البخل صفة مذمومة لا تليق بالزوج المسلم وقد قال تعالي:
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ومَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7) –الطلاق
وقد كان النبي -صلي الله عليه وسلم- يدعوا ويقول" اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال وأعوذ بك من عذاب القبر "السلسلة الصحيحة – للألباني( 3937 )
وينبغي علي الزوج وجوباً أن ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف ، بكل ماهو من أسباب المعيشة من الطعام والشراب والملبس والمسكن ، وغير ذلك مما لاغني عنه علي الزوجة والأولاد، كنفقة علاج ، ونفقة تعليم ، ولا ريب أن النفقة تختلف من زوج لأخر حسب السعة واليسر ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فإن ضيق عليهم مع القدرة والميسرة عُدّ بخيلا ؛ لأنه منع أداء الحق الذي عليه وبه قوامته ومسئوليته عن رعيته.
قال ابن القيم-رحمه الله:" الْبَخِيل هُوَ مَانع مَا وَجب عَلَيْهِ ، فَمن أدّى الْوَاجِب عَلَيْهِ كُله لم يسم بَخِيلًا ، وَإِنَّمَا الْبَخِيل مَانع مَا يسْتَحق عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ وبذله " انتهى من " جلاء الأفهام " (ص 385) ، ومثله قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" البخل: هو منع ما يجب ، وما ينبغي بذله " - شرح رياض الصالحين (3/ 410)
والمرأة بطبيعتها لا تحب من يحاسبها علي كل كبيرة وصغيرة طالما غير مسرفه وعليها أن تتعامل مع الموقف لو كان زوجها بخيلاً بحكمة وعقلانية وتحاول أن تفهم سبب بخله وتفهم الداء لتعرف الدواء وأن تشعره دوماً بمدى سعادتها أبنائها عندما يشترى لهم احتياجاتهم وتترك انطباع لديه أنها تقدر تعبه وإنفاقه ولا ريب أن الكلمة الطيبة مطلوبة بين الزوج وزوجه فالحياة الزوجية تحتاج لتضحيات من الطرفين ولو لم ينفع علاج البخل أن زاد عن حده إلي التقصير في متطلبات المعيشة الضرورية التي لا غني عنها مع سعته وقدرته للزوجة أن تأخذ ما يكفيكها هي وأبناءها فى حدود احتياجاتهم وبما يتماشى مع مستواه بلا
اسراف أو تبذير بالمعروف لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي إلا ما أخذته من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيكا- "البخاري برقم/ 5049
و وينبغي للزوجة أن تدرك مالها وماعليها فأن كانت غير أمينة علي ماله ومسرفة فليس لها رخصة في أخذ ماله طالما يكفي احتياجاتها وأولادها وللزوج منعها بالتأكيد ولا يترك لها الحبل علي الغارب. والله أعلم وأحكم
وكتبه/ سيد مبارك