من فوائد وثمرات ترك الخصومة
07-02-2016, 02:14 PM
من فوائد وثمرات ترك الخصومة


1 - معرفة فضل وثواب الكلام الطيب:
فالكلمة الطيبة: صدقة؛ فقد أخرج الإمامُ مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الكلمةُ الطيِّبةُ صدقةٌ)).

الكلمة الطيبة: وقاية من النار؛ فقد أخرج البخاري من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرة، فمَن لم يجِد فبكلمةٍ طيِّبة)).

الكلمة الطيبة: سبيلٌ لدخول الجَنَّة؛ فقد أخرج الطبراني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يوجِب الجَنَّةَ إطعامُ الطعام، وحسن الكلام))، وأخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ في الجَنَّة غرفًا يُرَى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها؛ أعدَّها الله لمَن أطعم الطعامَ، وألان الكلامَ، وتابع الصِّيام، وصلَّى بالليل والناس نيام))؛ (صحيح الجامع: 2123).

2 - الخوف من تبعات الخصومة يوم القيامة:
فالخصومة تؤدِّي في الغالب إلى:( هَضم حقِّ الغير، والجَور عليه، واتِّهامه بما هو منه بريء، والوشاية به، أو النَّيل منه؛ إما بالشتم أو الضرب، وغير ذلك من ألوان الظُّلم)، والتي تجعل خَصْمه يوم القيامة يأخذ منه أَغلى ما يملك، وهي: الحسنات، وهذا عينُ الإفلاس.

فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((أَتدرون مَن المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا مَتاع، فقال: ((إنَّ المفلس من أُمَّتِي: مَن يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذف هذا، وأَكل مال هذا، وسَفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعْطَى هذا من حسناته وهذا من حسناته؛ فإن فنيَت حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطُرحَت عليه، ثمَّ طُرح في النَّار)).

وكان السف الكرام يحرصون كلَّ الحرص على عدم الوقوع في مثل هذا:
فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " مَن اتَّقى اللهَ لم يَشْف غيظَه، ومَن خاف الله لم يفعل ما يشاء، ولولا يومُ القيامة لكان غير ما ترون"؛ (الإحياء: 3/ 187).

وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول: "التقيُّ ملجمٌ لا يفعل كلَّ ما يريد"؛ (شعب الإيمان للبيهقي: 5788).

ويروى عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: أنَّ رجلاً نال منه، فقال له عمر: "أردتَ أن يستفزَّني الشيطان بعزِّ السلطان، فأنال مِنك اليومَ ما تنال مني غدًا (يوم القيامة)، فانصرِفْ رحمك الله".

وعن عبدالعزيز بن الماجشون رحمه الله قال: قال أبو حازم لبعض أولئك الأمراء: "والله لولا تَبعَة لساني، لأشفيت منكم اليومَ صدري"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا).

وهكذا ينبغي أن يكون صاحبُ الحقِّ، فالأولى في حقِّه: أن ينصرف عن الخصومة إن أمكن له ذلك؛ لأنَّ الخصومة توغِر الصدر، وتهيج الغضَبَ، وتورِث الحِقد، وتخرج إلى تناول الأعراض.


بقلم الشيخ:" ندا أبو أحمد"