القصة الثالثة
24-01-2014, 09:17 PM
سيد العين
عوّدتنا جدّتي في كل ليلة أن نلتحف رداءها الحريري الطويل ، و كنت بطبعي أصغرهم من ينعم بتوسّد ركبتيها ، بينما تقوم ببث حكاياها العتيقة ، كانت آذاننا مرهفة الى حديثها الشائق اشتياقا..فكان ما كان من سالف العصر و الأوان، أي أبنائي هذه القصة حقيقة تحتمل الخيال، و خيال يحتمل الحقيقة، تعرفون من هو " سيد العين "، ذلك الغامض القابع خلف أسوار ذلك القصر المشيد، هناكـ تقبع كل اللعنات القديمة، و يتطاير الشر إلى البشر..
" تنسمت " ذلك الوحش الذي يصدر صوتا رهيبا تفرّ له الأسود الأشاوس ،ويهرب من ضجيجها الشجعان من فلاحي "القورارة" قاطبة ، كانت لشدة قُبحها لا يستطيع أن ينظر اليها بني الانسان ، غير أن سيد العين كان مغامرا يهوى استكشاف المجهول و الغوص في الخبايا ، كان ابن الصحراء العارف الذي يجوبها ليلا و نهارا ،كان يبحث عن خيلاء هاته المجهولة التي تصدّر الرعب للأهالي و تمنع عنهم الوصول إلى الجنان مترامي الأطراف خلف أسوار القلعة القديمة ، كان يتوق بشدّة للقيا ذلك الوهم الذي يطارد بني الانسان و يزرع في قلوبهم الرعب و الخوف ، ذات صيف حار و بينما الصحراء في جفافها المعهود انطلق سيد العين طالبا مقصده في حرّ و اشتياق ، و قبل أن يصل حدود القصر .. سمع الناس صوتا رهيبا تزلزلت له الأراض و تصدعت الجدران منه ورأى الناس يومها هولا كبيرا ، ذهلت منه القوم عن مشاغلها و هلعت إلى مخاضعها ، ولم يظهر من طلل سيد العين سوى قماش اتلفته رياح هبّت من ذلك المكان الغامض ، تروي قصّة سيد العين الذي حاول تحدي " تينيسمت "
نام اخوتي و لا أحد منهم يتجرأ على التفكير بالوصول إلى ذلك المكان ..
و نمت و في قلبي " سيد العين " وسر " تينيسمت " .
صفحتي الخاصة أبث فيها حرفي و كلماتي لست بشاعرة إنما يكتبني الحرف ذات لحظة ذات جرح ذات أمنية .شكرا مسبقا فزيارتكم تسرني
https://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8...5365742627866/
https://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8...5365742627866/