هذه هي الخطايا السبع لروراوة
10-10-2016, 06:34 PM




رغم أن لاعبي المنتخب الوطني يتحملون مسؤولية التعثر المسجل أمام المنتخب الكاميروني الأحد الأحد في افتتاح تصفيات مونديال روسيا 2018، إلا أن المسؤولية الكبرى في سقوط كتيبة "المحاربين" أمام "الأسود" الكاميرونية تقع على عاتق رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، والمدرب الصربي ميلوفان راييفاتش، اللذين تسببا بشكل مباشر في البداية السيئة للتشكيلة الوطنية في التصفيات المونديالية بسبب الأخطاء التقديرية الفادحة اللتان وقعا فيها.
وهم المدرب العالمي
فبعد الانتهاء من فك ارتباط الاتحادية بالمدرب السابق كريستيان غوركوف راح رئيس الفاف يروج بنفسه وعبر "قنواته" للتعاقد مع مدرب عالمي بنفس مستوى وقيمة المنتخب الوطني المونديالي، أحد أفضل منتخبات القارة السمراء، وتم تداول الكثير من أسماء المدربين الذين ينتمون للصف الأول على غرار الإيطاليين فابيو كابيلو وتشيزاري برانديللي، وأسماء أخرى عالمية، قبل أن يتضح بأن ذلك لم يكن إلا وهما باعه رئيس الفاف للجزائريين واستثمر فيه، حيث أعلن في نهاية شهر جوان الماضي عن انتداب الصربي ميلوفان راييفاتش الذي ظل مجهولا لدى الرأي العام، بعد أن اختفى عن الأنظار منذ تجربته مع غانا في مونديال 2010، و اجتهد رئيس الفاف وعبر قنواته الرسمية وغير الرسمية في الدفاع عن خياره ومحاولة وضع هذا المدرب ضمن خانة المدربين الكبار.
وليس هذا السيناريو (بيع الوهم) بغريب عن رئيس الفاف، لأنه قام بنفس الأمر صيف عام 2011، حيث روج لأسماء مدربين عالميين لخلافة المدرب عبد الحق بن شيخة، قبل انتداب البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي انتهت مغامرته مع الخضر بخلاف حاد مع رئيس الفاف.
انتداب مدرب بطال غاب عن الميدان لخمس سنوات
أول خطأ فادح وقع فيه رئيس الفاف هو انتدابه مدربا "بطالا"، ومن مدرسة تختلف كلّية عن المدارس التي دأبت الفاف على التعامل معها لتدريب المنتخب الوطني الأول، فالمدرب ميلوفان راييفاتش الذي ينتمي لمدرسة أوروبا الشرقية، فقد الكثير من معالمه بعد أن قضى قرابة الخمس سنوات دون أن يعمل في الميدان، منذ قيادته منتخب غانا إلى ربع نهائي مونديال 2010، وخاض بعدها تجارب قصيرة في السعودية وقطر انتهت عام 2011، وكان رهان روراوة على هذا المدرب فاشلا بدليل عجزه عن مواكبة متطلبات التشكيلة الوطنية، وكذا تجسيد قوة الخضر بملعب تشاكر الذي يبقى شاهدا على انجازاتهم.
التعاقد مع المدربين دون استشارة المكتب الفدرالي
ومن أبرز "صفات" رئيس الفاف استئثاره باتخاذ القرارات المهمة والمصيرية، حيث لا يستشير أي طرف كان في القضايا المهمة، حتى أعضاء المكتب الفدرالي الذي يرأسه، والذين من المفروض أن لهم كلمة يقولونها وفق ما تقتضيه القوانين المسيرة للاتحادية، لكن روراوة الذي يعد الآمر الناهي في قصر دالي براهيم، لا يعترف بذلك أبدا، وإنما يقرر بمفرده ويفرض منطقه على الجميع دون حسيب أو رقيب، ودون انتظار "مباركة" أعضاء المكتب الفدرالي الذين يصادقون "مرغمين" على كل ما يتخذه رئيس الفاف من قرارات، حتى بشأن مدربي المنتخبات الوطنية، وآخرهم راييفاتس الذي فرضه على الجميع دون أن يعي العواقب.
تدخّله في عمل المدربين و"تدليل" اللاعبين
ماتزال الطريقة التي غادر بها كل من المدربين وحيد خاليلوزيتش وكريستيان غوركوف العارضة الفنية للمنتخب الوطني، عالقة في الأذهان، حيث أن كلاهما فضل الرحيل ليس لأسباب فنية متعلقة بالنتائج أو طريقة اللعب، وإنما لإصرار رئيس الفاف على التدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص التشكيلة الوطنية بداية من اختيار وانتقاء اللاعبين، وفرض لاعبين معينين في التشكيلة على حساب آخرين، وهي ممارسات اتضحت للعيان في أكثر من مناسبة، أبرزها التصريح الشهير للمدرب البوسني قبيل مونديال البرازيل عندما قال بالحرف الواحد "أنا لست كبشا كي أقول نعم دائما"، في إشارة واضحة لتدخل روراوة في عمل كل المدربين الذين تعامل معهم، وصولا إلى المدرب الصربي الذي استمر رئيس الفاف في ممارسة هوايته المفضلة معه، بعد أن انتشله من دوامة البطالة، كما ظهرت إلى السطح أيضا هواية أخرى لرئيس الفاف وهي تدليل بعض اللاعبين، خاصة الذين سعى جاهدا لجلبهم إلى صفوف الخضر بعد مجهودات مضنية بذلها، على غرار سفيان فيغولي، سفير تايدر، ياسين براهيمي، وهو ما نتج عنه انقسام وسط المجموعة.
الابتعاد عن المدرسة 'الفرانكفونية"
خطأ آخر وقع فيه رئيس الفاف أكثر فداحة من سابقيه، وهو تخليه عن فكرة التعاقد مع مدرب ينتمي إلى المدرسة الفرنسية أو "الفرانكفونية"، بالرغم من قرب المدربين الذين ينتمون إليها من الكرة الإفريقية وكذا من اللاعبين "المغتربين" الذين يشكّلون نواة المنتخب الوطني، ما نتج عنه غياب تام للتواصل بين الصربي ولاعبيه، فضلا عن النتائج التي حققها مدربون مثل خاليلوزيتش وغوركوف، فالأول قاد الخضر إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل في سابقة تاريخية، والثاني حقق انتصارات كثيرة وبنتائج كبيرة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 و2017، وفي الدور التمهيدي لتصفيات مونديال روسيا 2018، وروّج رئيس الفاف لتعرضه إلى ضغوط شديدة قصد التخلي عن المدرسة الفرنسية، لكنه فشل في رهانه على المدرب الصربي.
تصفية الحسابات مع الصحافة
وبابتعاده عن مدربي المدرسة الفرنسية، جسد رئيس الفاف انتقامه من الصحافة الوطنية ورجال الإعلام، قصد حرمانهم من الاقتراب والحصول على معلومات وتصريحات من مدرب لا يتقن أي لغة سوى لغته الأم، وسعى رئيس الفاف جاهدا كي ينتدب مدربا لا يتواصل مع رجال الإعلام، كي يتفادى أي "وجع للرأس" على غرار ما حدث في العديد من المناسبات مع البوسني وحيد خاليلوزيتش وكذا كريستيان غوركوف، لكن الحيلة انطلت عليه بدليل غياب الاتصال المباشر بين الصربي ولاعبيه، ما اثر كثيرا على تسيير التشكيلة الوطنية من كل الجوانب.


http://sport.echoroukonline.com/articles/211691.html