الدرسُ الخامــسُ: فقه أركان الإيمان في القُرآن " سورة النَّبأ "
07-04-2016, 12:26 PM
~ حال المتقين يوم القيامة ~
[الآيات من 31 إلى 36]
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} .
◀لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين
فقال: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} أي: الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار. وفي ذلك المفاز لهم
{حَدَائِقَ} وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.
ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس .
{كَوَاعِبَ} وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
{والأتْرَاب} اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .
{وَكَأْسًا دِهَاقًا} أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،
{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} أي: كلاما لا فائدة فيه
{وَلا كِذَّابًا} أي: إثما.
وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل من فضله وإحسانه
{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} لهم
{عَطَاءً حِسَابًا} أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها .
~ بيان عظمة اللّه ورحمته وتأكيد وقوع يوم القيامة وتهديد الكافرين المعاندين ~
[الآيات من 37 إلى 40]
{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًاقَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} .
أي: الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي خلقها ودبرها
{الرَّحْمَنِ} الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا.
ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و
{لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا،
فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين:
1- أن يأذن الله له في الكلام
2- وأن يكون ما تكلم به صوابا
لأن {ذَلِكَ الْيَوْمُ} هو {الْحَقُّ} الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب، وفي ذلك اليوم
{يَقُومُ الرُّوحُ} وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة
{وَالْمَلائِكَةُ} أيضا يقوم الجميع
{صَفًّا} خاضعين لله
{لا يَتَكَلَّمُونَ} إلا بما أذن لهم الله به .
فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر،
قال:
{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} أي: عملا وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة.
تفسير السعدي
يتبــــــــــــع..
اللهم ارزقنا حُلو الحياة وخير العطاء وسعة الرزق
وراحة البال ،ولباس العافية وحُسن الخاتمة
اللهم آمين
وراحة البال ،ولباس العافية وحُسن الخاتمة
اللهم آمين