تجار في الدولة
11-01-2016, 03:11 PM
تجار في الدولة
أصبح الطبيب مجرد تاجر في سوق للجملة و أصبح المسئول مجرد عميل لا يتحرك إلا بالعملة و أصبح الرئيس مجرد بوق للدولة دولة تحللت ولم يبقى فيها رأساها من بوتفليقة إلى بن بلة مخابراتها شاخت و أصبحت تأكل من نفسها من بني جلدتها كأفعى علها تعيش الرمق الخير في كل مرحلة لكنها لا تنتهي لأنها أدمنت و هذه هي العلة.
لقد انته الزمان عندما يصبح الطبيب يتاجر بأرواح الناس على مرأى المسئول و المواطن و المريض و الصحيح، لأنه فقط يحتاج إلى سيارة أو إلى بيت أخر أو أن يشتري لابنته سيارة أو لابنه، ما الفرق عليه أن يجمع المال و يعدده يحسب أن المال أخلده، و أما المريض فقد يستدين أو يبيع حاجياته سيارته أو بيته من أجل العلاج و المبرر الوحيد عندهم هو أنه يجب أن تعالج أو هذا هو ثمن طلب الصحة، إذا كان شجعهم يبيح استغلال حاجة المريض إلى الشفاء، فالسؤال أين أخلاقيات المهنة التي تعلموها في مشوار دراستهم؟.
لقد انته الزمان عندما أصبح المسئول في الدولة لا يكتفي بأجره المعلوم، و يسعى في تكريس السلطة المخولة إليه في جمع المال و دائما يعدده يحسب أن المال أخلده، فيبطش بالمسكين و يأخذ حق الفقير الذي أعطاه إياه القانون و يظلم ساحب الحق و يحسبون أنفسهم مصلحون و هم المفسدون في الأرض، أموال ذاهبة إلى أصحابها فيقطعون عليها الطريق و يحولونها إلى أرصدتهم في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، فان وقعت أي كارثة لا سمح الله في البلدان التي يعيشون فيها، يفرون بجلودهم إلى الدول التي اكتنزوا فيها مال شعوبهم المظلومة ظنا منهم أن لن يقدر عليهم الله.
لقد انته الزمان عندما يصبح رئيس الدولة مجرد بوق يستغله المقربون و ذوي النفوذ و المال في تحريكه كدمية أو الفزعة ليوهم به شعوبهم و يسلب منها إرادتها، يشعلون القلاقل و الفتن و إن حاد الرئيس عن مشاريعهم يستأثرون به إلى من يقتله أو يسممه أو ينقلب عليه، و هكذا تعاد الحكاية و تنتج من جديد كل مرة فهم لا يشبعون كالقراد و القمل و الجراد يمتصون العباد و البلاد يجتاحون الأخضر و اليابس.
لقد انته الزمان عندما أصبحت المخابرات الوطنية مجرد فرع تابع للمخابرات الأجنبية، يفعل ما يؤمر و انتهى الأمر في الأيدي الأجنبية و عملاءها مجرد جواسيس تابعين بما يسمى القوى الدولية العظمى تستعملها في قمع الشعب و إخضاعه، فهم لن يسمحوا بقيام دول عظمى غيرهم هم، فهذا يعتبر خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، فالعب كما شئت لكن في الإطار الذي رسمته لك القوى العظمى، اقمع اقتل كن دكتاتورا وان رأيت الشعب تحرك حرك الفتن النائمة أو التي نومتها ليختلط على الشعب الحابل بالنابل و يتفرق و أنت أيها العميل تسد، دعك من الوطن و أكاذيب حب الوطن المال يصنع كل شيء على المقاس، فلن تحتاج إلى أواهم الوطن و الذود عنه ندعه للشعب الموهوم، هذه حال مخابراتنا مجرد كنتنات تعمل لصالح الاستخبارات الدول العظمى، و الدليل مخابرات دولة عربية و التي كانت تقول أنها تتعاون مع الدول الأخرى في أفغانستان، لكنها كانت تطيع أوامر تأتيها من البيت الأبيض.