تاريخ كأس أمم أفريقيا .
16-01-2015, 04:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم








تاريخ كأس أمم أفريقيا :





قصة نشأة وتطور البطولة الأم في القارة السمراء.


1956-1970




تعود البداية الحقيقية لكأس الأمم الأفريقية إلى الثامن من حزيران/يونيو عام 1956 عندما اجتمع عبدالعزيز سالم ومحمد لطيف والسودانيون عبدالحليم شداد وبدوي محمد وعبدالحليم محمد والجنوب أفريقي فرد ويل ليناقشوا فكرة تأسيس الاتّحاد الأفريقي وإطلاق مسابقة بين منتخبات القارة الأفريقية، وبالفعل تمّ الاتّفاق على انطلاق البطولة بمشاركة منتخبات مصر وجنوب أفريقيا والسودان وإثيوبيا، وأن تستضيف السودان البطولة الأولى، ولكن بعد انتهاء الاجتماع التأسيسي انسحبت جنوب أفريقيا من البطولة الأولى بسبب سياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها ورغبة حكومتها في إرسال منتخب يضمّ بين صفوفه اللاعبين ذوي الأصل الأوروبي فقط.


البطولة الأولى


أقيمت البطولة الأولى في السودان واستضافها الملعب البلدي في الخرطوم.
أوقعت القرعة منتخبي مصر والسودان في المباراة الافتتاحية، بينما تقرّر أن يلعب المنتخب الإثيوبي مع الفائز مباشرة في النهائي.
لُعبت أوّل مباراة في تاريخ البطولة بين مصر والسودان في العاشر من شباط/فبراير عام 1957، وسجّل رأفت عطية مهاجم الزمالك والمنتخب المصري وقتها اسمه بأحرف من ذهب في سجلّات كرة القدم الأفريقية بتسجيله أوّل هدف في تاريخ البطولة وانتهت المباراة بفوز مصر بهدفين مقابل هدف.
التقى المنتخبان المصري والإثيوبي في المباراة النهائية وانتهى اللقاء بفوز مصر بأربعة أهداف دون ردٍّ ليتوّج المصريون بلقب النسخة الأولى من كأس الأمم الأفريقية.
قاد المنتخب المصري في ذلك الوقت المدرّب الوطني مراد فهمي ليسجّل نفسه كأوّل مدرّب وطني يحقّق اللقب في تاريخ البطولة.


مصر تستضيف النسخة الثانية


كان طبيعياً أن تستضيف مصر النسخة الثانية من البطولة والتي انطلقت يوم الجمعة 22 أيار/مايو عام 1959، بمشاركة معتادة من السودان وإثيوبيا إلى جانب الدولة المنظّمة.
تم تعديل نظام البطولة، حيث تقرّر أن يُلعب دوري من دور واحد لتتلاقى المنتخبات الثلاثة مع بعضها البعض.
التقى المنتخب المصري مع نظيره الإثيوبي في الافتتاح وانتهى اللقاء بفوز مصر بأربعة أهداف دون ردٍّ
فازت السودان على إثيوبيا في المباراة الثانية بهدف دون ردٍّ ليتلقي مصر والسودان في المباراة الثالثة والأخيرة يوم الجمعة 29 أيار/مايو وانتهى اللقاء بفوز مصر بهدفين مقابل هدف واحد لتحتفظ مصر بلقب البطولة.


البطولة الثالثة في إثيوبيا


وانطلقت النسخة الثالثة من البطولة عام 1962 واستضافتها إثيوبيا بمشاركة ثلاث دول أخرى هي مصر وتونس وأوغندا.
لعبت المباراة الإفتتاحية يوم الأحد 14 كانون ثاني/يناير وانتهت بفوز إثيوبيا على تونس بأربعة أهداف مقابل هدفين، بينما فازت مصر على أوغندا بهدفين مقابل هدف واحد.
أقيمت في هذه البطولة أوّل مباراة لتحديد المركز الثالث، وانتهت بفوز تونس على أوغندا بثلاثية نظيفة
التقت مصر مع إثيوبيا في النهائي وانتهى اللقاء بفوز إثيوبيا بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت شوطين إضافيين لأوّل مرّة في تاريخ بطولات القارة السمراء، وتوّجت بذلك إثيوبيا بالبطولة الأولى والأخيرة في تاريخها.


تطوّر كبير





شهدت البطولة الرابعة التي استضافتها غانا عام 1963 تطوّراً كبيراً، إذ أنها أوّل بطولة لعبت بنظام المجموعتين، وازداد عدد المنتخبات المشاركة فوصل إلى ستة منتخبات، وضمّت المجموعة الأولى: غانا وإثيوبيا وتونس، بينما لعبت السودان مع مصر ونيجيريا في المجموعة الثانية، وتأهّل منتخبا غانا والسودان إلى المباراة النهائية مباشرةً بعد أن تصدّرا مجموعتيهما.
انتهت المباراة النهائية بفوز غانا على السودان بثلاثية نظيفة ليتوّج المنتخب الغاني بأوّل لقب في تاريخه
حصل المنتخب المصري على المركز الثالث بعد فوزه على إثيوبيا (3-0)، وتصدّر المهاجم المصري حسن الشاذلي لائحة هدّافي البطولة برصيد ستة أهداف.
استمرّت سيطرة المنتخب الغاني على لقب البطولة بعد أن توّج بلقب كأس الأمم الأفريقية الخامسة، التي استضافتها تونس عام 1965 والتي أُقيمت بنظام البطولة السابقة نفسه.
اقتنص منتخب النجوم السوداء لقب البطولة بعد تغلّبه على نسور قرطاج في المباراة النهائية (3-2)، وتساوى في صدارة الهدّافين كلٌّ من كوفى وأشيم بونغ من غانا ومانغل من كوت ديفوار ولكلٍّ منهما 3 أهداف.


زيادة عدد المنتخبات


حدث التطوّر الثاني في عدد منتخبات القارة السمراء المشاركة في النهائيات في النسخة السادسة، التي استضافتها إثيوبيا عام 1968، حيث شارك في البطولة ثمانية منتخبات.
سجّلت هذه البطولة المشاركة الأولى في تاريخ منتخبات الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) والسنغال والكونغو.
حقّق منتخب جمهورية الكونغو مفاجأة كبرى بفوزه على منتخب غانا بطل القارة وقتها في المباراة النهائية بهدف دون ردّ
نال لاعب كوت ديفوار بوكو لقب الهدّاف بـ 6 أهداف.
استضافت السودان النسخة السابعة من البطولة، التي شهدت مشاركة أسود الكاميرون لأوّل مرّة في تاريخهم
نجح المنتخب السوداني في القبض على لقب البطولة لأوّل مرّة في تاريخه بعد فوزه على منتخب غانا في المباراة النهائية بهدف دون ردٍّ
واصل الإيفواري بوكو سيطرته على لقب الهدّاف للمرّة الثانية على التوالي بعد إحرازه 8 أهداف.

1972-1984




ظهور مغربي في البطولة الثامنة


بدأت منتخبات القارة السمراء تهتمّ إلى حدّ كبير بالمشاركة في النهائيات، وشهدت البطولة الثامنة التي استضافتها الكاميرون عام 1972 المشاركة الأولى للمنتخب المغربي والمالي إضافة إلى منتخبي كينيا وتوغو وغابت مصر عن المشاركة في البطولة، علماً بأنها لم تشارك أيضاً في بطولتي 1965 و1968.
رغم أن منتخب مالي كان حديث العهد بالمشاركة، إلا إنه تألّق بشدّة ووصل إلى المباراة النهائية بقيادة نجمه الكبير ساليف كيتا الحائز على الكرة الذهبية عام 1972.
تمكّن منتخب الكونغو من إيقاف مفاجآت مالي وتغلّب عليه في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
نال ساليف كيتا لقب هدّاف البطولة برصيد خمسة أهداف.
عادت مصر للمشاركة بقوّة في البطولة بعد أن استضافت نسختها التاسعة التي شهدت المشاركة الأولى لمنتخبي موريشيوس وزامبيا.
كان الفراعنة هم المرشّحون الأوفر حظاً للفوز باللقب، إلا أنهم سقطوا في مفاجأة مدوّية أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية (2-3).
حصل منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية "زائير سابقاً" على اللقب الثاني في تاريخه عقب فوزه على زامبيا في المباراة النهائية بهدفين دون ردٍّ، وكان المنتخبان قد تعادلا في المباراة النهائية الأولى (2-2) ليعاد اللقاء، وهي المرّة الأولى والأخيرة في تاريخ كأس الأمم الأفريقية التي تعاد فيها المباراة النهائية.
توّج الزائيري مولومبا بلقب هدّاف البطولة عقب تسجيله لتسعة أهداف، وهو رقم تاريخي لم يكسر حتى الآن.


المغرب ثالث دولة عربية تتوّج باللقب


بحلول النسخة العاشرة من البطولة عام 1976 كانت ملامح البطولة قد تحدّدت تماماً حيث أصبحت تقام كلّ سنتين بمشاركة ثمانية منتخبات.
استضافت إثيوبيا النسخة العاشرة التي شهدت تتويج المنتخب المغربي باللقب وهي ثالث دولة عربية تتوّج باللقب عقب مصر عامي 1957 و1959 والسودان سنة 1970.
تمّ تغيير نظام التنافس في الدور نصف النهائي للمرّة الأولى والأخيرة في تاريخها، حيث تمّ تصعيد المنتخبات الأربعة صاحبة المركزين الأوّل والثاني في مجموعتي الدور الأوّل، وهي منتخبات: المغرب وغينيا ونيجيريا ومصر.
خاضت هذه المنتخبات دورياً من دور واحد انتهى بفوز المنتخب المغربي باللقب بعد أن حصل على المركز الأوّل برصيد خمس نقاط، بينما حصل اللاعب الغيني ليا نجو على لقب الهدّاف برصيد أربعة أهداف.


غانا تحصد اللقب الثالث


استضاف المنتخب الغاني البطولة الحادية عشرة عام 1978 ونجح في الفوز باللقب للمرّة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب أوغندا بهدفين دون ردٍّ.
نال كلٌّ من الأوغندي فيليب أوموندي والنيجيري أوديغبامي والغاني أوبوكو أفريايي لقب هدّاف البطولة وكلّ منهم أحرز ثلاثة أهداف.
دخل المنتخب النيجيري الملقّب بالنسور الخضراء على خطّ المنتخبات الفائزة باللقب، وذلك عندما استضاف النسخة الثانية عشرة من البطولة، عام 1980.
نجح النيجيريون في التتوّيج باللقب الأوّل في تاريخهم عقب فوزهم في المباراة النهائية على المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف دون ردٍّ.
تصدّر الهدّافين كلٌّ من أودياغمبى من نيجيريا والعبيدى من المغرب ولكلٍّ منهما 3 أهداف.
استضافت ليبيا البطولة الثالثة عشرة للمرّة الأولى في تاريخها
تمكّن المنتخب الغاني من بسط سيطرته على لقب البطولة، بعد أن فاز بها للمرّة الرابعة في تاريخه بفوزه على الدولة المضيفة في النهائي، بركلات الترجيح (7-6)، عقب تعادل المنتخبين في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لهدف
البطولة كانت الأولى التي يتمّ حسم لقبها بركلات الترجيح.
حصل الغاني جورج الحسن على لقب هدّاف البطولة برصيد 4 أهداف.


اللقب الأوّل للكاميرون


تمكّن المنتخب الكاميروني من الفوز باللقب الأوّل في تاريخه في البطولة الرابعة عشرة التي استضافتها كوت ديفوار عام 1984.
استطاعت أسود الكاميرون الفوز على النسور الخضراء النيجيرية بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة النهائية.
حصل المنتخب الجزائري على المركز الثالث في البطولة عقب فوزه على الفراعنة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
نال المصري طاهر أبو زيد لقب الهدّاف بـرصيد 4 أهداف.


1986-2008




مصر تعود لمنصّات التتوّيج


تمكّن المنتخب المصري من العودة إلى منصّات التتويج بعد غياب 27 عاماً، وذلك في البطولة الخامسة عشرة التي استضافتها مصر عام 1986.
اصطدم الفراعنة بأسود الكاميرون في المباراة النهائية وحسم المنتخب المصري اللقب لصالحه بركلات الترجيح بنتيجة (5-4)، عقب تعادل المنتخبين بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي
نال الكاميروني روجيه ميلا لقب الهدّاف بـ رصيد 4 أهداف.
عادت الكاميرون إلى منصّات التتوّيج في بطولة كأس الأمم السادسة عشرة التي استضافتها المغرب على أرضها.
في إعادة لنهائي عام 1984، تمكّن أسود الكاميرون من الفوز على نيجيريا بهدف دون ردٍّ.
شهدت هذه البطولة واقعة غريبة، إذ تساوى في صدارة الهدّافين كلٌّ من روجيه ميلا من الكاميرون والأخضر بللومى من الجزائر وجمال عبدالحميد من مصر وعبدالله تراوري من كوت ديفوار وأكوارجى من نيجيريا ولكلٍّ منهم هدفان.
محاربو الصحراء يتوّجون باللقب الأوّل
بعد خروج المنتخب الجزائري من تصفيات كأس العالم "إيطاليا 90"، وجد محاربو الصحراء ضالتهم في كأس الأمم الأفريقية السابعة عشرة التي استضافتها على أرضها للمرّة الأولى في تاريخها.
تمكّن المنتخب الجزائري بقيادة نجمه رابح ماجر من الفوز باللقب عقب تغلّبه على نظيره النيجيري بهدف نظيف في المباراة النهائية.
نال الجزائرى جمال مناد لقب الهدّاف بـ 4 أهداف.


تحوّل تاريخي في "السنغال 92"





شهدت كأس الأمم الأفريقية الثامنة عشرة التي استضافتها السنغال عام 1992 تحوّلاً تاريخياً، فقد أصبحت البطولة التي ينظّمها الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم منذ عام 1957، بطولة كبرى بمعنى الكلمة بعد أن قرّر "الكاف" زيادة عدد المنتخبات إلى 12 منتخباً.
بعد صراع كبير بين المنتخبات المشاركة، تأهّلت منتخبات غانا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون إلى نصف النهائي، واستطاعت غانا الفوز على نيجيريا بهدفين مقابل هدف، ثم تمكّنت الأفيال الإيفوارية من إسقاط أسود الكاميرون بركلات الترجيح (1-3).
في المباراة النهائية تعادل منتخبا غانا وكوت ديفوار دون أهداف، واستمرّ التعادل في الشوطين الإضافيين، فاحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي انتهت لصالح كوت ديفوار (11-10)، ليفوز الأفيال بأوّل لقب في تاريخهم.
نال رشيدى ياكينى المهاجم النيجيري الكبير لقب الهدّاف بـ 4 أهداف.
عادت نيجيريا إلى منصّات التتويج بعد فوزها بلقب البطولة التاسعة عشرة في تونس، بعد فوز منتخب النسور الخضراء على زامبيا في النهائي بهدفين مقابل هدف.
حصد رشيدى ياكينى لقب الهدّاف للمرّة الثانية على التوالي بـ5 أهداف.


ستة عشر منتخباً





دفع نجاح البطولة بمشاركة 12 منتخباً، الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم إلى زيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً عام 1996.
عادت جنوب أفريقيا إلى ساحة كرة القدم في القارة السمراء بعد زوال التفرقة العنصرية.
على الرغم من تأهّل ستة عشر منتخباً إلى النهائيات إلا أن البطولة أقيمت بمشاركة 15 منتخباً فقط، وذلك بعد أن استبعد الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم نيجيريا من البطولة بسبب خلافات سياسية بين الحكومة النيجيرية ومنظّمة الوحدة الأفريقية، الأمر الذي جعل المجموعة الثالثة في البطولة تجرى بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط هي الغابون وزائير وليبيريا.
المثير أن جنوب أفريقيا عادت بقوّة وبحضور طاغٍ في البطولة العشرين، فلم تكتفِ بتنظيم البطولة لأوّل مرّة في تاريخها فقط، بل حصلت على اللقب أيضاً، بعد فوز منتخبها على تونس في المباراة النهائية بهدفين دون ردٍّ.
نال الزامبى كالوشا بواليا (رئيس اتّحاد كرة القدم الزامبي الحالي) لقب الهدّاف بـرصيد 5 أهداف.
دخلت بوركينا فاسو على خطّ استضافة المونديال الأفريقي، باستضافتها للنسخة الحادية والعشرين عام 1998.
استعاد الفراعنة هيبتهم الأفريقية بعد طول غياب، حيث تمكّنوا بقيادة "الجنرال" محمود الجوهري، أحد أعظم المدرّبين في تاريخ الكرة المصرية، من الفوز باللقب الرابع في تاريخ مصر عقب التغلّب على جنوب أفريقيا في المباراة النهائية بهدفين دون ردٍّ.
نال المصري حسام حسن والجنوب أفريقي مكارثى لقب الهدّاف بـرصيد 7 أهداف.


2000-2014




تنظيم مشترك


كان الأفارقة على موعد مع حدث فريد من نوعه، حيث انبرى لتنظيم كأس أمم أفريقيا الثانية والعشرين غانا ونيجيريا وهي أوّل حادثة تنظيم مشترك تُسجل في تاريخ كرة القدم العالمية.
أحرز المنتخب الكاميروني أوّل بطولة في الألفية الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة الأرض، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لكلٍّ منهما لتحسم ركلات الجزاء الترجيحية المباراة لصالح أسود الكاميرون.
نال الجنوب أفريقي شون بارتليت لقب الهدّاف بـ5 أهداف.
ضرب أسود الكاميرون بقوّة مجدّداً في بطولة أمم أفريقيا الثالثة والعشرين التي استضافتها مالي للمرّة الأولى في تاريخها عام 2002.
خطا الكاميرونيون بقوّة في هذه البطولة وصعقوا أصحاب الأرض في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، فقابلوا المنتخب السنغالي الملقّب بـ"أسود التيرنغا" وانتهى اللقاء بفوز الكاميرون بركلات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهو اللقب الرابع في تاريخ الكاميرون.


نسور قرطاج واللقب الأوّل


في عام 2004 نظّمت تونس كأس الأمم الأفريقية الرابعة والعشرين، واستغلّ المنتخب التونسي استضافته للبطولة فظفر بأوّل الألقاب في تاريخه بالفوز في النهائي على منتخب المغرب بهدفين مقابل هدف.
شهدت هذه البطولة مشاركة منتخبات رواندا وبنين وزيمبابوي في النهائيات لأوّل مرّة في تاريخها.
تراجعت إلى حدٍّ كبير القوى التقليدية في هذه البطولة، فودّع المنتخب المصري المنافسات من الدور الأوّل، بينما غادرت السنغال والكاميرون والجزائر المنافسات من رُبع النهائي، أما منتخب كوت ديفوار فلم يتأهّل إلى النهائيات من الأساس.


ثلاثية تاريخية لمصر





استضافت مصر النسخة الخامسة والعشرين من أمم أفريقيا عام 2006، وكانت هذه البطولة تحديداً بداية لسيطرة تاريخية للمنتخب المصري تحت قيادة مدرّبه الوطني حسن شحاته الملقّب بالمعلم، الذي نجح في ترك بصمة تاريخية رائعة على صعيد التدريب، حيث إنه أصبح المدرّب الوحيد في العالم الذي يتمكّن من قيادة منتخب إلى التتوّيج باللقب القاري ثلاث مرّات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.
في بطولة 2006 نجح المنتخب المصري في شقّ طريقه بقوّة حتى وصل إلى المباراة النهائية والتي واجه خلالها أفيال كوت ديفوار وانتهت المباراة بفوز بشقّ الأنفس لأصحاب الأرض بركلات الترجيح (4-2) وذلك عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي دون أهداف.
احتلّ صامويل إيتو صدارة هدّافي البطولة برصيد خمسة أهداف.


لقب مستحق


استضافت غانا كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين عام 2008 للمرّة الرابعة في تاريخها.
قدّمت منتخبات مصر وغانا وكويت ديفوار والكاميرون مستويات رائعة تأهّلت على إثرها إلى نصف النهائي، وتمكّن المنتخب المصري من إزاحة الأفيال الإيفوارية المرشّحة الأولى للقب وقتها بعد ملحمة رائعة في نصف النهائي انتهت بفوز المصريين (4-1)، بينما أطاحت أسود الكاميرون التي لا تقهر بغانا صاحبة الأرض والجمهور بالفوز عليها بهدف دون ردٍّ.
اصطدم المنتخبان المصري والكاميروني في نهائي مرتقب نجح خلاله المصريون في حسم اللقب عقب الفوز بهدف متأخّر سجّله نجم الفريق محمد أبو تريكه فتوّج الفراعنة باللقب السادس في مسيرتهم.
سيطر مجدّداً الأسد الكاميروني صامويل إيتو على لقب هدّاف البطولة، بعد أن سجّل خمسة أهداف خلال منافساتها.


جدو يصنع الفارق


أقيمت كأس الأمم السابعة والعشرون في أنغولا، وشهدت قبل انطلاقها أحداثاً مؤسفة، حيث أطلقت مجموعة مسلّحة منشقّة عن الحكومة الأنغولية النيران على حافلة المنتخب التوغولي التي كانت متّجهة برّاً إلى أنغولا، ما أدى إلى مقتل أحد إداريي البعثة التوغولية إضافة إلى إصابة حارس المرمى البديل، وبناء على ذلك أعلنت توغو الانسحاب من البطولة.
مجدّداً شهدت البطولة تألّقاً مُلفتاً وواضحاً للفراعنة الذين سعوا منذ مباراتهم الأولى في الدور الأوّل أمام نيجيريا، التي انتهت لصالحهم (3-1)، إلى القبض على لقب البطولة لتحقيق إنجاز تاريخي يعوّض المصريين عن إخفاق التأهّل إلى نهائيات كأس العالم.
وتأهّلت منتخبات مصر والجزائر وغانا ونيجيريا إلى نصف النهائي، فتخطّت مصر الجزائر بسهولة عقب الفوز عليها برباعية نظيفة، بينما خطفت النجوم السوداء الغانية فوزاً صعباً من النسور النيجيرية بهدف دون ردٍّ.
في النهائي تمكّن الفراعنة من الظفر باللقب للمرّة السابعة في تاريخهم عقب الفوز بهدف قاتل على غانا أحرزه المهاجم محمد ناجي جدو.
جدو سطّر تاريخاً رائعاً في هذه البطولة لن يُنسى أبداً عقب تتوّيجه بلقب الهدّاف، بعد أن أحرز خمسة أهداف على الرغم من مشاركته كبديل في معظم المباريات التي خاضها في البطولة ليصبح بذلك ودون أدنى شكّ أفضل بديل في تاريخ البطولة.


المُعجزة الزامبية





تم إسناد تنظيم بطولة أمم أفريقيا عام 2012 إلى الغابون وغينيا الاستوائية.
غابت عن هذه البطولة مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والكاميرون والجزائر، وعلى الرغم من ذلك شهدت تنافساً كبيراً ومستويات راقية بسبب الأداء المتميّز الذي ظهر به العديد من المنتخبات الصاعدة مثل الغابون التي تأهّلت لربع النهائي والسودان التي حقّقت إنجازاً كبيراً بالتأهّل لربع النهائي لأوّل مرّة في تاريخها منذ زيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً، وغينيا الاستوائية التي تأهّلت إلى الدور الثاني في أول مشاركة لها، إضافة إلى زامبيا التي قدّمت أعلى المستويات الفنية منذ بداية مشوارها في البطولة.
تصدّرت زامبيا المجموعة الأولى بقوّة برصيد سبع نقاط، ثم فازت على السودان بثلاثية نظيفة في رُبع النهائي قبل أن تحقّق كبرى المفاجآت بالتغلّب على النجوم السوداء الغانية بهدف نظيف فواجهت بالتالي الأفيال الإفوارية في المباراة النهائية.
وفي النهائي ظنّ الجميع أن منتخب كوت ديفوار سيقبض بسهولة على لقب البطولة، إلا أن "الرصاصات النحاسية" تمكّنت من مفاجأة الجميع وجرّت الأفيال إلى ركلات الترجيح التي انتهت بفوز زامبيا (8-7) وحصولها على اللقب الغالي لأوّل مرّة في تاريخه.


نيجيريا تعود




تم العودة لتنظيم البطولة في الأعوام الفردية لتقام النسخة التاسعة والعشرين في عام 2013، وبسبب المشاكل السياسية تمّ سحب البطولة من ليبيا واستضافتها جنوب أفريقيا.
المجموعة الأولى شهدت مفاجأة من العيار الثقيل بتأهّل كاب فيردي للدور رُبع النهائي على حساب المغرب، في أوّل مشاركة في تاريخها.
كما ودّعت منتخبات تونس والجزائر أيضاً البطولة من دورها الأوّل، إلى جانب منتخب زامبيا حامل اللقب.
بوركينا فاسو بلغت المباراة النهائية بعد فوزها بركلات الترجيح على غانا، ولكنها اصطدمت في المباراة النهائية بنيجيريا التي فازت بهدف دون مقابل لتتوّج باللقب الثالث في تاريخها.
حصل النيجيري إيمانويل إيمينيكي على لقب هدّاف البطولة برصيد خمسة أهداف بفضل صناعته لثلاثة أهداف صنعت الفارق بينه وبين الغاني واكاسو مبارك.
البوركينابي جوناثان بيترويبا نال جائزة أفضل لاعب في البطولة.














المصدر:

beinsports






...