ناشونال ريفيو: ما يجري في سوريا شاهد آخر على إخفاقات أوباما الخارجية
22-09-2015, 01:30 AM

اعتبرت مجلة "ناشونال ريفيو" الأمريكية، في عددها الإلكتروني الأخير، بأن الأخبار التي وردت عن إنفاق إدارة الرئيس أوباما 500 مليون دولار من أجل وضع" أربعة أو خمسة" مقاتلين على الأرض السورية، يضيف طرفة ساخرة إلى مأساة حقيقية.

ومن هنا تتساءل المجلة، كيف يمكن تخيل إنفاق 100 مليون دولار لتجنيد وتدريب كل مقاتل من المعارضة السورية المعتدلة؟

تأكيد
وكانت تلك الأنباء، كما تقول ناشونال ريفيو، وردت على لسان الجنرال للويد جي أوستين، رئيس القيادة المركزية الأمريكية "سينتكوم"، حيث قال أوستين في كلمة ألقاها أمام الكونغرس: "حتى الجندي الأمريكي العادي لا يكلف إعداده وتدريبه مائة مليون دولارن ولكن قد يفيد ذلك في تحقيق شيء ما".

حركة بطيئة
وأضاف أوستين بما يشبه الهلوسة: "بالإضافة إليه، فإن الاستراتيجية الأوسع في سوريا ناجحة، وبالرغم من الحركة البطيئة على المستوى التعبوي، أو التكتيكي، فإننا نواصل تحقيق تقدم في الميدان بدعم من الاستراتيجية الأوسع التي تتبعها الحكومة الأمريكية لأجل إضعاف داعش ودحره، في نهاية الأمر".

وتقول ناشونال ريفيو بأنه لا شك في كون أوستين رجل نزيه، ولكن من الصعب تقبل تلك الوعود بقيمتها الظاهرية، ولا يعود الأمر لأن المحقق العام في وزارة الدفاع الأمريكية يجري حالياً تحقيقات بشأن اتهامات ساقتها تقارير نشرها موقع ديلي بيست(الموالي لأوباما)، وكذلك صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن تزييف تقارير استخباراتية، أو تعديل مضمون تقارير أخرى، من أجل رسم صورة وردية للحرب ضد داعش.

أغرار
وتلفت المجلة إلى أنه في الواقع هناك بعض الصحة في ذلك القول، وأن العالم سمع بشيء من هذا القبيل سابقاً، إذ حتى قبل عام وحسب، عندما أعلن الرئيس الأمريكي أوباما عن خطته لبناء جيش من السوريين لمحاربة داعش(وهم الذين وصفهم مؤخراً بأنهم" فريق من الأغرار")، قال للشعب الأمريكي يومها في كلمة متلفزة: "سوف تشن الحرب على الإرهاب من خلال جهد ثابت ومتواصل لأجل دحر مقاتلي داعش أينما وجدوا، من خلال القوة الجوية ودعمنا لقوات حليفة على الأرض. وقد اتبعنا بنجاح على مدار سنوات هذه الاستراتيجية، في محاربة إرهابيين يهددون أمننا، مع دعم شركاء على الخطوط الأمامية، في كل من اليمن والصومال.

ولكن، كما تشير ناشونال ريفيو: "تمكن أولئك الإرهابيين الذين دحرهم أوباما بنجاح، من قلب حكومة شرعية في اليمن".

مبالغة
وتقول المجلة بأن تقارير وشائعات حول نهاية داعش تم تداولها وبصورة واسعة في وسائل الإعلام الأمريكية، وذلك بالرغم من أن التنظيم الإرهابي ما زال يسيطر على مساحة من الأراضي تعادل حجم إنجلترا، ولا زال مقاتلون أجانب ينضمون إلى صفوفه، وهو يحقق انتصارات في الحرب في سوريا، ولذلك يتسابق اليوم الروس والإيرانيون لتقديم المساعدة لحليفهم في دمشق.

وستأتي هذه المساعدة من إيران بسهولة، بالنظر للصفقة التي عقدها الرئيس أوباما مع الإيرانيين، والتي ستوفر لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم الحصول على 100 مليار دولار من أموالها المجمدة بعد رفع العقوبات الاقتصادية.

مثل عديدة
وتقول ناشونال ريفيو بأن الأشياء التي تدعو للسخرية في سياسات أوباما أكثر من أن تعد، فمن بين مثله التي يتمسك بها، مقاومة انتشار السلاح النووي عبر العمل على توسيع العولمة.

وتعود المجلة بالذكرة إلى يوم ما في عام 1983، عندما دعا أوباما، عندما كان طالباٌ جامعياً، لوجوب العمل من أجل العيش في "عالم خالي من الأسلحة النووية"، واليوم أثبتت إنجازاته السياسية الخارجية بأن كل ما حققه هو ضمان حصول الإيرانيين في يوم ما على القنبلة النووية، فضلاً عن احتمال حصول عدد من جيران إيران على السلاح نفسه، خلال السنوات المقبلة، وحتى كوريا الشمالية عادت للتلويح بالسلاح النووي على أمل إثارة الغرب من جديد، وقد يكون كيم جونغ إيل معتوهاً، ولكن بالنظر للمكسب المفاجئ الذي حصدته طهران، فهو يدرك أنه قد يحقق ما حلم به طويلاً.

وبالعودة للانهيار الحاصل في سوريا، وأزمة الهجرة الناجمة عنه، يتحتم، برأي ناشونال ريفيو، مناقشه الوضع السوري بجدية على أعلى المستويات في الدوائر الأمريكية، ولكن بالنظر للإخفاقات السابقة، لا يلوح في الأفق ما يمكن أن يحقق ذلك المطلب.