الاصول الوثنية لاعياد الميلاد ..والكريسماس المسيحي
21-12-2017, 01:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


على الاقل تعرف أيها المسلم على اصول هذه الأعياد قبل أن تشاركهم


تشعر الشعوب بحاجة ملحة إلى الأعياد واحتفالاتها وتحس بجاذبية كبيرة تجاهها لأنها تكسر روتين الحياة العادية وتريح من قسوة العمل وشظفه و المسيحية كديانة عالمية فقد لبت حاجات الشعوب من خلال تبنيها للعديد من الأعياد التي نافست أكثر الأديان وثنية وذلك بكثرة أعياده وتنوعها .
لن نتكلم في هذا الموضوع سوى عن أعياد الميلاد أو ما يسمى باللغة الانجليزية الكريسماس .
إن الدارس لتاريخ الأديان الوثنية و المسيحية لا بد أن يلاحظ أن الأعياد المسيحية قد وقتت بذكاء من قبل مؤسسة الكنيسة وصار يحتفل بها في أيام الأعياد الوثنية نفسها كان أباء الكنيسة القدماء يعرفون أن هذه الأعياد الوثنية شعبية جدا ولها تأثير عظيم في عقائد الشعوب الوثنية وان اقتلاعها قد يضر بمستقبل المسيحية كديانة عالمية تعترف بها تلك الشعوب التي تنصرت حديثا ولا بد أن نعلم أن الكنيسة حاولت أن تنتزع ذلك الطبع الوثني عن تلك الأعياد ولكن الشعوب المتنصرة أحبطت تلك المحاولات و أفشلتها فلم تجد بد سوى أن تخلع عليها ألقابا مسيحية وهنا تصبح رؤيتنا واضحة لتلك المشاهد من أعياد الكرنفال الكثيرة هنا وهناك تلك الأعياد التي ورثت من أعياد زحل القديمة .

عيد الميلاد الكريسماس ريفيون

جميلة تلك الأعياد وباهيه إنها أعياد النويل أو الكريسماس أو ريفيون فهيا كلها أعياد بمناسبة ولادة "المخلص" في عقيدة المسيحيين "المسيح يسوع" أو عيسى عند المسلمين لكننا سنندهش حين نعلم أن تاريخ الميلاد ظل ملتبسا لفترة طويلة وانه ليس هناك من مصدر تاريخي موثوق يمكن الاعتماد عليه لتحديد التاريخ الصحيح لميلاد المسيح كما يعترف بذلك احد كبار أساقفة المسيحية اليوم المونسينيور دوشين في كتابه أصول الشعائر المسيحية (ص 247 ) .

تقول المصادر انه لم يعن مؤرخو المسيحية في البداية بتاريخ ميلاد المسيح قدر عنايتهم بتاريخ "موته" . وكانت احتفالات موته وبعثه أهم الموضوعات المثارة في مطلع تأسيس المسيحية. لم يعلن تاريخ ميلاد المسيح الا في عام 130 تقريبا على لسان البابا تيليسفور . وبرغم ذلك فقد تعرض هذا التاريخ إلى تقلبات عديدة إلى أن تم الاتفاق على أن يوم 6 من جانفي / يناير اثبت التواريخ وأقربها إلى الصحة . مع هذا فان "الوثائق الرسمية" الأناجيل تقول شيء أخر فقد جاء في إنجيل لوقا : ان يوسف النجار صعد من الناصرة متوجه إلى بيت لحم ليسجل كما أمر القيصر أغسطس سكان إمبراطوريته ومريم كانت بصحبته وهي حاملة وعند ولاداته كانت في منزل أو زريبة للحيوانات حيث ولد المسيح وكان في تلك المنطقة رعاة يبتون في العراء لكي يتناوبوا على حراسة قطيعهم في الليل . وهذه القصة تتناقض مع ما رواه متى في إنجيله ولكنها تتفق في بعض التفاصيل كرعاة الذين كانوا يبيتون في العراء للحراسة ومن غير المعقول أن الرعاة قادرين على الحراسة في ليالي شهر جانفي أو ديسمبر ومنطقة فلسطين معروفة بشدة برودتها في تلك الفصول . ويرى الكثير من الباحثين ان المسيح ولد في بداية الخريف. وإذا عدنا إلى التقويم الذي تم ترجيحه اي في 6 من يناير برغم ذلك أقول : أن مؤسسة الكنيسة التي كانت تعرف أن الاحتفال بالعيد الشمسي الكبير في 25 من ديسمبر هو ما درج عليه الوثنيون فهو تاريخ الانقلاب الشمسي ألشتائي في التقويم الروماني القديم تقويم جوليان والذي يوافق ميلاد الإله الوثني ميترا اله الشمس القاهرة وكذلك الإله الشرقي تموز عشيق عشتار ربة الخصب وقد اضطرت الكنيسة تحت ضغوط قوية وبسبب استمرار الاحتفالات الشعبية الوثنية بمترا وتموز ان تختار هذا النهار ايضا للاحتفال بميلاد المسيح خاصة ان العهد الجديد "الإنجيل" يصف المسيح وصفا شمسيا إذا صح التعبير لتأثره بالمفردات و المصطلحات الغنوصية الإيرانية و المصرية القديمة جاء في إنجيل لوقا مثلا : (بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضيء على الجالسين ) 1/78-79 كما نقرا في إنجيل يوحنا ( ونور يضيء في الظلمة ) 1/5
و ألان وقد تعرفنا عن الأصول الوثنية لأعياد الميلاد وكيف أن الكنيسة قد قامت بتعديلات فقط من خلال تغير اسماء الأعياد وشخصياته ولم تحرك ساكنا لإلغاء هذه الرواسب الوثنية حفاظ على مكانتها في قلوب الشعوب الوثنية التي تنصرت ولم تتغلب على حنينها لوثنيتها .

جاء في مقالة نشرت في مجلة الاعتصام يناير1980م وهي ترجمة مختصرة لكتيب بعنوان
THE PLAIN TRUTH ABOUT CHRISTMAS) أي (الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد) للباحث المسيحي : (Herbert W. Armstrong) .
يبدأ مؤلف الكتيب "هربرت أرمسترونج" صفحات كتيبه بهذه الفقرة :

(من أين جاءنا عيد الميلاد ؟ من الكتاب المقدس أم من الوثنية ؟ إليك الحقائق المثيرة للدهشة-في هذا الصدد-التي ربما تمثل صدمة بالنسبة لك ..)

وتحت عنوان (ماذا تقول دوائر المعارف ؟) أكد الكاتب في الصفحة الثامنة أن كلمة "عيد الميلاد" (لم ترد لا في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ولم تنقل عن الحواريين وإنما تسربت إلى النصرانية من الوثنية) .

ويمضي الكاتب فيقول :

(بما أن الاحتفال بعيد الميلاد إنما جاء عن طريق الكنيسة الكاثوليكية ولم يكن مرتكزاً إلى أية سلطة سوى سلطة تلك الكنيسة فدعونا نقرأ ما تقوله دائرة المعارف الكاثوليكية عن هذا الاحتفال في طبعة 1911 م وهذا نصه :

"لم يكن عيد الميلاد واحداً من الأعياد الأولى للكنيسة الكاثوليكية وأول دليل على هذا الاحتفال إنما جاء من مصر .. فقد تحولت العادات الوثنية الخاصة ببداية شهر يناير في التقويم الروماني القديم تحولت إلى عيد الميلاد ويعترف أول الآباء الكاثوليك بالحقيقة التالية : لم يسجل الكتاب المقدس أن أحداً كان يحتفل أو أقام مأدبة كبيرة بمناسبة يوم ميلاده إن الآثمين والخطائين -مثل فرعون وهيرود-هم وحدهم الذين يجعلون من يوم مجيئهم إلى هذا العالم مناسبة للابتهاج العظيم" .

أما دائرة المعارف البريطانية فهي تقول في طبعة 1946 م :

"..ولم يوجد-أي عيد الميلاد-لا المسيح ولا الحواريون ولا نص من الكتاب المقدس بل أخذ-فيما بعد-عن الوثنية") .

وينقل "هربرت أرمسترونج" عن دائرة المعارف الأمريكية في طبعة 1944 م قولها :

(.."وفي القرن الرابع الميلادي بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى هذا الحدث أي ميلاد المسيح وفي القرن الخامس أمرت الكنيسة الغربية بأن يحتفل به إلى الأبد في يوم الاحتفال الروماني القديم بميلاد "سول" نظراً لعدم معرفة ميلاد المسيح معرفة مؤكدة" ) .

ويمضي مؤلف كتيب "الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد" ليحدثنا عن أن المسيح لم يولد في الشتاء بأدلة من الأناجيل مفادها أن الرعاة كانوا يحرسون أغنامهم ليلاً وقت ميلاد المسيح وهو أمر لم يكن يحدث في فلسطين شتاء وإنما قبل منتصف أكتوبر .

وينقل "هربرت أرمسترونج" عن دائرة معارف تشاف-هيرزج الجديدة للمعرفة الدينية قولها :

("ليس باستطاعتنا أن نقرر بدقة إلى أي مدى اعتمد تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد على احتفال "بروماليا" الوثني وتاريخه هو الخامس والعشرون من ديسمبر الذي كان يلي احتفال "ساتورناليا" الذي كان يمتد من السابع عشر من ديسمبر إلى الرابع والعشرين منه أي على مدى أسبوع كامل ، وأيضاً على الاحتفال بأقصر يوم في السنة وبالشمس الجديدة فقد كان احتفالا "ساتورناليا" و "بروماليا" الوثنيان راسخين بشدة في العادات الشعبية بحيث أنه كان من الصعب على المسيحيين أن يتجاهلوهما .. ولد كانت لهذين الاحتفالين ببهرجهما وصخبهما ومرحهما وبهجتهما شعبية كبيرة بحيث أن المسيحيين سعدوا حين وجدوا سبباً لكي يواصلوا الاحتفال بهما مع إحداث تغيير طفيف في روحهما وأسلوبهما وقد احتج الوعاظ المسيحيون في الغرب وفي الشرق الأدنى على الطريقة العابثة التافهة التي تم الاحتفال بها بمولد المسيح بينما اتهم مسيحيو ما بين النهرين –دجلة والفرات-اخوانهم الغربيين بالوثنية وعبادة الشمس باتخاذهم هذا الاحتفال الوثني عيداً مسيحياً") .

ونمضي مع كتيب "الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد" فإذا بمؤلفه يقول تعليقاً على الاقتباس السابق :

(يجب أن نتذكر أن العالم الروماني كان وثنياً وكان المسيحيون قبل القرن الرابع الميلادي قلة من حيث العدد-وإن كانوا يتزايدون-وكانت الحكومة والوثنيون يضطهدونهم ، ولكن بتنصيب قسطنطين إمبراطوراً وهو الذي اعتنق المسيحية في القرن الرابع واضعاً إياها بقدم المساواة مع الوثنية ، بدأ مئات الألوف من سكان العالم الروماني يقبلون المسيحية التي أصبحت وقتها ذات شعبية وعلينا أن نتذكر أن هؤلاء الناس نشأوا وترعرعوا في خضم العادات والتقاليد الوثنية التي كان أبرزها هذا الاحتفال الوثني الذي يقام في الخامس والعشرين من ديسمبر .. والذي كانوا يستمتعون به والذي لم يكونوا راغبين في التخلي عنه .

ونفس هذا المقال الوارد في دائرة معارف تشاف-هيرزج يشرح كيف أعطى اعتراف قسطنطين بيوم الأحد (يوم الشمس وهو معنى المقطعين اللذين تتكون منهما كلمة يوم الأحد بالإنجليزية) الذي كان يوم عبادة الشمس عند الوثنيين ، وكيف أعطت تأثيرات العقيدة المانوية (نسبة إلى شخص فارس اسمه ماني دعا إلى دين ثنائي يقوم على الصراع بين النور والظلمة) التي كانت ترى أن ابن الإله هو والشمس شيء واحد كيف أعطى هذان الأمران-اعتراف الامبراطور قسطنطين بيوم عبادة الشمس وتأثيرات المذهب المانوي-وثنيي القرن الرابع اللذين كانوا يبحثون عنه لتسمية الخامس والعشرين من ديسمبر ، وهو تاريخ مهرجانهم الوثني الذي يحتفلون فيه بمولد الشمس الإله لتسميته عيد ميلاد ابن الإله وبهذه الطريقة أصبح (عيد الميلاد) لصيقاً بعالمنا الغربي !

ومن الممكن أن نطلق عليه اسماً آخر ولكنه يظل دوماً مهرجان عبادة الشمس الوثني القديم ! والتغير الوحيد إنما يتمثل في الاسم الذي نطلقه عليه ! فلك أن تسمي الأرنب أسداً ولكنه سيظل أرنباً رغم التسمية !) .

الأصل الحقيقي لعيد الميلاد

ولكن إذا قد أخذنا عيد الميلاد عن الكاثوليك وهم قد أخذوه من الوثنية فمن أين أتى به الوثنيون ؟

أين ومتى وماذا كان أصله الحقيقي ؟

ويروي لنا مؤلف الكتيب قصة الأصل الحقيقي لعيد الميلاد على هذا النحو :

(كان نمرود-وهو حفيد حام بن نوح- رجلاً شريراً في مدينة بابل التي غرق أهلها في الترف والآثام .. ويقال أنه تزوج أمه التي كان اسمها سمير أميس وبعد موته المفاجئ نشرت سمير أميس عقيدة شريرة مفادها أن نمرود ظل على قيد الحياة في شكل كائن روحي وادعت أن شجرة مخضرة اخضراراً دائماً نبتت ذات ليلة في جذع شجرة ميتة وهو ما يرمز إلى انبثاق حياة جديدة من الميت نمرود وزعمت سمير أميس أن نمرود يزور تلك الشجرة الدائمة الاخضرار في ذكرى عيد ميلاده من كل سنة ويترك فوقها هدايا وكان تاريخ ميلاد نمرود الخامس والعشرين من ديسمبر وهذا هو الأصل الحقيقي لشجرة عيد الميلاد .

ونجحت سمير أميس في خططها لكي تصبح "ملكة السماء المقدسة" وأصبح نمرود-تحت أسماء عديدة-"ابن السماء المقدس" .

وعلى مر العصور أصبح نمرود في طقوس العبادة الوثنية هذه هو المسيح الدجال ابن بعل إله الشمس وفي هذا النظام البابلي الزائف أصبحت الأم والطفل-سمير أميس ونمرود الذي ولد مرة أخرى-أصبحا محور تلك العبادة .

وقد انتشرت عبادة "الأم والطفل" هذه في أنحاء العالم ، وتعددت أسماؤها في البلدان والأقطار المختلفة ففي مصر سميا "ايزيس وأوزوريس" وفي آسيا "سيبيلي و ديويس" وفي روما الوثنية "فورتشيونا وجوربيتربور" حتى في اليونان والصين واليابان والتبت وجد مثيل "للأم والطفل" قبل ميلاد المسيح بزمن طويل !

وهكذا أصبحت أيضاً فكرة "الأم والطفل" في القرنين الرابع والخامس الميلاديين عندما كان مئات الألوف من وثنيي العالم الروماني يقبلون المسيحية التي كانت لها شعبية وقتها حاملين معهم عاداتهم وعقائدهم الوثنية القديمة ويخفونها تحت أسماء لها وقع مسيحي ليس إلا أصبحت هذه الفكرة أيضاً ذات شعبية كبيرة) .

الأصل الحقيقي لعيد الميلاد

إن الأصل الحقيقي لعيد الميلاد إنما يعود إلى بابل القديمة .. إنه جزء لا يتجزأ من الردة المنظمة التي أمسكت بخناق العالم المخدوع طيلة هذه القرون العديدة !

لقد كان المصريون القدماء يؤمنون يوماً بأن ابن ايزيس-وهو الاسم المصري لملكة السماء-ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر وكان الوثنيون يحتفلون بهذا العيد المشهور في معظم أنحاء العالم المعروف على مدى قرون عديدة قبل ولادة المسيح .

إن الخامس والعشرين من ديسمبر ليس هو يوم مولد يسوع .. المسيح الحقيقي !

ويمضي المؤلف فيثبت بالأدلة التاريخية أيضاً أن مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد من باقات نبات الهولى إلى بابا نويل إلى عادة تقديم الهدايا في هذا الاحتفال هي عادات وثنية محضة !

وهناك مقالة أخرى للباحث و المؤرخ في الديانة المسيحية آندري فواسي هذه محاضرة التي ألقاه في الخامس عشر من شهر ديسمبر(12/2004م ) كانت حول الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية بحيث تطرق إلى الأصول التي تسربت منها العديد من المعتقدات الوثنية إلى العقيدة المسيحية.

وقد قدم المحاضر لمحاضرته بقوله: إن الله يريدنا اليوم أن نعرف من أين جاءتنا هذه الأشياء. أشياء تسللت من الديانة السابقة والغامضة للبابليين، تلك الديانة التي سادت العالم أجمع تقريبا خلال ألف وخمسمائة سنة، والتي تعود حاليا بقوة تحت مسميات أخرى.

وهي تتضمن معتقدات حافظ عليها المجتمع المفروض أنه مسيحي في ممارساته وفي تقاليده، ووصلت إلينا بالتوارُث جيلا عن جيل. إنها أمور علينا أن نعلمها كمسيحيين، ونحن محظوظون لكون الإله جعلنا اليوم نكتشفها.

إنها أشياء نستطيع الآن، اليوم، أن نبحث فيها على ضوء الكتب المقدسة، وعلى ضوء المعلومات التي هي الآن متوفرة بكل يسر، يجب حقيقة أن لا تكون للمرء الرغبة في العلم والمعرفة حتى لا يرى الحقيقة بأم عينيه.

وعلينا أن نلاحظ أن عدد المسيحيين الذين يكتشفون الحقيقة حول هذا الموضوع فيتوقفون نهائيا عن هذه الممارسات في تزايد. إن المسيحيين الحقيقيين؛ أولئك الذين يسعون بإخلاص إلى نيل رضا ربهم، فيتركون هذه الممارسات بمجرد أن يروا نور الحقيقة حول هذا الموضوع، يقول المحاضر:

" وعلينا كذلك أن نعترف بأن هناك حقائق ليس دائما من السهل تصديقها، وربما بعض الأشياء يمكنها أن تكون صادمة لبعض الناس. ولكن إذا كنا حقيقة مسيحيين، وإذا كنا نعبد الله حقيقة، فستكون لدينا الرغبة في معرفة حقيقة ما يريده منا، وكذلك الرغبة الصادقة في الاستجابة لتنفيذ إرادته.

فهل أعياد الميلاد(نويل) هي حقيقة أعياد مسيحية؟
هل كنيسة العهد الجديد(الإنجيل)كانت تحتفل بأعياد رأس السنة؟
هل عيسى ابن مريم ولد بالفعل يوم 25 ديسمبر؟
ما هو أصل عيد الميلاد؟
ما الذي تقوله التوراة والإنجيل عن هذا العيد؟
ماذا وراء أعياد رأس السنة؟
ما الذي يمثله ''بابا نويل'' حقيقة؟
هل يجوز لمسيحي أن يحتفل بعيد الميلاد؟
هذه فقط بعض الأسئلة من بين غيرها التي يمكن أن نضعها على أنفسنا.
ولكن ألم يحدث أبدا أن سأل أحدنا نفسه:
-لماذا أفعل هذا؟
-ما الذي يعنيه كل هذا؟
-هل هناك من داع لكل هذه الأشياء؟

ويتوجه ''آندري فواسي'' إلى الحضور بقوله:ربما في قرارة أنفسكم سبق أن أحسستم بحقيقة الجواب عن كل هذه الأسئلة؛ ولذلك تتجنبون وضع مثل هذه الأسئلة.

ولكن لتصدقوا أو لا تصدقوا؛ فإن كل العادات التي تحيط بأعياد الميلاد والكثير غيرها من الأعياد المسيحية لا علاقة لها بالمسيح. بل إن الأمر أسوأ من ذلك فهي تعود في أصولها إلى ممارسات دينية وثنية، من الممكن لهذا أن يصدم بعض الأشخاص؛ ولكنها الحقيقة، وما أسهل التدليل عليها.

وهناك عشرات الآلاف من الكتب التي تبين ذلك ولكن-ولأسباب متعددة- إما أننا لم يسبق لنا أن أعرناها أي اهتمام، أو هناك من جعلنا لا نعيرها اهتماما، أو لم يسبق لنا أن سمعنا عنها، أو أسوأ من ذلك لا نريد أن نسمع عنها!

إنها أشياء نعرفها ولكننا قليلا ما نبحث عن معرفة أجوبة عن أسئلة محرجة مثل:

-لماذا نزين شجرة بالشموع والهدايا؟
-لماذا نزين البيوت بالمصابيح؟
-وبالهدايا المعلقة
-وبشجيرات الأرز؟
-وخصوصا لماذا نقرن في أعين أطفالنا ''بابا نويل'' بميلاد المسيح؟

ولنحاول الإجابة عن أهم الأسئلة المطروحة. من أين تسربت هذه الطقوس الوثنية إلى الديانة المسيحية؟

وسوف نرى أن العديد من الأشياء التي نقول عنه: ''وما الضرر في ذلك؟'' هي في أغلبها-لو حاولنا معرفة حكم الله فيها-وراء الكثير من الضرر العقائدي، ووراءها ما وراءها من الشرك.

الاحتفال بأعياد الميلاد

أولا يجب أن نعلم أن كنيسة العهد الجديد لم تحتفل قط بأعياد الميلاد. فلا يوجد إطلاقا أي شيء في مكتوبات الكنائس يدل على أي احتفال من هذا النوع. بل يمكننا القول إن هناك أدلة على أن المسيح لم يولد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر؛ ففي إنجيل لوقا، الفقرة الثانية، نقرأ أنه عند ولادة المسيح كان هناك رعاة نائمون في الحقول، وكانوا يحرسون حيواناتهم خلال الليل. ونجد في الكثير من المقاطع في الأناجيل الأربع بأن الرعاة كانوا ينامون في الحقول ويخرجون أغنامهم إلى المراعي خلال الصيف وينامون معها في الحقول ويُدخلونها إلى الزرائب عند أول الأمطار، ومعروف أن أول الأمطار في فلسطين تهطل منذ شهر أكتوبر أو سبتمبر. وهذا دليل على أن المسيح ولد قبل ديسمبر بكثير.وإذا علمنا أن عادة الاحتفال الديني في الخامس والعشرين من ديسمبر كانت معروفة قبل ذلك بكثير عند الديانات الوثنية نفهم لماذا تم الادعاء بأن المسيح ولد في ذلك اليوم.

ولماذا الشجرة؟

في الإنجيل كذلك نقرأ :''اسمعوا كلمة الرب الخالد إذ يقول: لا تتعلموا ملل الأمم السابقة، ولا تخشوا علامات السماء التي يخافها هؤلاء الأمم، ذلك أن شعائر الأمم ليست إلا ادعاء'' ونقرأ كذلك:''إنهم أوقفوا تماثيل وعلامات على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء'' والشجرة ذكرت باللغة العبرية القديمة هكذا ''شاهيرة'' وحسب قاموس يفسر التوراة فالأمر يتعلق بشجرة مقدسة كان الوثنيون القدامى يعلقون عليها رموزهم وعلاماتهم.

ويقول نفس القاموس: إن الوثنيين القدامى كانوا يحتفلون بالشجرة المقدسة هكذا: ''كانوا يسمونها شجرة الحياة ويعلقون عليها الذهب والفضة وصور وتماثيل الحيوانات وكذلك يزينونها بالشرائط والزهور، ثم يوقدون العديد من الشموع ويحيطونها بها، ويرقصون حول الشجرة احتفالا بالعيد وخلال الرقص يتركون الشموع تحترق إلى الفجر'' ومن هنا جاءت عادة شجرة نويل عند المسيحيين فهل كان الخالق يرى أن لا ضرر في هذه الطقوس الوثنية؟

ولنواصل بحثنا؛ إن نهاية شهر ديسمبر كانت تتميز بفترة أعياد دينية كبرى في عالم ما قبل المسيح. ولنتذكر أن الإله ''بعل''( حسب المعتقدات القديمة) الذي هو إله الشمس كان أهم آلهة العالم آنذاك. وبما أنه إلـه الشمس فالاحتفال بميلاده كان ينطلق مع بداية ميول الأيام نحو الطول؛ 25 ديسمبر. وكانت الشجرة المقدسة عند البابليين من مظاهر الاحتفال بالإلـه بعل. و قد جاء ذكر الشجرة في الإنجيل باللغة العبرية القديمة''شاهيرة'': ''ونصبوا تماثيل وعلامات ''شاهيرة'' على كل التلال العالية وتحت الشجر الأخضر''.

أما بابا نويل بشكله الحالي وبهداياه للأطفال فلم يتم إدماجه في المعتقد المسيحي إلا في بداية ثلاثينات القرن العشرين. فقد تم ابتداع هذه الشخصية ذات اللباس الأحمر والأبيض وتم الترويج له من طرف شركة ''كوكاكولا''. وهي التي دفعت في اتجاه تعميمه بحيث أصبحنا نراه في مختلف بلاد العالم، حتى الإسلامية. ولا زالت مزايا ''بابا نويل'' وعطاياه للأطفال وكذلك قدراته العجيبة يتم الترويج لها بشكل مكثف من طرف السينما العصرية.

فكيف تم إدماج هذا الخليط من المعتقدات الوثنية والمسيحية في دين واحد؟

الأمر يرجع إلى الإمبراطور''قسطنطين العظيم'' الذي كان يعي جيدا الدور الذي كان يلعبه الدين في روما القديمة. وقرر منح دين المسيح الذي حاربته روما طويلا مكانة دين رسمي في الإمبراطورية، بعد أن تكاثر أتباعه من الرومان أنفسهم؛ وهكذا جلب الأمن الداخلي للإمبراطورية.وأرغم ''قسطنطين'' جميع وثنيي بلاده على اتخاذ أسماء مسيحية بما أن الدين الجديد أصبح هو الدين الرسمي للدولة. وتبعا لذلك أصبح من الضروري توحيد الديانتين حتى يتجنب النزاعات والصراعات التي قد تؤدي إلى حرب أهلية. فكان مؤتمر ''نيقية'' الشهير في سنة 325 بعد الميلاد الذي حضره الرهبان من الجانبين وتم فيه الاتفاق على المزج بين الديانتين بإدخال عقائد قريبة من الشرك في الدين الموحد مثل عقيدة التثليث وغيرها من العقائد.

فأصبحت بذلك كنيسة روما تعج بالرهبان الوثنيين الذين أصبحوا يحملون أسماء مسيحية ويتبعون المسيح الذي حرفت ديانته. فكانت فرصتهم لتمسيح عقيدتهم الوثنية. وهكذا تم إدماج المعتقدات والشعائر التعبدية البابلية.

وكانت الكنيسة الرومانية بقيادة ''قسطنطين العظيم'' مؤهلة لتبني الممارسات الوثنية حتى تجعل من دين المسيح دينا مستساغا لدى الوثنيين الذين كانوا كثرا كذلك. فـ ''قسطنطين'' كان يستعمل الدين كوسيلة سياسية منزوعة تماما من روحها الحقيقية؛ وهكذا أخذت الشعائر والمعتقدات الوثنية أسماء مسيحية.

هذا هو أصل الاحتفالات التي ما أمر الله ولا المسيح بها حسب المؤرخ والمفكر ''آندري فواسي''
وألان أخي الجزائري المسلم أخي العربي اعلم أننا بشر ومن الغرائز التي خلقه الله فينا هي الميل لكل ما يسعدنا وقد شرع الله لنا الأعياد لحاجتنا لها ولتعظيم شعائره فيها ولَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ قَالَ: "كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ الله بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمُ الفِطْرِ وَيَوْمُ الأَضْحَى" أخرجه النسائي (1 / 231)وهيا أعياد قد ارتضاه لنا ربنا وأحتفل بها رسولنا الكريم وعلمنا كيف نعيش أجوائه ونتمتع بها بما يرضي ربنا عز وجل وقد نهان نبينا من التشبه باليهود والنصارى وحذرنا من ذلك فهل نحن منتهون
ارجوا من الأعضاء والقراء الكرام التنبيه لخطورة هذه الاحتفالات التي بين و بأقلام باحثين مسيحيين أنها من الشرك لا تعترف بها حتى المسيحية المحرفة وهيا ليست سوى بقايا وترسبات لأفكر وثنية.

كتبه : ل.ب.هواري يوم الجمعة 2 محرم 1434 من هجرة النبي الاعظم صلى الله عليه وسلم

مراجع البحث


الأناجيل –كتاب الحياة – الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس – فانديك
الأصول الوثنية للمسيحية تأليف كل من اندريه نايتون – ادغر ويند كارل -غوستاف يونغ /ترجمة سميرة عزمي الزيان
عيد الميلاد (CHRISTMAS) وأصله الوثني- المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
التراث الإنساني في التراث الكتابي – روبير بنديكتي
المعتقدات الكنعانية -خزعل الماجدي
متون سومر الكتاب الأول التاريخ الميثولوجيا اللاهوت ‏الطقوس _ خزعل الماجدى
موسوعة الأديان السماوية و الوضعية ميثولوجية و أساطير الشعوب القديمة – حسن نعمة
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .