إيدير: لم أناد يوما باستقلال منطقة القبائل
12-11-2015, 02:18 AM

رانية مختاري
أكد، أمس، الفنان القبائلي القدير "إيدير" خلال ندوة صحفية نشطها في فندق "النخلتين" بمدينة ذراع بن خدة في تيزي وزو، انه لم يرافع يوما لاستقلالية منطقة القبائل، ولم يدعم مسعى الفنان "فرحات مهني" لتحقيق ذلك، قائلا ان دفاعه عن الهوية والثقافة الأمازيغية لا ينطوي تحت أي راية سياسية او توجه معين، مؤكدا انه دافع عن حق "مهني" في قول ما أراده من باب عدم التضييق على الحريات، فالاختلاف في الرؤى ووجهات النظر لا يعني اننا ندعم التضييق، مادام سكان المنطقة أصحاب الكلمة الأخيرة والقرار الحاسم.
الفنان الذي نزل ضيف الطبعة الثانية لمهرجان "ضوء على التراث الثقافي والتاريخي الأمازيغي" الذي تحتضنه ولايات تيزي وزو وبجاية منذ أسبوع، قال انه وبدل دعم مسعى الاستقلالية الذي ينادي به "فرحات مهني"، يطالب اليوم بترسيم اللغة الأمازيغية بدل الاكتفاء بجعلها وطنية، معتبرا ترسيمها نقطة انطلاقة جديدة بالنسبة لها، قائلا: "لا يمكن أن أطالب اليوم بدعم مسعى الاستقلالية او اتخاذ موقف معين بشأنها، فأنا اعتز بجزائريتي، وهويتي الأمازيغية ليست محلا للجدل، ان قلت انه لا جزائر بدون منطقة القبائل، ولا منطقة القبائل بدون جزائر، لا يعني أني أدعم حزبا او أعادي جهة معنية، هذا هو المنطق بالنسبة لي، ونضالي من اجل ترسيم اللغة الأمازيغية أمارسه بطريقتي الخاصة".

الفنان الذي عبر عن تأثره الكبير بالاستقبال الحار الذي حظي به في قرى البلديات المحتضنة لجوانب المهرجان، عاد إلى قضية رفضه الغناء في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، مؤكدا انه لم يتلق اي دعوة رسمية من الجهات المنظمة للتظاهرة، مصرحا أنه علم بالأمر من وسائل الإعلام التي تناولته، ولم يستبعد رفضه للمشاركة لأسباب وصفها بالشخصية وقناعات كتلك التي دفعته لرفض المشاركة في تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا، حيث اعتبر هذه الأخيرة بعيدة على ان تكون ممثلة لكل الجزائريين.

وعن مشاركته في المهرجانات الرسمية، استبعد الفنان ان يكون رفضه ذو بعد سياسي، حيث انه يكون مرحبا به حبا في فنه وأغانيه الهادفة، لكنه يرفض ان تكون خطواته موجهة ومتحكما فيها، عبر لغة معينة على حساب لغته الأم، قائلا: "إن كان فني محبوبا لدى العامة، فعلى المسؤولين الأخذ بعين الاعتبار اللغة التي أغني بها، فهي هويتي وانتمائي، فضلت ان أضحي بحقي في تواجدي بالوطن والغناء فيه، على ان أساوم على هويتي، انأ أقوم بما أراه صائبا وليس شرطا ان يكون كذلك عند الجميع".