تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى التعليمي > المنتدى التربوي

> تابع : العنف في المؤسسة التربوية/ الجزء الثاني

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
تابع : العنف في المؤسسة التربوية/ الجزء الثاني
11-09-2015, 10:02 PM
العنف في المؤسسة التربوية ( الفصل الثاني) :

تحديد التصرف العنيف : يُعد تصرفا عنيفا كل سلوك يقوم به التلميذ خالٍ من الحياء و الاحترام ، و يمس بالكرامة الانسانية ، تجاه كل أحد من الجماعة التربوية ؛سواء بالاعتداء اللفظي أو البدني ، أو بمجرد الإيحاء و الاشارة ؛ و ما عدا ذلك فهي مجرد مخالفات للنظام الداخلي للمؤسسة.
كيف نعالج العنف في المؤسسة ؟ سؤال ينبغي على كل أعضاء الأسرة التربوية أن يطرحوه على أنفسهم بإلحاح شديد .لأن الأمر يهم الجميع في القطاع ، و استئصال هذا الورم من المدرسة مسؤوليتهم -هم- قبل غيرهم ، بصفتهم بُناة رجال مستقبل الأمة ، و إن مجرد التفكير في الظاهرة ، يعتبر بداية لعلاجها ، و لكل عمل بداية ، و لكل بداية نهاية . أما بقاؤنا متفرجين عليها ، مكتفين بالروايةأو بالتنديد أحيانا ، فهذا أكاد أعتبره تدعيما و لو غير مباشر و لا مقصود لتفاقم الظاهرة و اتساعها في الميدان .
و أردت من هذا القول إن العملية تتطلب تعاون الجميع من تربويين و إداريين ، و على كل مستوى ، و ليست القضية مستعصية الحل ، أمام الارادة الصادقة و الصلبة ، خاصة و أن اسبابها معروفة ، و لا ينبغي رمي المسؤولية على جهة دون أخرى ،فهذا تهرب من تحمل المسؤولية و تخاذل في الموقف ،كما لا ينبغي التساهل مع هذه الظاهرة بالتفسيرات السياسية و المواقف الديماغوجية ،فهذا استغلال لها في مآرب غير بريئة ،كما لا ينبغي استصغار أمرها و التهوين منه ، فهذا كذلك جهل بأخطارها و عدم إدرااك لحقيقتها وتاثيراتها التربوية و الاجتماعية .
و إن العلاج يكمن في تتبع اسبابها بالدراسة و التحليل ، سببا بسبب ،ثم تقديم الحلول المناسبة ، و تصحيح الأخطاء في الميدان ، عمليا ، و هذا ما سأتناوله فيما يأتي بإذن الله .

علاج السباب الخارجية : و يمكن حصرها في دعامتين اساسيتين ، تغنيان عن كل الوسائل العلاجية الأخرى ، و هما [الأسرة] و [الإعلام] ،لما لهما من نفوذ و تاثير في المجتمع بكل شرائحه و فئاته :
أولا : الأسرة : هي المحطة الأولى التي يتلقى فيها الطفل مبادئ التربية ، و منها يبدأ العلاج ،إذ ينبغي على الدولة التكفل بها و مساعدتها على تربية و تنشئة أطفالها ،عن طريق التكوين و التوجيه للآباء ، بالطرق العلمية و التربوية الصحيحة ، و منع تلك التربية العشوائية للنشء ، أجيال المستقبل ، و الذين إن لم تصلح تربيتهم ستدفع الأمة كلها الثمن مستقبلا ، بما ينجر عنهم من سلوكيات غير سوية . و من هنا يجب على الدولة تحميل السر مسؤولياتها و محاسبتها قانونيا ، تماما كما يحاسب المعلم على مردوده في المدرسة ، و هذا يستلزم سن قوانين خاصة ملزمة للأسرة بواجباتها التربوية للأبناء .
و إن الاهتمام بالأسرة و مرافقتها في تربية أطفالها أمر بالغ الأهمية في مواجهة ، ليس العنف وحده ، و إنما في مواجهة كل الآفات الاجتماعية ، و كل ولد يكتسب مبادئ تربيته من والديه .
و ينبغي أن يكون تدخل الدولة في مساعدة السرة و الأخذ بيدها بواسطة الخبراء و الاختصاصيين من المربين و العلماء النفسانيين و الشرعيين ، و كذا استغلال مراكز التكوين المهني و المساجد و و الاعلام ، و كل ما له صلة بالموضوع من المؤسسات العمومية .
ثانيا : التعليم التحضيري : و المحطة الأولى في امتداد السرة بالمحيط الخارجي للطفل ، و يعتبر في نفس الوقت أو مرحلة في المسار التربوي و التعليمي للأطفال بعد خروجهم من حضن البيت ، كما يمكن لدور رياض الأطفال التكفل بهذه المهمة ، بما لديهم من إمكانيات بشرية خاصة ، و دورهم مهم جدا في هذه المرحلة من عمر الطفل ، إذ تكون لها الفرصة في توجيه ميولات الطفل و تحسين سلوكه بإكسابه عادات و قيم خلقية نبيلة ، و إعطائهم تربية متماشية مع القيم الاجتماعية العامة في البلاد ، خاصة الايثار و التعاون و مساعدة الضعيف و الشيخ ، و احترام الغير و ممتلكاته إلخ ...و يوفر هذا المجال لأولئك الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ على تلقي هذه التربية في اسرهم ، أن يتعلموها في هذه المؤسسات التربوية (الرياض و التعليم التحضيري) .
الإعــلام : و هو أكثر الوسائل و أنجعها في التوعية و التحسيس ، و بإمكانه تغطية كل هذا المجال التربوي ،بما لديه من قوة في الاتصال و التواصل مع المجتمع ، وطرق تعامله مع السر في منتهى السهولة ، و بأقل التكاليف ، على أـن يكون إعلاما تربويا و توجيهيا ، بعيدا عن كل الأغرالض الأخرى ، سياسية كانت أو تجارية .. و لابد للدولة من متابعته و مراقبة برامجه و العمل على توجيهها في الاطار المحدد للتربية و التنشئة الاجتماعية للأجيال .
و الاعلام أداة فعالة في محاربة الرذيلة و الانحلال الخلقي ، الذي نراه يتفشى بقوة و بسرعم مخيفة في المجتمع ، و هي العوامل الرئيسية في ظهور العنف بكل اشكاله ، بل و هو عامل هادم للأمن و الاستقرار في حياة المواطن .
علاج الأسباب الداخلية : و هي كلها موجودة داخل المؤسسة التربوية ، و علاجها من مسؤوليتها بالدرجة الأولى ، حتى و لو كانت نتيجة عوامل خارجية ، لأن مهمة المدرسة هي تقويم الاعوجاج و تصحيح الخطأ في تلاميذها ، و ليست مهمتها تعليمية صرفة ، إنها تقدم التعليم و التربية في آن واحد و بكل المراحل التربوية ، من الابتدائي إلى الثانوي . و من هنا كان حقها على الدولة كبيرا في امدادها بكل الامكانيات المادية و البشرية و المالية ، تمكينا لها برسالتها الخطيرة هذه ، لأن المدرسة تطبق سياسة الأمة التربوية .
إضافة إلى حقها على المجتمع ككل في مساعدتها ، بمختلف الوسائل ، و المتمثل خاصة في جمعيات أولياء التلاميذ .
و يكون دور المدرسة هنا تجنيد كل هياكلها و إطاراتها للتصدي لظاهرة العنف ، من اساتذة و معلمين و إداريين و تلاميذ و أولياء .
معاملة التلاميذ :رأينا فيما سبق كيف تكون المعاملة السيئة سببا من أسباب العنف ، سواء من التلاميذ أو من غيرهم ، و هي ردود فعل طبيعية للمعَـنَّفين ، لذا يجب التزام السلوب التربوي السليم في كل المعاملات ، و من الجميع ، إذ ينبغي على التلاميذ كذلك انتهاجه تجاه الآخرين ، و هو الأسلوب الذي يحفظ للجميع كرامته و يبعده عن الرد العنيف ، و يكون للنظام الداخلي (القانون) هنا دوره الحازم في ضبط السلوكايات و التصرفات داخل حرم المؤسسة ، و الجميع ملزم به ، من أعلى هرم السلطة(المدير) إلى أبسط عضو فيها .
و لانجاح هذه العملية لابد من القيام بعملية تحسيس واسعة ، تشمل الجميع ، خاصة الطاقم التربوي و التلاميذ ، حتى يتعرف كل طرف على واجباته و حقوقه ، و يعرف حدوده ، و تكون هذه العملية هي التحضير الجيد لكل الجماعة التربوية بتقبل كل الاجراءات المتخذة في محاربة العنف بالمؤسسة .
و يمكن انجاز هذه الحملة عن طريق الندوات و اللقاءات الداخلية ، بين التلاميذ و الأساتذة و بإشراك الأولياء ، و يلعب مستشار التوجيه المدرسي هنا دوره الممتاز في اتصالات خاصة و مباشرة بالتلاميذ ، سواء في اقسامهم أوبحمعهم في لقاءات عامة بالمؤسسة . كما يمكن للساتذة اقتطاع 10 دقائق على الأكثر في بعض الحصص للتذكير بالقرارات المتخذة في محاربة العنف ، و التوجيه ، و التصحيح لكل الأخطاء السلوكية ، حتى ترسخ في أذهان التلاميذ .
ملاحظة : و ينبغي ألآ تكون الحملة التحسيسية ظرفية ، ثم تتوقف ، بل يجب أن تتجدد طيلة السنة ، حتى يتاثر بها الكل ، و لا تفتر أو تضعف حركية الواجهة للعنف في المدرسة .
و للطاقم الاداري ، خاصة المدير المجال الواسع في لقاءاته باعضاء الجماعة التربوية ، للتذكير و التبليغ بما يتخذ من اجراءات و ما يطلب من الأساتذة على الخصوص ، في دعم العملية و العمل على إنجاحها في وسط التلاميذ . مع التركيز خاصة على حسن المعاملة و تجنب الاصطدام ، سواء بالتلاميذ أو بالعمال أو حتى فيما بين الأساتذة .
و نذكر هنا أن اسلوب المربين هو الابتعاد عن استعمال الألفاظ الجارحة و التقريع و اللوم الجهري أمام الناس ، فإن كل ذلك من اسباب الاثارة و الغضب و بالتالي العنف .( كاد المعلم أن يكون رسولا) .
الحوار و العدالة : يكون ضعف الحوار سببا رئيسيا في تولد التشنج و التمرد على النظام الداخلي للمؤسسة ، الذي يتحول فيما بعد إلى تصرفات عنيفة ، فما بالك بانعدامه بين التلاميذ و اساتذتهم أو مؤطريهم الاداريين ؟
إن رفض التعاطي مع التلاميذ بطرق الحوار السليمة ، و التي تحترم فيها المنازل السلمية ، لا يتماشى مع طبيعة أهل التربية و التعليم ، لأن الحوار هو الوسيلة الرئيسية المعتمدة في التدريس ؛ و لكن نقصد بالحوار تلك الوسيلة التواصلية ، التي لا يكون فيها تجاوز لحدود الاحترام و الانضباط ، من التلاميذ على اساتذتهم و و على المسيرين الاداريين .
و بالأسلوب الحواري في التعامل مع التلاميذ ، تربية لهم على قبول الرأي الآخر ، و احترامه ، و هو اسلوب تعليمي يحافظ على الاختلاف الايجابي المؤسس على أطر صحيحة ، يزيد من توسيع دائرة ثقافة التنوع و الابداع الفكري ، و تحقيق التعايش بين مختلف التيارات و الأفكار البناءة ، و ينبذ التفرقة و احتكار الكلمة . كما أننا بأسلوب الحوار نتعلم تمحيص الأفكار و نقدها نقدا بناء ، و بهذه الطريقة نمنع التصادم ، و نقلل من الخطأ في الأحكام على كل شيء .
و لنا في طرق التدريس العبرة ، إذ أن خير الطرق المعتمدة في التدريس هي الطريقة الحوارية ، التي تُشرك كل التلاميذ في المناقشة و في إبداء الرأي حول موضوع الدرس ، و تخلق نشاطا ممتعا ، و تقرب بين المتحاورين في استخلاص الأحكام في النهاية ،مع إثراء الأفكار ، و تصحيحها ، عكس أسلوب التلقين و الإملاء الممل و الدافع إلى النفور .
إن انتهاج الحوار كأسلوب في المؤسسة بين الجميع ، يمنع الاحتقان ، الذي ينتهي دائما بانفجار العنف .
و المدير الكفء ، أو الأستاذ الكفء ، لا يرفض الحوار ، و لا يسمح لنفسه بممارسة الضغط و احتكار الرأي ، دون غيره . و تعلمنا في الميدان أن المحاوِر يحظى باحترام اكثر من غيره ، سواء كان مسيرا أو مدرسا ، يحبه الجميع و يثقون فيه ، و يطيعونه .
النظــام الداخلي للمؤسسة : لا يمكن لأية مؤسسة أن تسير بدون نظام داخلي ينظم و يضبط أعمالها ، خاصة المؤسسة التربوية ، التي تعاملها مع البشر بنسبة مائة بالمائة ، مع اختلاف الأعمار و الميولات و الفيئات الاجتماعية ، و هذا النظام هو الآلية الجيدة و المعول عليها في إيجاد الانضباط و الاستقرار و التحكم في كل الأعمال داخل المؤسسة .
لذلك لا ينبغي أن يتحول هذا النظام إلى أحد اسباب العنف و التوتر داخل المؤسسة ، و لابد من تطبيقه بحكمة و مرونة ، حتى يستوعب كل الحالات ، و يتحكم في كل الظروف ، فلا يكون سيفا نسلطه على التلاميذ ، حتى يشعروا بالقهر و فقدان الحقوق و الحريات ، و لا يكون مائعا ،حتى يفقد مفعوله و سلطته ، و هنا تلعب حكمة الطاقم المسير دورها التربوي في تسيير المؤسسة ، بالاجتهاد في وضع نظام داخلي مناسب لخصوصية المؤسسة ، بحيث يلبي لها حاجياتها النظامية ، دون إغفال ظروف التلاميذ الاستثنائية ، و لذا نجد أن الوزارة اكتفت بوضع الخطوط العريضة لهذا النظام ، التي تشترك فيها كل المؤسسات على المستوى الوطني ، تاركا هامشا واسعا لكل جهة ، بل لكل مؤسسة لتضع ما يناسبها من مواد قانونية ، تنظم سيرها العادي ، شريطة عدم الاخلال بالنظام العام للقطاع ، و عدم المساس بحقوق التلاميذ .
و على المؤسسة بنشر هذا النظام في المؤسسة و تبليغه للأولياء ، حتى يكون ناجعا ، لأن نظاما مجهولا لا يمكن تطبيقه ، و لا تتحقق منه الغاية التي نصبو إليها من ورائه . و لا نكتفي بالنشر و الاعلان ، و لكن لابد من تجسيده في الميدان بالتزام مواده بكل عدالة ، و حكمة تربوية ، لأن المؤسسة لا هي ثكنة عسكرية ، و لا هي محكمة رادعة .
و نذكر هنا بأنه لا ينبغي استعمال الإجراءات التأديبية كسيف الحجاج ، للزجر و العقاب ، بل أن يكون الاستعمال تأديبيا تربويا ، طبقا لاسم المجلس نفسه( مجلس التأديب) . كما ينصح بعدم اللجوء إلى مجلس التأديب إلا للضرورة القصوى ، بعد فشل كل الاجراءات و المحاولات التوجيهية التربوية ، و في استعمال الاجراءات التأديبية ، يجب تطبيق القانون بكل جدية ، حتى نحفظ للمجلس هيبته ، لأننا لم نعقد المجلس إلا مضطرين ، و ينبغي أن يُبلغ هذا الانشغال للتلاميذ المعنيين و أوليائهم ، مذكرين إياهم بكل الاجراءات المتخذم من قبل حتى نتفادى مجلس التأديب ، حتى يكون لهم الاستعداد بتحمل و قبول قرارات المجلس ، و حتى لا يشعروا أنهم في محكمة تعاقب و تردع .
- و من أساليب الليونة في النظام الداخلي ، عدم حرمان التلاميذ المتغيبين عن الاختبارات من المشاركة فيها ، بحيث نعطيهم الفرصة لاستدراكها ، دون تمييزهم لا بالسهولة و لا بالصعوبة في الاختبار . و الحديث عن الغيابات ، يجرنا إلى التذكير بدور الاستشارة العامة( المراقبة العامة) في طريقة تعاملها مع هذه الظاهرة (التأخرات و الغيابات) بحكمة و عدالة ، فلا تشدد على كل التلاميذ بنفس الدرجة ، لأن هناك تلاميذ لهم ظروف خاصة ، و قاهرة ، علينا أن نتفهمها ، دون تعويدهم على سوء المواظبة . كما ينبغي التزام إجراءات أخف في مناسبات الاختبارات و اثناء الاضطرابات المناخية و في كل الظروف غير العادية ...و أهم وسيلة نكسب بها التلاميذ ، و ندفعهم إلى تحسين مواظبتهم ، و الرضا بما نتخذه من قرارات في حقهم ، العدل بينهم ن و مساواتهم أمام القانون . و الميدان واسع للمبادرات في النظام الداخلي ، المناسب لكل مؤسسة .

الحالات النفسية الخاضة : و نقصد بها أولئك التلاميذ الذين يعانون من حالات نفسية معينة كالخجل المفرط و الكبت و الانطواء و غيرها من العقد النفسية ، و خير متكفل بهذه الحالات مستشار التوجيه المدرسي ، كما يمكن مساعدته باساتذة الرياضة و النشاط الثقافي و الفني ، لما يتمتعون به من انفتاح على التلاميذ و حسن اندماج معهم ،خاصة من خلال طبيعة مادة التربية البدنية ، التي فيها العلاج لكل المكبوتات .
و رعاية هذه الفئة من التلاميذ لازمة ، و لو تطلب الأمر الاستعانة بأوليائهم و بالخبراء النفسانيين( بعد استشارة أوليائهم) .
الاختلاط: يشكل الاختلاط أكبر اسباب العنف في المؤسسة التربوية ، خاصة بالطور الثانوي ، و بدرجة أقل المتوسط ، لأن التلاميذ هنا يمرون بفترة المراهقة ، المرحلة الحاسمة و الصعبة في حياتهم ، يكثر فيه الاضطراب النفسي نتيجة الخيال الطافح ، و الهيجان العاطفي ، و صعوبة التاقلم مع الواقع عند أكثرهم .
كل هذا يشكل بيئة مناسبة لظهور العنف ، و يصعب من مهمة المؤسسة في التحكم في نظام سيرها العادي ، و قد يتعرض بعض التلاميذ ، من الجنسين إلى الضرر من زملائهم ، و تجد المؤسسة نفسها عاجزة عن متابعة كل السلوكات و التصرفات ، و ربما يتاثر النظام كله داخل المؤسسة ، و يصل إلى التاثير على تحصيل التلاميذ ، و آداء المؤسسة . لذا فالتركيز على التنسيق الدائم مع الأولياء ضروري ، خاصة في الثانوي . وللأساتذة دور اساسي ، من خلال ما يقومون به من توعية و توجيه للتلاميذ ، كإجراءات وقائية من الوقوع في تصرفات سلبية ، و خير علاج لهذه الظاهرة ، عزل الذكور عن الإناث ، باعتماد مؤسسات للبنات و أخرى للذكور .
الخاتمة : إذن فالظاهرة ذاتن أسباب داخلية و خارجية ،و مواجهتها مهمة الجميع ، داخل قطاع التربية و خارجه ، أي هي مهمة المجتمع ككل .و لا ينبغي إلقاء العبء كله على المدرسة وحدها ، فإن لكل جهة نصيبها من المسؤولية ، و الأولياء أكثر الناس مسؤولية في الأمر ، تبدأ مهمتهم من البيت و تمتد معه حتى المدرسة ، و مسؤولية الدولة أُ/ّ المجتمع ، إيلاء الأمر ما يستحق من العناية ، خاصة بسن القوانين التي تضع كل طرف أمام مسؤولياته ، و لا ينبغي محاسبة المدرسة على أخطاء السرة أو ما افسده الاعلام و الجهات الأخرى .
و فرصة المجتمع متوفرة في المدرسة لعلاج هذه الآفة ، بالتعاون معها ، لا محاسبتها و جرجرتها إلى المحاكم ، بسبب نتائج سلوكات هي غير متسببة فيها .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 17-09-2015 الساعة 01:09 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: تابع : العنف في المؤسسة التربوية/ الجزء الثاني
11-09-2015, 10:27 PM
تَمَّ بحمد الله تصليح الخلل في نص موضوع العنف في المؤسسة التربوية . آمل أن ينال إعجاب قرائنا الأعزاء ، و يفيدونا بملاحظاتهم القيمة ، و يستفيدوا منه .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 15-09-2015 الساعة 08:55 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 31-07-2015
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 345
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • بلحاج بن الشريف is on a distinguished road
الصورة الرمزية بلحاج بن الشريف
بلحاج بن الشريف
عضو فعال
رد: تابع : العنف في المؤسسة التربوية/ الجزء الثاني
13-09-2015, 05:22 PM
الـعـنـف فـي المؤسسة التربوية


أسبابه و آليات علاجه


الجزء الأول

مقدمـة :

كثر الكلام في السنوات الأخيرة عن ظاهرة العنف في المدرسـة ، نتيجة الحـوادث الخطيـرة و الكثيرة التي حدثت و لازالت تحدث في المؤسسات التربوية يوميا، سواء بين التلاميذ و الأساتذة أو بين التلاميذ فيما بينهم ،أوما يحدث بين كافة المستخدمين و إدارة المؤسسة ،وللعنف جوانب متعددة على مستوى المؤسسة التربوية ، و لكن ما يهمنا في عرضنا هذا؛ العنف الصادر عن التلاميذ ، و الواقع على مستخدمي المؤسسة خاصة الأساتذة وأعوان التربية ، بحكم قربهم الشديد من التلاميذ ، و هم الفئة الأكثر تضررا بهذه الظاهرة السيئة .
الفصل الأول

تعريف العنف :

هو الظاهرة السلوكية المعروفة و الملاحظة في سلوك الإنسان، و قد تتعــدد معانيـه، و تتفاوت حدته، وتتداخل عوامله التي تتسبب فيه وتغذيه في المجتمع. وتختلف أساليب العنف من مجتمع إلى آخر باختلاف الظروف و المؤثــــــــرات المعيشة في هذه المجتمعات .ويكون العنف باستعمال القوة(العضلية أو بأحد أنواع السلاح ) كما يكون باللفظ و بالكلام الصادر عن صاحبه .

أسباب ظهوره في المؤسسة التربوية

إن الحدة التي ظهر بها العنف في المؤسسات التربوية، و الدرجة القوية التي انتشر بها حتى عم كل المؤسسات على مستوى القطر الجزائري ، هي التي جعلت الاهتمام به كبيرا ، و قد أحدثت الحيرة عندنا، و كثيرا ما وقفنا مشدوهين أمام حوادث خطيرة في المدارس،لأن المدرسة ليست المكان المناسب لهذه الحوادث،و لأن هذه الظاهرة غريبة كل الغرابة عن الوسط التربوي، بحكم الرسالة النبيلة التي يحملها جنود القطاع ، على اختلاف مراتبهم المهنية .

ولكن، وكما يقال، إذا عرف السبب بطل العجب،و بالنظر في أسباب الانتشار السريع لهذه الآفة في المؤسسات التربوية وبالحدة القوية التي عرفت بها، نجـدها ناجمـة عن عـوامـل متعـددة ، داخليـة(في المؤسسة)و خارجية( في المحيط)، و بين المؤسسة و المحيط علاقة تأثــــــــر وتأثيرأزلية،و سنحاول فيما يأتي معرفة هذه العوامل، و الوقوف على ظروفها المختلفة، داخل و خارج المؤسسة، كي نتمكن من اقتراح ما نراه مناسبا لها من طرق العلاج ،على مستوى المؤسسة و على مستوى المحيط الذي توجد فيه المؤسسة .

الأسباب الخارجية:هي الأخرى متعددة و متداخلة،سنركز على أهمها ارتباطا بحياة التلاميذ ،وانعكاسا على الحياة المدرسية:

الأســرة:

أنها المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الفرد المبادئ الأولية و الأساسية في التربية و التعلم، تلك المبادئ التي تبني عليها المؤسسة التربوية برنامج عمليتها التعليمية لتلاميذها،و لا يأتي التلاميذ كلهم بنفس المبادئ و التعاليم التربوية،و هنا تكمن المهمة الخطيرة للمدرسة، التي عليها أن تعمل على التقريب بين هذه التعاليم و إيجاد الإنسجام بينها في تربية التلاميذ ،فتصحح الخطأ و تدعم الصحيح، وتلغي السيء العالق بذهن الطفل من الخارج، و قد تصطدم المدرسة بالأسرة وربما بالتلميذ نفسه في هذه المرحلة،وتكون أول محطات توليد أسباب العنف ضد المدرسة، ثم تتحول فيما بعد إلى عامل صراع يعمل على تنمية هذه الظاهرة بدون شعور من الأسرة نفسها، ولازلت أذكر قول إحدى الأستاذات لي في الاجتماع العام للدخول المدرسي،شاكية من عرقلة الأسرة لها في عملها مع تلاميذها:( إنهم يشحنون علينا تلاميذنا و أبناءنا)،ويكون عدم تعاون الأسرة وحده كافيا لتمرد التلاميذ على معلميهم في المدرسة، فكيف إذا كانت الأسرة هي مصدر شحن أبنائها ضد معلميهم ؟ ومن العوامل الأخرى التي تتسبب فيها الأسرة،انعدام الرعاية الصحيحة و التكفل اللازم بالشاب في مرحلة المراهقة، فينمو عنده الشعور باليأس و الغضب،مما يفقده التحكم في تصرفاته،التي تترجم في سلوكات عنيفة بالمؤسسة التربوية .

وهناك عوامل ناتجة بسبب تحميل المراهقين بعض المسؤوليات الاجتماعية، في بعض الأسر،إما لوفاة الأب وعدم وجود مـتـكـفــل يخلفه في شؤون الأسرة، وإما لعدم اهتمام رب الأسرة بشؤونها لأسباب مختلفة،الأمر الذي يولد في الإبن الشعور ببلوغه درجة الرجولة، وأنه صار يستحق أن يعامل كالكبار،مسؤول على أسرة ، ولكن لا الأسرة تلبي له هذه الرغبة وتنظر إليه كناضج، و لا المجتمع ينظر إليه كفرد كامل و بمستوى التكاليف التي يحملها،فتتعقد حياته و يتكون لديه الشعور بالحرمان و الأسى، و تزداد نفسه قلقا و توترا، و تكون النتيجة ، كذلك، التعبير عن وضعيته المعقدة بتصرفه العنيف في المؤسسة التي يدرس بها.

المناخ الاجتماعي العام

و نقصد بها الظروف العامة التي يعيش فيها الفرد؛ سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا، وللمجتمع الجزائري ظروفه الخاصة ،فإن المرحلة التي مررنا بها في التسعينيات ،حيث الاضطرابات الاجتماعية والانزلاقات الأمنية، التي تركت بصماتها بقوة على الكبار و الصغار، وتولد عن ذلك شعور عام بالخوف و القلق و الغيظ عند المواطن، وكثير من التصرفات العنيفة ، عند الكبار و عند الصغار، متأثرة بهذه المرحلة السوداء في تاريخ الجزائر، و طبعا المدرسة لابد أن ينالها نصيبها من هذا التدهورالاجتماعي والانحطاط المدني . هذا بالإضافة إلى عامل الفقر الذي تعاني منه كثير من الأسر،ويشعر أبناؤها بالحرمان و الظلم الاجتماعي، و للفترة التي أغلقت فيها كثير من المؤسسات الصناعية و الإنتاجية ، وتسريح عمالها نتيجة الأزمة الاقتصادية و الضائقة المالية التي مرت بها الجزائر، في التسعينيات، سبب قوي في احتقان الأسر المتضررة منها، وانعكاس ذلك على أبنائها ، وطبعا، هذا كله ينتقل إلى المدرسة ، ليتحول إلى تصرفات عنيفة و سلوكات عدوانية ، تزيد من حدة و تنامي هذه الظاهرة في الوسط المدرسي.و من العوامل السلبية التي تؤدي إلى جنوح الشباب واكتساب السلوكات العدوانية الرفقة السيئة(الشلة الشريرة)، التي يسقط في براثنها المراهقون ،و تورطهم في التعاطي مع الآفات الاجتماعية الخطيرة كالخمر و المخدرات و غيرها من الآفات المنتشرة في هذه الأوساط . و هناك عوامل أخرى و كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها ، كاليتم و الطلاق و تشرد أفراد الأسرة ...إلخ، كلها أسباب لها آثارها المباشرة و غير المباشرة في ظهور العنف في المدرسة .

الإعـلام

وهو الفضاء الواسع الذي يهيمن على المجتمع بكل فئاته،وصار يشغل أكبر قسط من وقت الفرد، بما له من وسائل متطورة و متنوعة ، بشرية و مادية،بكل أنواعه، خاصة المرئي المسموع(الذي يستعمل الصوت والصورة) ذي التأثير القوي جدا على العقول، ،وإن الطريقة التي تناول بها الإعلام ظاهرة العنف في المدرسة، قد حققت لها رواجا واسعا في الوسط الاجتماعي والمدرسي ولكن في الاتجاه الخاطئ ،فكان الاهتمام به بالغا، من الكبير و الصغير ،من المثقف ومن المتعلم،ولأنها أظهرت في تحقيقاتها التلميذ كضحية على الدوام ،أعطت الانطباع السيء عن المؤسسة وخاصة الأساتذة والمسيرين للمدرسة،فكان تحريضا غير مقصود من وسائل الإعلام للتلاميذ على هذا الأسلوب غير المقبول،لا من المؤسسة و لا من الأولياء ،و أضحى التلميذ الذي كان بعيدا عن الظاهرة يفكر فيها كأسلوب لتحقيق بعض المكاسب في المؤسسة ، ولو كانت غير شرعية. وزاد الأمر تعقيدا وجود بعض الظلم داخل المدرسة،مما جعل الوسيلة العنفية مبررة ومناسبة لدفعـه . و قد يقال إن وسائل الإعلام ، كان قصدها من تناول الظاهرة هو علاجها و محاربتها، فهذا حق ولا شك فيه، و لكن الأسلوب المستخدم في التحقيق و العرض على الجمهور كان غير تربوي،بل كان مبررا لكل تصرفات التلميذ ، فبدل القضاء على الآفة نماها، ووسع من انتشارها، في القطاع، كما يقول المثل الشعبي العامي( جا يكحل لها أعماها) .

ولأفلام الرعب و العنف ،و ما يبثه الإعلام الفاسد من برامج الفحشاء و المنكر،دورها الخطير أيضا على التلاميذ ،حيث يتأثرون بما يشاهدون و يتابعون في هذه الوسائل الإعلامية الهدامة للقيم الاجتماعية النبيلة.

الانحلال الاجتماعي :

وهو أكبر العوامل التي نراها مؤثرة بصفة مباشرة وبعمق في انتشار العنف بالمدارس ، على اختلاف أطوارها،بل وفي المجتمع كله ، فضياع القيم الخلقية و التربوية في المجتمع، هتك كل المحرمات،و أباح كل المحظورات،واختل توازن المجتمع،خاصة بعد طغيان الغزو الثقافي الغربي المختلف عن ثقافتنا وقيمنا الحضارية،وقد وجد المراهقون في تلك الأصوات الضالة المبهورة بكل ما هو من وراء البحار،كل المسوغات لتمرير هذه الآفة الاجتماعية إلى المؤسسات التربوية .

إرتأيت أن أكتفي بهذا القدر من العوامل الخارجية المتسببة في انتشار العنف في المدرسة الجزائرية، لارتباطها المباشر و الوثيق بالتلاميذ، كمراهقين،يمرون بأحرج مراحل العمر، و ما يرافقه من اضطرابات نفسية في هذه الفترة الزمنية من حياتهم ، و لا شك أن هناك عوامل أخرى في المحيط العام الذي نعيش فيه، قد تكون لها انعكاساتها على تنامي هذه التصرفات غير التربوية ،عند تلاميذنا خاصة وعند الناشئة بصفة عامة .

الأسبـاب الداخليـة :
و نقصد بها ما تتسبب فيه المؤسسة التربوية،إما من خلال تصرفات مستخدميها،أو مما ينتج من مشاكل للتلاميذ عن تطبيق النظام الداخلي،أو نتيجة السير العام للدروس ، ولأي ظرف من ظروف العمل الداخلية للمؤسسة ،تكون انعكاساتها سلبية على التلاميذ،فيترجمون رودود أفعالهم عنها بتصرفات عنف، تربك الحالة العادية في سير شؤون المؤسسة، و كثير من هذه الأسباب مرتبط بالعوامل الخارجية التي سبق ذكرها،كالضغوط الاجتماعية التي يعاني منها التلاميذ في حياتهم ،سواء العائلية أو الخاصة( كالفقرو الحرمان - اليتم - تبعات الطلاق - الأمن العام في المجتمع .. إلخ)،و سأحاول أن أحصر هذه الأسباب في الأهم منها و الأكثر إثارة لدوافع السلوكات العنيفة في حرم المؤسسة ، طبعا تلك الصادرة عن التلاميذ :

معاملة التلاميذ:

فإن نوع المعاملة التي يتلقاها التلاميذ في المؤسسة،يكون أحد أهم الأسباب المولدة للعنف منهم، تجاه أساتذتهم أو أي شخص من المستخدمين، وهذه المعاملة إما أن تصدر من الأستاذ أو من الإدارة، و تكون بأشكال مختلفة،إما بالإساءة للتلميذ أو بعدم إنصافه في عمله أوفي سلوكه،أو باحتقاره و عدم الاهتمام به،أو بسوء استخدام أسلوب توجيهه و تنبيهه على خطأ( كإهانتــــه أو شتمه أو المبالغة في تأديبه)خاصة عندما يحدث ذلك أمام زملائه، و الخلاصة فإن أية معاملة غير تربوية و غير منصفة تجعل التلميذ ينفجر، وتكون النتيجة صدور تصرفات عنيفة و مشينة في حرم المؤسسة .

الاختلاط (بين الجنسين):

لاحظنا من خلال الممارسة الميدانية أن الاختلاط بين الجنسين في المؤسسة التربوية ، يشكل أكبر مصادر مشاكلها النظامية، وليس مصدره الذكور فقط، بل تصدر التصرفات غير النظامية حتى من البنات،كالعنف وإتلاف الممتلكات وغيرها من السلوكات الممنوعة في حرم المؤسسة،ويزيد هذه المخالفات حدة مرحلة المراهقة التي لها خصوصياتها النفسية،وهم في مرحلة تبلور الشخصية ، ويحبون أن يفرضوا أنفسهم ليثبتوا وجودهم كأشخاص عاديين،ولا يحبون أن يعاملوا كالأطفال،هذا بالإضافة إلى المشاكل العاطفية ، و التي تجد بيئة مناسبة جدا للنمو و الاتساع بين التلاميذ المراهقين في فرصة تواجد الجنسين مع بعضهم البعض ، في كل أرجاء المدرسة. وننبه إلى أن الشباب في الاختلاط يكونون مهيئين أكثر للهيجان والغضب ثم العنف، إذا شعروا باية إساءة لهم من أي شخص كان(أستاذ أو مدير أو مستشار أو غيره)،و لهذا فإن الحوادث التي تقع في المؤسسات المختلطة أخطر دائما مما يقع في المؤسسات غير المختلطة، لأسباب نفسية ،منها أن كلا من البنت و الولد، يريد أن يظهر بطولته و قوته أمام الآخر، لينال الاحترام و الإعجاب.

الشعور بالظلم
قد يتعرض كثير من التلاميذ للظلم في مؤسستهم،سواء من أساتذتهم أو من إدارة مؤسستهم أو من بعضهم البعض، و إذا لم يجدوا الرعاية اللازمة و الاهتمام بانشغالاتهم، والعدل و المساواة، من المشرفين عليهم في المدرسة، يحزنون و يشعرون باليأس،و تضعف معنوياتهم كثيرا، وعندئذ لا يجدون وسيلة أخرى للتعبير عن غضبهم و رفضهم للظلم سوى ممارسة العنف، إنصافا لأنفسهم و انتقاما ممن ظلموهم أو لم يستجبوا لشكاويهم . و أكثر ما يظلم التلاميذ في تسوية الأخطاء التي تقع في تصحيح الإختبارات، عندما يرفض الأستاذ إعادة النظر في تقييمه لعمل المحتجين على النقطة، التي لم يقتنعوا بها،وقد يكون هذا الرفض مصحوبا - أحيانا - بتسليط عقوبة على التلميذ المحتج( كخصم نقاط من العلامة الممنوحة له،أو طرده من القسم أو تعنيفه..إلخ).كما يظلمون على مستوى المراقبة العامة، فلا يعاملون بالعدل و المساواة، في تسوية الغيابات و التأخرات، أو في مشاكل لها علاقة بالنظام داخل المؤسسة. فكل هذه الأسباب و غيرها، مما لم نذكره كثير جدا ، يكون من العوامل الكبيرة في إيجاد مناخ مساعد على ممارسة التلاميذ للعنف في حرم المؤسسة .

أسباب نفسية:

وبالعودة ، دائما، إلى مرحلة المراهقة،التي يمر بها التلاميذ في هذا السن(بالثانوي و المتوسط) نعرض إلى الحالات و الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض التلاميذ، و قد يكون عددهم كثيرا ، منهم أولئك الذين يعجزون عن إقامة علاقات اجتماعية مع زملائهم ، في المؤسسة ، أو حتى مع الآخرين خارج المؤسسة،و يتكون عندهم بسبب هذا الفشل كبت، فإذا ازداد ضغطه، انفجر في أول مناسبة يتعرضون فيها للمساس بحريتهم أوفي أي شأن من شؤونهم، من طرف زملائهم أو من أساتذتهم أو من الإدارة التي تشرف عليهم .وقد تكون هذه الحالات النفسية ناجمة عن الظروف الاجتماعية التي يعيشها التلميذ في الأسرة ،أوفي الحي الذي تقيم فيه الأسرة.

ضغط النظام الداخلي

بالرغم من أن النظام الداخلي موضوع لتوفير المناخ المناسب لتمدرس التلاميذ ، و حفظ حقوقهم، وحمايتهم من كل ما يهدد سلامتهم في المؤسسة، إلا أنه قد يكون مرفوضا من البعض منهم،خاصة أولئك الذين ينشدون الحرية المطلقة في حياتهم، ويرون كل نوع من النظام و التنظيم تحديدا لحريتهم، و تدخلا في حياتهم وتقييدا لحركتهم و نشاطهم ؛ يكون هذا في الحالات العادية ،فكيف هي الحال إذن إذا كان فيه مبالغة في التشدد والتضييق على التلاميذ ؟ و كيف هي الحال أيضا إذا كان يطبق بصرامة كبيرة ، ولا يراعي الظروف الاستثنائية و الوضعيات الخاصة ؟ لاشك أن النتيجة التي سيفضي إليها أن هؤلاء التلاميذ ، الذين يشعرون بثقل هذا النظام عليهم ، سيترجمون رفضهم في تصرفات متسمة بالعنف .

ضعف الحوار أو انعدامه:

لهذا السبب علاقة وطيدة بسبب الشعور بالظلم ، لأنه الوسيلة التي، إن استخدمت بحقها، ستحل مشكل الاحتقان المتكون من الشعور بالظلم، عند التلاميذ ،و الذي إن أهمل سيظهر في شكل عنف وسلوكات منافية للنظام و القانون داخل المؤسسة. و ضعف الحوار ليس المقصود به بين الأساتذة و التلاميذ أو بين الإدارة و التلاميذ في المعاملات العامة بمؤسستهم فقط ، و لكن يدخل ضمن الحوار، حتى تلك المناقشات العلمية والثقافية بينهم خلال الحصص الدراسية و اللقاءات الثقافية التي تنظم في المؤسسة ، و التلميذ دائما مصر على التعبير عن رأيه ، فإن لم تعط له الفرصة بالحوار و المناقشة ، لبي رغبته عن طريق أساليب العنف .

التقويم المدرسي:

كثيرا ما يصدم التلاميذ بالنتائج الدراسية التي يحصلون عليها في الاختبارات و الفروض المختلفة التي يجرونها مع أساتذتهم، فعندما لا يقتنعون بها و لا يسمع لشكاويهم ، يترجمون غضبهم باستعمال العنف. و أما أولئك الذين لم يظلموا في تقييمهم ، فلا يجدون ما يحتجون به ، ولكن يشعرون بالفشل و يسيطر عليهم الخوف على مستقبلهم ، و قد لا يحتملون هذ الضغط ، فيكون العنف الوسيلة الوحيدة لديهم للتخلص منه ، و أما النوع الثالث منهم فهم الذين تأتي نتائجهم ضعيفة، إما لأنهم ضعفاء أو لحادث طارئ اًصابهم يوم الاختبار فارتبكوا ، و تكون النتيجة دائما ترجمة هذا الإحساس بتصرفات ما يعرف بالعنف في شكل من أشكاله المختلفة .

ضغط الدراسة والإرهاق:
إن لكثافة البرامج الدراسية و حجم الساعات التي يقضيها التلميذ على مقاعد الدراسة ضغطا كبيرا ،يسبب له التعب و الإرهاق، ويضعف قدرته على التحكم في أعصابه المتوترة من فرط العمل ، و عندما لا يجد الرعاية الصحيحة و المساعدة ، داخل المؤسسة و خارجها ، ينفجـر غضبا و عنفا على من حوله .

التسيب داخل المؤسسة:

فكما أن الإفراط في استخدام النظام يؤدي إلى الانفلات الإنضباطي، و يتسبب في العنف ، فإنه بالمقابل يكون التسيب و الإهمال في المؤسسة سببا في العنف ، إذ يشعـر التلاميذ بالضياع و عدم التكفل بهم ، فيقنطون و يضيق بهم الحال ، من جهة، وقد يجد المشاغبون الفرصة و الظروف المناسبة لإثارة الفوضى و الشغب و عرقلة العمل في المؤسسة، من جهة ثانية، و في كلتا الحالتين تنتج تصرفات العنف بالمدرسـة .
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 13-09-2015 الساعة 05:27 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-06-2015
  • المشاركات : 3,006
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • saif.m is on a distinguished road
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
رد: تابع : العنف في المؤسسة التربوية/ الجزء الثاني
20-07-2023, 09:35 PM
موقع ساهلة ماهلة هي منصة تعليمية جزائرية توفر مذكرات تخرج، ودروس ومحاضرات لكل التخصصات، بالاضافة الى مواضيع مسابقة الدكتوراه السابقة لمختلف السنوات والجامعات، كما وفرت ايضا بحوث جامعية واعلانات التوظيف.
-------------------
Le site Web de Sahla Mahla est une plate-forme éducative algérienne qui fournit des mémoires fin d'études, et des Cours et Polycopies pour toutes les disciplines, en plus des sujets de concours doctoraux précédents pour différentes années et universités, et a également fourni des recherches universitaires et des annonces d'emploi.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:46 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى