عالم غني...لكن لمن ؟
22-01-2015, 10:43 PM
من إعداد : أندرو ووكر - مراسل الشؤون الاقتصادية



تناقش بي بي سي مفهوم الفقر والثراء العالمي، وغياب المساواة، في موسم إخباري، برامجي يحمل عنوان "عالم أغنى".
نحن نزداد ثراء، لكن لا ينطبق هذا على كل شخص على وجه الكوكب، ولا على كل بلد، مع أن الشخص العادي أصبح يعيش بمستوى اقتصادي أعلى مما كان عليه سابقا.
إحدى طرق قياس ذلك هي النظر الى معدل السلع والخدمات التي يجري إنتاجها للشخص الواحد، أو ما يعرف "بالناتج القومي الإجمالي" للشخص الواحد، وقد ارتفع هذا الانتاج أربعة أضعاف لمجمل سكان العالم في السنوات الستين الممتدة حتى عام 2010.
كان هناك بعض التفاوت بين البلدان المختلفة. في الصين بلغ الارتفاع 18 ضعفا، وفي تايوان وكوريا الجنوبية كان أكثر من ذلك. هم أغنى مما كانوا عليه عام 1950 بخمس وعشرين مرة، بالمعدل.



بعض البلدان، خاصة في إفريقيا، شهدت هبوطا، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية مثلا انخفض مستوى المعيشة الى النصف.
هذه الأرقام لا تعطي صورة متكاملة عن الوضع، فهي لا تعكس وضع البيئة مثلا، كذلك هناك بعض المشاكل التقنية في التعبير عن كل شيء بالدولار مع اخذ التضخم بعين الاعتبار.
مع ذلك فإن هذه الأرقام أخذت بالاعتماد على أفضل مصدر فيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية التاريخية، وهي تنبؤنا بشيء واضح: نحن في وضع أفضل من الناحية الاقتصادية.



أحد مزايا تحسن وضعنا الاقتصادي هو أننا أصبحنا نعيش سنوات أطول، ففي منتصف القرن الماضي كان يتوقع أن يعيش الطفل المولود حديثا 50 سنة، الآن ارتفع السن المتوقع إلى 70، ولكن هناك اختلافات بالطبع بين دولة وأخرى، إلا أن الاتجاه هو في ارتفاع سن الحياة المتوقعة للشخص، باستثناء بوتسوانا، حيث انخفض السن المتوقع ببضعة شهور.
أكثر من عامل يؤثر على ارتفاع السن المتوقع أن يبلغه الأشخاص، لكن النمو الاقتصادي يعني أن بإمكاننا أن ننفق مبالغ أكبر على الصحة والتغذية ونظافة المياه.
امتلاك السيارات
ارتفعت نسبة امتلاك السيارات 30 في المئة في السنوات السبع الأولى من القرن، قبل أن تنخفض قليلا بسبب الكساد الاقتصادي.
ولوحظ الارتفاع بشكل اساسي في أوساط الطبقى الوسطى والفقيرة.



أحد أسباب عدم دقة مضمون "الناتج القومي الإجمالي" أنه لا يخبرنا شيئا عن توزيع الثروة.، ولا عن تغير نماذج عدم المساواة.
وفقا للمقياس المعتمد فإن مؤشر مستوى المعيشة يرتفع في حال ارتفاع دخول أصحاب الدخول الأعلى.



ولنأخذ الولايات المتحدة مثلا، ففي عام 2013 ارتفع مستوى الدخل المرتبط بالتضخم لعائلات الفئة التي ترتفع بنسبة 20 في المئة عن القاع بنسبة 1.4 في المئة خلال السنوات الأربعين الماضية، بينما بلغت تلك النسبة 44 في المئة بالنسبة للعائلات الثرية.
وتشير بيانات منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي إلى ارتفاع مستوى التباين الاقتصادي بين سكان دولها الأعضاء، وهي الدول الغنية وبعض الدول ذوات الاقتصاد الصاعد.



هناك نقاش، ونقاش حاد أحيانا، عن مساوئ ارتفاع التباين في الوضع الاقتصادي، وما يترتب على الحكومات فعله للتعامل مع هذا الوضع.
وازدياد الهوة يذكرنا بأنه بالرغم من ازدياد العالم غنى لكن هناك من لا يشعر في ذلك.