الهوية والشرخ
28-01-2021, 09:41 AM
الهوية والشرخ
الحقيقة هي منبع العلم ولبنة كل بناء صحيح بدونها تتغلب الشوائب على الصفاء وتصبح النقاوة صدأ قتال وفساد وكساد للحياة البشرية, لأنها فضيلة بها تزهر الحياة ونتجنب الدمار والفساد وعكسها مفسدة للعقل والروح وتنجر عنها كوارث لا تحمد عقباها , فهي قوام وميزان الحياة إن أختلت حل الفساد.
سال الكثير من المداد وترنحت ألوانه تطاولا على شئ أريد به الإلهاء, شيشناق الليبي أو المصري أو الجزائري أو الرومي لا يهم! ما يهم هو أن تحيا الجزائر الحرة عظيمة موحدة بوعي شعبها الذي لا تلهيه أفكار دخيلة ولا دسائس موجهة لخلق حيز من الظل تنوم مغناطسيا على تحركه العيون ويحرف على برودته الفكر ليصبح كرنفالا على أطلال صخور وخرافة وقحة عارية ونحن أمة محمد العظيمة, قال الله عز وجل ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾،و قَالَ عليه الصلاة والسلام: "إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى" وقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ * وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 27، 28]. يعجبني أن أقرأ لبعض المؤرخين أن "شيشناق" هزم الفرعون المصري، رمسيس الثالث، وخلق للأمازيغ تاريخا بأرض مصر ولكن ما لا يعجبني أن يصبح موضوع الهويه خطر يهدد وحدة الجزائر وأن يوظف سياسيا وثقافيا ويحشر في مدينة دون غيرها وهنا مربط الفرس وموضع الداء.
قد يقال متاجرة بالثقافة وتملق يقصد به الاسترزاق السياسي أو ترويض مؤقت لشعب مشاكس يكره الزيف والكذب فما بالك بالخرافة التي تصادر وتسرق منا كل جميل, وثورتنا التحريرية عظيمة ودرة الدرر باعتراف العدو قبل الصديق. تيزي وزوا مدينة ثورية ثائرة أيام الاحتلال الفرنسي أنجبت الكثير من الأبطال والعلماء الذين شرفوا الجزائر عبر التاريخ, إنّ الوعي بالهوية الوطنية وتطبيقها له متعة و آثار جليلة عظيمة،تحفز الفرد وتصحح توجه المجتمع وبها يصان الوطن , عندها يتقوى النسيج الاجتماعي ويصبح صلبا تعجز عن اختراقه مكائد المفسدين الطامعين والخونة وتتكسر على متانته أهواء المغامرين وتزدهر النهضة الفكرية والعلمية وكل المجالات، وخاصة الاقتصاد الوطني.
هيبة الوطن ووحدته في خطر وعلينا إيجاد لغة تواصل حقيقية ومنهجية تعايش وفلسفة فكر توافقية فيما بيننا نخيط بها التمزق والشرخ الذي بدأ في التمدد و تكون لنا درعا يحمينا ويمتص الصدمات التي نتعرض لها من طرف الخونة المريدين سوءا بالجزائر.
الغرب فعل فعلته بدهائه مزق الوطن العربي وهاهو اليوم يريد تطبيق سياسته المصلحية المبنية على دراسات مخابراتية أن يعيد أحياء الإمبراطورية الفارسية التي يراها بناءا على معطيات إستراتيجية إستخبارتية لا تشكل خطرا على الولايات المتحدة ولا مصالحها في العراق و الشرق الأوسط ولا حتى على إسرائيل, وبناءا عليه فهو بصدد عقد صفقات معها ومنحها امتيازات وتسهيلات ومساعدات لاستكمال برنامجها النووي والمضي قدما في نهضتها التكنولوجية وبسط نفوذها الذي أصبح حقيقة للعيان, إذا فلنرمي بكل العوارض والملهيات ولنلتفت لما يجعلنا أمة صالحة مدركة لما يحيط بها من مخاطر ولنسعى جاهدين بدل الضياع وراء الدخان وكحل العيون المستورد إلي تحصين بلدنا من كل المخاطر المحدقة بها والالتفات لأبنائنا وشبابنا وإلتكفل الموسع بانشغالاتهم فهم مستقبل الجزائر وحصنها الحصين.