تسجيل الدخول

سعاد تيرس

شعرت بإحساس غريب وأفكار كثيرة تتزاحم في ذهني، إذ لا أكاد أصدق ذلك، ولا أكاد أتخيل ما سوف تسفر عنه دواخلي لو ترجمت إلى أفعال، وردود أفعال!!

حدث كل هذا وأنا أمام فيديو كليب لفنانة تعد من جميلات العرب، وأكاد أجزم أن هذا الجمال، هو جمال تقنية ومشرط وليس جمال طبيعة وجينات..

صدر ممتلىء يجاهر بالأنوثة، وخصر مياس، وقوام ممشوق.. جدائل شعر تكاد تنطق جمالا ورونقا، وعيون ملونة جارحة..

ترتسم إيماءات وايحاءات.. همسات وكلمات في ذلك المشهد المستفز لمشاعر أي امرأة تحترم أو لنقل تعرف أبجديات الجمال، وفجاة بدت تفاصيل صورتي تنعكس شيئا فشيئا على شاشة التلفاز، التي اسودت بعد أن فصلت التيار عنها !!

أين فتاة العشرين؟.. أين الجمال الطبيعي الأخاذ؟.. أين القوام الرشيق؟ أين وأين.. أين أنا مما كنت عليه في السابق؟؟؟؟

أصبح كل شيء من الماضي.. تناثرت التضاريس على كل بقعة من جسدي.. ازداد وزني لأنني والعهدة على الطبيبة، أوشك على دخول مرحلة تقل فيها نسبة الخصوبة والهرمونات الأنثوية والأمل، ليحل مكانها اليأس من الوجود وصنع الوجود..

خصلات تخرج باستحياء لا تريد جرح مشاعري، تؤكد تقدمي بالعمر.. لا يمكن الحديث الآن عن الكريمات والمستحضرات التي تحافظ على البشرة ونضارتها، لأن بخار الطبخ والمطبخ لا ينجح الخلطة السحرية التي اجتهدت في تسجيلها من الحلقة الخاصة بالطب البديل في إحدى القنوات الفضائية، والتي تقضي على التجاعيد وتعيد الشباب للسحنة البائدة..

قد أجرب يوما واحدة من خضروات المطبخ، بعد أن أحمل الغسيل، وأنظف الأرضية وأراجع الدروس مع الأولاد وأرتب الفوضى في غرفة المعيشة.. أطفئ المصابيح التي بقيت مشتعلة بعد أن خلد الجميع إلى النوم، بمن فيهم زوجي المتعب بعد يوم مليء بالمشاغل والمسؤوليات..

آه نسيت شيئا مهما سأعيد برمجة منبه هاتفي المحمول على الساعة السادسة والنصف لأحضر ليوم جديد.. أتاخر ساعة أخرى لأراجع ملفا مهما طلبه المدير مني لاجتماعه، وعليّ تحضير كل تفاصيله.. أليس هذا جمالا؟؟؟

أجد نفسي جميلة جدا وحقا بدون أي روتوشات، ولا شهرة، ولامال.. جمالي في تحملي لمسؤولياتي وخدمتي لأسرتي، وسحقا للمشرط والمساحيق ولهيفاء وهبي.

هههههههه عندها الحق و الله لو يمسح هذا المكياج عن هيفاء و أخواتها لا إرتعب كل من سولت له نفسه محبتهم
و هذا لا بمانع ءن تزاوج اامرأة بين الإهتمام طبيعيا بنفسها و عائلتها