زيادات "غير معلنة" تنهش الجيوب وكل الأسعار تلتهب!
11-02-2016, 12:04 AM

إيمان كيموش

صحافية في القسم الإقتصادي بجريدة االشروق

يتساءل الخبراء والأخصائيون بعد 40 يوما من بداية السنة "التقشفية" الجديدة 2016، عن شرعية زيادات الأسعار التي لم تقتصر فقط على المواد المصرّح بها من طرف الحكومة، لتتعداها إلى مواد لم تكن تخطر على بال أحد، فمن الوقود والكهرباء وقسيمة المركبات إلى الخضر والفواكه والغذاء ومواد البناء والسيارات والنقل وتذاكر الطائرات وصولا حتى إلى الحافظات والمناشيف وروضات الأطفال.
وشهدت أسعار هذه المواد زيادات سلسة وغير معلنة، بعضها تحت غطاء رفع الرسم على القيمة المضافة الـ "tva" وبعضها بمبرر قانون المالية 2016 وبعضها الآخر بحجة انخفاض قيمة الدينار الجزائري في سلة العملات الأجنبية، لتشهد أسعار كافة المواد والخدمات من دون استثناء زيادات ماراطونية في ظرف 40 يوما .


ويؤكد رئيس الكونفيدرالية الوطنية للمنتجين والصناعيين الجزائريين، عبد العزيز مهني، في تصريح لـ"الشروق" أن الزيادات التي تعرفها أسعار المواد واسعة الاستهلاك والخدمات، مردها إلى غياب الرقابة وضعف آليات ضبط الأسعار، من طرف وزارة التجارة ومصالح الأمن، مضيفا أنه رغم ادعاء التجار أن الأسعار الجديدة ترجع إلى الانهيار الرهيب الذي شهدته العملة الوطنية "الدينار"، إلا أن الواقع يثبت أن الزيادات تجاوزت هذا الرقم بكثير، وتعدت كافة الخطوط الحمراء، لتشمل كافة المواد والخدمات من دون استثناء، الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ويجعلنا نتوقع الأسوأ في المرحلة المقبلة، في ظل سيطرة "المافيا" على السوق الجزائرية.

وأوضح هني أن الزيادات التي تضمنها قانون المالية لسنة 2016، تمثلت في الوقود والكهرباء وقسيمة السيارات، وهي الزيادات التي تقبلها المواطن الجزائري بحكم أنها جاءت في ظل ظروف اقتصادية صعبة، نتيجة استمرار تهاوي سعر النفط، حيث كان يجب على الجزائري أن يتفهم أن عصر "البحبوحة" والفائض المالي انتهى.

بالمقابل، تساءل عن سر ارتفاع أسعار بقية المواد التي تباع بأدنى سعر في السوق الدولية، وتشهد أسعار المواد الغذائية انخفاضا غير مسبوق رصده تقرير "الفاو" منذ أشهر، ويرتقب أن يستمر طيلة الأشهر المقبلة، في حين يرفض التجار في الجزائر خفض الأسعار.

وبعيدا عن المواد الاستهلاكية، والغذائية والبناء والنسيج والتجهيزات الكهرومنزلية والإعلام الآلي، يعاني الجزائريون منذ بداية السنة من تضاؤل حجم مسابقات التوظيف، التي تقلصت بشكل غير مسبوق، ليتهافت عدد كبير من حاملي الشهادات هذه السنة على مسابقات توظيف الشرطة، رغم تقلص كوطة المناصب المفتوحة، وينتظر الكثيرون مسابقات توظيف الأساتذة والمعلمين في ظل تضاؤل الفرص.

ويأتي ذلك وسط انهيار حاد لقيمة العملة الوطنية في بنك الجزائر والسوق السوداء للعملة الصعبة على حد سواء، وعراقيل للجزائريين من أصحاب الحسابات بالعملة الصعبة لاستخراج أموالهم بـ"الدوفيز"، حيث يفاجأ هؤلاء بتحويلها تلقائيا إلى الدينار، وحملة كبرى لاسترجاع أموال الضرائب النائمة لدى التجار وكذا فواتير الكهرباء والماء غير المسددة، وهذا في محاولة لإنعاش الخزينة بملايير بديلة لدولارات النفط المفقودة.