التواصل بين الأمازغية والعربية
20-07-2007, 08:35 PM
فراد يرافع من أجل التواصل بين الأمازيغية والعربية
''الجزائر لا تملك مواطنا بل إنسانا مخدّرا بالدعاية''

يعتقد الأستاذ محمد أرزقي فراد أن ''الجزائر لا تملك مواطنا، بل إنسانا مخدرا بالدعاية''· وأرجع أسباب انتشار هذه الظاهرة المنافية لروح الديمقراطية، إلى التراجع الكبير الموجود على المستوى الثقافي، وبالأخص إلى تراجع دور المثقف·
اعتبر الأستاذ فراد، الذي استضافه ''فضاء المواطنة'' أول أمس، رفقة الكاتب عبد الرحمان عزوف، والنائب السابق ناصر مزار، أن التدهور الذي لحق الحياة الثقافية اليوم مرده ''لظاهرة تجويع المثقف''، وللضغوط الممارسة عليه، الأمر الذي حرمه من أداء دوره النقدي في المجتمع·
وقال النائب السابق في المجلس الشعبي الوطني، بشأن مسألة العلاقة بين المثقف والسلطة، إن المثقف يمارس ''وظيفة النقد في المجتمع بغية تحريكه نحو الأفضل· ووظيفة النقد هذه هي التي تجعله يصطدم باستمرار مع السلطة· وعليه يجب على السلطة أن تدرك بأن هذا الصدام يعد شرطا ضروريا لتطور الدولة''· مضيفا ''لكن هذا لا يعني أن المثقف مفروض عليه أن يبقى معارضا أبديا''·
وتوقف الأستاذ فراد مطولا عند خصوصية منطقة القبائل واعتبرها بمثابة ''القلب النابض للوطنية''، وبأنه سعى إلى تغيير الكثير من الأفكار المسبقة والاعتبارات الخاطئة التي يملكها البعض عن منطقة القبائل·
وقال فراد ''من المؤكد أن منطقة القبائل منطقة جزائرية بأتمّ معنى الكلمة، لها خصوصياتها لاعتبارات عديدة· ويقصدها الناس حفاظا على الشرف نظرا لموقعها الجغرافي''· وتدخّل ناصر مزار بشأن هذه المسألة وقال ''رغم خصوصية منطقة القبائل إلا أنه لم يسبق لها يوما وأنا كانت ضد العربية، فأهل المنطقة يقرأون العربية، والإسلام يلعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية على خلاف ما يشاع''·
وأضاف فراد ''ما تجدر الإشارة إليه أنه لم يكن هناك مشكلة بين اللغتين العربية والأمازيغية قبل الاحتلال الفرنسي· كانت هناك علاقة تكاملية· ونجد كتبا في الفقه بالأمازيغية ككتاب سيدي خليل، وعقود الزواج كانت تكتب بالأمازيغية التي استعملت الحرف العربي· لكن الإشكال بدأ بعد أن فرضت فرنسا سيطرتها العسكرية على الجزائر، وسعت لتكريس هذه الهيمنة بفرض سياسة ''فرّق تسد''· مضيفا ''كما أن الحركة الوطنية الجزائرية عزفت عن تبنّي البعد الأمازيغي للجزائر، وسارت الدولة الوطنية بعد الاستقلال للأسف على هذا النهج الإقصائي''·
وتوقف الأستاذ فراد عند مرحلة الحركة الوطنية، وحمّل قادتها مسؤولية إقصاء الأمازيغية·
لكن الملاحظ، يقول فراد إن الحركة الإصلاحية تعاملت إيجابا مع هذا البعد ''فهذا أبو يعلى الزواوي يكتب كتابا عن تاريخ الزواوة سنة 1921، وهذا محمد الميلي يذكر البعد الأمازيغي للجزائر في كتابه الشهير ''تاريخ الجزائر القديم والحديث''· كما أن توفيق المدني لم يتنكر له· كما نلمس هذا الاهتمام بالبعد الأمازيغي لدى الحركة الوطنية في كل من تونس والمغرب ومن ذلك نموذج علال الفاسي في المغرب وعثمان الكعاك، الوطني التونسي صديق مولود قاسم·· لكن الحركة الوطنية الجزائرية شكلت الاستثناء''· ومن هنا يستخلص فراد ''في الأصل ما يجب أن يعرفه الجزائريون هو أن سكان منطقة القبائل لا يعادون العربية إطلاقا، صحيح أنه يوجد هناك تطرّف لكنه تطرّف من الجانبين''·
كما توقّف ضيف ''فضاء المواطنة'' عند ما يسمى ''خطأ'' بـ''الأزمة البربرية'' لسنة 1949، وأوضح أنها في الأصل أزمة هوية وديمقراطية ''فإذا كان قادة حزب الشعب قد طرحوا مسألة الهوية في الجزائر من جانبها العربي الإسلامي فقط، فإن جماعة أخرى داخل الحزب طرحت القضية من زاوية مغايرة هي زاوية ''الجزائرانية'' فلم يقولوا جزائر بربرية، بل جزائر جزائرية، فلماذا إذن نلفّق لهم تهمة ''البربرية''، في حين إنهم جعلوا الهوية الجزائرية مفتوحة على كل المُكوّنات الأساسية دون إقصاء''·
ويعتقد الأستاذ فراد أنه ''لو تم الاعتراف بالأمازيغية مع الاستقلال سنة 1962، لما ظهرت الأكاديمية البربرية في باريس التي تحوّلت إلى مؤسسة ''تمارس الهجمة على أصالة الجزائر وهويتها''·
وفي سياق حديثه عن واقع الزوايا في منطقة القبائل، أوضح ضيف ''فضاء المواطنة'' أن الدور الذي كانت تلعبه قبل الاستقلال كان يتمثل في إعلان الجهاد والدفاع عن المجتمع، والتربية والتثقيف، وفض النزاعات وتحقيق المصالحة بين الناس· ولمّا استرجعت الجزائر سيادتها أصبحت الدولة هي من يؤدي هذه المهام، فتراجع دور الزوايا، لأنها لم تتدارك هذا المنعرج التاريخي ولم تجدد خطابها حسب الظروف الجديدة، فتعرضت للتهميش· قبل أن ينتهي إلى أن ''هذا لا يعني أن الإسلام لا يلعب أي دور في المجتمع القبائلي''· وقال فراد في هذا الشأن إن فكرة لائكية المجتمع القبائلي خاطئة ''بدليل أن ممثلي الزاوية يحضرون اجتماعات ''تجماعث''، وكل من يتناول الكلمة يردد ما يلي بعد البسملة ''حمدا لله إن كنت على صواب، والخطأ مني إن كنت على خطأ''·

www.elkawader-dz.com