التشيع
22-02-2021, 11:22 AM
التشيّع


الشيعة في اللغة أنصار المرء. وجاء في التنزيل {هذا من شيعته وهذا من عدوه} [القصص 14]. وقد أُخذ الاسم في أتباع علي بن أبي طالب في أوائل الحكم الأموي.

أما بداياته فهي أقدم من ذلك، فتتصل بأواخر عهد النبوة في المدينة، وبالذات بعد فتح مكة. وكانت شخصية (علي) قد برزت منذ الحرب الأولى في بدر وتعاظمت مكانتها مع الحروب اللاحقة التي كانت له فيها أدوار حاسمة أحياناً.

وكان علي قد أظهر الى جانب ذلك ميلاً مبكراً نحو الفقراء والضعفاء، ساعده على أن يكون محط أنظار فقراء المسلمين وذوي المكانة المتدنية فيهم، مع نَفَرٍ من مُحبي العدل. وكان من أمْيَز هؤلاء: عمّار بن ياسر، وكان في مرتبة عبد، وأبو ذر الغفاري وكان من متشردي غفار وفقرائها؛ و (روزبه) العبد الفارسي الذي سمي (سلمان)؛ والمقداد وهو عبد سابق؛ وحذيفة بن اليمان من محبي العدل وكان أبوه (حليفاً: يحتمي بعشائر قريش). وهؤلاء هم مؤسسو التشيع الذي سماهم الشيعة أركان أربعة ـ مع الاختلاف بين المقداد وحذيفة.

وتبلور التكتل حول (علي) عند (سقيفة بني ساعدة). ثم تضاءل واسترخى في خلافة (عمر)، لكنه عاد فاشتد في خلافة (عثمان). وبرز بعد مقتل (عثمان) كتيّار مُسلح، وانتهى باستخلاف (علي)، وهذه المرة الأولى التي يحكم فيها الشيعة، ولكن ليس كفرقة وإنما كفريق من المسلمين جمعهم الصراع ضد الأرستقراطية الإسلامية المستجدة، التي ظهرت باستغلال فترة حكم (عثمان).

وقد انشّق هذا الفريق في (صفّين)، حيث ظهرت فكرة الخوارج كفرقة، وهم أول الفرق الإسلامية ظهوراً، أما الشيعة فإن انتظامهم كفرقة لم يتكامل إلا بعد مقتل علي واستسلام ولده (الحسن)، مما اضطر أنصاره الى العمل السري في مواجهة القمع الشديد الذي فاجأهم به (زياد بن أبيه)، حاكم العراق لمعاوية. والشيعة بذلك أول تنظيم سري في الإسلام (الخوارج لم يأخذوا بالنشاط السرّي إلا في برهة متأخرة).