المرأة في بلدة العالية
27-03-2016, 05:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
موضوعنا اليوم حول حياة المرأة في ريف بلدة العالية قبل وإبان المسدتدمر الفرنسي الى بزوغ فجر الإستقلال حيث أنها كانت تجلب الماء من البئرعلى ظهرها من مسافات بعيدة لتسقي الحيوانات من ماعز وضان وإبل وتجلب الحطب وتنسج الصوف لصناعة ملابس زوجها وأبنائها وكانت تطحن القمح والشعير لتصنع طعام الأسرة والضيوف وتصنع الأواني الفخارية بالإضافة الى إنجاب الأولاد وتربيتهم وكانت معظم الأسر إن لم ننقل جلها تعتمد في معيشتها على ما تنتجه الأرض من تمور وقمح وشعير وخضر وفواكه حيث أن كل الأسر الجزائرية إبان تواجد المستدمر الفرنسي كانت تعيش الفقرالمدقع والحرمان في ظل الجهل والجهالة والمرض ومورس عليها عملية المسخ والنسخ والفسخ هذا وأن الجزائريين الأحرار رفضوا الإنصياع والذوبان وأعلنوا الجهاد منذ الوهلة الأولى على شكل ثورات شعبية هنا وهناك عمت كافة أرجاء الوطن الى أن توحدت القيادات كلها تحت لواء جبهة وجيش التحرير الوطني وخاضوا حربا ضروسا ضد فرنسا وعملاء فرنسا في الداخل والخارج دامت سبع سنوات قدم فيها الجزائريون النفس والنفيس من أجل الحصول على السيادة السليبة وكانت بلدة العالية السباقة كغيرها من القرى والمدن الجزائرية هي الأخرى قد قدمت مالها ورجالها قربانا على مذبح الحرية في ساح الوغى ، لكن الملاحظ هو أن مجتمع هذه البلدة مجتمعا ذكوريا لم يعترف بالمرأة ولم يعطها حقها وكان ينظر إليها على أنها أداة عمل وفقط في حين نجد أنها هي التي كانت تطهي الطعام للمجاهدين وهي التي كانت تغسل ثيابهم وهي التي كانت تضمد جراحاتهم وهي التي لها الجزء الأوفر في صناعة الجهاد والمجاهدين والشهداء ولولاها لما سجل التاريخ لهذه البلدة الطيبة جهادها ونضالها ، وفي الأخير لم تتحصل حتى على الإعتراف المعنوي بالجميل المقدم من طرفها ‘ هو في الحقيقة الظلم بعينه ولا أحد إستطاع أن يغيره لكون المجتمع ذكوري ينكر المرأة وعمل المرأة وتعليم المرأة ولربما حتى كينونيتها بل كان من المفروض أن نساء كل مجاهدي بلدة العالية هن مجاهدات ولهن الحق في الإعتراف المعنوي والمادي ، وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر أن الوالدة السيدة أم الخير مشري هي زوجة مجاهد ونالها من الويلات ما طال زوجها وهي شاعرة ولها قصائد كثيرة في ميدان الجهاد وغيره ...... ومن خلال الحوار الذي أجريته معها عرفت وعلمت وتأكدت بأنها ضحية ومظلومة ومهظومة الحقوق هي ومثيلاتها من نساء القرية وفي حقيقة الأمر ما ضاع حق وراءه طالب ومن وجهة نظري أنه بات من الضروري العمل على تكوين جمعية ضحايا المجتمع الذكوري ويطالب فيها هؤلاء النسوة برد الإعتبار والعمل على إنتزاع كامل الحقوق .
المدون : تيجاني سليمان موهوبي
mouhoubi51blogspot.com
https://youtu.be/MlKMWplK0_E