تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
السفر عبر الزمن
27-12-2019, 05:02 PM
اعتقد المركيز (لابلاس) الرياضي الفرنسي الشهير في المائة الميلادية الثامنة عشرة، أن جميع حوادث الكون يديرها عقل مدبّر يعلم آنياً بكل ما يجري في العالم، و أن الماضي كالحاضر كالمستقبل بالنسبة له، يقول لابلاس:
"ينبغي أن ننظر إلى حالة الكون في كل لحظة على أنها نتيجة لحالته الماضية، وسببا لحالته الآتية و أن عقلا مطلق القدرة يقوم بجميع ما يجري في الطبيعة في كل لحظة، سواء أكان ذلك في أصغر ذرة أو أكبر مجرة. إن جميع ما استطاع العقل البشري أن يتوصل إليه من قوانين الطبيعة سواء في مجالات الفضاء أو الميكانيكا أو الهندسة و غيرها من فروع العلم و المعرفة ... و ما أتاحته هذه العلوم من كشف للماضي أو تنبؤ بالمستقبل ما هو إلا انعكاس ضعيف جدا لمقدرة هذا العقل الذي وسع كل شيء علما".
أما العالم الفذ آينشتاين فقد أغنى الفيزياء الكونية بمفهوم جديد عن الزمن الذي حير العلماء و الفلاسفة لقرون طويلة عندما أثبت من خلال نظريته النسبية أن الزمن و المكان ما هما إلا وجهان لعملة واحدة أسماها (الزمكان- Space-time)، و بين أن الزمن بعد طبيعي مثله مثل الأبعاد التي تصف المكان كالطول و العرض و الارتفاع يتباطأ باطراد مع زيادة سرعة المنظومة المتحركة حتى يتوقف تماما عند سرعة الضوء، نعم، يتوقف الزمن عند سرعة الضوء، لاحظ أننا نتحدث الآن عن نظرية حديثة في الفيزياء أثبتت صحتها يوما بعد يوم و لا نسرح في الخيال. الزمن إذا نسبي تختلف قراءته بين منظومة و أخرى فمائة سنة بالنسبة لي قد تكون سنة واحدة لمسافر يرتحل في الكون بسرعة فائقة، و لعل قصة التوأمين الشهيرة أفضل ما يوضح ذلك عندما قرر أحدهما العيش و الاستقرار على الأرض، بينما فضّل الآخر أن يصبح رائد فضاء، وانطلق في بعثة إلى الكوكب (س) في عيد ميلاده الثلاثين بسرعة تبلغ (90%) من سرعة الضوء، ثم عاد بعد خمس سنوات من رحلته ليجد أن توأمه على الأرض قد بلغ من العمر ثمانية وستين عاماً بينما أصبح عمره هو خمسة و ثلاثون عاما فقط، لا عجب، كل ما في الأمر أن الزمن قد مر مختلفاً عليهما لاختلاف مرجع القياس بالنسبة لكل منهما، فالأول مرجعه الأرض، والثاني مرجعه سفينة الفضاء المنطلقة بسرعة (90%) من سرعة الضوء، لقد شاهد رائد الفضاء مستقبل أخيه بعد 33 عاما عندما التقيا.
ليس بعيدا عن هذه الأفكار فقد ظهرت إحدى النظريات الكونية الهامة في النصف الأول من القرن الماضي و مازالت تحظى بالاهتمام إلى يومنا هذا. تقدم هذه النظرية المسماة نظرية الكون المغلق (The block universe theory) نموذجا مبتكرا للكون باعتبار الزمن بعدا طبيعيا رابعا و ثابتا يبدأ بالانفجار الأعظم (Big Bang) عندما ظهر العالم إلى الوجود الطبيعي، وينتهي مع نهاية العالم من خلال أحد الاحتمالات الثلاثة التالية:
- انهيار الكون على بعضه بتأثير جاذبيته الذاتية في ما يسمى بالانهيار الأعظم (Big Crunch) ليتجمع كل ما فيه في ذرة تكوين أولية (Primeval Atom)، أو (إيلم –YLEM)، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية التي تعني ذرة التكوين التي بدأ منها الكون أول مرة، ليعود إلى الانفجار ثانية في سلسلة من إعادة الخلق و التكوين لا تنتهي.
- أو أن يستمر بالتوسع حتى تتمزق مادته الأولية بما في ذلك أدنى مكوناتها الذرية فتتلاشى و تتحول إلى طاقة إشعاعية بما يسمى اصطلاحا بالموت الحراري للعالم (heat death).
- أو أن يستمر في التوسع إلى ما لا نهاية مدفوعا بالقوة الغامضة التي تصدرها الطاقة المظلمة التي تغشى معظم أرجاء الكون فتتناثر أجزاؤه ويتمزق بنيانه بانفصام عرى الجاذبية التي تجمعها معا (Big Rip) .
تفترض نظرية الكون المغلق العالم كله (السماوات و الأرض و ما بينهما) محصورة ضمن حدود مكعب اثنان من أضلاعه يمثلان الأبعاد المكانية (العرض و الارتفاع مثلا) أما الضلع الثالث من المكعب (الطول) فتستبدله بالزمن لتبسيط الفكرة كما هو مبين في الشكل المرفق، ينغلق مكعب العالم هذا على جميع أحداث العالم في الماضي و الحاضر و المستقبل؛ فجميع أحداث الماضي (كنشأة الكون، و نشأة الحياة على الأرض، أو انقراض الديناصورات، أو قيام الحروب العالمية، و حتى ولادتك و موتك ...) و الحاضر (الذي تقرأ فيه هذه السطور) و المستقبل الذي سينتج عن كل هذه الأحداث تقع ضمن هذا المكعب محاطة من كل جانب بالزمكان. يتنامى مكعب أحداث العالم باستمرار، ففي كل لحظة حاضرة تظهر أحداث جديدة مبنية على ما قبلها ممهدة لما بعدها، أي أن الماضي ينسج المستقبل في كل لحظة حاضرة حتى ينتهي الكون بما فيه.
من وجهة النظر هذه ، فإن الماضي والحاضر والمستقبل جميعها موجودة في كل لحظة على قدم المساواة.

بحسب النظرية فإن المسافر الذي يتحرك ضمن مكعب الأحداث هذا في اتجاه بداية الزمن يرى الماضي، و إذا تحرك في الاتجاه المعاكس يرى المستقبل. فكيف ذلك؟

الحقيقة أن السفر عبر الزمن ليس بعيدا عن الواقع، ففي قصة التوأمين الشهيرة و المذكورة أعلاه، رأى التوأم الفضائي مستقبل أخيه الأرضي عندما التقيا معا، لا بل من المعروف أيضا أننا عندما نستمتع برؤية النجوم في ليلة صافية الأديم، فإننا لا نراها كما هي الآن، بل كما كانت عليه في الماضي الذي يفصلنا عنها بعدد السنوات الضوئية التي بيننا؛ إذ يقيس علماء الفلك المسافة بين النجوم بوحدة تسمى السنة الضوئية؛ و هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة و تساوي 9500 مليار كيلومتر، فنجم قنطورس القريب (Proxima Centauri)، و هو الأقرب إلينا بعد الشمس يبدو للناظر بالعين المجردة بحجم رأس الدبوس؛ بينما يبعد عنا مسافة 4.3 سنة ضوئية، أي أننا نراه كما كان في الماضي قبل 4.3 سنة، وبعض النجوم في مجرة درب التبانة تبعد عنا مسافة 80.000 سنة ضوئية، أي أننا نراها كما كانت قبل 80 ألف سنة، و لو قدّر لحضارة عاقلة أن ترصد الأرض من كوكب يبعد عنها مسافة 1400 سنة مثلا لأمكنها رؤية الأحداث التي رافقت ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية! كل هذا بسبب طبيعة الضوء الغامضة التي تكسبه صفات المادة والطاقة معا، و سرعته التي تعتبر الحد الأعلى للسرعات الممكنة في الكون.
ماذا لو افترضنا أن سرعة الضوء ليست سقف السرعة في عالمنا الطبيعي و أن سفينة فضاء افتراضية قد تجاوزت بطريقة ما سرعة الضوء؟ في هذه الحالة (الافتراضية) سيأخذ الزمن بالتراجع على، أي أن الحوادث التي تجري على الأرض في اتجاه المستقبل، ستأخذ لها طريقاً في الماضي بالنسبة للمسافرين على متن السفينة، وهذا ضرب من ضروب المستحيل لأنه يخالف جميع أصول المنطق التقليدية، ومبادئ العلية أو السببية التي تجري الحوادث وفقها في عالمنا المادي المحسوس، إنه يوقعنا في تناقضات جوهرية كما تحكي القصة الخيالية التالية:

يُحكى أن سيداً اسمه نور
قد سافر يوماً بسرعة أكبر من سرعة الضوء
سافر وفي ذهنه نتائج النظرية النسبية
فعاد في الليلة السابقة ليوم السفر
مخترقاً في ذلك مبدأ العليّة
وعندما عاد في الليلة السابقة لموعد السفر
وجد نفسه، والتي ربما لا تكون نفسه، تستعد للسفر
فأبرم موعداً معها، وعقد العزم على أن يعيد النظر
وعندما عاد ثانية في الليلة السابقة لموعد السفر
وجد نفسه وقد أصبحت نُفُوساً كُثُرْ
فلم يكن أمامه إلا أن يصاب بالذّعرْ

لا يمكن لمثل هذا التناقض أن يحصل في نموذج الكون المغلق، فكل شيء نسبي: ما هو ماضٍ بالنسبة لك ، قد يكون مستقبل شخص آخر، في جميع الأحوال فلا يمكن للمسافر عبر الزمن أن يحدث أي تغيير لما جرى حوله في الماضي أو يجري الآن و الذي هو الأساس لما سيجري في المستقبل، لكن بإمكانه أن يقوم بدور الشاهد على الأحداث فقط.
الحقيقة أن الأمور أكثر تعقيدًا من ذلك، فبالرغم من أن السفر عبر الفضاء كان يبدو مستحيلا في يوم من الأيام، فإن السفر عبر الزمن أصعب بكثير من ذلك، لكن الحضارة الإنسانية لن تعدم الوسيلة للسفر بين أحداث العالم في قابل السنين سواء بابتكار محركات ذات دفع جبار تحرك مركبات الفضاء بسرعة قريبة من سرعة الضوء، أو بإيجاد ممرات تسمح بالسفر الآني من خلال الثقوب الدودية أو الثقوب السوداء عبر جسور الزمكان.
مراجع:
-معرفة: بيير سيمون لايلاس
-Growing block universe- Wikipedia, the free encyclopedia
?Adam Mann - Live Science Contributor April 24, 2019, How Will theUniverse End-
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg آلة الزمن.jpg‏ (7.2 كيلوبايت, المشاهدات 1)
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 23-12-2011
  • المشاركات : 6,141

  • القصة الشعبية 2 

  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • وائل (جمال) will become famous soon enoughوائل (جمال) will become famous soon enough
الصورة الرمزية وائل (جمال)
وائل (جمال)
مشرف سابق
رد: السفر عبر الزمن
22-02-2020, 09:04 PM
السلام عليكم
ما لا استطيع فهمه..اذا كان الزمن نسبي..يتسارع ويتباطئ ويتوقف..فباي زمن حقيقي تم قياس عمر الكون..ونحن..هل نقيس الزمن عبر تسارع الاحداث وتعاقب الليل والنهار..ام نقيس الاحداث عير الزمن!!
يقول احد علماء ميكانيكا الكم انه بامكان السفر عبر الزمن وتغيير الماضي ليكون احداثا اخرى بكون موازي اخر غير الكون الذي جرت به تلك الاحداث.
لدي اقتراح استاذ طارق .تخيل لو ان التوامين اراد ان ينظرا الى نفسيهما عبر تلسكوب..كيف سيوافق زمن الاخ المستقر على الارض بزمن التوام الاخر المسافر ..مع ان سرعة الضوء ستظل بذات سرعته لكليهما اي ان المسافر سيرى الضوء بنفس سرعته كما التوام الاخر.
[IMG][/IMG]
التعديل الأخير تم بواسطة وائل (جمال) ; 22-02-2020 الساعة 09:09 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-09-2017
  • الدولة : سورية
  • المشاركات : 135
  • معدل تقييم المستوى :

    7

  • طارق زينة is on a distinguished road
الصورة الرمزية طارق زينة
طارق زينة
عضو فعال
رد: السفر عبر الزمن
24-02-2020, 02:43 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل (جمال) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما لا استطيع فهمه..اذا كان الزمن نسبي..يتسارع ويتباطئ ويتوقف..فباي زمن حقيقي تم قياس عمر الكون..ونحن..هل نقيس الزمن عبر تسارع الاحداث وتعاقب الليل والنهار..ام نقيس الاحداث عير الزمن!!
يقول احد علماء ميكانيكا الكم انه بامكان السفر عبر الزمن وتغيير الماضي ليكون احداثا اخرى بكون موازي اخر غير الكون الذي جرت به تلك الاحداث.
لدي اقتراح استاذ طارق .تخيل لو ان التوامين اراد ان ينظرا الى نفسيهما عبر تلسكوب..كيف سيوافق زمن الاخ المستقر على الارض بزمن التوام الاخر المسافر ..مع ان سرعة الضوء ستظل بذات سرعته لكليهما اي ان المسافر سيرى الضوء بنفس سرعته كما التوام الاخر.
و عليكم السلام و رحمة الله أخي الكريم:
لا يخفى عليك أن عمر الكون قد تم قياسه بالسنوات الضوئية، و السنة الضوئية (بالإنجليزية: Light Year) (ويرمز لها بالرمز: ly)هي وحدة قياس تستخدم للمسافات الكبيرة والبعيدة جداً كالمسافة بين الأرض والنجوم ... تبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9,460,730,472,580,800 متر أي أنها تبلغ 9.461 تريليون كيلومتر أو 5.878 تريليون ميل أو 63241.077 وحدة فلكية.
أما موضوع الأكوان الموازية فهو موضوع افتراضي لتفسير بعض الظواهر الغريبة في عالم الكم (عالم مكونات ذرات المادة) و لا يمكن الجزم بواقعيته حقا.
ليس غريبا أن يستطيع التوأمان التواصل مع بعضهما عبر أحد الأجهزة البصرية أو السمعية المتوفرة لهذا الغرض، عندها سيرى أحدهما الآخر في حالته كما كان قبل الزمن الذي يفصل بينهما مقدرا بالدقائق أو الشهور أو السنوات الضوئية مثلا حسب واقع الحال. الواقع أن هذا ما يحدث و لكن بطريقة أخرى كل يوم، نحن نرى الشمس مثلا كما كانت قبل 8 دقائق ضوئية، و هي المسافة التي تفصلنا عنها، أي أن األأحداث الطبيعية التي تجري على الشمس لا نعلم بها إلا بعد 8 دقائق من وقوعها، و قس على ذلك منظر النجوم البعيدة التي نستمتع بمشاهدتها في أديم السماء الصافية كل يوم، فنحن لا نراها كما هي الآن، بل كما كانت قبل السنين الضوئية التي تفصلنا عنها.
لك وافر التحية و الشكر على ملاحظاتك القيمة، و دمت بخير.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 06:21 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى