عائلات تبكي بناتها المختطفات لتستفيق على فضائح هروب غرامية
17-09-2018, 06:09 AM




تطرح ظاهرة اختفاء فتيات مراهقات وشابات مؤخرا، واكتشاف هروبهن مع شباب لاحقا العديد من علامات الاستفهام، فهل سبب الظاهرة تخلي الأسرة عن دورها الحقيقي في تربية وتوعية أبنائها؟ أم إنّ وسائل التواصل الاجتماعي وتكوين الصداقات الافتراضية وما يتبعها من إغراءات ووعود، في ظل تشديد كثير من الأسر الخناق على تحرك بناتهن، فيحاولن التخلص من القيود في أول فرصة تتاح لهن؟..
سجّلت المصالح الأمنية مؤخرا، كثيرا من حالات هروب قاصرات من المنازل، تحت شعار “الاختطاف” ليعثر عليهن لاحقا في منازل أصدقائهن أو شباب قاموا بإغرائهن بمختلف الوسائل، أو يتركن في الشوارع بعد أيام من الاختفاء للإيهام بتعرضهن للاختطاف.
فمن الحالات المعلن عنها، التي استنفرت المواطنين ووسائل الإعلام والمصالح الأمنية، بعد تبليغ السر عن اختفاء بناتهن، والتأكيد على تعرضهن للخطف على أيدي مجهولين بحجة “أن المختفية ذات أخلاق ويستحيل هروبها مع شاب”، وبعد أيام من البحث والتحري وظهور المختفية، تظهر الحقيقة الصادمة، وهو أن الفتاة كانت مع صديقها.
في وقت تؤكد إحصائيات صادرة عن مصالح الشرطة والدرك الوطني، أن حالات هروب القاصرات كثيرة جدا بالمجتمع خاصة خلال السنوات الأخيرة، وتتحفظ العائلات عن الإعلان عنها خوفا من الفضيحة بالمجتمع.
والظاهرة عادت إلى الواجهة، بعد قضية الطفلة “ف” من وهران، التي أثارت عائلتها استعطاف الجزائريين، بسبب تأثرها الكبير لاختفاء ابنتها في أول يوم للدخول المدرسي، متخوفين من تعرضها لمكروه على يد خاطفيها، ليعثر على الفتاة ذات 14 سنة بعد 5 أيام، جالسة بأحد أحياء مدينة وهران غير بعيد عن حي “سانتوجان”. حيث تقيم عائلتها.
وكشفت مصالح الأمن الوطني بوهران في بيان لها الأربعاء، أن اختفاء الطفلة القاصر بوهران، يتعلق بقضية إبعاد وليس اختطاف. وحسب البيان، فقد باشرت فرق التحقيقات التابعة إلى مصالح الشرطة القضائية للأمن الولائي بوهران، تحريات” معمقة ” إثر اختفاء الفتاة، انتهت باكتشاف أن القاصرة تعرضت للإبعاد وتحريض على الفساد من طرف شخص من أقاربها يبلغ 23 سنة، تم توقيفه.
وفي قضية مشابهة، عثرت مصالح الشرطة بتبسة على فتاة بعد 24 ساعة من اختفائها في ظروف غامضة، داخل منزل صديقها، وكانت عائلة الفتاة نظمت وقفة احتجاجية مطالبة بالبحث عن ابنتها المختطفة حسبهم، وعملية العثور على الفتاة جاءت بعد تكثيف التحريات التقنية الخاصة بهاتفها المحمول، ليتم تحويل الفتاة وصديقها إلى مقر الأمن لسماعهما على محاضر رسمية.
وفي الموضوع، أكّد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى” عبد الرحمان عرعار لـ ” الشروق” أن ظاهرة هروب الفتيات القاصرات أصبحت ” مُقلقة ” مُؤخرا، ويتحمل الجميع مسؤولية الظاهرة. بعد تسجيل حالات في وهران والجلفة وتلمسان وتبسة.
فالأسرة تتحمّل المسؤولية الكبيرة في الظاهرة في ظلّ إدمان أبنائهم على مواقع التّواصل الاجتماعي، حيث قال: “كيف للأولياء التغاضي عن مراقبة ما يتصفحه أبناؤهم في الإنترنت، بعدما امتلكوا حسابات على الفايسبوك وتويتر وأنستغرام، فأكيد هم يتحدثون مع أشخاص غرباء”.
فالعلاقات الافتراضية التي يربطها القصر من فتيات وذكور على الفايسبوك حسب عرعار يحاولون وبكل الطرق تجربتها على أرض الواقع، وهو ما يعرضهم لخطر التعرف على عصابات ومجرمين وشبكات للدعارة، بعد نسجهم سيناريو الخطف.
كما حمّل المتحدث أسباب الظاهرة للسلطات التي لم تفكر في إنشاء مراكز وفضاءات تسلية ورياضة تجمع المراهقين والقصّر، تحت أنظار مدربين ومرشدين، أو تخصيص برامج توعوية دورية للمراهقين.
كما ناشد الأمُّهات مجالسة بناتهن في سن المراهقة، واعتبارهن مثل الصديقات لمعرفة ما يحملنه من مشاعر وهموم، والحال نفسه للآباء.