الأمازيغ تربعوا على عرش الفراعنة وقهروا اليهود (الجزء الثالث والأخير)
16-03-2012, 07:58 AM
الأمازيغ تربعوا على عرش الفراعنة

وقهروا اليهود (الجزء الثالث والأخير)


**أشهر فراعنة الأمازيغ من الأسرة 22.

اٍن تاريخ الحقبة الأمازيغية الفرعونية غارقة في الغموض ، لا يمكن حصر عدد فراعنة هذه الأسرة ، ولا إدراك منجزاتهم ، كل ما يمكن قوله أن أسماء هؤلاء الحكام كانت تسميات أجنبية دخيلة وليست مصرية ، وتشير الدراسات الأثرية المصرية أن مالا يقل عن خمسة منهم حملوا إسم شيشنق ، وأربعة أوسركون ، وثلاثة إسم تاكلوت . وكانت عاصمة هذه الأسرة الوافدة في تانيس ، وبوباستيس ، في الشمال المعروف بالوجه البحري .

استنتاجات يجب أن تقال ....؟

1) الأحداث التي عرفتها مصر الفرعونية ، وأساليب وصول قبائل المشواش الأمازيغية اٍلى سدة الحكم ، والانتصارات المحققة في عهد شيشنق الأول ، تشير بوضوح إلى القدرة المتيزة للعنصر الأمازيغي في التأقلم مع الأمم الأخرى ، وهم في ذلك لا يتنكرون لأصولهم وعاداتهم ، وهما مافعله حكام الأسرة الثانية والعشرون ، حفاظا على لغتهم الأصلية وعاداتهم ، اٍلا أنهم لم يفرضوا ذلك قسرا على ألأهلي ، ويمكن القول أنهم اندمجوا بيسر وسهولة في المجتمع المصري وتفانوا في خدمته في الداخل والخارج ، وحققوا منجزات لا تقل شأنا عن منجزات رمسيس الثاني ، وهو الشيء ذاته تكرر في روما بعد ثمانية قرون من ذلك تقريبا باعتلاء سبتيم سيفروس سدة الحكم في روما كأمبراطور لأعتى دولة في العصر القديم ، وحقق كذلك منجزات ذات أهمية بالغة في تاريخ الأمبراطورية، دون نسيان لبدة الليبية موطنه الأصلي التي أولاها عناية خاصة ( ولا زال آثاره وتمثاله يشهدان ).

2) منجزات شيشنق تحسب لصالح مصر والمصريين أم أنها تحسب لصالح الأمازيغ ؟ ، في اعتقادي أن المنجزات المحققة والشخصيات الحاكمة اندمجت في المجتمع المحلي المصري ، وما تحقق يحسب لفائدة مصر ،لأنه تحقق في بلادهم وبمجهودهم المادي والمعنوي ، أي أن الأسرة الثانية والعشرين واٍن كانت ذات أصول أمازيغية ، اٍلا أنها أصبحت بحكم موقعها مصرية ، ومنجزاتها مصرية .

3) في الغالب الهجرات وحركات التوسع في تاريخ الشمال الإفريقي تتجه من الشرق إلى الغرب ، اٍلا أن الأمر الشاذ وقع مرتين، الأولى هجرات قبائل المشواش الأمازيغية شرقا باتجاه بلاد الخصب والحضارة مصر الكنانة، والثانية زحف قبائل كتامة بأمرة الدولة الفاطمية وما تبعه من تأسيس للأزهرالشريف ، والتوسع على بلاد الشام والحجاز . وقد يكون ما كان من غزو هلال وسليم للشمال الإفريقى رد للجميل الذي سبقه..؟

4) الأحداث التاريخية لا ترحم ، وما ذكرناه قد يثير حقيقة التواجد اليهودي في أرض كنعان منذ القديم، وهم من العراقة والقدم ما يضاهي الفراعنة والأمازيغ ، وهي حقيقة قد تُغيّب أحيانا في تاريخنا وأساطيرنا ، دون أن يعلم القوم العلاقة الحميمية بين الأخوين إسماعيل وإسحاق الإبراهيميين .

5) الأقوام المهاجرة والنازحة تحت تأثير شتى العوامل ، هل تندمج في الأمة المستقبلة ؟ أم أنها تسعى إلى إدماج الأصيل في الوافد ، أو بتعبير آخر هل تندمج قبائل المشواش الأمازيغية في المجتمع المصري ، أم العكس هو الصحيح ؟أي أن المجتمع المصري يتخلى عن هويته لفائدة هوية أمازيغية وافدة من الغرب بحكم أجنبية الحاكمين لها ؟ وقياسا يمكن الحكم على ما وقع للشمال الاٍفريقي من سلب لهويته على حساب هويات دخيلة، على مدار حقب التاريخ المتتالية . أين المثاقفة ؟ ، وأين ألاٍيثار والتسامح ؟،وأين احترام الضيف للمضيف ؟

6) قد يقول قائل بأن الأمم العسكرية تخوض مغامرات دائمة الاٍ نتصار ، إلا أنها سرعان ما تذوب في الأقوام المحتلة ، لأنها لا تملك رصيدا حضاريا يقيها من الذوبان . هل هذا ما وقع فعلا لشمالنا الإفريقي ؟

هذا القول قد يصدق عند الأمم الأخرى ، أما عندنا فلم يصدق لأننا ذبنا في الوافد القادم إلينا ثقافيا ولسانيا بفعل التراكمات الدينية ، فتقمصنا هوية الغير من حيث لا ندري ، تحت طائلة المقدس لسذاجة أو جهل ، فكنا سرابا في سراب ، فالماضي مهما كان قد صاغه الخصوم والأنداد ، وشعارنا في ذلك (فليكن الماضي ما كان ، فإنه لا يهُمنا ). على خلاف الوافد التي استغل السذاجة وغياب الإهتمام فدق أسفينه في ذاتيتنا وخصوصيتنا على مدار آلاف السنين . فتنكرنا بفعل ذلك لذواتنا وتاريخنا وثقافتنا ولغتنا المحلية ، بإرادتنا وغير إرادتنا، فأصبحنا قرطاجيين أكثر من الفنيقيين،ورومانا أكثر من الرومان ، و عربا أكثر من أعراب الربع الخالي ، ومسلمين أكثر من مسلمي بلاد الحرمين ، وأتراك أكثر من أتاتورك ، وفرنسيين أكثر من فرساجيتوريكس ؟ إٍنها مازوخية متجذرة في مجتمعنا الأمازيغي، الذي يتطلب وثبة تفردية تقيه من الذوبان المعهود .

خاتمة :
إن أحداث ووقائع تاريخنا القديم تشير إلى وجودة أمة أمازيغية متفردة ومتميزة ، لها من الانجازات والمآثر ما يفوق الأنداد والخصوم ، عيبهم أنهم لم يدونوا مآثرهم ، ولم يحفظوها من آفة النسيان كما فعل غيرهم ، لسذاجة أو غفلة ، وفسحوا المجال واسعا للوافدين بإظهار نرجسيتهم على حسابنا ، فزورا تاريخنا وأمجادنا ومآثرنا ونسبوها إليهم ظلما وزورا ، وما أكثر ما قالوا ونحن سكوت ، سكوت ، سكوت ...... وبسكوتنا تحولنا إلى أمة عسكرية مقاومة تابعة للشرق مرة ، وللغرب أخرى .

المراجع:

1
)أهريشي محمد، بحث في الأصول المشتركة للحضارة الأمازيغية المصرية والحضارة القديمة، منتديات ستار تايمز على الأنترنيت
2) شفيق محمد، لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغن، منشورات تاوالت ـ المغرب 1988.
3) الصديق محمود أبو حامد، مظاهر الحضارة الفينيقية في طرابلس، ليبيا في التاريخ ، الجامعة الليبية ، كلية الآداب 1968 .
4)أندري جوليان، تاريخ إفريقيا الشمالية: تعريب محمد مزالي وبشير بن سلامة ـ الدار التونسية للنشر، النشرة الثالثة تونس 1978 ج 1
5) الكعاك عثمان: البربر ـ سلسلة كتاب البعث ص 101 تونس 1956.
6) موقع الإليكتروني ل
Wikipedia).)
7) . محمد الطاهر الجراري، مجلة البحوث التاريخية، العدد الثاني – يوليه 1982 (طرابلس، تصدر عن مركز الجهاد الليبي للدراسات التاريخية) ص267 – 275.