تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
الكتاب الأسود ...لسعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 09:37 AM


الكتاب الأسود


رسالة الأديب(
سعيد سيفاو المحروق)، إلي العقيد القدافي

مقدمة:
لن نكتب مقدمة كان لسعيد سيفاو المحروق نفسه أن يكتبها، لو لم يفقد أنفاسه الأخيرة، ورحل دون أن ينهي مسودة الرسالة( الكتاب الأسود)التي خاطب فيها العقيد معمر القدافي بجرأة لا مثيل لها، سيرا على نهج تلك المقالات الأدبية والتاريخية والسياسية التي كلفته سرير الموت.
رصد سيفاو، من خلال كتابه الأسود، مختلف أشكال التصفيات الجسدية والرمزية للرموز الليبية عامة، وتلك المطاردات والمداهمات ومحاولات الإغتيالات التي استهدفته بخاصة، منذ عهد الملك إدريس السنوسي إلى عهد حكم العسكر بقيادة معمر القدافي، وهو الكتاب الذي لم يستطع إنهاؤه على مدى السنتين الأخيرتين من حياته “الربع جسدية”، تتخله مواقفه وآراءه التقدمية عن الأمازيغية.
لم يكتب المحروق المخطوطة، كعادته فيما يكتب، حيث ترك بعض البياضات دون أن يملأها،وقد تصرفنا في ملأها(الإضافة مصحوبة بالعلامة*)، دون أن نغير في النص الأصلي أي شئ، رغم أنه كتب بخط واضح ، بلا شطب ولا محو، وبقلم شد على الورق جرحه، وأحيانا لم يهتم بالنقط وبالفواصل وبوسائط الربط بين الكلمات والجمل، لكنه سطر على مقولات وحرص على وضع علامات التشديد والترقيم وحركات التحريك، حيث يمكن لقراءة الكلمة أن تلتبس، توحي على أن الرجل كتب الرسالة/الوصية وهو يصارع الموت.
ونحن بهذا العمل الذي قمنا به لإخراج الرسالة الأخيرة لسعيد سيفاو في كتاب، طالما أرجأنا العمل على تراثه خاصة ما يتعلق منه بالقسم الذي لم ينشره، اقتصر عملنا حتى الآن، على إدراج الإضافات، كما ذكرنا، في متن النص، وفق إرشادات معارفه وأبناء بلدته، ولهم شاكرون، نذكر من بينهم نشطاء الحركة الأمازيغية الليبية والذين أبدوا تعاونهم معنا من خلال إنجاز نبذة عن حياة الفقيد. ولعل اختيارنا هذا الوقت بالضبط لنشر هذه الرسالة التي كان قد قرر الشهيد إرسالها إلى العقيد معمر القدافي وإلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، لو لم يوافه الآجل، اختيارا مقرونا بحدثين، أولهما، لتحقيق أمنية سيفاو في الذكرى الخامسة عشر لاستشهاده، وثانيهما تزامنه مع أشغال الندوة الدولية التي يعتزم معمر القدافي تنظيمها بالمغرب حول “عروبة شمال أفريقيا”، تلك الندوة التي جند لها العقيد، بتعاون مع النظام القائم بتمازغا الغربية، مبالغ مالية مهمة مستخرجة من مال الشعب الأمازيغي الليبي، لإرشاء أشباه المؤرخين والمثقفين ورهط من الإيديولوجيين… من أجل تزوير تاريخ تمازغا. وهي الندوة التي لن تمر دون أن تجابهها أفكار سعيد سيفاو المحروق، كما عودنا على ذلك، حين كان قيد الحياة الجسدية، ولعل نشر هذه الرسالة في الوقت الراهن، تنذر قاتل جسد الفقيد أن حياته الفكرية حية لا تموت، إنها ذات الأفكار التي تحرك جسد كل مناضل أمازيغي في تمازغا.
والحال أن المفكر (سعيد سيفاو المحروق)، كتب هكذا رسالة ما بين أعوام 1992 و1994، مستهلا إياها بتعليق على مضامين “ندوة الفكر الثوري”سبق للقدافي أن نظمها سنوات السبعينات، التي لن تختلف عنها، بدون شك، هاته المزمع تنظيمها شهر يونيو 2009 بالعاصمة المغربية، حيث أثيرت في تلك الندوة قضيةتصفية الشعوبية”،أي” تصفية كل كاتب بربري”. لقد كتب المحروق ذات الرسالة مخاطبا حاكم ليبيا:” منذ إعلانكم للنقاط الخمس في 1973 بما تحتويه من تعطيل كافة القوانين وحرق المكتبات و تصفية الحزبية – رغم أنه لم يوجد أي حزبيين في ذلك الوقت – ولا في العهد الملكي السابق- منذ ذلك الحين آثرت الانزواء و الانقطاع عن الكتابة التي بدأتها منذ 1962، نظرا لأنني كنت أدرك أنني لقمة سائغة اجتماعيا، حيث أنني يتيم من جهة الأم منذ 1960 ولا علاقة لي بأي أقارب لا من جهة الأب و لا من جهة الأم ولا علاقة لي بمسقط رأسي منذ ميلادي( بجادو في 1946…)”ولعله كلام يستوقف النظر مليا ويدعو إلى بحث قضية “الفكر البربري المغتال”، منذ تلك الفترة، من أحد جوانبه الكبرى. فقد كان معمر القدافي لسنوات خلت، حتى قبل أن تصدر عن ندوته هاته التوصيات، يمثل تفكير الثورة العربية المجيدة”،وتفكير السلطة العليا في ليبيا، وليس يجوز أن ينطق بشئ من هذا القبيل، منذ قيام سلطانه(الفاتح سبتمبر1969)، إلا كان ما ينطق به مظهرا عن حقيقة تفكيره حين كان قذافا للدم وحتى بالنسبة للذين أوصلوه إلى ذالك الموقع الرئاسي الأبدي، وإنما تبسط حدود سلطانه وتمتد حتى تكون في سعة “أمته” كلها، وحتى يكون وجود فكر مناصريه وجودا لقومهم أنفسهم.
إن ما أكد عليه المحروق وهو طريح الفراش منذ مداهمته بسيارة في 21 فبراير 1979، في حينه، يمثل اعترافا عميقا من سلطة المفكر الأمازيغي المموقعة في حقلها التاريخي، حيث” كانت الحركات السياسية في المغرب”تمازغاتقوم، ولازالت، على رفض الإسلام جملة وتفصيلا باعتياره دين قومي عربي خاص بالعرب وحدهم، فكأن الأمر بحاجة إلى انتزاع الإسلام كغطاء للبربرية، بعدما فرض بطريقة أو بأخرى”، لكي تنكشف تلك الحقيقة من طرف هذا المفكر اللائيكي ذا الميول الثقافية البربرية المحضة، مرة واحدة وللأبد”، مع العلم أن المقولة ذاتها أثبتت حقيقتها على صعيد الواقع المشخص في معظم الأنساق التي شهدتها الشعوب حتى الآن، بما في ذلك النسق الأمازيغي عموما، والليبي من ضمنه على نحو خاص. ههنا يصح القول بأن مصرع سعيد سيفاو المحروق ومولود معمري وآخرون يماثل، في الصيغة العامة الإجمالية، واقع الحال الذي واجهناه في حالة اختطاف رائد الفكر الأمازيغي اللساني بوجمعة هباز. وإذا كان البناء السلطوي النظامي الشمال أفريقي قد أفصح عن نفسه تجاه الفكر والمفكرين الأمازيغ من موقع احتمالين اثنين، هما احتمال الإعتراف بهؤلاء ضمنا وبالمعنى الوظيفي والعضوي حين يكون ذلك البناء قائما متماسكا، واحتمال الوعي الشمولي والعميق كثيرا أو قليلا بدورهم وأهميتهم حين يكون البناء المعني قد خرج من أيدي رموز له ودخل في حقل رموز جديدة، فإن هنالك احتمالا ثالثا لعملية الإفصاح تلك، ذلك هو مواجهة الفكر والمفكرين من موقع السلب بالمعنى المنطقي والسياسي. أما كيفية تشخص ذلك فتكمن في تسليط الحراب ضدهم حيثما كانوا ومن أي منحدر اجتماعي وإيديولوجي أتوا. في هذه الحال، نكون وجها لوجه أمام النمط الظلامي من الرموز السلطوية، سواء أكانت سائدة أو مسودة، آمرة أو مأمورة، آجرة أو مأجورة أقلامها أو عصاها. وبالضبط في تلك الحال، نلاحظ أن مصرع سعيد سيفاو ومولود معمري واختطاف بوجمعة هباز…، يجسد حصيلة المواجهة الظلامية النظامية المذكورة. ويبقى القول صحيحا، أيضا على هذا الصعيد، بأن اعترافا/جرما ؟؟؟ كبيرا بأهمية الفكر والمفكرين نقرأه لدى رموز ذلك النمط النظامي، أما هذا الإعتراف فيتجلى في تكويناتهم ذات البعد الوحشي الغاشم وفي رعبهم من معارضيهم فكرا، وعلى المستوى السياسي والإجتماعي نواجه صراعا بين صبغة من ممارسة وحشية غاشمة تشهر كل الأسلحة في وجه الخصوم الفكريين، بما في ذلك سلاح الإبادة الجسدية، وبين صبغة أخرى من الممارسة تضع-على صعيد علائقها بخصومها- صراعها التاريخي الإجتماعي والسياسي والإيديولوجي والنظري والمعرفي في اعتبارها الأول، وهذا بدوره، يشير إلى أننا، على كلا المستويين المذكورين، أمام نسقين ذهنيين متناقضين ومتضادين بالإعتبارين الرئيسيين، البنوي والوظيفي، مما يقود –من موقع النسق الأول- إلى الحسم الإيديولوجي والإجتماعي التالي: إما هذا وإما ذاك، وبالضبط عبر وسائط قمعية تتواتر ما بين زندقة الخصم بإعلانه مستجلبا من الخارج، أي بانتزاع هويته التاريخية والإجتماعية منه، وإبادته جسديا بمثابته عنصرا شائها مشوها وزائفا. ونحن في رصدنا لموقف ههنا، لسنا إلا في معرض الإثارة الأولية لبعض المسائل التي سيكون على علمي الإجتماع السياسي والثقافي في الوضعية الأمازيغية الراهنة أن يمنحاها أهمية متصاعدة تصاعد الحدث المشخص الذي يمثل-في هذا السياق- مادة بحثهما. لقد خسركم الأمازيغ جميعا، أيها المفكرون: سعيد سيفاو المحروق، مولود معمري وبوجمعة هبازواللائحة طويلة. وإننا إذ نعلن ذلك، فإننا لانعلنه من موقع هؤلاء المفكرون المغتالون والمسلوبة حياتهم وحريتهم فحسب، وإنما كذلك-بل بالدرجة الأولى- من موقع القوى الأمازيغية الطامحة إلى تكوين سلطتها الشعبية، تلك القوى، التي قدم المفكرون الشهداء حياتهم الغالية الزاخرة من أجلها والتي تجسد البديل التاريخي المشروع إيديولوجيا ومعرفيا في هذه الأوطان التي أريد لها أن تهشم. ومن هنا كان تكريم ذكرى استشهاد سعيد سيفاو المحروق واستشهاد واختطاف واعتقال جموع المفكرين والكتاب والمناضلين الأمازيغ التقدميين المستنيرين هو بمثابة تكريم للفكر الأمازيغي المنافح عن حرية هذه الأوطان واستقلالها وتقدمها.
كتبها سعيد باجي.


.... يتبع ...

التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 23-06-2012 الساعة 02:55 PM سبب آخر: تعديلات
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 10:02 AM
ملاحظة بداية ....

ليس الغرض من نشر ( الكتاب الأسود) في منتدانا هو الإشهار أو التشهير ،وإنما الفحص والتقدير ، فالكتاب عبارة عن رسالة تظلمية مفتوحة أرسلها مواطن ليبي لرئيسه معمر القذافي الناكر لأصول البلاد والعباد ، وهي رسالة طويلة تتضمن أفكارا مفصلية عن تجربة الرجل النضالية ، وبها قناعات قد تروق لبعضنا أو تستهجن .
ونظرا لطول الرسالة فإنني ارتأيت نشرها ( مقسمة إلى أجزاء أصغر) ليسهل قراءتها وفحصها ومناقشة ما ورد فيها من تظلمات و تجاوزات وما تضمنته من قناعات ورؤى قد تحتاج لوقفة من لدن القراء الكرام .
تحياتي لكم .
الأمازيغي52
.
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 10:11 AM
نص رسالة سعيد سيفاو المحروق المعروفة ( بالكتاب الأسود ) .


(الجزء الأول )



من المواطن: سعيد سيفاو المحروق ،غوط الشعال- عمارة أبو جناح،الدور الثاني شقة رقم 4
هاتف 830570 طرابلس .
إلى سيادة: العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر،طرابلس

منذ إعلانكم للنقاط الخمس في 1973 بما تحتويه من تعطيل كافة القوانين وحرق المكتبات و تصفية الحزبية – رغم أنه لم يوجد أي حزبيين في ذلك الوقتولا في العهد الملكي السابق- منذ ذلك الحين آثرت الانزواء و الانقطاع عن الكتابة التي بدأتها منذ 1962، نظرا لأنني كنت أدرك أنني لقمة سائغة اجتماعيا، حيث أنني يتيم من جهة الأم منذ 1960 ولا علاقة لي بأي أقارب لا من جهة الأب و لا من جهة الأم ولا علاقة لي بمسقط رأسي منذ ميلادي بجادو في 1946. حيث أنني لا أكاد أعرفها على الإطلاق إلا بما أقرأه في الكتب، فإذا أضفنا إلى ذلك “ندوة الفكر الثوري” التي أثيرت فيها في تصفية “الشعوبية” أي تصفية كل كاتب بربري، لأن الشعوبية لم تعرفها ليبيا كمصطلح تاريخي يدل على اتجاه سياسي في أي عصر منذ العصور العربية، لأن الشعوبية حركة فارسية محضة، لكن في تلك الندوة أثيرت لأول مرة في تاريخ المغرب رغم أنه لا يوجد هنا أي فارسي، و لأن الحركات السياسية في هذا المغرب كانت تقوم ولا زالتعلى رفض الإسلام جملة وتفصيلا باعتباره دين قومي عربي خاص بالعرب وحدهم، لكن حيث أن الإسلام فرض بطريقة أو بأخرى ظننتم وظن سيادة بوزيد دوردة أن بعض البربر- ومنهم أنا- حين يقولون بالإسلام كغطاء للبربرية- رغم أنني عارِ من هذا الإسلام لأنني اكتفيت بالبربرية اللائكية. لقد كنت ذا ميول ثقافية بربرية محضة، مرة واحدة وللأبد، تحت أي ظرف من الظروف، وسوف أتوسع في هذه المسألة فيما بعد.
المهم منذ ذلك الإعلان ومنذ تلك الندوة والأسباب السالفة لم أكتب حرفا ولا جالست أحدا تقريبا إلا ما تمليه مقتضيات العمل أو الترفيه.
لكن في يوم من أيام أواخر أغسطس التقيت في فندق الشاطئ شخصا كنت أظنه مجرد كاتب، هذا علاوة على أنه يشكو لي دائما من مطاردة المباحث له لأنه يقيم في روسيا، هذا الشخص هو سيادة: إبراهيم الكوني، الذي يدعى في أوائل السبعينات شعوبي هو الآخر لأنه طارقي، فوجئت بسيادته بقوله لي أن عبد الرحمن يريدني أن أكتب في الموضوع. من هو عبد الرحمن ؟ سألته، وما هو الموضوع؟ قال : إنه: عبد الرحمن شلقم، قلت له لا أعرف شخصا بهذا الإسم، ثم ماهو الموضوع؟ قال إنه موضوع المغرب و المشرق في صحيفة الأسبوع السياسي.
رحت أبحث عن الصحيفة وقرأت موضوع سيادة شلقم. هذا موضوع وكلام لا يمكن أن يُكتب في بلد مثل ليبيا بحسن نية ولا يجرؤ على كتابته رئيس تحرير. هذا فخ.
في الليلة التالية التقيت بسيادة الكوني فأعاد علي طلب الكتابة حول الخرافة التي أدركت فورا أنها inspered article أي كلام منزل من فوق لجس نبض من هو يفرق بين مشرق الوطن العربي ومغربه، من هو الوحدوي العربي ومن هو الصهيوني البربري، من هو يسير مع خط الثورة الناصرية، ومن هو يسير مع خط بورقيبة والاستعمار.
لأنني بربري فأنا مغربي ، هذه مسألة يعرفها الكوني، ولكن كيف عرفها شلقم الذي لا أعرفه وهما كلاهما من أهل البيت و الدار، في حين أنني مجرد موظف قانون في شركة الواحة؟ كيف تذكرت المخابرات إسمي ؟ ولماذا؟
قلت للكوني سأكتب قصة في الموضوع، فكرر لي الإلحاح و كأنها مسألة تهمة. طبعا كما قلت يا سيادة العقيد، منذ الوهلة الأولى أدركت أن كلام شلقم ليس بكلامه، إذا كنت مخطئا فبالله صححوني، إنها تعليمات منكم، شخصيا لا أحتاج لمعرفتها لمن يقول لي ذلك، فهذا التطرف في الكلام مثل “إدارة ظهورنا إلى المشرق و الاتجاه إلى ثقافة المغرب…الخ” هذا جس وفخ، لكن السبب الحقيقي في إحجامي عن الكتابة لا يكمن في خوفي من الوقوع في الفخ، السبب الحقيقي و الرئيسي هو اقتناعي أن المسألة مجرد فقاعة، ذلك لأن كلمة المغربأو المغرب العربيو الوحدة المغربية كانت على الدوام ومنذ العهد الملكي الماضي وحتى عهد الثورة المضارع مجرد أكل هواء. إن ما حفزني على الكتابة في الموضوع بمقال تحت عنوانين: “لكي لا تصبح العروبة احتكارا مشرقيا أو شعوبية جديدة، ليس إلحاح الكوني ولكن عدداً يحتوي على عدد من الردود على “رئيس التحريرأي على سيادتكم، وليس أيضا الرد الرئيسي لسيادة (أبو أو أبي) زيد دورده، ولكن ماكتبه شخص أعرفه جيدا لا أحب أن أسمي إسمه، تماما مثلما فعلت في مقالي الذي اقتصرت فيه على تناول مقال سيادة أبي زيد و تجاهلت الشخص المعني، بسبب أن هذا الشخص كان في أوائل الستينات ولدافع ما كان يراسلني وهو في بنغازي باللغة البربرية، وبعد أن انتهت مصلحته من بعد لم يعد يراسلني ولم تعد لي به علاقة ما، ثم قبيل 1-9-69 مباشرة كان يردد بسذاجة، حلمه في أن الملك قال له في المنام : تعالى يا ……. تعالى” ..! ثم اكتشفت أنه قد دار180 درجة، وأصبح ثوريا عربيا قوميا…الخ.
لكن بعد ظهور مقالي المذكور:*( عن الاستلاب التاريخي – لكي لا تصبح العروبة إحتكاراً مشرقياً أو شعوبية جديدة ) فوجئت بأن أحدا لم يرد علي في العدد التالي، بل ظهر عنوان في الصفحة الأولى: “الآن فهمنا ما تريد” وهذا يعني أن الموضوع لم يعد مطروحا للنقاش. و كما قلت سابقا فمنذ حملة النقاط الخمس على حرق المكتبات و سجن حزبيين وهميين، لم تعد لي أية علاقة بأي صحيفة و اعتبرت أن الأدب والثقافة يسيران في اتجاه ليس مني ولست منه، خصوصا وأنني في عام *1972كنت موظفا في *شركة الواحة النفطية، وكنت أكتب في نفس الوقت في صحيفة اسمها “اليوم”، وفي أحد أيام ذلك العام الذي كان سابقا لحملة التطهير لم تعجب مقالتي أحد موظفي تلك الإدارة. لا أحب أن أذكر إسمه- فعرضها على سيادة: بشير هوادي و استدعيا أحد مسؤولي الجريدة ليلفتا انتباهه بأن مقالاتي “تنظير للشيوعية”، وأنني لا يحق لي أن أشتغل في الإدارة المذكورة وأن أكتب في صحف أخرى في نفس الوقت.
كانت العقوبة في ذلك الوقت أن أحلت على التقاعد، وأنا لم أتجاوز الرابعة والعشرين عاما من عمري بدعوى أنني شيوعي، وفي نفس الوقت لأنه لا يجوز لي ممارسة عملين، رغم أن عملي ككاتب لم أكن أتقاضى عنه درهما واحدا.
لكن علاقتي الجديدة بمؤسسة الصحافة وبصحيفتي “الأسبوع الثقافي” و الأسبوع السياسي”التي يرأس تحريرها سيادة عبد الرحمن شلقم، أوهمتني بأن الطقس قد تغير، وفي إحدى الأمسيات كنت في مبنى الصحافة فأخبرني أحد الموظفين بأن القيادة اتصلت بالمؤسسة سائلة عمن يوجد من الكتاب؟ وأن الإجابة كانت بأن سيادتكم على وشك المجئ للمؤسسة وأنه علي الانتظار وعدم مغادرة المؤسسة.

...يتبع...
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 10:58 AM
(الجزء الثاني )

تابع....

آمل أن تتذكروا ذلك اللقاء، لقد كان يضم سيادتكم وسيادة مجموعة من الأشخاص ذكورا وإناث : سيادة محمد بلقاسم الزوي، وسيادة إبراهيم بجاد، وسيادة فوزية شلابي ،وبنتا أخرى لا أدري إن كانت ما زالت تتمتع بالسيادة أم لا : سعاد الوحيدي. ولقد سألتني سيادتكم إن كنت من “محاريق جادو” فأجبت نعم، وأنني أول من استخدم هذا اللقب، كما أنه لا علاقة لي بجادو ولا بمحاريقها، ثم سألتموني السؤال الذي لم يكن مفاجئا : “هل أنت ممن يقولون بأن البربر عرب أم أنني أتبع نظريات الاستعمار الذي يقول أن البربر أوروبيين؟” وحيث أنني قصير العمر، ولم أشاهد البربر وهم يعبرون أوروبا ،أو البحر الأحمر، وحيث أن اهتمامي الأساسي منذ 1962 باللغة والثقافة البربرية فأجبتكم بجواب لم أكذب فيه على نفسي ولا عليكم، قلت لكم : “إن نسبة كبيرة جدا من القاموس العربي دخل جميع اللهجات البربرية” ولم أفاجأ أيضا بمعرفتكم ببعض معارفي من الكتاب مثل سؤالكم عن مسكين يدعى الجيلاني طريبشان، و”أنه لا يكتب إلا وهو مخمور” .. قلت هذه بسيطة ليس فيها سياسة، لكن حين سألتم عن سيادة إبراهيم الكوني إن كان لا يزال شيوعيا وأنه يكتب عن “المجتمع التارقي”، لم يغب عني كون أن هذا تحقيق معي أيضا فتبرعت بالإجابة بأنه “يكتب عن الطوارق لأنه عاش في الصحراء ولم يعش في مدينة طرابلس” وأعترف الآن أنني كنت مغفلا، إذ لم أكن أدري أن سيادة الكوني من أهل الدار، لأن معرفتي بسيادته كانت في عام 70 و 71 قبل أن يدخل الدار من أبوابها…لقد كنت مغفلا بالفعل في سيادة الكوني ولا أزال أذكر آخر كلماتكم التي وجهتموها لي حين قلتم لي : “على كل حال كل واحد يعرف كيف يدافع عن مصلحته” !.
يا أرباب السماوات ! أناالموظف الصغير في إحدى الشركات أقف في نفس القامة معكم، وسيادتكم تملكون الأرض والسماء، هناك إذن مصالح متعارضة، هناك تصفية حسابات !
لقد حسمتم الأمر مسبقا بعد ذلك اللقاء بأسابيع حدث لي لأول مرة في حياتي ما يأتي :
بعد أن انتهى الحوار المفتعل حول ليبيا كجزء من المغرب فوجئت بالشخص إياه الذي كان يكاتبني بالبربرية، والذي أصبح سنوسيا يحلم بالملك ثم لف فجأة بعد 1-9-1969، فوجئت بهذا الشخص يكتب ضدي مقالة (قوادة). لكنني أدركت أيضا أنه تولى كتابة هذه المقالة نيابة وليس أصالة، فقط عملا بالقول المأثور: “اضربه بيده”، حيث أن هذا الشخص محسوب على: “جبالى باهي”، خير مني أنا: “الجبالي اللي مشى باهي”. فكتبت ردا بعنوان “هل يصبح العقيد مواطنا مضطهدا؟” لإيماني بأن من يضطهد شخصا لابد أن يعاني الاضطهاد، فهل صدقت أم كذبت؟. بعدئذ بوقت وجيز وأظنه في شتاء 1978 خرجت من منزلي ليلا في سيارة يقودها شخص آخر- وهذا هو الخطأ- متجها إلى قرية السراج حيث يسكن زميل لي في كلية الحقوق، ثم أصبح شرطي. وأمام منزل هذا الشرطي بقيت في السيارة في حين ذهب صاحب السيارة لينادي الشخص المقصود، لكنني –وكنت ملتحفا ببرنس- لمحت من طرف عيني سيارة “بيجو”، تتقدم ثم تأخرت مختفية عن نظري، هذه إذن ملاحقة، أسرعت أنادي السائق ليرجع للسيارة لأن هناك مطاردة، أشرت عليه أن يبحث عن البيجو في الأزقة لكن الأرض كانت قد ابتلعت السيارة، فاشرت على صاحب السيارة أن نعود من نفس الطريق التي أتينا منها لأن الملاحقة مستمرة، في خلال الطريق نظرت خلفي فلم أشاهد ضوء السيارة، لكنني كنت متأكدا من المتابعة أدرت في اتجاهي المرآة العاكسة Screen، هنا لمحت القمر يسطع من زجاج سيارة تسير بدون ضوء خلفنا، لكن السائق الأحمق بدل أن يقف أو يناور للقبض على السيارة المجهولة الملاحقة تصرف بحماقة وداس على البنزين مما أعطى لا شك انطباعا بالهروب من المطاردة، كان الخطأ في أنني لم أخرج بسيارتي، لأنني لو فعلت ذلك، فأنا متأكد أن الأمر سيكون محسوما خاصة إذا لم يخرج لي أحد في البيجو بطاقة هوية مباحثية أو مخابرتية. لقد أصبحت أكثر يقينا أنه لا مغرب ولا مشرق ولا بطيخ إنها مناورة مفخخة، الشيطان وحده أعلم بعواقبها.
هذه المطاردات المخابرتية لم أكن عرضة لها في حياتي قط، رغم أنني بدأت الكتابة وبدأ تكوين وعيي الثقافي والسياسي منذ 1962، كنت أدرك منذ العهد الملكي السابق أن أفضل السبل لتفادي أفخاخ الوقوع في قبضة التهم الملفقة هو البقاء في دائرة الضوء أمام سمع وبصر السلطات الحاكمة الحقيقية : المباحث، لهذا السبب فإن أوقات فراغي كنت أقضيها طوال السبعينات في فندق الشاطئ، هذه حقيقة تعرفها جميع الأجهزة الأمنية التي ازدهرت بعد ثورتكم المجيدة، وهكذا ففي ربيع 1978، أي بعد فترة من المطاردة السابقة في قرية السراج، كنت ساهرا في إحدى الليالي في فندق الشاطئ مع جماعة من الكتاب أو ممن كنت أظن أنهم فعلا كتابا، وكان بينهم سيادة إبراهيم الكوني إياه، وفي الثانية والنصف ليلا انفض السهر، وكان علي كما هي عادتي أن أوصل سيادة الكوني إلى منزله الكائن أمام السجن المركزي بالضبط، ولم أكن أرى في ذلك بأسا. حين وصلت إلى باب عمارة سيادة الكوني ودعته وشرعت في إشغال الإشارة الضوئية يمينا للاتجاه غربا إلى منزلي في غوط الشمال حيث لا أزال أقيم. ما أن اختفى سيادة الكوني في عمارته حتى قابلتني في قبالة الزقاق سيارة فولكس فاجن بيضاء حاولت أن أشق طريقي ، لكن السيارة الفولكس وقفت لي بالمرصاد وترجل منها شخص أخذ يكيل لي الشتائم ويلوح بمسدس في يده، لم يخطر لي هذه المرة أن السيارة تابعة للمخابرات لأن عهدي بالمخابرات يراقبون بشكل سري ولا يشهرون السلاح علنا في وجه الشعب، كنت أظن أن المسألة مجرد مخمورين وقفوا في طريقي، وهكذا حاولت أن أشق طريقي متفاديا إصابة الشخص الذي ترجل على قدميه ممسكا بالسلاح، وبالفعل تمكنت من المرور بالكاد متجها إلى الانضباط العسكري أمام سجن الحصان الأسود حيث قلت لهم أن مخمورين وقفوا لي بالمرصاد، وأنا في طريقي إلى منزلي. لكن السيارة الفولكس فوجئت بها لا تلوذ بالفرار بل تتجه صوبي أمام رجال الانضباط حيث ترجل منها الشخص الذي لا يزال ممسكا بمسدسه أمام مسمع ومرآى من حراس السجن، وقال لي ببساطة أنه رآني ألف حول السجن مرتين.. المخابرات لا زالت ورائي إذن منذ حادثة السراج. قلت له أنني قادم من فندق الشاطئ، لكن هذا كان خطأ لأنه كان يجب علي أن أستعمل سكيني وأن أذبح ربه قبل أن يذبحني، فتشت عن سكيني الذي اعتدت أن أحمله منذ طفولتي فلم أجده، وهذا هو ما أدى بهذه الحشرة لأن يجعلني أقسم بالطلاق فأقسمت ما دام في ذلك حل، فكيف رد علي هذا الوغد العنصري؟ قال : أنت جبالي والجبالية لا يقسمون بالطلاق… هذه هي كارثة ذلك اليوم الأسود الذي نكبت فيه بلاد المغرب بالاستعمار الإسلامي، إن أربعة عشر قرنا من الذل والإبادة الجسدية واللغوية والدينية لم تنته بعد. فقلت لهذا الوغد ما دمت لم أستطع أن أرد عليه ردا بربريا حقيقيا بأنني أوصلت شخصا إلى منزله وأنا في طريقي إلى شقتي. فقال لي إذهب وأحضره معك، قلت له خذ إذن مفتاح السيارة، قال لا دعه معك، أسرعت إلى سيادة الكوني الذي لم يخرج معي لإخوانه من المخابرات إلا بالكاد وقال لهم أنه سيكلم سيد قذاف الدم – لم أكن أعلم أن الكوني على علاقة بأمثال هؤلاء الآلهة – هنا أدخلوني إلى السجن بعد أن أخذوا أوراق السيارة والبطاقة الشخصية وقالوا لسيادة الكوني إذهب ونم في منزلك.
في الصباح- حوالي العاشرة- نودي علي بعد أن قضيت الليل في زنزانة مع حشاش مصري، وأقتدوني إلى مكان لم أعرفه من قبل، بصحبة أحد رجال الأمن وأدخلوني إلى شخص لم أكن أعرف أو أسمع باسمه : سيادة عبد الله السنوسي الذي قال لي : خذ أوراقك، وقل ثورة والا مش ثورة، لكن إياك أن تقترب من منشآتنا العسكرية.
المسألة إذن هي جبالي ومش جبالي، رغم أنني مش جبالي لكن بربري فقط، أنا لست حتى مسلما بربريا، أنا بربري فقط ، البربرية هي ديانتي.. أما الثوري .. فالبربري لا يمكنه أن يكون إلا ثوريا.
أنا أول من كتب عن ثورتكم بعد انقضاء فترة الطوارئ أي في نفس شهر سبتمبر 1969 مقالة بعنوان “ثورة وليس انقلابا” في جريدة الميدان، وفي جريدة الميدان نفسها – وأنا أعرف أنها جريدة كانت في طريقها للاختفاء أو التدمير- في نفس الجريدة كتبت في الأيام الأولى لثورتكم المجيدة مقالة بعنوان انتهت مرحلة التأييد وجاءت مرحلة التقييم” وأشرت فيها صراحة متسائلا : “إذا كان أساس القومية العربية الجنس فماذا نفعل بالبربر في ليبيا؟”.هل هناك شخص أوضح مني في مسألة البربرية في هذه الجماهيرية العظمى؟
لكن يبدو أن الاستخبارات والمخابرات والمباحث والمباحثات… الخ، مثل الله تماما مثل الله تمهل لكن لا تهمل، القضية برمتها ليست حوارا، من يملك السجن وسيارات المداهمة والقوة والافتراء لا يضيع وقته في الحوار، إنه عصر التصفية جسديا ومعنويا.

....يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 04:52 PM
(الجزء الثالث)

...تابع ...
بقية البربرية التي سلمت من نيران الإسلام القديم لا بد من إحراقها في جحيم الإسلام العربي الجديد، إذ أنني في اليوم التالي عدت إلى فندق الشاطئ حيث وجدت جليساً قديما وضابطا معروفا في المخابرات ورويت له قصتي فإذا به يعطيني سببا آخر: وهو انني جبالي وسبق أن هرب من السجن جبالي آخر وهو إبن الشيخ علي معمر. هذا الضابط هو المعروف باسم: محمد الرحيبي، ولقد تساءلت : وما علاقتي بالشيخ علي معمر وأولاده، هؤلاء مسلمون أو إسلاميون أباضية، أما أنا فما علاقتي بالإسلام بالمرة؟ والإخوان المسلمون هم أول دعاة القومية العربية، وليس صحيحا أنهم أمميون وهذا هو سبب حساسيتي البالغة من الإسلام منذ عام 1965 حين اعتنقت الداروينية، فما علاقتي بالأساطير الإسلامية العربية التي تقول أن الله خلق آدم كاملا ثم خلق من ضلعه زوجته حواء وأن كائنا خرافيا إسمه الشيطان غرر بهما فأكلا تفاحة محرمة حيث غضب الله وأخرجهما من الجنة…هذه الأساطير وأمثالها المأخوذة من سفرالتكوين أو المتوارثة في الميثولوجيا السامية الأقدم عهدا من التوراة أجد استحالة مطلقة في الإيمان بها، قد تفيد للتسلية، أما أن تكون علما فلا.
إن ما كتبته جهارا نهارا في إحدى صحف الدولة بعد طلب الجهات المعنية هو السبب في كل ما حصل من ملاحقات، ثم أن هناك المئات من هو الجبالية يمرون يوميا وفي مختلف الأوقات أمام السجن ولم يعاملوا هذه المعاملة وأنا شخصيا مررت من قبل مئات المرات من هناك، ولم يحدث لي ما حدث هذه المرة، إن السبب الحقيقي يا سيادة القائد هو “كل واحد يعرف كيف يدافع عن مصلحته” في لقائي بكم الوحيد بعد استدراجي للكتابة في الموضوع إياه.
بعد إنذار سيادة ضابط المخابرات: عبد الله السنوسي لي بأن ” قل ثورة والا مش ثورة، لكن إياك أن تقترب من منشآتنا العسكرية” أصبحت أخشى من تلفيق أي شيء ضدي في أي مكان فطرابلس كلها منشآت عسكرية، فندق الشاطئ نفسه منشأة للاستخبارات والمباحث وغيرها من الأسماء التي لا أعرفها، والأدهى من كل ذلك أن “اللجان الثورية ” التي بدأت بمقالة من سيادة: شلقم في شكل تنادِ عفوي، مثل ” تنادت جهة كذا وشكلت لجنة” .. ليست تناديا ولا عفويا ولا بريئا ولا ثوريا، مجموعة من الأفاقيين والغلمان والطلاب الفاشلين والقوادين، ثم تحولوا إلى لجان للتصفية (الآن أصبحوا ثرويين وأصحاب ملايين، حان الأوان أن يعودوا إلى رياض الأطفال وإلا فإن الكارثة آتية ولو بعد عشرات السنين). إن المباحث والاستخبارات أجهزة موجودة حتى في الدول الديمقراطية، وهذه لم أكن أخشاها إطلاقا لأنني لم أمارس عملا سريا بالإضافة إلى أن تقاريرها في الستينات وأوائل السبعينات جزء من واجبها، ورجل المباحث قد يطمح إلى رتبة من شاويش إلى بكباشي كما كانوا يسمون بالتركية التي لا أعرف معناها، ومن رائد إلى مقدم بالعربية الأشد غموضا، كيف يكون المقدم أعلى من الرائد مثلا؟ وما معنى أن يكون العقيد أعلى من الجميع وهي كلمة لا تقل غموضا، هذه مسألة لغوية لا تهمني هنا، ما يهمني هو أن الأجهزة الرسمية المنظمة يمكن تحملها على مضض لأن طموحها ضئيل، لكن الكارثة أن يتحول الشعب بأكمله إلى مخبرين في شكل ثوريين، (رابطة الكتاب والأدباء هل هي فعلا كذلك، هذه جهاز من القوادين أكثر بشاعة منه في معاملته لي وأنا ربع آدمي من كلمات العميل الذي أوقفني أمام منزل سيادة الكوني وأنا آدمي كامل لم أصفى جسديا بعد، وهل هناك أكثر بشاعة من جهاز القضاء في التستر على محاولتين لقتلي نهائيا في عام 1983 وعام 1986؟ لقد كتبت مذكرة بذلك واتصلت في مارس 1988 بسيادة: إبراهيم بجاد، لتسليمها لكم لكنه أشار علي بالذهاب إلى سيادة أخرى تدعى: عزالدين الهنشيري، هذه المذكرة تربو على مائة صفحة ومستندات لأخذ حقوقي من الفاعلين فإذا بي أكتشف أن القاضي هو الخصم، لكنني لم أكن أتصور أن تصل إلى الحد الذي لم يصل إليه أي نظام فاشي في العالم.
وهكذا وفي خريف 1978 أصبحت أفكر في الهجرة نهائيا لكن إلى أين؟ وفي نهاية السنة فوجئت بأنني مطلوب للتجنيد الإجباري أو ما يقال عنه بالتدريب العسكري الإلزامي وهذا يعني أنني سأكون في قلب المنشآت العسكرية، وتفاديا للاقتراب من المنشآت العسكرية، عملا بتهديد هذا السنوسي، (( بالمناسبة : حين كنت أمارس الثورة علنا في القاهرة لم يكن هذا السنوسي يجرؤ على نطق هذه الكلمة، في أعقاب 1967، اجتمعنا نحن الطلبة الليبيين في نادي وكنت أخطب في الجمع منددا بذلك العهد في مناسبة أصبحت منسية الآن، وفي اليوم التالي كان إسمي في قائمة من الطلبة الذين أوقفت عنهم المنحة الدراسية، وقال لي المستشار السياسي للسفارة سيادة: خليفة المنتصر، أنه ستقطع عني المنحة الدراسية إذا لم أوقع على نموذج جاهز بالولاء للملك لأنه كما أدعى كان مختفيا في زي بواب العمارة، ثم لوح لي بمسدس موضوع في مكتبه، لكنني فضلت قطع المنحة عن التوقيع وعدت إلى ليبيا والتحقت بكلية الحقوق وتركت دراسة الطب في القاهرة، في ذلك الحين أين كان السنوسي أو غيره بل إنني أتحدى أي ضابط أو جندي قام بمثل ما قمت به، راجعوا ملفات المباحث)).إزاء ذلك الوضع فضلت الابتعاد عن المعسكرات بانتدابي لمؤسسة الصحافة.
وفي يوم من أيام بداية عام 1979 قيل لي أنني في غيبوبة لمدة شهرين تقريبا. وحين تساءلت أين أنا؟ قيل لي أنني في مستشفى: “ريتسولي”، في بولونيا بايطاليا، وأنني ربع حي مشلول لأن سيارة دهستني أثناء عودتي من عملي ليلا أمام صيدلية النجمة في طريقي إلى شقتي التي لا زلت أقطنها حتى الآن. لم أعلم بمكان الحادث وسببه إلا عن طريق شخص يقال له: أحمد إبراهيم الفقيه، بعد عدة شهور حين كلمني هاتفيا حيث قال إننا كنا معا عائدين من مؤسسة الصحافة وتذكرت دواء لابني لكن سيارة داهمتني بعد أن اجتازت الرصيف الفاصل في الطريق المزدوج.
أما بقية الزوار فقالوا إنه من عمل المخابرات، وسواء كان من عمل المخابرات أو غيرها فلقد تم اللعب، كسر في العمود الفقري وكسر في الرأس وكسر في ذراع اليد اليسرى بل هو تهشيم لم يتم تجبيره إلا بمعدن يصل بين الذراع والكتف وتهشيم آخر في الفخذ اليسري ولقد تم معالجة بعض الأضرار الجسدية، أما العمود الفقري فلم تجرى عليه عملية وإنما أحلت إلى مركز تأهيل بأمر المكتب الصحي في حين أن إصابة العمود الفقري لا تحتمل الانتظار أكثر من شهر، وقد حاولت المستحيل من أجل الاتصال بهذا المكتب ولم تجر لي العملية في: بيزا، إلا بعد قرابة عام وكانت النتيجة أن ليس هناك قطع عضوي في النخاع الشوكي، لكن بفوات الوقت، أصبح هناك قطع وظيفي علاوة على المضاعفات والآلام المبرحة التي لا زلت أعاني منها حتى هذه اللحظة، وحيث أن العلاج لم يفدني في إيطاليا وقد بقيت طريح الفراش منذ مداهمتي في 21-02-1979 ، حاولت تجريب حظي في يوغسلافيا، لكنني منذ اليوم الأول قررت العودة إلى طرابلس حيث لم أبق في إحدى مستشفيات بلغراد إلا بعض الأيام وعدت إلى طرابلس في أبريل 1980 * كما تفيد شهادة مستشفى 11 يوليوز لقطاع النفط الذي أقمت فيه بفضل جهود الدكتور: أحمد البشتى، رئيس قسم الطب في شركة الواحة حيث كان مقررا أن أبقى هناك لمدة أسبوع فقط لكنني بقيت فيه حتى بداية 1981* وهنا يجب أن أعترف بجميل الأخ: محمد بلقاسم الزوي، الذي سهل لي الإقامة.

يُتبع ...


  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 05:06 PM


(الجزء الرابع)


وبسبب غياب والدتي عن الحياة منذ 1960 ، وبسبب أن زوجتي منعوها من نقلي إلى بيتي بحجة أو بأخرى، هنا أحسست أن عدوا أشنع أصبح لي بالمرصاد : شماتة أقرب الأقارب خاصة وأنني لا أخ ولا أخت ولا شقيقا أو شقيقة، هذه الشماتة سببت لي من الكوارث ما تمنيت لو أن المداهمة كانت تامة : الموت.
في المستشفى المذكور سمعت أن شيئا إسمه” حزب البربر قد قبض عليه، قلت أن هذا شئ طبيعي في بلد تعد فيه الحزبية جريمة، ولم يخطر في بالي إطلاقا أن يكون إسمي مدرجا في هذا الحزب، كما استغربت أن يكون هناك حزب بهذه الصفة، أنا لم أولد في السويد أو سويسرا والذي أعرفه منذ نمو هويتي البربرية عام 1962 أن الجبالية والزوارية أو غيرهم من الليبيين موزعين بين ميول بعثية أو قومية أو ناصرية، لكن لم يوجد إطلاقا حتى ساعة مداهمتي في 21-2-79 فئة أو طبقة ذات منزع بربري، أما أنا فكما سبق القول فقد كان موقفي مدونا بخط يدي في جريدة الميدان، كنت قلقا على انقراض اللغة البربرية ولا أزال، ولقد كتبت عشرات المقالات في هذا الإتجاه، وإذا لم أكن أنا البربري فمن هو البربري إذن؟
سيادة العقيد
في المستشفى المذكور فوجئت أنكم زرتم جادو وألقيتم فيه خطابا عن البربر وقد هتفت لكم جماهير جادو طويلا بأنها عربية تعيش وعربية تموت وأنها عربية بأعلى صوت، هنيئا لها، لكن ما أذهلني هو حديثكم عن واحد شاعر إسمه سعيد عقل يقول أنه فينيقي وأنه يكتب بالحروف اللاتينية، لكن ما دخل شعبان في رمضان، الفينيقية لغة انقرضت من بلادها فينيقيا منذ أن احتل الآشوريين لبنان حيث لجأ الفينيقيون إلينا في شمال إفريقيا وحين هزم الرومان الفينيقيين انقرضت اللغة الفينيقية في بلاد تامازغا أو المغرب، هذا يعني أن الفينيقية انقرضت منذ 2000 عام في حين أن لغة (تامازيغت) أو البربرية بقيت حية إلى يومنا هذا وناطقوها يعدون بالملايين ثم أصبح لها كتابها وهم يعدون في هذه الساعة بالمئات وأنا أحد هؤلاء، فشخصي الضعيف المسمى سعيد المحروق لست سعيد عقل، أنا لم أدع إلى كتابة اللهجة الليبية رغم علمي أنها تحتوي على الآلاف من التعابير والمفردات وحتى قواعد اللغة البربرية، وما يقال عند مقارنة الفينيقية بالبربرية يقال عند المقارنة بين الفرعونية والبربرية، في كلتا الحالتين مقارنة لا معقولة إنها كالمقارنة بين الموت والحياة، اللغة الفرعونية أو المصرية القديمة لغة انقرضت قبل دخول العرب المسلمين إلى مصر، لقد وجد العرب أمامهم اللغة البونية أما الفرعونية فهذه انقرضت قبل ذلك بزمن طوال ولم يبق من الفرعونية سوى الحجارة الهامدة التي قد تمثل عظمة الحضارة المصرية في العصور المنسية. أما الآن فلم نسمع بحجر يتكلم، وحتى جهود علماء المصريات في قراءة وفك شفرة اللغة الهيروغليفية لم تسفر سوى عن قراءة كتابة غير منطوقة إذ أنه لو وجدت في مصر قرية واحدة تتكلم المصرية القديمة كما قلت مرة للكاتب: مولود معمري، لحلت هذه اللغة المصرية محل العربية في طرفة عين.
ثم من قال أن البربرية حكرا على جبل نفوسة أو هذه الجزر الناطقة بالبربرية هنا وهناك؟ أن ليبيا، وليبيا ليست هذه المحصورة بين الحدود التي أقامها الايطاليون والانجليز شرقا أو التي أقامها الترك والفرنسيون غربا وجنوبا، ليبيا التاريخية الممتدة من غرب وادي النيل في واحة الفرافرة ومستواها شرقا حتى أقصى جزيرة من جزر الكناري في تين آريف غربا، ومن الضفة الجنوبية للبحر المتوسط شمالا حتى زناكة أو iznagen شمال السينغال وشمال بوركينا فاسو ، وجنوب مالي والنيجر وقسم من السودان جنوبا…هذه الأرض التي هي ثلاثة أرباع القارة الإفريقية هي موطن اللغة البربرية وثقافتها، وهي أرض واسعة الأفق مساحة ورحابة صدر وتسامحا مع جميع الثقافات الإنسانية. فما هي مسألة حزب البربر هذا وما سره؟
لم تشغلني الضجة هذه لإن جسدي نفسه ملآن ضجيجا وآلما، ثم أن مسألة كل الأحزاب بعيدة عني وإن كنت أشك أنها تقترب مني رغم أنفي، ولكن مادام الأمر لا يعنيني فلم أهتم بالضجة كثيرا خاصة وأنني نزيل مستشفى 11 يونيو لقطاع النفط وبمعرفة مسؤول مثل: محمد بالقاسم الزوي، الذي هو نفسه اتصل باللجنة الطبية للإيفاد وتقرر إيفادي عام 1981* إلى ألمانيا الغربية كما تدل على ذلك الأوراق المرفقة الرسمية.
بعد وصولي إلى ألمانيا جاءتني مكالمة تفيد أنني متهم في قضية البربر هذه، وأن إسمي في قائمة المتهمين المسجونين منذ حوالي سنة، ولقد قررت أن أعود فورا إلى طرابلس فاتصلت بموظف في المكتب الشعبي في بون إسمه: عبد الباسط البركي، وهو من رجال الأمن وأعرفه جيدا فقال إنه يعلم بذلك منذ وجودي في طرابلس، واستغربت كيف أن أحدا من رجال الأمن أثناء إقامتي في المستشفى المذكور لم يأتيني حتى يتسنى لي مواجهة التهمة التي لا أعرفها لكن الرجل المذكور قال لا داعي للرجوع، ثم ألححت مرة أخرى فقال أن العناية الطبية التي أتلقاها في ألمانيا لن أجد نصفها في طرابلس، لكن بعد أن وجدت العلاج عبارة عن تأهيل اتصلت ببعض الأصدقاء على أن أعالج في لينينغراد وفعلا أخبرني السيد: عبد الباسط البركي، أن برقية وصلت من طرابلس ليتم نقلي إلى “لينينغراد” وأخرى إلى “موسكو”، وقال لي إنه على اتصال مستمر بالمكتب الشعبي بموسكو وأن الرد سيأتي قريبا، لكن الرد لم يأت إلا في أواخر عام 1981 في برقية حددت موعدا هو خلال شهر فبراير 1983 وقد كان هذا شيئا غامضا بالنسبة لي إذ علي الانتظار في ألمانيا لمدة عام وشهرين آخرين دون علاج وطلبت شخصيا من المكتب الشعبي في ألمانيا لإرجاعي إلى طرابلس والانتظار بدلا من البقاء بعيدا عن أطفالي وزوجتي وهكذا رجعت إلى طرابلس في أواخر 1981 *حيث بقيت طريح الفراش منتظرا شيئين، أولا أن أقدم للمحاكمة حتى أعرف التهم الموجهة لي وثانيا انتظار موعد الإيفاد إلى موسكو. ما أثار سخطي هو أنني أصبحت بعيدا عن كل حياة منذ مداهمتي في 21-02-1979 فكيف يزج باسمي في قضية كل ما أعرف عنها أن المتهمين فيها أدعوا الاعتقال عام 1980؟ ومادام إسمي مدرجا منذ ذلك التاريخ فلماذا لم يأتيني أحد ما لاستدعائي وإيداعي في السجن خاصة وأن الأمر بالنسبة لي لا يختلف سواء كنت في المستشفى أو في إحدى السجون المزدهرة بالنزلاء أو في إحدى المقابر العامرة.
هل الزج باسمي في حزب البربر هو تبرير لمداهمتي في 21-02-1979؟.
في أوان الموعد المقرر لي للحضور إلى موسكو أرسلت أحد الأصدقاء إلى مكتب اللجان الطبية في فبراير 1983 فوجد برقية جاءت من المكتب الشعبي في موسكو تفيد بأنه علي الحضور في يونيو من نفس العام لكن حين علم المكتب الصحي بوجودي في ليبيا- كانوا يظنون أنني لازلت في ألمانيا- فتطلب الأمر تفويضا ماليا جديدا عملا بقاعدة غريبة وهي أن المريض العائد لا بد له من تفويض جديد وهكذا فإن أمين الصحة يبدو أنه حفظ الملف، فتولى أمر إيفادي رئيس جمعية الصداقة الليبية المسؤول السيد: عمر الحامدي، لكن أثناء مدة الانتظار وبالذات في إحدى أيام عام 1983طلبت بالهاتف محاميا كنت قد وكلته في الدعوى المدنية ضد شركة ليبيا للتأمين عام 1980 أثناء إقامتي بمستشفى 11 يونيو للنفط، هذا المحامي هو: عبدالرحمن الجنزوري، الذي بادرت بسؤاله عن حكاية البربرية وقضيتها فقال لي أنني متهم غيابيا مع شخص آخر هو: يحيى عمرو، أما بالنسبة لي فقال، والعهدة عليه هي : أنني في حزب حسين آيت أحمد، أنني عضو في الأكاديمية البربرية في فرنسا، أنني عنصري، أنني أنظر للبربرية، أنني تناولت طعام الغذاء في زوارة عام 1979، أني ألفت قاموسا في اللغة البربرية، أنني سميت إبني وإبنتي أسماء بربرية….وهناك تهم أخرى لا أتذكرها لأنها لم توجه لي رغم حضوري في قلب طرابلس.
أليست هذه تهم تبريرية لعملية المداهمة التي أعقبت الملاحقة إثر كتابتي ذلك المقال الذي طـُلب مني كتابته وبعد مقابلتكم لي؟.
إنني أعرف كل شيء عن آيت أحمد رغم أنني لم أعرفه شخصيا قط، وأعرف كل شئ عن هذه “الأكاديمية البربرية” رغم أنني لست عضوا فيها، لقد فات كل شيء الأن، لكن هذا ليس نفيا لحماية المتهمين، ربما يعرف آيت أحمد وبالسعود محمد أعراب وهو المسؤول عن هذه الأكاديمية ليتبادلا الشتائم كالعادة، لماذا الأن ؟ المخابرات الليبية إن كانت هي التي وجهت لي هذه التهم فهي أغبى وأجهل مخابرات في الدنيا. لماذا؟ لن أقول لماذا، يكفي أن أقول أن آيت أحمد انتهى كبربري قبل ميلادي شخصيا هذا قبائلي فقط، ولقد أدت تهمة انتمائي لحزب آيت أحمد أن أعرف هوية هذا الشخص على التدقيق، هذا شخص معقد من حربه مع رفيقه بن بله، ولم يدرج البربرية في برنامجه وبرنامج حزبه إلا بعد مداهمتي، لقد أدرج المطالبة بالأمازيغية كلغة رسمية بعد مداهمتي، التهمة ربما توجه إلى (آيت أحمد) متأثرا بما أكتب علنا في صحفكم وليس لي، لقد سمعت أنه زاركم في السنة الماضية فلماذا لم تسألوه؟
أما “الأكاديمية البربرية” فلم تكن لي حاجة لأية أكاديمية بربرية لأنني أنا شخصيا أكاديمية بربرية، لكنكم في 18 أبريل 1985 تكلمتم عنها وقلتم أن فرنسا هي التي أقامت هذه الأكاديمية، ونيابة عن المسكين بالسعود محمد أعراب سأدافع هنا عنه وليس عني.
هذه الأكاديمية علمت عنها عن طريق مقالة لأحد رفاق بن بله هو: محمد حربي، صديق بن بله الذي أودع السجن بعد انقلاب بومدين وهذه المقالة قرأتها هنا في مجلة “جون إفريك” في 1978، لأن محمد آعراب أراد أن يحصل على دعم مادي من أحد أغنياء القبائل وكان هذا القبائلي عميل المخابرات الجزائرية والفرنسية في آن واحد وحينما هدده آعراب بالسعود بمسدس، كان أحد عملاء المخابرات الفرنسية بالمرصاد وتم القبض على محمد أعراب بالسعود وانتهى كل شيء، ولقد كان شيئا مدهشا من سيادتكم أن تذهبوا إلى جادو لتحاضروا على عمالة البربر لفرنسا في حين أن المخابرات الفرنسية هي التي دمرت صاحب الأكاديمية البربرية المزعومة التي كانت تعيش على التسول والمتبرعين من العمال الجزائريين.
فيما يخص العنصرية : من هو العنصري؟ بربري كتب ما يعتقد وتختمون حديثكم معه بالوعيد والتهديد : “كل واحد يدافع عن مصلحته”، وأنتم تملكون ليبيا وما فيها ثم تزيدون الخير خيرين : ملاحقة، مداهمة ، تصفية، ثم آيت أحمد والأكاديمية البربرية ثم ماذا؟ الطريق ملآى.

تابع ....


  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 05:14 PM
(الجزء الخامس) .

...تابع
فيما يخص التنظير للبربرية: ليتني كنت منظرا للبربرية، هذا شرف لا أستحقه.
فيما يخص تسمية أبنائي..؟ ! لم يبق سوى إتهامي بالبربرية في ممارسة الجنس مع زوجتي !
هذه الاتهامات إن كانت صحيحة فهي قبيحة.
هذه التهم أليست هي السخف بعينه؟ ليتني كنت حاضراً للمحاكمة، هناك الكثير مما لا يحتمله الحبر ولا الأوراق ولا الأعصاب.
أما عن غذاء زواره فما هو بازين أم كسكس؟
لكن المهم ماذا قلت في ذلك الغداء؟ البربرية؟ هذا لا شك فيه ولكن اية بربرية؟ إن ما يهمني هو اللغة البربرية وخوفي عليها من الموت، فليمت الآلاف من الجبالية و الزوارية، إلا البربرية هذه دونها حبل الوريد وأكثر. وأنا الآن ربع آدمي أيها الذين تهموني بالعنصرية ومع ذلك لم ترحموني حيا ولا ميتا فلماذا لم تجهزوا على الربع الباقي؟ ماذا تنتظرون؟؟
هذه التهم نقلها لي المحامي عبد الرحمن الجنزوري والعهدة عليه لأنني لم أستلم شيئا مكتوبا، لكن هذا المحامي الذي وكلته عام 1980 في مستشفى 11 يونيو لقطاع النفط في قضية التعويض لم يعلمني أن المحاماة الخاصة قد ألغيت وقامت المحاماة الشعبية وهذا يعني أن وكالته أصبحت لا غية ولم أعلم بذلك، وبعد صدور الحكم استلم مني مبلغ 5000 دينار ولقد استلم مني صكا بذلك المبلغ خلال شهر أبريل، ولم يرني الحكم حيث أن المحاماة الشعبية هي التي تولت قضيتي ولا أعلم من أين أستلم التقارير الطبية التي لم يسلم أحدها من التزوير، لأن الضمان الاجتماعي زور لي التقرير الطبي الذي اعتـُمد عليه في الحكم، وهكذا فإن المحامي استلم مني ربع التعويض رغم محاولاتي الودية ولقد علمت أنه أودع السجن بعد استلام المبلغ ولم تكن لي وسيلة لاستئناف الحكم ضد ليبيا للتأمين (مرفق طيه الحكم وصورة من مبلغ التعويض بخط المحامي المذكور والتقرير الطبي الصادر من الضمان الاجتماعي الذي صدر في غيابي).
في 17-11-1986 سافرت بعد انتظار خمس سنوات إلى موسكو وكنت أنتظر أن أنقل إلى لينينغراد لكن أسكنوني وزوجتي في مستشفى، وكان ذلك بمعرفة السيد: عمر الحامدي، كما قلت باعتباره رئيسا لجمعية الصداقة، بقيت أنتظر في المستشفى قرابة 21 يوما لتجري عملية بسبب غياب الدكتور المختص (إسمه يوماشف)، وما أن عاد حتى أمر بإخراج كافة المرضى من المستشفى بما فيهم أنا وقد اتصلت بالمكتب الشعبي، لكن المرضى أقنعوني بالبقاء لأن الأفضل أن أقدم هدية للدكتور ليجري العملية قلت هذه رشوة قالوا لا يهم، وهذا النمط من السلوك السوفيتي في رأيي هو سبب زوال الدولة، ذلك لأن الأطباء كانوا قد قرروا أن تجري لي العملية (تسمى فك الضغط) وحين جاء رئيسهم قال أن سبع سنوات مرت على الحادث، إذن لماذا استدعيتموني؟ وحين قصصت قصتي مع أحد المرضى قال أنه هو الآخر أصيب منذ سبع سنوات لكن أجرين له العملية لأنه قدم للطبيب هدية ! لكن هذا المنطق لم يقنعني: من يأخذ رشوة في أعمال الطب لن يفعل شيئا، وفي 21-12-1986 جاءتني ممثلة جمعية الصداقة وهي روسية وقالت أن السفارة تطلب مني العودة إلى ليبيا.
فعدت في 23-12-1986 أي أنني لم أبق في الاتحاد السوفيتي سوى شهر ويومين أو ثلاثة وهنا يبدأ فصل آخر من فصول المسلسل الذي لن ينتهي، ففي يوم الأربعاء 28/01/1987 حوالي التاسعة ليلا طرق باب شقتي أحد الأشخاص، حيث فتحت زوجتي الباب ودخل حيث وجدني مسجى على بطني في السرير، كنت أظنه كاتبا جاءني من رابطة الكتاب، حيث اعتدت على استقبال الكثير منهم، قلت له من الأستاذ؟ قال لا أنا في ما كان يسمى المباحث والآن اللجان الثورية قلت : خير؟ ما الأمر؟ قال ظنناك هربت ! قلت ولكن أنا موفد من طرف جهة رسمية خرجت يوم كذا ودخلت يوم كذا وهذا بعلم الجهات الأمنية لأن: عمر الحامدي، قبل ذلك أخبر المباحث وأخذ موافقتها.
بعد أن اطمأن الشخص الذي أصبحت أسميه “زائر المساء” لأنه لم يبرز لي بطاقة هويته أو تعريفه ودعني، لكن لم تمض مدة حتى إذا بزائر آخر هو زائر منتصف النهار إسمه كما هو مكتوب في بطاقة تعريفه التي طلبتها منه هذه المرة رئيس عرفاء: سالم محمد عون- المباحث العامة- قسم طرابلس، دخل على غرفتي وأنا مسجى على السرير
قلت له : خير، ما الأمر؟
سألني عن إسمي ثم قلت له هل أنتم صحيح تراقبونني خارج العمارة وأن رئيس المباحث حذر ابن أحد الأشخاص أن يقترب من بيتي لأنني ذهبت لرابطة مرتين في شهر رمضان 1985؟
قال: صحيح،
قلت إذن أنتم تعرفون كل شيء فلماذا دهستموني وماذا تريدون؟
قال: أنظر محضر التحقيقأي محضر تحقيق المداهمة (21-02-1979)، وماذا عن خطف زوجتي وأبنائي القاصرين والفرار بهما إلى الجبل في “جادو” وبمساعدة المباحث في “جادو” بالذات؟
قال : وكيف أعدت زوجتك؟
قلت من: مستشفى المجانين في “قرقارش” كما تعرفون،
فتظاهر أنه لا يعرف شيئا، بعد أن كان يقول المباحث تراقبني في قبري هذا، وقال لي أكتب للعقيد في هذا الموضوع وهو يعرف كما يقول الشاعر البربري :
Rebbi di tmurt
cek deg-genni !
أي : الله على الأرض
وأنت في السماء !
الأغرب من ذلك سألني عن الأسماء التي استعملها قلت له في السابق اسم واحد هو الذي تعرفونه أما بعد 2-11-1983 فقد غيرت اسمي الأوسط وهو لا أستعمله مطلقا، ثم طلب مني رقم هاتفي ورقم بطاقتي الشخصية.
وقال: توه نشوفوا، وذهب بعد أن أعطيته رقم القضية التي أصبح فيها المجني عليه جانيا وهي أغرب قضية يمكن أن تحدث في أي بلد مهما فسد فيها القضاء إنها القضية التي حاولت الأجهزة الأمنية والقضائية أن تمحوها لكن لن أسكت عنها بعد أن تصلكم هذه الرسالة/الكتاب
حتى لو أدى بي الأمر إلى إيصالها إلى خارج ليبيا…إلى مكاتب حقوق الإنسان، لأن الوثيقة الكبرى لحقوق الإنسان تعنى بإنسان واحد هو سيادة القائد أما ما عداه فحشرات.
إنني مستعد على كتابة كتاب في أسبوع لكنني لا أقوى بل أكره أمثال هذه المذكرات الشاكية الباكية علاوة على أنها تتناول بالضرورة أسماء أشخاص مما يشعرني بأنني أمارس نفس أعمال القوادة التي يستعملها خصومي، لو كنت كما كنت قبل تصفيتي لكنت قد علقت هؤلاء الأوباش بنفسي من خصاهم لكن ما الحيلة الآن؟
ذلك لأن الكارثة استغلها كل من هب ودب سواء إعاقتي أو تهمة البربرية، إذ أنني منذ 1985 حيث جرى إخفاء محاضر الشرطة التي أخذتها عني الشرطة عن مركز شرطة غوط الشعال في 83، 85 ثم منذ محاولة مركز الشرطة المذكور إخفاء أو إعدام شكوى ضد شخصيين اقتحما بيتي بالقوة في فبراير 1985 وحاولت الاتصال بمركز الشرطة المجاور بالكاد، ثم جاءت الشرطة بعد معجزة وأخذت أقوالي بمعرفة النقيب: موسى أبو عائشة، منذ ذلك التاريخ وأنا أحاول كتابة مذكرة لم أكملها إلا عام 1988 ثم اتصلت هاتفيا بالسيد: إبراهيم بجاد، فقال لي إذهب إلى: عزالدين الهنشري، ولم أكن أسمع بهذا الاسم، وقد استغربت ما دخل الهندسة في الأمن والقضاء، وفي 8/2/1988 ذهبت إليه بشكوى عنوانها (إلى أجهزة الأمن) لأن قضيتي جزئت ثم أجلت، ثم حاولت جميع هذه الأجهزة التغاضي عنها بسبب أن الفاعلين أنفسهم مخبرون لكنني وجدت إلها أو ملكا أحالني على نقيب يدعى: اللافي الجربي، الذي بدل أن يستدعي المشكو ضدهم أصبح يحقق معي وحين وجد هو الآخرأن القضاء نفسه عتم على القضية، وبأن آخر موعد لوضع الحيثيات إلى أكثر من الثلاثين، أصبح يهدد أولادي القصر بأن أي شخص يقول أنه قريبي ويأخذ أولادي من الشارع لا يعتبر مدان؟
وماذا عن الشركاء المقتحمين وإعدام المحضر المكتوب بمعرفة نقيب يدعى: موسى الأشخم، في محاولة القتل؟
قال: إنه مباحث، وما الفرق بين شرطي وشرطي المهم أن المحضر هو محضر مركز غوط الشعال



يتبع .….

  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 05:35 PM
(الجزء السادس)

تابع ....

وتدور الدائرة في حلقة مفرغة، في 21-02-1979 لم أعرف كيف وجدت نفسي في ايطاليا، فأحاول أن أقول ربما كانت صدفة لأنني لا أومن بالقضاء لكن جميع الآخرين يقولون أنه شغل المخابرات، المحضر الموجود عندي فيه إسم: الكيلاني الهمامي، من مواليد تونس، لكنني لم أر هذا الشخص مطلقا حتى بعد عودتي في 1980، والى هذه الساعة لكن امتداد المداهمات إلى طفلي القاصرين، وإلى زوجتي والتستر على ذلك بمستشفى “قرقارش” للمجانين، ثم زيارات الزوار ليل نهار وإخفاء كل هذه الجرائم بأيدي المباحث وخصوصا مباحث “جادو” والمدعويين: العقيد كرموس والتواتي والجليدي، إذ أنه بعد إعدام محضر فبراير 1985 وبعد الاتصالات الهاتفية بمركز الشرطة المذكور وبعد أن يئست من متابعة الأمر فوجئت في السبت 26-10-1985 بنقيب يدعى: عبد الله الجليدي، الذي سأل زوجتي إن كنا اتصلنا بمركز شرطة غوط الشعال، فقالت: نعم، لأنني كنت أرسلها لمتابعة وتذكير المركز فإذا بهذا النقيب يكتب سيناريو أعد سلفا بينه وبين الفاعلين، بعد أن أجرى إخطار الشهود على النكران، وبعد إعدام المحضر الذي كُـتـِب في اليوم التالي للجريمة من أحد أيام فبراير 1985 . بعد كل هذا أكاد أكون جازما أن المداهمة هي الحل النهائي لفهم كلمتكم: “كل واحد يعرف كيف يدافع عن مصلحته” ! ثم يستمر المسلسل.
بعد إطلاق سراح بعض المساجين في مارس 1988 جاءني رجل أعرفه في المخابرات فقلت الحمد لله ربما يحيلونني للمحاكمة لكي أقول آخر كلماتي في حزب البربر هذا والبربريات والتبربر
فإذا بي أمام رجل كان سجينا هو الآخر وأطلق سراحه في 3-3-1988 سألته عن ماهية حزب البربر هذا ؟
قال: لا إن اسمه (رابطة المغرب الإسلامي) قال إن منشورا ظهر بهذا الاسم وكل من قرأه ولم يبلغ عليه يعتبر من هذه الرابطة.
يا سيدي قائد الثورة العظيمة
ما علاقتي بالإسلام أصلا؟ ثم إن كان هناك منشورا فأنا لم أسمع لا بهذا المنشور ولا بهذه الرابطة إلى عام 1989 فأنا أولا منذ 21-2-1979 طريح المستشفيات لا أزور ولا أزار ثم من هو صاحب فكرة هذه الرابطة يا سيادة العقيد؟
أنتم تعرفون أكثر مما أعرف. ومن هو زعيمها؟
إن بصماتكم لاتحتاج إلى خبير، إن لم أكن مخطئا وأعتقد أنني لست مخطئا، إن رابطتكم هذه شبيهة بالمقالة الموقعة باسم (بقلم رئيس التحرير) في صحيفة الأسبوع السياسي عن المغرب وعن مشرقه وعن النقاش المفتعل الذي ختمتموه في العدد التالي لمقالتي بكلمة “الآن عرفنا ما تريد ” ..
إنها مقالتكم تماما … هذه الرابطة رابطتكم.
لم أكن مخطئا حين اقتنعت أن الحوار فخ تحته فخ. منذ النقاط الخمس كان يجب علي أن أغادر البلاد لكنني أعترف أنني مغفل وغفلتي هذه أدت بي إلى أن يتسلق كتفي كل من أراد الوصول إليكم أو كل من يعرف أن كارثتي هي من فعل السلطات العليا إلى أن أحاصر حتى في أبنائي ومصدر رزقي وأدى بي كل ذلك إلى كتابة الشكاوي وفي كل مرة أجد أن القاضي هو عين الخصم،
هذه المرة أتمنى ألا أجد فيكم خصما في حين أخاطبكم قاضيا وحكما أما إذا وجدتم في مجرد كوني بربريا أستحق كل الاضطهاد حيا أو ميتا، فأنا لا أعتقد في الأولياء حتى أوكل لكم وليا وإيماني بالله تعرفونه، نحن الذين خلقنا الله ثم قتلناه، أحيانا أعتقد فيما أسميه بالقوانين العليا التي تحكم الكون، لكن هذه عبارة غامضة، في أغلب الأحيان أنا أومن بالعبث واللامعنى، سيطرة الشر تفقدني الثقة في كل شيء.
إنكم تعتقدون أن كل من هو جبالى فهو لا بد أن يكون مسلما ويستغل الإسلام ليقول أنا مسلم ولست عربيا، هناك فرق بين البربري والجبالي، أنا لست جباليا أنا بربري فقط إيماني بالإسلام اوهي من خيط العنكبوت،
الإسلام ثقافة عربية من الثقافات العربية، وأنا مثلكم أعتقد أن الإسلام ديانة أنزلت للعرب وللعرب فقط، أما انتشار الإسلام في غير العرب فهذه سياسة أملتها ظروف توسع الدولة العربية، وأنا لا أشاطر اليوم أي حزب من الأحزاب البربرية في الجزائر الرأي في أن الإسلام ديانة حيادية.
حزب آيت أحمد مثلا خوفا من نقمة أتباع الإسلاميين أوشك أن يكون حزب دراويش.
سعيد سعدي، لأشاطره الرأي في أن البربرية بعد من أبعاد الشخصية الجزائرية، العروبة هي البعد أما البربرية فهي القاعدة التي تتفرع منها أبعاد الهوية المغربية مثل العروبة والزنوجة والمتوسطية والحداثة…الخ، أما الدين سواء إسلاميا أو مسيحية أو يهودية فهذا إرث تاريخي،
دينياً لا فرق عندي بين: مولود معمري، وأنطونيو كوبيللو (جزر الكناري الذي تعرفونه جيدا)، وبين: ألبير ميمي، الكاتب البربري اليهودي وهذا تعرفونه في ندوة باريس 1974.
نفسيا كنت ولا أزال أن أواجه بقمعي بسبب كوني بربريا بل كنت أنا الذي طلبت أن أعود في 1981 من ألمانيا للمواجهة، لكن زج اسمي في رابطة وهمية (رابطة المغرب الإسلامي) فهذه لا أعتقد أنها من شغل المخابرات اعتقادا جازما كما لا أعتقد بشكل مطلق أنها من تلفيق المباحث، إذ منذ ندوة الفكر الثوري بدأ العداء للبربرية بشكل مقنع في كلمة لا يفهمها الناس، إنها: “الشعوبية”،ولا أدري من أوحى بهذه التعويذة السحرية ؟ هل أنتم أوحيتم بها إلى سيادة أبوزيد دوردة باعتبار أنكم درستم بعض السنوات في قسم التاريخ أم أن سيادته أوحى بها إليكم، هذه مسألة لا تهم، لكن لا شك أنكم تأثرتم كثيرا بكتاب لكاتب فرنسي هو: ألفريد بل Alfred Bell (الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي) الذي تصور أن هناك إسلامان، إسلام عربي هو الإسلام السني، وإسلام بربري هو إسلام الخوارج، منذ ذلك الوقت بدأ كل شخص ينحدر من جبل نفوسة ويملك قلما لا يردد ما يسمع من الإذاعات مرئية ومسموعة تدور أمامه أو حول اسمه دائرة حمراء : شعوبي، في حين أن هذه كلمة تاريخية محصورة في الشرق لأن الإسلام حين انتشر بين الفرس أصبح الفرس “موالى” أي عبيد، فطالبوا بالمسائلة مع أسيادهم العرب، ومن الطبيعي أنه ليس من السهولة أن يتنازل المالك عن رقبة مملوكة مجانا فانتشر بين الفرس وعي سياسي يرمي إلى التوفيق بين الهوية الفارسية والإسلام معا. هذه الحركة أطلق عليها في المشرق اسم: الشعوبية، لأن الفرس احتكموا إلى القرآن نفسه في آية تقول بالمساواة: “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ظنا منهم أن الإسلام لا يفرق بين الشعوب ولم يدركوا أن القبائل أكبر من الشعوب وأن الشعوب أو الشـُعب أجزاء من القبائل ولا أظنكم تختلفون معي في هذا.
أما في تامازغا (المغرب) فالأمر يختلف لقد كان البربر “موالى” أو عبيدا هم الآخرون لكنهم لم يقولوا أن الإسلام دين تسوية كما قال الفرس ولم تكن مقاومتهم مغطاة بقناع الإسلام، بل كانت سافرة وهذا هو ما أدي بالبربر إلي ترك الاسلام أكثر من اثنتي عشر مرة، لقد وقع الفرس في معركة فاصلة واحدة هي القادسية… أما في تامازغا فكم من قادسية؟ في كل شبر كانت هناك قادسية ولم ينتشر الإسلام هنا إلى أن تبناه البربر أنفسهم في وقت متأخر حين قامت الدولة المرابطية وقضى يوسف ابن تاشفين على آخر معاقل البربر في برغواطة.
هؤلاء الذين كانوا يدعون إلى الاعتراف بالأباضية مثل: علي معمر، وغيره لم يكونوا ذوي ميول بربرية إطلاقا لكنكم وضعتم قانونا جاهزا: من يدعو إلى إحياء التراث الأباضي إنما يدعو إلى البربرية ويستخدم الإسلام قناعا لبربريته، وهكذا فإن أول حملة تطهيرية استهدفت الأباضية أكثر من أي شيء آخر في خطاب النقاط الخمس ثم امتدت لتشمل حتى من ليس بينه وبين الإسلام إلا الصلاة على النبي:
كل جبالى حتى لو كان ذي ميول ماركسية فهو متهم حتى تثبت براءته، وليس له من وسيلة لإثبات البراءة إلا الانخراط في الاستخبارات أو المخبرين أو سلك القوادين وهم الآن مزدهرون، وبفضل قوادتهم أصبحوا من ذوي الملايين وأنتم تعرفونهم أكثر مما أعرف.
يبدو أن مسألة البربرية تشغل رأسكم الكريم أكثر من مشاكلكم الأخرى حتى أنكم في خطاب “جادو”، بتاريخ 18 أبريل1985 كنتم تخاطبون الجماهير التي لا يهمها من أين تشرق أو تغرب الشمس، كنت أستمع إليكم تقولون: “حتى ذلك الرجل الذي كان يدعو لتحرير الكناري قال لي في الجزائر:
(we are Hemyarits )أي: نحن حميريون، وأن سكان الكناري يتكلمون نفس اللهجة التي تتكلمونها، كلا يا سيادة القائد، أنتم تقصدون: أنطيو كوبيللو، الذي تعرفون أنه أصبح معاقا مثلي لأن الاستخبارات الاسبانية هاجمته بطعنه في عموده الفقري عام 1978.


,,, يتبع .
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 22-06-2012 الساعة 05:37 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 05:45 PM
( الجزء السابع )

تابع ....
في الواقع إنني في 1974 زرته في مكتبه في الجزائر وقال لي: “سأقابل الكولونيل القذافي وسأطلب منه مساعدتي قلت له بالانجليزية (لأن كل سكان الكناري نسوا البربرية بعد الاحتلال الاسباني) قلت له :
« Take care, don’t talk to him about Berbers, he’s an anti-Berber, if you need a help from him tel him that you are Hemyarits ».
لكنه رد علي: كلا سوف أقول له الواقع لأن قضيتنا معروضة على يوثانت في الأمم المتحدة.
إنه الآن لا يزال حيا يموت موتا بطيئا وأنا أعلم أنكم على علاقة به فاسألوه لأنه جاء إليكم هنا في بداية 1977 ، وقد سألته فقال إنه قال لكم كل شيء، كان هذا بمعية السيد: سعيد القشاط، الذي ظلمه الجبالية كثيرا حين نشرت له وزارة الإعلام والثقافة كتابا يحتوي على معلقات في الجبالية :
عمر كش ريت جبالى؟ مكتوب في الجرنال بصيغة والي؟
و”البربري باريك من تخديمه مملوك بن مملوك طول حياتو
وهذا كله كلام صحيح ومصدق عليه سواء في العهد الملكي الماضي أو العهد المضارع.
الحقيقة أنا ” العنصري” ! لكن معجب بشكل لا مثيل له بإبراز الحقيقة، من يقول أن البربري مملوك بن مملوك إلى أبد الدهر لم يـُزوّر التاريخ، هذه حقيقة ثلاثة آلاف سنة من العبودية والذل والتصفية أليست حقيقة؟
أما في كتابة: ( معارك الدفاع عن الجبل المغربي )، فليس من الحقيقة في شيء.
من هم الذين أدخلوا الترك إلى جبل نفوسة؟ ودمروا مخزن حبوب “جادو، حينما ضربه الترك بالمدفع لأن الجبالية كانوا كالهنود الحمر، لم يعرفوا المدفع بعد كانوا يظنونه كالمنجنيق فلاذوا بالفرار إلى داخل القصر، فسالت دماؤهم كالوادي مختلطة بالزيت.
كيف استطاع الطليان أن يدخلوا جبل نفوسة الذي امتنع عن توقيع الهدنة مع الطليان حتى هزموا في الأصابعة؟
Amazry nnegh
Ulesn as tira
Kkesn as tidet
Urin-t s taba
Am ixfawen nnegh
Gum ten d ighemba
Ay imedyazen
Adlet tameghra!
لقد كتبت منذ خمس عشرة سنة قصيدة بالبربرية عن ذلك:
تاريخنا
أعادوا كتابته
نزعو عنه الحقيقة
وكتبوه بالدخان
مثل رؤوسنا
جعلوها كأحجار الأثافي
فيا أيها الشعراء
ابدأو حفلة العرس !
سيادة قائد الثورة
لقد تعودت أن أسمع منكم كلما اشتكى لكم شخص ما أو جاءتكم تقارير عن عدم الرضى عن شيء، تعودت أن أسمع منكم جوابا واحدا “أنا درت الثورة، اللي مش عاجبه إيدير على ثورة” ! بشكواي هذه تعلمون أنني ما نقدرش ندير ثورة حتى على ذبابة، إن هناك جرائم وغبنا ظل يطاردني حتى وأنا على أبواب المقبرة أو البحر وأنا لا أخاف لا من القبر ولا من البحر، هؤلاء الذين سالت دماؤهم طوال عقدين من الزمن، وهؤلاء الذين رميتم بهم لأسماك القرش ليسوا خيرا مني ولست خيرا منهم، كلنا ليبيون، ولكن هؤلاء الذين تسلقوا عبر حبر قلمي وعبر تقاريرهم في البشر، هؤلاء يجب أن تبحثوا عن حل لي معهم وهؤلاء يستعصون على الإحصاء، من يستطيع أن يحصي النجوم؟
وكما قلت فإن المخبرين سواء من ارتدوا رداء الثورة بعد أن كانوا ثيرانا وأصبحوا لجانا ثورية ثائرة مثيرة وهم كان الأجدر بهم أن يعودوا إلى دور الحضانة أو دور رعاية الطفولة.
أو سواء من المخبرين الذين يبحثون في تقاريرهم عن قوت يومهم وهؤلاء إما أن يخرجوا علنا ويمارسوا مهنة القوادة كعمل في وضح النهار وليس كعمل سري أسرة بالمواطنين جميعا، هؤلاء جميعهم هم الذين لا يفرقون بين التهمة الموجهة لي بين الأبيض والأسود المهم الإساءة .. وإلا فما علاقة الأكاديمية البربرية بـ:(رابطة المغرب الإسلامي)، بل: آيت أحمد، نفسه ما علاقته بالأكاديمية البربرية؟ وما علاقتي بهؤلاء جميعا؟ إنهم جميعهم موجودون الآن في الجزائر فلماذا لا تسألونهم؟ ولماذا لا تسألوني مادمتم تريدون إلحاقي بالحزبية أحببت أم كرهت؟ في حياتي كلها لم أجلس إلى خمسة أشخاص لمدة ساعة ما عدا تلك التي وجدت فيها نفسي أمامكم بغتة.
لكن المعضلة هي في تصور الجزائريين سببا للمسألة البربرية في حين أن بربريتي إنما هي ذات منبت ليبي محض.
الجزائر” إسم مدينة أما “ليبيا” فهي إسم تاريخي لهذه القارة الإفريقية أو لثلاثة أرباعها.
في “برقة” وحدها نجد قراءة صحيحة لإسم حاكم إسمه “أمازيغ”وفي ليبيا نجد حضارة بربرية غير متأثرة بأي حضارة أوربية أو فينيقية هي حضارة “جرمة، أما فيما يخص اهتمامي باللغة والتاريخ البربريين فالفضل فيه يرجع للشيخ الطاهر أحمد الزاوي، ذلك أنني عام 1962 بعد أن أتممت قراءة كتب الأطفال، ذهبت إلى كتب الكبار في المركز الثقافي العربي المصري، كنت أبحث عن معنى كلمة ليبيا هذه التي تقرأ من اليمين إلى اليسار والعكس فعثرت على كتابه: ( تاريخ الفتح العربي في ليبيا )، كان الكتاب وقتها أكبر من حجمي ومن رأسي، ولقد أثار اهتمامي كلمة لم أسمعها قط في حياتي هي “البربر”، واستغربت كيف أنهم في “لواته” أسلموا ثم فرض عليهم عمرو بن العاص الجزية وكانوا فقراء فخطف بناتهم وأولادهم وبعث بهم إلى دار الخليفة أي عمر ابن الخطاب أعدل حاكم في العالم، ثم استغربت كيف أن قائدا عربيا إسمه: بسر ابن أرطأة، سار إلى أرض “ودان”، وأمسك بملكها فقطع يديه ورجليه وجرجره أمام قومه في ودان،لم أفهم كلمة “البربر” هذه إلا حين وصل الحديث إلى “أم القرب” في جبال نفوسه”، وكتب في الهامش: يقال لها بالبربرية “نانا تالا”، هنا عرفت أنني المعنى … لأنني لم أسمع من قبل في طرابلس ولا في الجبل هذه الكلمة، أعرف مازغ” أو “أمازيغ” ولكن في الشوارع واللهجة العربية المتداولة كنت أسمع: “خامس وخوامس أو جبالى أو عقاب جبالى،وما أن أتممت قراءة الكتاب حتى فهمت أن الليبيين جميعهم بربر لا فرقإلا أن القسم الأكبر نسي البربرية بفعل الإسلاموالبقية احتفظت بها فلا فرق عرقيا أو قوميا.

ُيتبع ...
  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
رد: سعيد سيفاو المحروق .
22-06-2012, 05:52 PM
( الجزء الثامن)

تابع....


هذه هي البداية في 1962 أيكون المغفور له: الطاهر الزاوي، كاتب عميل للاستعمار؟أم أن أصله فرنسي أو إيطالي؟
هذا شخص قال الحقيقة، وهو الذي فتح أمامي طريق مواصلة البحث تاريخيا ولغويا حتى اضطررت إلى دراسة لغات جنوب الجزيرة العربية وأسطورة حمير وافريقش وجالوت وطالوت وغيرها من الأساطير، بل إنني في سبيل معرفة أصول اللغات اضطررت إلى تعلم الانجليزية والفرنسية والايطالية فيما بعد، وكنت أعتبر الإسلام رغم ذلك فوق الجميع حتى درست الداروينية في مادة :الأحياء، لأنني كنت متخصصا في القسم العلمي، هناك أدركت أن ما عرب ليبيا والمغرب هو الإسلام فقلت له: باي باي. وكانت آخر صلاة وآخر صيام.. إذ أن أستاذي الأول هو الشيخ: الطاهر الزاوي، أما الأستاذ الثاني فهو المرحوم: سلامة موسى، منه فهمت تفاصيل نظرية داروين وسلامة موسى مسيحي قبطي ولا أزال أفضل كتابات المسيحيين العرب عن غيرهم في الشعر والنثر وتأسفت كثيرا لانقراض المسيحيين من ليبيا.
المسيحي لا يحفر لك الحفر إنه يحاورك لا يداهمك، لكن المسلم، وهو ما حصل معي، بدأ الفخ ثم الإنذار ثم الملاحقة ثم التصفية وبعد التصفية يبدأ الدوس بالإقدام في الرزق وفي أولادي.. وفي ..وفي، حتى أصبحت سجينا مشلولا في الدور الثاني في شقة، لا أبارحها، على أنني أقنع وأرضى بكل شيء على ألا أكون من هؤلاء الذين يصفهم: غابرييل ماركيز Dauntien aduladan أو المتملقون البواسل”، من كتبة التقارير في عباد الله لمجرد الحصول على شيء زائل أو هؤلاء الذين هم في الحقيقة يملكون مؤهلا حقيقيا واحدا وهو ترديد كلامكم لمجرد إرضائكم لكي يشار إليهم بكل بنان في العلن أما في الخفاء فيشار إليكم بالبنان الأوسط، إن هؤلاء يمثلون جهات رسمية ويمثلون أفرادا وهؤلاء لا يهمني أمرهم إلا في الضرر الجسدي والمادي والمعنوي وكل هذا الضرر هو ناتج عن هويتي البربرية وعن معرفة سيادتكم وسيادات أجهزة الأمن إنكم معادون للبربرية Anti-Berbers، ومشجب البربرية أصبح في متناول كل شخص أراد تصفية حسابه معي اعتقادا من هؤلاء أنني قد ترهبني هذه التهمة، وأبادر لا لأكرر بنفسي وبخط يدي أنني كاتب بربري، ليس أصلا ودما إن من يقول بالأصل والدم إنما هو نازي عنصري، إن بربريتي هي هذه اللغة والثقافة البربرية، لكنكم يا سيادة العقيد تؤكدون باستمرار على أن القومية العربية هي الدم العربي، إن هذه القومية العربية القائمة على أساس شرقي هي لون من ألوان قومية: هتلر، الألمانية النازية، ولكنني قبل ذلك أسألكم : هل أنتم فعلا تؤمنون بالقومية العربية؟ بعد تجربة اثني وعشرين عاما من وصولكم إلى الحكم لا يخالجني شك في أنكم لا تؤمنون بهذه القومية العربية وسأعطي لذلك مثالين :
أولا : سليمان الباروني
في بداية هذا القرن لا أعرف قبل أو بعد الغزو الايطالي، صدر كتاب يحمل عنوان “تاريخ السلالة البارونية” لا أعرف أيضا من ألفه هل سليمان الباروني أم أحد أقاربه، لكن المهم هو أن هذا الكتاب يرجع نسب سليمان الباروني إلى جد عربي، والمدهش أن سليمان الباروني أثناء عمله السياسي كان يراسل الشخصيات الأجنبية إيطالية وغير إيطالية بأرفاق هذا الكتاب مع رسائله معلقا بقوله : “وستجدون فيه أن عائلتي استوطنت هذه الأرض منذ أكثر من ألف سنة”.. !
وكما هو معلوم فإن تعبير “القومية العربية” أول ما ظهر كان في المشرق وبالذات في بلاد الشام وكان حملة لواء القومية العربية هم مثقفو الأقليات الدينية وخاصة الموارنة المسيحيون والدروز والعلويون، وجاء منهم إلي هنا رسل ومبشرون من أمثال: أمين الريحاني، صاحب كتاب: ( رحلة إلى المغرب الأقصى )، وهو مسيحي ماروني، وشخصية درزية كبيرة هو الأمير: شكيب آرسلان، هذا الأخير كان مناضلا كبيرا ضد الترك جاء إلي هنا مع غيره للتبشير بالعروبة وكانت له أياد بيضاء على ليبيا ( التي لم تكن ليبيا ) ضد الطليان، وانتقل إلى كافة بلدان المغرب لكنه عاد إلى المشرق وكتب مقالة شاكية باكية عن المغرب فحواها أن: المغرب لا يفرق بين العربي والمسلم وأن لا جدوى من المغرب لأنه إسلامي أكثر مما هو عربي.
مقالة شكيب أرسلان وهو الملقب بـ: أميرالبيان العربي، لم أقرأها لكن قرأت ردا لسليمان الباروني عليه، وهذا الرد ليس مقالة بل كتاب كتبه الباروني بعنوان: ( الرد على شكيب أرسلان )، وهذه هي المفاجأة والحقيقة التي غابت عن الجميع، ذلك أن الباروني في هذا الكتاب لم يكن أكثر بلاغة عربيا من أمير البيان العربي فحسب، فهذه مسألة أخرى لكن المدهش أن يجد القارئ أن الباروني وليس غيره من كافة مثقفي المغرب هو الذي تصدى لتفنيذ آراء: شكيب أرسلان، المشكك في عروبة المغرب ومن يقرأ كتاب الباروني لا يجد فرقا بينه وبين: ساطع الحصري أو: زكى الأرسوزي، أو غيرهما من رواد القومية العربية.
رغم كل ذلك فلا زال الباروني مجرد “عقاب جبالي خماس”، سواء عند الطليان أو عند الليبيين الناطقين بالعربية، فهو يسعى إلى إقامة “إمارة بربرية” كما نجد في كتاب غراتسياني لأنه لم يقبل الهدنة معهم إسوة ببقية الليبيين، والتقف بعض الكتاب الليبيين عبارة غراتسياني فرددوها، ثم تفتقت قريحة الشعراء
عمركش ريت جبالي..؟ ! مكتوب في الجرنال بصيغة والى..؟ !
أو: البربري باريك من تخديمه مملوك بن مملوك طول حياتو
هذا يعني أن الباروني حتى لو اقتلع الكعبة وأتى بها على كتفيه ليضعها في بنغازي أو طرابلس فهو لا يزال بربري مملوك طول حياتو، ففي العهد الملكي السابق حاولت ابنته: زعيمة الباروني، أن تنشر وثائق والدها فوجدت من العنت ما اضطرها أن تنشر صورة الملك وتلعق أحذية وزارة الثقافة لكي تسمح بظهور جزئين من هذه الوثائق التي تهم تاريخ ليبيا قبل والدها، وفي العهد الحالي قبل وفاتها كنت شاهدا على رفض وزير الإعلام على نشر الجزء الثالث، كان ذلك في لقاء سيادتكم بالكتاب لأول مرة عام 1972، في أحد فنادق بنغازي، شاهدت رفض سيادة وزير الإعلام نشر هذه الوثائق وهي تستجديه، وشاهدتكم في نفس اللقاءات تقابلون كلامها وهي تمتدح الثورة بكل ازدراء الشيء الذي جعلني أتجاهل زعيمة الباروني حتى تقابلنا في المصعد، وسألتني بالبربرية : “هل أنت سعيد المحروق”؟
لم تكن تعرفني فأجبتها: نعم، ولكن لماذا تدعين هؤلاء يزدونك رغم استجدائك؟ أعطيني كتاب أبيك وسأنشره في بيروت ،فقالت: ربما ضاع في المطبعة ،لم التق بها بعدئذ حتى سمعت خبر وفاتها



يُتبع .....
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:07 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى