عقبة بن نافع الفهري القرشي
17-09-2015, 10:31 AM
عقبة بن نافع الفهري القرشي (وقيل ابن رافع) (1 ق.هـ - 63 هـ) هو عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة هو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان قائد من أبرز قادة الفتح الإسلامي, الذين فتحوا بلاد المغرب في صدر الإسلام.

ولادة عقبة

تورد المصادر قولين عن ولادة عقبة الأولى تشير إلى أن ولادة عقبة كانت في عهد النبي محمدصلى الله عليه وسلم , و يذكر الثاني أن عقبة ولد قبل وفاة النبي محمد بسنة واحدة 631 م أي سنة 10 هـ, و هذه رواية مرجوحة , لأنها تتنافى مع الواقع فالثابت تاريخيا, أن عقبة شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص واختط بها .

حياته

برز اسم عقبة مبكراً في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث اشترك هو وأبيه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد "غير أن بلاد النوبة والسودان عموما لم تفتح حرباً"، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر. ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقية (تونس الحالية)، فولاه عمرو بن العاص برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.

تعاقب عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص، منهم عبد الله بن أبي السرح ومحمد بن أبي بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، أقر جميعهم عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة. لكن عمرو بن العاص اختار عقبة في الحروب وقيل بأن ذلك لم يكن لصلة القرابة بينهما بل لأنه يعرف مهارته في المبارزة والقتال.

فتوحاته
مسار فتوحات عقبة بن نافع في شمال أفريقيا
جامع عقبة بن نافع أشهر مساجد القيروان.

ظل عقبة في منصبه كقائد للحامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب، ونأى عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وصب اهتمامه على الجهاد ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غزوات الروم، فلما استقرت الأمور عام 41 هـ وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، أصبح معاوية بن حديج والياً على مصر، أرسل عقبة إلى الشمال الأفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة.

كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها ودان وأفريقية وجرمة وقصور خاوار، فحارب عقبة تلك القرى وأعادها بالقوة إلى الدولة الإسلامية. خلف معاوية عقبة أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب، حيث تغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في الحرب الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يقضوا على الحاميات الرومية المختلفة منطقة الشمال الأفريقي. حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والواغلة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية وولى بدلا منه أبو المهاجر دينار أفريقية، فعاد للمشرق.

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ، فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان، وخرج منها بجيش كثيف وغزا حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي بالسوس الأقصى، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي.

موقعة سبيطلة

عقب اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب تولي الخلافة عثمان بن عفان وعين عبد الله بن سعد بن أبي السرح علي ولاية مصر بدلا من عمرو بن العاص فأرسل عبدالله بن سعد لـ عثمان بن عفان أنه سوف يستكمل الفتوحات الإسلامية فوافق الخليفة. اجتمع القائدان عبد الله بن سعد وعقبة بن نافع فقال له عقبة : إن المعركة ستكون مع ملك طاغية يبسط نفوذه من طرابلس إلى طنجة والقبائل تظهر له الولاء والطاعة لأنه خلصهم من الحكم البيزنطي وانفصل عن البلاط البيزنطي واسمه جريجوريوس ونحن لن نقاتل هذه القبائل بل سنذهب إلى مقره الذي يمارس فيه ظلمه وطغيانه والتي يتخذها عاصمة له وهي سبيطلة. وتم تجهيز الجيش وانطلق الجيش إليى العاصمة وكان قبل هذا أن عثمان أرسل له مددا يتكون من 10 آلاف فارس سمي هذا الجيش الذي أرسله عثمان بجيش العبادلة لكثرة من اسمهم عبد الله في هذا الجيش مثل عبدالله بن عباس وعبد الله بن أبي بكر وعبدالله بن عمرو. وأمد الخليفة عثمان بن عفان الجيش بألف بعير من عنده لنقل العاجزين. كانت أنباء الجيش وصلت إلى مسامع جريجورس فجمع ضباطه وجنوده وخطب فيهم أن يجعلوا نهاية العرب علي أيديهم في هذه المعركة، وأعلن جريجوريوس مكافأة لمن يقتل عبدالله بن سعد وهي 1000 دينار ويزوجه ابنته سمع عبدالله بن سعد بالمكافأة فضحك ساخراً وأعلن في الجيش الإسلامي أن من يقتل جريجوريويس له ألف دينار ويزوجه ابنة هذا الملك. دارت اشتباكات بين الفريقين لم تسفر عن نتيجة حاسمة واستبطأ الخليفة عثمان بن عفان النصر فأرسل مددا آخر بقيادة عبدالله بن الزبير لم يلبث أن وصل وانضم إلى الجيش الإسلامي. عقد عبدالله بن سعد وعبدالله بن الزبير اجتماعاً لوضع خطة الغزو قال عبدالله بن الزبير مادام الفارق بيننا وبينهم كبير في العدد والعتاد فيجب ان ندبر حيلة لقهرهم وخاصة ان مدينة سبيطلة ذات اسوار عالية ولا يمكن اقتحامها بسهولة والحيلة هي ان نجهز مجموعة من الفرسان الخبراء المهارين بعيدا عن الاشتباكات حتي اذا انتهت الاشتباكات عند الظهر واراد الاعداء ان يعودوا الي مواقعهم تنقض عليهم هذه المجموعة فتبيد بعضهم وتأسر البعض الاخر. وافق بن سعد علي هذه الفكرة وفي اليوم التالي بدات الاشتباكات وعندما انتهت في وقت الظهر كما جرت العادة في الايام السابقة وعندما تراجع مقاتلوا الروم البربر فاجأتهم المجموعة التي تم اختيارهم بعناية من ابطال المسلمين واقتحمت مدينة سبيطلة وقتلت جريجوريوس وأسرت ابنته وانتهت اخطر قوة كانت تناوئ المسلمين في هذه البلاد

وفاته
سيدي عقبة بالجزائر (1962).

استشهد عقبة بن نافع سنة 63 هـ بعد أن غزا السوس القصوى، قتله كسيلة بن لمزم القائد العسكري الأمازيغي وقتل معه أبا المهاجر دينار. ثم قتل كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه على يد زهير بن قيس البلوي، ويروي البعض ان عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة.[12] في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة بالجزائر في معركة مع الملكة الأمازيغية تيهيا والمعروفة باسم بالكاهنة.

أبناؤه وأحفاده

ومن أحفاد عقبة المشهورين:

يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد القادة الدهاة.

مع تحيات
المهيدي الخطابي