مسجد القبلتين
11-10-2015, 12:46 PM
إن في قصة مسجد القبلتين وتحويل القبلة مناسبة اسلامية جليلة القدر لأنها تتضمن واجباً من واجبات الإسلام وعملاً من اعماله العبادية، الا وهو استقبال القبلة.
ان المسلمين جميعاً وعلى اختلاف مذاهبهم يتحدون في مبادئ وأركان تدعوهم دوماً إلى الوحدة الإسلامية في كل زمان ومكان فهم يتجهون بصلاتهم نحو الكعبة بصفوف لعبادة الله عزوجل.
جاء في كتاب الاعيان قال: روى ابن سعد في الطبقات: ان رسول الله (ص) كان يصلي وهو بمكة نحو البيت المقدس، والكعبة بين يديه، ولما هاجر الى المدينة صلى الى البيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يحب ان يصرف إلى الكعبة، وجعل اذا صلى الى البيت المقدس يرفع رأسه الى السماء فنزلت (قد نرى تقلب وجهك في السماء)، البقرة: 144، وكان قد صلى ركعتين من الظهر في مسجده ثم أمر ان يوجه الى المسجد الحرام فاستدار اليه ودار معه المسلمون. ويقال: كان ذلك في بني سليم فسمي المسجد(مسجد القبلتين)[1].
وكان الأمر بالتحويل على ما روي في شهر رجب بعد صلاة الظهر وروي ان القبلة صرفت ورسول الله (ص) قد صلى باصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزان... وكان التحويل بمقدار (180) درجة اي نصف دائرة تقريباً[2].

أسباب تحويل القبلة

يقول الشيخ الطبرسي: اختلف في سبب ارادته (ص) تحويل القبلة إلى الكعبة، فقيل: لأن الكعبة كانت قبلة ابيه ابراهيم عليه السلام وقبلة آبائه، عن ابن عباس. وقيل لأن اليهود قالوا: يخالفنا محمد في ديننا ويتبع قبلتنا، عن مجاهد. وقيل: ان اليهود قالوا: ما درى محمد واصحابه أيه قبلتهم حتى هديناهم[3].
وفي بحار الأنوار قال: وكان رسول الله (ص) يصلي إلى البيت المقدس مدة مقامه بمكة وفي هجرته حتى أتى له سبعة أشهر، فلما أتى له سبعة أشهر عيّرته اليهود وقالوا له : أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا ونحن أقدم منك في الصلاة فاغتم رسول الله (ص) من ذلك وأحب أن يحوّل الله قبلته الى الكعبة، فخرج في جوف الليل ونظر الى مسجد بني سالم الذي جمع فيه أول جمعة كانت بالمدينة وصلى بهم الظهر هناك بركعتين الى البيت المقدس وركعتين الى الكعبة ونزل عليه : (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها)
موقع المسجد ومساحته

يقع المسجد الى الغرب من مركز المدينة المنورة على مكان مرتفع من حرة الوبرة (الحرة الغربية) في طرفها الشمالي الغربي قريباً من عرصة وادي العقيق الصغرى والكبرى. وقد كان مجمل مساحة المسجد القديم تبلغ (425) أربعمائة وخمسة وعشرين متراً مربعاً
مراحل عمارة المسجد

المرحلة الأولى: تم تجديد المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز عندما ولي المدينة، حيث انه جدد جميع المساجد التي صلى فيها رسول الله (ص)
المرحلة الثانية: وجدد المسجد كذلك الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدم بالمسجد النبوي وذلك في سنة 893 هـ
المرحلة الثالثة: جدده السلطان العثماني سليمان سنة 950 هـ. وكتب على الحائط الشمالي- اي على يسار الداخل الى المسجد- الآية (144) من سورة البقرة وبخط جميل جداً. وهذا المكان كان جهة القبلة الى البيت المقدس
التوسعة السعودية للمسجد:

تم في السنوات الأخيرة توسعة وعمارة مسجد القبلتين بشكل يتسع للزائرين، فتم إنشاء قاعة للصلاة تسع لألفي مصل بمساحة قدرها (1190 متراً مربعاً) وتشتمل على شرفة بمساحة (400 متر مربع) مخصصة للنساء
مكانة المسجد وأهميته

يحتل مسجد القبلتين مكانة رفيعة في التاريخ الإسلامي. فهو يمثل لجميع المسلمين الواقعة التأريخية العظيمة حيث صلى النبي (ص) الى البيت المقدس ثم أمر بالتحول الى الكعبة المشرفة. ولقد أخبر المصلين في هذا المسجد اثناء الصلاة عن تحول القبلة الى مكة المكرمة فتحولوا إليها في أثناء صلاتهم وكان هذا التحول مظهراً من مظاهر الإستقلال العظيم للمسلمين ولدين الاسلام الذي أشعل في قلوب اليهود ناراً حامية من الحقد الدفين والحسد الشديد.

وفي الأخير أدعوا الأخيكم و السلام عليكم و رحمة الله

المهــيدي