أراد الولد ان يُسافر وحده في القطار ،،،،،،
06-03-2021, 09:05 PM

كل عام كان والدا الطفل يصطحبانه في القطار ليقضي عطلة الصيف في منزل جدّه، يتركانه هناك ويعودان في اليوم التالي،
في أحد الأعوام قال لهما: لقد أصبحت كبيرًا الآن، ماذا لو ركبت القطار وحدي هذا العام؟!.
وافق الوالدان بعد نقاش قصير.. وها هما في اليوم المحدد يقفان على رصيف المحطة، يكرران بعض الوصايا الأخيرة عليه وهو يقول بتأفف: أعلم ذلك كله، لقد سمعته منكما ألف مرة!..
توقف الأبوان عن إسداء النصائح، ولكن قبل أن ينطلق القطار بلحظة اقترب الأب وهمس في أذن ابنه: "خذ هذه الورقة يا بني، لا تفتحها إلا إن شعرت بالخوف أو بالحاجة للمساعدة"..
وضع الابن الورقة في جيبه دون اهتمام، ثم جلس وحيدًا في عربة القطار، كان سعيداً بأنه يسافر للمرة الأولى دون والديه، كان مستمتعًا برؤية المناظر الطبيعية من النافذة، وبسماع ضجيج الناس من حوله، لكن سؤال مراقب القطار وتعجبه من كونه يسافر دون رفقة ترك شيئًا في نفسه، وزاد ارتباكه عندما رمقه أحدهم بنظرة طويلة، فجأة شعر بأنه ليس على ما يرام، تحول الشعور إلى خوف، فتقوقع داخل كرسيه؛ واغرورقت عيناه بالدموع.. 🥺
في تلك اللحظة فقط تذكر همسات أبيه الأخيرة، فتّش بيد مرتجفة فعثر على الورقة الصغيرة.. فتحها وقرأ: «يا ولدي، أنا موجود في المقصورة الأخيرة من القطار».

من المهم أن نطلق أجنحة أبنائنا، أن نعطيهم الثقة في تدبير شؤونهم بأنفسهم، أن نمنحهم الحرية في ركوب قطار عصرهم والتنقل بين عرباته.. لكننا يجب أن نكون متواجدين في المقصورة المجاورة لهم دومًا، وأن ندس في أيديهم ورقة تقول إننا قريبون منهم دوماً، وعلى استعداد لتقديم المساعدة عندما يحتاجونها.

"وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
🤍