''إسرائيل جعلت غزة مخبرا لتقنيات القتل الجديدة''
22-01-2009, 11:50 PM
الخبير في ديناميكية السوائل الأستاذ نور الدين عبد القادر لـ''الخبر''

''إسرائيل جعلت غزة مخبرا لتقنيات القتل الجديدة''

يتوقع الأستاذ نور الدين عبد القادر أن يكتشف العالم مزيدا من البشاعة من مخلفات أطنان القنابل الفوسفورية التي تهاطلت على غزة طيلة الأيام والليالي التي خضعت فيها للقصف الإسرائيلي. ويؤكد أن إسرائيل استعملت قطاع غزة ''كمخبر لتقنيات القتل الجديدة'' بقنابل تأكد أيضا أنها تملك خصوصيات غير مسبوقة في التدمير.
ويعتبر الباحث الجامعي الجزائري نور الدين عبد القادر، المختص في ديناميكية السوائل بجامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ليس بريئا. وأن قادة الحرب الإسرائيليين قد يكونون على صواب عندما صرحوا أن إسرائيل حققت هدفها في هجومها على غزة.
ويشرح هذا الباحث الجامعي في حوار مع ''الخبر'' أن القنبلة الفوسفورية تم تصنيعها بطلب من البنتاغون الأمريكي، وخضعت إلى تجارب مخبرية طويلة، بعد أن أدان العالم أجمع الجيش الأمريكي على بشاعة جرائمه في الفيتنام التي استعمل فيها قنابل النابالم بشكل واسع.
ويعتبر أن القنابل الفوسفورية التي استعملها الجيش الإسرائيلي في غرة سبق تجربتها في العراق، ولكن ليس بنفس الكثافة. وتتميز هذه القنابل بتعدد تأثيراتها، حسب الأستاذ نور الدين عبد القادر على الإنسان فقط. فبحكم كونها تحتوي ثلاث مواد هي: الكيروزين، النابالم والفوسفور الأبيض، فإن تأثيرها يبدأ قبل أن يصاب بها الإنسان من خلال الدخان الذي ينبعث منها جراء احتراق المواد التي تتكون منها.
وقد اكتشف المسعفون الفلسطينيون طريقة واحدة فقط لتوقيف احتراقها عن طريق ردمها فوق كميات معتبرة من الرمل أو التراب. والذي يؤكد النية الإجرامية للجيش الإسرائيلي، هو أنه كان يمطر غزة بهذه القنابل في الليل، وهذا بعد قنبلة المباني، ليجبر المدنيين والعائلات الغزاوية على الهروب منها. وبمجرد أن يغادروا مبانيهم المنهارة يجدون أطنانا من الفوسفور المحترق يتساقط عليهم من السماء. وتسبب القنبلة للمصاب بها حروقا تجعل أنسجة جسمه غير قابلة للتضميد والعلاج.
ولاحظ الأطباء الذين أسعفوا المصابين خلال الغزو أن أجسام عشرات الضحايا تفحمت كليا دون أن يكونوا قد احترقوا بالنار، بدليل أن الأثاث الذي كان قربهم لم يتعرّض للحرق. كما أن صورا لجثث بعض الضحايا تبين أنها تفرز رغوة من الجروح، بسبب التفاعل الكيماوي بين مكوناتها ومكونات جسم الإنسان. ولا يستبعد أيضا أن تكون هذه القنابل تحتوي كميات غير معلومة من اليورانيوم المقوى.
هذه القنبلة التي أطلق عليها مصنعوها الأمريكيون الاسم العسكري ''77-mk'' تزن الواحدة منها 340 كيلوغرام وتحتوي 416 لتر من المواد الحارقة. ولا أحد يعلم حجم الأطنان من هذه القنابل التي قذفها الجيش الإسرائيلي فوق قطاع غزة خلال 23 يوما من القصف المتواصل في الليل والنهار.
وإذا كانت تأثيرات هذه القنابل على المصابين قد أدهشت العالم وأثارت الاستنكار. فإن الباحث نور الدين عبد القادر لا يستبعد أن تظهر تأثيرات أخرى. ويقول ''لست خبيرا عسكريا، لكنني غير مقتنع ببراءة الانسحاب المتسرّع للجيش الصهيوني من غزة والذي يجب التنبيه أنه لم يدخل أصلا المناطق التي قصفها بالقنابل الفوسفورية. وهو ما يطرح احتمال أن يكون قادة الجهاز العسكري الصهيوني يعرفون أن لما رموه فوق غزة تأثيرات أخرى لم يريدوا أن يعرِّضوا لها أفراد جيشهم، كما سبق وأن حدث لعناصر الجيش الأمريكي في العراق''. ويضيف ''أنا متأكد أن الإدارة الصهيونية ستضع عقبات كبيرة للخبراء والأطباء المتخصصين، وستعمل بكل قوة لمنعهم من دخول غزة لكي لا يكتشفوا بشاعة ما ارتكبوا من جرائم. ويكفي أن يعرف الناس مثلا أن لبعض القنابل التي إن لم يمت المصاب بها، فإنه يتعرّض للسرطان، كما أن لمكوناتها تأثيرات على الجهاز التناسلي وتسبّب العقم، وكذلك فقدان البصر''.


المصدر :وهران: لحسن بوربيع

2009-01-22