مقتل شقيقين إثر أمطار طوفانية بتبسة
22-08-2016, 06:40 PM


ب. دريد



تعيش مدينة بئر العاتر بولاية تبسة، منذ ليلتين، حالة استنفار قصوى، إثر جرف مياه وادي الجرعة بسبب التهاطل المكثف للأمطار، التي بدأت في التساقط في حدود السابعة والنصف من مساء الأحد ولمدة نصف ساعة، للشقيقين سيف الدين، ويوسف المنتميين لعائلة علي التي نزحت من صحراء ورقلة منذ سنتين فقط، والبالغين من العمر 19 و13 سنة.

أحد سكان المنطقة وشاهد عيان قال للشروق بأن الأخوين خرجا على غرار باقي السكان، لمشاهدة فيضان الوادي بعد أن بلغته المياه من الجبل المحيط به المسمى جبل سارق الرق، ونظرا لعدم تعودهما على مشاهدة الفيضانات وتعاملهما مع المياه الجارفة، بسبب إقامتهما في الصحراء، اقترب الأخ الأصغر يوسف، من حافة الوادي، لكن المياه جرفته، ليلتحق به شقيقه سيف الدين الذي حاول إنقاذ شقيقه الأصغر، ليلقى نفس المصير، وقد حاول كل من كان حاضرا، إنقاذ الشقيقين من خلال رمي ألواح كي يتعلق بها الغريقان أو عبر محاولة انتشالهما، إلا أن قوة فيضان الوادي نسفت المحاولة وجرفت الشقيقين بعيدا، في واد كان قبل سنوات بعرض يصل إلى 70 مترا، ثم تم حصره بعد التهيئة إلى 4 أمتار فقط، مما جعل ارتفاع المياه يزداد أكثر، ويصل إلى مستوى الطريق المعبّد، حيث تعذر على الجميع الاقتراب من الوادي، إلى غاية وصول رجال الحماية المدنية، الذين سعوا بمختلف الإمكانات المتوفرة، لانتشال جثة الشقيق الأكبر التي تمت على بعد واحد كيلومتر تقريبا عن مكان غرقه.
وعلى الرغم من مسح الوادي على طول مسافة ثلاثة كيلومترات، إلا أنه لم يتم العثور على الطفل الصغير يوسف، لتتوقف عملية البحث في شوطها الأول في حدود الحادية عشرة ليلا، والتي تجددت مع مطلع فجر أمس الاثنين، من طرف رجال الحماية المدنية، مستعينة بغطاسين من عاصمة الولاية، وبعض المواطنين، وخاصة من الأهل والجيران الذين رفضوا العودة إلى منازلهم، حيث بقوا قرب الوادي لعلهم يجدون أثرا للجثة المفقودة، وعند الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس، تم العثور على جثة الشقيق المفقود، على اليابسة على بعد أمتار من مجرى الماء، وقد عاشت عائلة عمي أحمد والد الشقيقين، وأمهما وبقية الإخوة الـ4 حالة من الصدمة، يترقبون خبرا سعيدا من المتضامنين حول مصير الشقيقين، ضحيتا وادي الجرعة.
وكرد فعل أولي، حمّل نشطاء من المجتمع المدني، الجهات الوصية محليا وولائيا مسؤولية فيضان الوادي، الذي التهم حوالي 80 مليار سنتيم في عملية تهيئته، دون أن يحمي المدينة من الخطر، وكان بإمكان الشركة الوطنية المكلفة بالإنجاز _ حسب هؤلاء _ أن لا تختزل عرض ماء الوادي إلى 4 أمتار، مناشدين في ذات الوقت السلطات المعنية، بفتح تحقيق للوقوف على حقيقة إنجاز المشروع، الذي يبقى لغزا، ومهددا لمزيد من أرواح المواطنين في كل تهاطل للأمطار.