مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم
02-10-2016, 01:49 PM
مع بداية عام دراسي جديد، تتأهَّب كلُّ الطاقات والإمكانات من أجل بداية قويَّة، وتوفر كلّ متطلبات الدراسة في مدارسنا مازال الحال دون المأمول والمتوقَّع، مازالت أعمال الصيانة لم تكتمل، ووضع المباني المستأجرة تعاني، كما تعاني العديد من المباني الحكوميَّة، وللأسف الشديد مسلسل تأخُّر الكتب الدراسيَّة ما زال مستمرًا أيضًا، وكأنَّ فترة أربعة أشهر لم تكن كافية لتدبُّر الأمر مع المطابع المتخصِّصة، لإنهاء العدد المطلوب من الكتب، وتزويد المدارس بها قبل عودة الطلاب.
كل هذه الأمور في كفَّة، وتوفُّر معلمين ومعلمات من ذوي التخصّصات الدقيقة، والذين يتعاملون مع طلاب وطالبات التربية الخاصة في كفَّة أخرى، هذه الفئة الأغلى على قلوبنا، رغم معاناتهم الجسديَّة، والعقليَّة، وتنوّع إعاقاتهم، إلاَّ أنَّ لهم حقوقًا عظيمةً، ولديهم رغبة أكيدة في إثبات الوجود والتميُّز في تحصيلهم العلمي، ما ذنب هؤلاء عندما يتوجَّهون يوميًّا لمدارسهم، ولا يجدون معلِّمين مؤهَّلين لتعليمهم؟، مَن يتحمَّل مسؤوليَّتهم ومعاناتهم، ومعاناة أولياء أمورهم؟، هل أجد لهذا التساؤل ردًّا من قِبل المسؤولين في وزارة التعليم؟! أتمنَّى ذلك.
في نفس اللحظة التي أُفكِّر فيها في حقِّهم في تلقي التعليم، يرد تقرير تلفزيوني عن شاب وشابَّة من المنغوليين، قد خطَّطا للزواج، وتكوين أسرة، وفتح بيت للزوجيَّة بمباركة أهلهم، لأوَّل مرَّة أرى في عالمنا العربي مَن يتطرَّق لحقوق هؤلاء في العيش بطريقةٍ عاديّةٍ مثل الأشخاص الأسوياء، وأن لديهم مشاعر وأحاسيس، ويُحبُّون وتُراودهم فكرة تكوين أسرة وعائلة، وفتح بيت، وتحمُّل مسؤوليَّة، هذا من أبسط حقوقهم البشريَّة، ولكن هل يعي المجتمع هذه الحقوق، ويُقدِّر مشاعرهم، وخفقات قلوبهم بالحبِّ؟ كم نحن بحاجة ماسَّة لإعادة برمجة عقولنا من جديد، بأن نعرف حقوق الآخرين الذين يشاركوننا الحياة، وهم جزء من مجتمعنا بعيدًا عن النظرة التي تُصاحبها الشفقة، والإقصاء، والحكم عليهم بأنَّهم لا يحقُّ لهم سوى الأكل، والشرب، والنوم، وانتظار الموت، من حقهم الحياة، والاستمتاع بها، وأن يعيش أهلهم معهم لحظات الاستمتاع هذه، فهُم بشر، وقد يكونون أكثر إحساسًا، وتفيض مشاعرهم بالحبِّ والمودَّة أكثر من غيرهم، ليستمتعوا، ونستمتع نحن برؤية بريق الفرح الحقيقي في أعينهم.

منى يوسف حمدان


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع