الأفارقة لإنقاذ ورشات البناء الجزائرية في الصيف..!
08-08-2015, 06:02 AM

ربورتاج: نادية سليماني
انتشرت خلال الصائفة الحالية ظاهرة عَمَالة الأفارقة في مجال البناء، وهي ظاهرة جديدة بالعاصمة وولايات الوسط، بعدما كانت مُقتصرة على مناطق الجنوب الجزائري، وتسبّبت الظاهرة في شبه غيابي للعمال الجزائريين، ومعظمهم من الشباب الجامعيين والبطالين، الذين كانوا يفضلون العمل صيفا في ورشات البناء لتأمين مصروف إضافي، لتغطية تكاليف العطلة الصيفية أو الدخول المدرسي، لكن يبدو أن الحرارة المرتفعة جدا منعتهم من العمل، ففسحوا المجال للأفارقة للدخول بقوة في هذا المجال.
في جولة قادتنا عبر العاصمة اكتشفنا تواجد عمال من أصل إفريقي يشتغلون في كثير من مشاريع البناء، خاصة التابعة للخواص، فيما بدت لنا بعض المشاريع ضخمة ولا يبدو أنها ملك للخواص، وقد رفض أصحاب الورشات الحديث معنا بخصوص قانونية عمل الأفارقة، مصرحين فقط أن عمالهم غير الجزائريين يحوزون وثائق الإقامة أو وثيقة اللجوء السياسي. فيما أكد لنا بعض العمال الجزائريين أن غالبية الأفارقة العاملين لا يحوزون وثائق، وهو ما يجعل عملية تشغيلهم مُربحة لرب العمل، لأن الأفريقي لا يبالغ في طلب الأجر إذ يكفيه مصروف الأكل وتوفير مكان للنوم، وهو أحسن له من التسول تحت شمس حارقة، أو الانخراط في عصابات تزوير العملة والنصب والأحتيال والمتاجرة بالمخدرات.

وفسّر لنا بعض الجزائريين العاملين جنبا لجنب مع أفارقة في البناء أسباب الاستعانة بهؤلاء في العمل مؤخرا بدل الجزائريين، أن المواطن الأفريقي أكثر نشاطا من الصيني خاصة في مواسم الحرارة المرتفعة، وهو ما يجهله كثيرون، لأن البنُية الجسدية لهم تسمح بالتأقلم مع الحر الشديد وظروف العمل الصعبة، والإفريقي ليس من النوع المحب للمشاكل مثل الصينيين، وحسبهم "الصينيون يتضامنون مع بعضهم في أصغر مشكل، وقد يهجمون في جماعات، لكن الأفارقة يتجنبون المشاكل خوفا من لفت الأنظار إليهم ..

ومن الناحية القانونية يمنع القانون الجزائري إيواء أو تشغيل أي أجنبي لا يحوز وثائق تثبت وضعيته في البلد، سواء شهادة أقامة مؤقتة أو وثيقة لجوء سياسي صادرة من المفوضية العامة لللاجئين.