اسباب ظهرو اشباه السياسيين.
04-11-2017, 02:54 PM
بسم الله الرحمان الرحيم.

اسباب ظهرو اشباه السياسيين.


عندما تستعمر السياسة من لدن اشباه السياسيين و يمارسها اناس من غير رعاية و لا دراية .و يصبح السياسي سياسيا بصفة مستعارة بعيدا عن كل المواصفات التي تؤهله لان يكون سيسيا بالفعل .عندما يحدث كل ذلك فذلك لا يعني الا شيء واحد .. هو ان السياسة لا تمارس باي سلطان شرعي و لا قانوني و انما هي تزكيات لاشخاص تنصبهم الاغراض و المصالح و النعرات . اي دولة وصلت الي تلك الممارسات فهي قاب قوسين او ادنى من الانهيار و الانحطاط و اللامسؤولية.
لكن .. كيف يحدث ذلك.. ؟ اذا اتفقنا على ان الظواهر غير الصحية في الدولة و المجتمع انما مردها لا يكون الا لاسباب غير صحية .طالما طبيعة النتائج هي من طبيعة الاسباب في اغلب الحالات فاسباب تفشي ظاهرة الممارسات السيسية البذيئة و ظهور سلطة اشباه السياسيين انما مرده لعدة عوامل و اسباب تتشابك و تتداخل في الغالب ليصعب في النهاية استئصالها بطرق سلسة .نذكر من تلك الاسباب على سبيل المثال لا الحصر ..ما يلي.
1 – العاطفة السياسية .. تتمثل في اختيار المسؤول المنتخب المحلي تبعا لمعايرر القبيلة و العرش و ابناء العمومة و المصالح المتبادلة او الوعود المسبقة الا ان هناك من يعزو ظاهرة تفشي العاطفة السياسية الي مستوى المواطن و ثقافته التي لا زالت تسيطر عليها اللامسؤولية في اعطاء صوته و ايمانه بمصلحته الخاصة على حساب مصلحة الوطن و الشعب .
2 – سلطة التعيين ب ( الكوطا ) .. الجزائر شبه قارة مترامية الاطراف. تشهد نموا ديمغرافيا بنسبة تسارع كبير. الجزائر هجين لعدة ثقافة قبائلية امازيغية بمختلف فروعها و عربية بمختلف بطونها .تنوع الثقافات هو في الاصل مكسب قد تحسد عليه الجزائر لكن لا زالت السياسة العرجاء في بلادنا لا تستغل ذلك التنوع العرقي و الثقافي الا نادرا خاصة في شقه الثقافي..فتعيين المسؤولين و خاصة المديرين التنفيذيين اصبح يخضع للتوزيع على طريقة الكوطا و هي ظاهرة سياسية غير صحية جلبت الكثير من المشاكل عكس ما كان يتوقع واضعوها و للاشارة هي توزيع لا يقتصر على التعيينات المحلية و فقط .
3 – العدالة السياسية.. بداية من الاعتمادات السياسية للاحزاب و حرية المعارضة و الحوار معها عوض اتهامها بعدم امتلاكها لبرامج خاصة و تفشي ظاهرة - من ليس معي فهو ضدي- و كان الجزائر مقسمة بين زيد اكثر وطنية من عمر .و المساومات بين من يعتقد في قرارة نفسه انه هو الافضل على الاطلاق و الاصلح على الاطلاق و الانفع للبلاد و العباد على الاطلاق و كان امهات الجزائر لم تنجب غيره ليزاحم اكثر من 40 مليون نسمة و هو وزيرا او مديرا لازيد من 19 عاما و هذا لا يحدث الا في الجزائر مع ان الدولة سميت بالدولة بحكم التداول على السلطة و الحكم.
4 – الافلات من العقاب.. و ان كان هذا العنصر هو جزء من – العدالة السياسية – الا اننا افردنا له نقطة خاصة لاهميته اذ ان تطبيق القانون على المسؤول هو ردع غير مباشر للمواطن و باقية المسؤولين في حين ان ظاهرة المحاسبة القانونية هي في حد ذاتها تشجيع لتطبيق كل القوانيين .قرءنا عن المير الذي شتم المواطنيين و سمعنا بمن شبههم بالكلاب و سب امهاتهم على العلن و بمن قال ان الشعب لا يفرق بين ( اللوبيا و العدس ) لكن لم يطلعنا اعلامنا عن مجرى المساءلات القانونية او عقوبة من اهانوا الشعب من مسؤولينا ..
5- التجاوز و الكهانة السياسية .. ان الحديث عن معرفة الرئيس قبل الانتخابا كان يقتضي مساءلة قانونية لان هناك من يقرا فيها عدة امور لا يتسع المقال لسردها و الحديث عن ازمة سياسية دون الحديث عن اسبابها و مسبباتها هو تقصير في مصارحة المواطنيين ..اذا كان اجدر بالوزير الاول ان يحدنا على اسباب الازمة الاقتصادية و من هم المسببين فيها..؟ قبل ان يعرض حلوله و قبل ان يعرض علينا دعوته للتقشف . كل ذلك هو بمثابة تجاوزات و ثغرات في المشهد السياسي اذ نحن لا نتهم احدا مع كل ما قيل لكن نبحث عن التوضيح و الشفافية اذا كان على كل مسؤول اشعر المواطن بشماتة ما ان يعتذر لنفس المواطن او يوضح له ان القصد ليس كما فهمه المواطن و هو ليس بغرض الشتم ..على الاقل لنشعر المواطنين بان هناك مسؤول محترم و يحترم مواطنييه ..لكن الصمت و ترك الكلام البذيء يتداول بين الناس فهو من درب التجاوزات السياسية على طريقة ( ايها المواطن دز معاهم ) افهم كما يحلو لك ( و من بعد ) و تلك مصيبة من قبيل اللامسؤولية.
ان تلك الممارسات اللامسؤولة و التجاوزات هي التي سارعت في ظهور السياسي الفاشل او الشبيه بالسياسي و اعتلى المنصب و اخذ الكلمة بغير سلطان . وهي ظاهرة خطيرة نامل من الله ان تعمل الدولة على ردعها .. وقانا الله عز وجل شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن و لتعش الجزائر حرة مستقلة بعيدة عن اسالة الدماء و الدعوة للفتنة التي لعن الله من ينقظها من نومها و ليعن الله مسؤولينا و ياهمهم الي جادة الصواب و لتحيا الجزائر و رحم الله الشهداء. ( و الله من وراء القصد ).
من نصوص .. العراب النبيل.