إنسان و فأر ، قطة و كلب
16-04-2014, 02:48 PM
إنسان و فأر ، قطة و كلب

بينما الإنسان في منزله بين أولاده يدور و يصول و يجول و مرة يشعِل التلفاز و مرة يجلس أمام الكمبيوتر و مرة يخرج ثم يدخل حتى لمح بصره فأراً يدور في الجوار .
دخل هذا الفأر جحره الذي يراه صاحب الدار لكن ليس بمعنى انه رآه سينساه ، بالطبع سيسأل القطة و يتفقدها لحين غفلة ، فوجدها تغط في نوم عميق .
حين سمعت وطأة قدمه على الأرضية قامت مسرعة لأنها وجدت سيدها دخل الغرفة من غير استئذان و حين بادرها بالسؤال كانت تعرف العواقب و تعرف السؤال في حد ذاته لان القطة لن تسأل عن شيء آخر غير الفأر
فقالت له اعرفُ ما تريد ان تسألني به ، فهات ما عندك من غير زيادة لاني أعرف ما جاء بك بحثاً عني .
فقال لها ، إذا بماذا ستجيبين !

قالت له أيها الإنسان في مسكنك كلباً شرس كلما أردت ان اذهب لذلك الفأر وجدت الكلب مكشراً عن انيابه يحرس الباب فلا يترك لي منفذاً اليه لا هو مسك الفأر ولا هو تركني امسكه ، و حين عمدت الى كل السبل لبلوغه وجدت هذا الكلب كذلك يشتم رائحتي فيبحث عني و يدخل كل مدخل ادخله ،و لا ادري لحد الان كيف السبيل الى أن لا اسمع شكاويك بسبب الفأر الذي اصبح يهيم في المسكن و فيه كلباً شرس .
فقال لها هوني عليك ايتها القطة لولا الكلب لدخل الدار غير الفأر بمعنى سارق او شيء من هذا .
فقالت له السارق لا يكون في البيت بل خارجه و إنما الكلب يحرس في الفناء الخارجي للبيت و بالتالي لا خوف من شرّ السارق خارجه و لا شرّ الفأر داخله ، فلا يكون لا هذا ولا ذلك .
فقال لها بالرغم من كل هذا فالكلب لابد له من الأكل و الشرب و تفقد البيت فهو صديق العائلة كما تعلمين و عليه لا يجوز أن أربطه في الفناء كلّ الفصول تمرّ عليه ، فهو خادع في بعض الأحيان حين يشتم رائحة الزوار و الغرباء أما أهل الدار فلا بأس عليهم .
لكن القطة لم تأخذ أقوال الإنسان و عرفت عن يقين بان التاريخ يشهد بان العلاقة بين القطة و الفأر و الكلب تعيش في تفرقة دائمة لا يتصالحون و هم في صراع دائم أبد الدهر
فالقط و الفأر و الكلب غير متشابهين لا في الخلقة ولا في الغريزة ، فهم يعيشون على غريزة غرست فيهم كما للإنسان فطرة يولد عليها فالأمور تساوت بينهم إلا أن لكل له عقل في رأسه يحمله فهذا كبير و هذا صغير لا يستويان
فلا يلوم الفأر القط إذا أكله فقد خلق لأجل ذلك
ولا يلوم القط الكلب إذا خدعه لان طبع الكلب الخداع
ولا يلوم الإنسان الكلب لأنه كلبْ


محمد عبد الوهاب

في امان الله
التعديل الأخير تم بواسطة م.عبد الوهاب ; 16-04-2014 الساعة 02:51 PM