أتى جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
16-06-2013, 04:53 PM
أتى جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف له ابواب النار

وسكانها فلما وصل إلى الباب السابع

قال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع
؟ ))

فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا
.

فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه،
فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال
عليه الصلاة و السلام:

(( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل
أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))

قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .

ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .

و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن
الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا
يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله
تعالى .

فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى
وقف بالباب و قال:

السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من
سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .

فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال

: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من
سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.

فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال

: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول
الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى
حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال:

السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان علي رضي الله عنه غائباً ،

فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا
يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول .

فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت

: يا رسول الله أنا فاطمة ،

ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة
عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب ))

ففتح لها الباب فدخلت ،

فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً
شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم
وجهه من البكاء و الحزن

، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!فقال: (( يا
فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في
أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و
أحزنني ))

قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ
وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على
أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم
السلاسل و الأغلال ))

قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و
النواصي .

. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي:
واشَيْبتاه واضعفاه ،

و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو
ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ،

و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى
النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ،

حتى يُنتهى بهم إلى مالك ،

فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟
فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم
تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على
أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و
الأغلال في أعناقهم !!

فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه
الحالة .

فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!

فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم
رمضان .

فيقول لهم مالك :

أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى ..

فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى
الزبانية قالوا:

يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون
الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ،

فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو
كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم .

فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار

فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ،
فترجع النار عنهم ،

فيقول مالك: يا نار خذيهم،
فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟
فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ،

فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه،
ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه،

فإذا أهوت النار إلى وجهه

قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في
الدنيا،

و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .

فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا
حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه

قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه
وسلم ؟
فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم

فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار
في وسط جهنم،

فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ،

فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟

فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟

فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت
أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم
يتلألأ فيها الإيمان .

فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم .

قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا
نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه،

علموا أنه ليس من ملائكة العذاب

فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟
فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى
الله عليه وسلم بالوحي ،

فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم

صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم
منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك،
وأخبره بسوء حالنا .

فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ،

فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما
أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .

فيقول: هل سألوك شيئاً ؟
فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و
أُخبره بسوء حالهم

فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .

فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب
مصراعان من ذهب ،

فيقول: يا محمد .

قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك
في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ
حالنا، وأضيق مكاننا .

فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ
ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد
مثله ..

فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع
تُشفّع .

فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك
وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))

فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار
فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله .

فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم

فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له

فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .

فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع
الطبق )) ،

فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا
بأجمعهم

فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت
أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم
النار

فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ،

فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً
مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم
"الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون الجنة

فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها

قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو
قوله تعالى :

} رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ
مُسْلِمِينَ { [ الحجر:]

*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من
النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))

* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في
رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل،
مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج
أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار
عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))

اللهم أَجِرْنَا من النار .
اللهم أجرنا من النار ..
الزم الابتسامة المشرقة فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليدي مع من حولك