تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى القصة القصيرة

> وَرْشَة تأليف القِصّة الشُّروقِية

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 10-02-2012
  • الدولة : || ..
  • المشاركات : 5,197
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أَنْفَاسُ الإِيمَانْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
شروقي
رد: وَرْشَة تأليف القِصّة الشُّروقِية
31-08-2015, 04:39 PM

هذا الاهتمام المُقَنَّع ، خبثُ البسمات وكَرم تَرحيبك المزوّر ..لايُمكنه على أيِّ حال أن يغيّر من اعتقادي فيك شيئا.
جميــلة : وصلوا؟
عتيقة : نعم قبل لحظات فقط ..تفضّلا .

ما أضيقها تلك العيون ، مزعجة جدا وهي تتسلّقني من قدمي لرأسي ، مذْ جلستُ وهي تَتفحّصني وتتواصل سِرًا فيما بينها.

- هذه أمّي ، وتلك أختي ( تُشير عتيقة) ،
وهذه هي سارة .
تلتقط الحديث أم عتيقة مُعلّقة :
- كانت صغيرة جدا في آخر مرة رأيتها فيها ..
تركّز نَظرها أكثر وتقول:
لكنّها صارت أجمل بكثير!

تُطرق رأسها في شيء من الخَجل ..تصمت .
هذه المرّة الأولى التي لاتشعر فيها بالراحة في بيت خالها ، كم تتمنى أن تُطوى الساعات سِراعا لتعود من حيث جاءت .
على الرغم من كراهيتها الممتدة عبر السنين لعتيقة إلا أن وجود محمد وأبناءه ومعاملتهم الطيّبة كانت تجعل من هذا البيت ملاذ فرح لها.

تمضي عتيقة وتعود بصينية القهوة وأصناف الحلوى .
إلا أن مجاري النفس مسدودة عن كل أكل أو شرب في هذه الصبيحة .. كيف لهذا الفنجان أن يفرغ ؟
- تعلمين ياعتيقة أن وسيم يُحبُّ هذا الصنف من الحلوى كثيرا ؟ ( تتحدّث اخت عتيقة)
- وقد حضّرته لأجله خصِّيصًا ..فهو لم يزرني منذ ..
تبتلع الكلام في الوقت الذي تتأهّب فيه نظرات أمّها وأختها .
تواصل ضاحكة:
- منذ أن سرقه العمل عنّا.

تهمُّ سارة بالوقوف مستأذنة ، فابنة خالها عبير تنادي عليها .
تُتابعها عتيقة وتقول:
- هي في غرفتها حتما.

تقطع سارة بضع خُطوات في ممر المنزل قبل أن تتقاطع معه ، لاشكّ أنه هو ..لا أحد سواه .لاريب أيضا أنّهم خَطّطوا لصدفة اللقاء .
- عبير .. عبير ..سأقتلها!
تهرول نحو غرفة أخرى ، تستقبل المرآة وهي تضع يدها على صدرها :
- ياإلهي ، إنّه لايملك من اسمه شيئا !

التعديل الأخير تم بواسطة أَنْفَاسُ الإِيمَانْ ; 03-09-2015 الساعة 01:57 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية امرأة
امرأة
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 27-05-2013
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 391
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • امرأة is on a distinguished road
الصورة الرمزية امرأة
امرأة
عضو فعال
رد: وَرْشَة تأليف القِصّة الشُّروقِية
03-09-2015, 03:48 AM






أسوأ ما يمكن أن تكونه تجاويف ناي لم يهتد لمن نفخ فيه فأرسل اللحن الحزين

الشهادات المثقلة بأسماء حامليها ليست إلاّ وهما خيط على المقاس فارتديناها كبرا وفخرا

التكنولوجيا حكمة الأسلاك في قبض الأنفاس

الزواج فارس مدجج بالوهم تسقط قناعاتنا به وأول لقاء هكذا تتغير المفاهيم!



على الشرفة تقف سارة مشدوهة بالفراغ كفزاعة نقرت الغربان رأسها

لم كان عليّ أن أصمت وأغرق في حمم السكون؟

لماذا لم أصرخ في أعينهم لا، لا أريده هذا الذّي يهز باب الأربعين بعينيه الغائرتين، ووجهه المعشق بالاصفرار والذّبول

وشعره الجعد أهدابه المتآكلة وشعثه!

تبا له كيف تجرأ أن يمد يده نحوي، كيف قبلوا به دون أن أسأل

لا أذكر إلا نظراتي الضّائعة في أعينهم المسددة رشاشا صوبي.

لم دوّت الزّغاريد وأنا في منفاي أكتم بحة النّاي

هل كان صوتي أو أنفاسا أخرى سكبت فيه فودّعت فارسي الاسباني، الإيطالي الذّي وقع سهوا

المدريدي البرشلوني يسقط وتسقط أحلامي في الخلاص!

صفير يعلو لا شكّ أنّ الرّيح تبكيني

صفير يدوي هذا العالم سيبتلعني

وأستيقظ من وهمي المثقل على فتى يعيد ترتيب الأبجدية

مذ متى وهو يرسل الصّفير!؟ وكيف لم أنتبه لوجوده؟

شعره أفحم ووجهه أسمر يشبه الحلم وإن لم يكن...

يقطع تواصل أفكاري بجرأته ويرميني بوردة جورية

تلامس رجلي، كانت لحظاتي سفرا نحوه كأنّي أزفّ زمني إليه عبر العيون

وكمن استعاد كيانه ركلتها أرضا مرددة:

"للورد طقوسه عند التقديم لا يمكنني قبول دفعها نحوي

كمن يلقيها على زوايا قبر مهمل افتقد التراتيل!"

أعود للمطبخ مفعمة بروح جديدة أسحب من الخزانة قارورة زجاجية أمسكها من العنق بين إبهامي وسبابتي

تهمس جدتي: ضعي القارورة تعرفين أنّها غالية عليّ.

ـ كم يبلغ عمرها عشر سنوات، عشرون، ثلاثون سنة هي لا تحرك ساكنا في عالم الأشياء تبقى مجرّد قارورة

لكن رغم ذلك تمنحينها كلّ هذا الاهتمام،
تخافين فقدانها؟
تخافين تحطمها؟


وأنا...!
ينعرج مسار حياتي دون أن أسأل كأنّي نكرة لا تعي، لا تملك شيئا


تبا لهذه القوارير التافهة!
وتقع القارورة من بين أناملها


يتشتت الزجاج في كل الأنحاء، وهمهمات أخرى تتدفق معه

شظاياها مثلي كما ترغبون رسمي.

تركض سارة لغرفتها تحكم إقفال الباب وتشهق!


التعديل الأخير تم بواسطة امرأة ; 03-09-2015 الساعة 01:55 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 10-02-2012
  • الدولة : || ..
  • المشاركات : 5,197
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • أَنْفَاسُ الإِيمَانْ will become famous soon enough
الصورة الرمزية أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
أَنْفَاسُ الإِيمَانْ
شروقي
رد: وَرْشَة تأليف القِصّة الشُّروقِية
03-09-2015, 08:33 PM
دُموعًا حارّة ، زفرات ساخنة ، آهاتٍ صارخة ..لكن لا أحد يسمعها
المُلوحة وحدها من باتت تسقي عيونها ..تقتات من بريقها وأحلامها.
أمّا تلك المرآة فلم تعد تغريها ، لم تعد تبتسم لها ، لم تعد ترسل قبلاتها إليها كما كانت تفعل !
تفتح درج خزانتها ، تقلّب ذكرياتها ، صورها ..تنسى لوهلة دموعها ..تضحك كثِيرا على سارة الصغيرة وقد لُطِّخ وجهها بلون الشكولاطة . ترفع بصرها قليلا فترى أمّها الى جانبها باسمة الثغر وهي تنظر لطفلتها نظرة الحلم الذي سيكبر بعد سنوات ، نظرة أم العروس التي ستزيّنها بنفسها في يوم زفافها ، نظرة الأماني الكثيرة ، نظرة الآمال الغفيرة. يهاجمها حزنها مرّة أخرى ويشتد بكاؤها: آآآه كم أشتاقك..آآه لو تعلمين كم أحتاج إليك!
تمسح دموعها وتمضي خارجا .

- أمتأكّدة ؟
- تعلم أنّه لم يبق لها أحد بعدنا .. وأنا ووالدك كبرنا ..ولاأريد سوى راحتها والاطمئنان عليها قبل أن يتخطّفنا الموت.
- لكن تعلمين أنّه سبقَ وأن قضى سنتين في السجن !
تلتصق سارة بالجدار وهي ترفع يديها على رأسها . الصدفة وحدها من قادتها لسماع حديث رياض مع جميلة .
- سجن ! مجرم ! تطمئن عليّ مع مجرم ! لم يكن لينسجم معي لا شكلا ولامضمونا ، لم أكن لأتوافق معه لا فكريا ولا عاطفيا ..وفوق ذلك مجرم!

- لكن يارياض ، تعلم أنَّهم قالوا أنّه لُبِّس التهمة .أضف أنَّ محمد شكره ومدح وصفه وهذا الأهم.

تقترب سارة أكثر ، توسّع سمع أذنيها ، تطلب صوته في تركيز متوجّس:
- رياض فلتنطق ، رياض فلتقل شيئا !
آخْ ، تبًا لهاتفه الذّي أخلف نبض ترقبي، تبًّا لهذا المزعج الّذي ماكان له أن يطلب خروجه إلا في هذه اللحظة !
ثمَّ ماتعني ثواني صمته التي سبقت رنة قهري تلك؟ ذاك الصمت يحمل أكثر من دلالة وأكثر من معنى ! هل همَسَ دون أن أسمعه ؟ أم أنّ هذَا الصمت لم يكن سوى هزّة رأسٍ موَافِقَة؟!

مستندة الى باب غرفتها تفترش غطاء الأرض وهي تنظُر الى التقويم الذي تساقطت أوراقه بسرعة كبيرة هذه المرّة: بقيَ شَهر واحد فقط !
وتتسائل : أليسَ قبول اختياراتهم لنا اختيارنا أيضا؟
التعديل الأخير تم بواسطة أَنْفَاسُ الإِيمَانْ ; 03-09-2015 الساعة 09:29 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 03:48 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى