أحلام مستغانمي آلمتني.. وسأترجم أعمالي إلى العبرية
30-03-2016, 05:30 AM

حوار: زهية. م

صحافية مختصة في الشؤون الثقافية

قال واسيني الأعرج أن الروائي ليس "منجما" والعمل على الرواية الاستشرافية يتطلب جهدا وعملا وحتى الاستعانة بالمختصين، ونفى واسيني أن تكون له أي مشكلة مع النقد الأدبي البناء. وكشف واسيني عن جديده الروائي في هذا اللقاء مع الشروق.
قلت أن الروائي ليس عرافا، لكنك اتجهت مؤخرا إلى الروايات التي تشتغل على الاستشراف.. لماذا؟
- الاستشراف أيضا شكل من الأشكال الأدبية، كتاب جورج أرويل مثلا كان استشرافا، لكنه في الجوهر كتاب أدبي، لأنه خلق شخصيات وأحداث وعالم شبه خرافي على الأقل، في ذلك الوقت كان يبدو خرافيا. في الوقت ذاته كان استشرافيا، لأنه يتحدث في سنة 1944 عن عالم جاء بعده بخمسين سنة وكان محقا من حيث الجوهر. أنا أردت مناخا مشابها في "العربي الأخير"، حيث تدور أحداث الرواية حول شخصية يلقى عليها القبض وتقتاد إلى سفينة... وهذا خيال روائي، لكنها أيضا تتناول جانبا استشرافيا بالحديث عن ما يمكن أن يصير إليه العالم العربي. فعالم الأدب وعالم الاستشراف لا يتناقضان، العالم الأدبي مؤسس على ضوابط، وعالم الاستشراف يعبر عن وجهة نظر الكاتب وتصوره.
بعد "العربي الأخير"، هل ننتظر واسيني في عمل جديد؟
-عندي مشروع بدأت الاشتغال عليه تقريبا منذ سنة عدت فيه إلى الجانب الاجتماعي والموضوعاتي، تتناول الرواية وضعية المرأة عندنا وتدور أحداثه حول رجل عاش بين أربع نساء. في لحظة موته يطلب رؤية نسائه وتجتمع هؤلاء النسوة وكل واحدة منهن تروي علاقتها وقصتها بهذا الرجل وعبرها نكتشف حجم المظالم التي تعاني منها المرأة في مجتمع أبوي. أثناء الكتابة وجدت في أعماقي قسوة، وعنفا لم أتخيلهما، هو عنف مبطن يجسد واقع المرأة في مجتمعاتنا وما تتعرض له من مظالم.

بعض المقالات النقدية التي تناولت أعمالك بعد كتاب "الأمير" قالت انك تراجعت كروائي، ما رأيك فيما يكتب حول أعمالك؟
-لا اعتراض على ما يكتب، لكن لي طلب واحد أن يكون موضوعي فقط. من حق الإنسان أن يحب أو يكره عملا ما، أن يعجب أو لا يعجب بعمل ما، لكن الأكاديمي يجب أن يبني رأيه ويؤسسه على مبررات. يمكن أن يقال مثلا أن كتاب "الأمير" كتب تحت الطلب، هذا لا افهمه، لأن الأمير الذي كتبته لا يشبه ذاك الذي يدرس في المدارس ولا الأمير الرسمي، فكيف يطلب مني أن اكتب شيئا ضد الرواية الرسمية. أن يقال مثلا أن جائزة "كتارا "منحت لواسيني وليس لـ"مملكة الفراشة" فهذا أيضا غير مبرر.. أنت حر أن تنتقد الرواية وتحاربها، لكن لماذا نخلط بين نقد النصوص والتجريح في الأشخاص؟
معروف عن واسيني انه لا يدخل في سجالات، لكن مع أحلام مستغانمي خرجت عن هذه القاعدة .. هل استفزتك أحلام لهذه الدرجة؟
- فعلا، خالفت القاعدة، لكن كان يجب أن أرد، فأحلام صديقة عزيزة ولدينا ذاكرة مشتركة لا استطيع أن أرميها في المزابل، لهذا صدمت واستغربت من موقفها وآلمني الوضع فعلا. وفي نفس الوقت تهمة العمالة لإسرائيل تهمة ثقيلة، لذا كان يجب أن أوضح انه ليس لدي عنصرية مع اللغات، ولا مشكلة لي أن تترجم أعمالي إلى العبرية، وقد تم هذا الأمر فعلا وأنا أتحمل مسؤولية هذا الموقف. التطبيع ليس أن تقدم أعمالك إلى العبرية، لكن أن تفتح سفارة في بلدك وتتعامل مع إسرائيل، هذا الكلام سبق وأن قلته في القاهرة في ندوة استضافتني وتناولنا التطبيع الثقافي من هذا المنطلق، لم أجد مبررا للكلام، بل للتهمة التي وجهت لي من طرف أحلام ضمنيا بكوني أنا من سربت خبر الترجمة.