انتهى زمن استهلاك أحلى المأكولات وركوب أغلى السيارات!
05-01-2016, 09:23 PM

إيمان كيموش

صحافية في القسم الإقتصادي بجريدة االشروق


قال وزير المالية عبد الرحمن بن خالفة إن الحكومة مضطرة اليوم إلى ضبط الواردات بدقة، وإعادة النظر في السلع التي تدخل الموانئ للحفاظ على اقتصادها، مخاطبا الجزائريين: "ركبتم في الماضي أحسن علامات السيارات وتناولتم أجود المأكولات.. أما الآن فالوضع مختلف ويتطلب دراسة دقيقة قبل دخول أي منتج"
وبالرغم من أن الوزير قال إنه لن يتم حرمان الشعب من الأكل والشرب والسلع المهمة، إلا أنه بالمقابل، تحدث بلهجة تتضمن تقليص الكثير من الكماليات خلال سنة 2016، كاشفا، على هامش اليوم الذي نظمته غرفة الصناعة والتجارة أمس لمناقشة قانون المالية الجديد بفندق الأوراسي، أنه اجتمع أمس الأول مع مسؤولي الجمارك إلى غاية الساعة العاشرة ليلا لتنظيم نشاط الاستيراد، مشددا على أهمية تقليص الواردات وإعطاء دفع جديد للفروع الـ12 للقطاعات الاستراتيجية .

وأكد الوزير بلهجة حادة: "أكلتم بفخامة في السنوات الماضية وركبتم أحسن السيارات، لكن من اليوم فصاعدا يجب أن نخطط ونحسب جيدا لكل سلعة نستوردها"، مضيفا: "اليوم آن الأوان لاعتماد خارطة طريق جديدة ويجب أن نكون أكثر حذرا". وأعلن عن الشروع في اعتماد طريقة الدفع الإلكتروني لصالح كافة الجزائريين بداية من أكتوبر المقبل.

وأوضح الوزير أنه اجتمع مع ممثلي البنوك وتم الاتفاق على أن يكون أكتوبر 2016 آخر أجل لاعتماد طريقة الدفع الإلكتروني وكذا التصريح الجبائي الإلكتروني على مستوى الضرائب، في حين كشف عن زيارة ستقوده خلال المرحلة المقبلة إلى 4 ولايات بما فيها ولاية جنوبية للقاء المتعاملين الاقتصاديين، التي يبدو أنها الزيارات التي سيحاول من خلالها إقناع أصحاب الأموال بضخها في البنوك.

ورفض وزير المالية التعليق على الزيادات التي تضمنها قانون المالية. وفيما يتعلق بأسعار الوقود والكهرباء قال إنها زيادات تم الفصل فيها، والقانون مرر وإنها دخلت حيز التنفيذ، مشددا: "لن أعود إلى الحديث عن الموضوع".

وبالنسبة إلى سياسة رفع الأسعار العشوائية المفروضة من طرف التجار علق الوزير: "لا يجب أن يحتفظ التجار بنفس هامش الربح السابق، فقد ربحوا الكثير في السنوات الماضية ولكن اليوم الوضع مختلف ويجب أن يتفهموا الحقيقة"، مطالبا إياهم بتوسعة وعائهم التجاري لتحقيق أرباح أكبر بدل اختيار الحلول القائمة على رفع الأسعار ووضع المواطن أمام الأمر الواقع.

وشدد بن خالفة على أهمية الاستثمار خلال المرحلة المقبلة وتقليص نسبة التضخم ورفع نسبة النمو.

وهو التحدي الذي أوضح أن الحكومة قد باشرته منذ فترة، مؤكدا أن انخفاض ميزانية التجهيز لا يعني التماطل في تحقيق نسبة أعلى من النمو، مشيرا إلى أن شركات البناء المحلية حققت إنجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة وأن هذه الأخيرة مطالبة اليوم بسحب بساط الاستثمارات من الشركات الأجنبية. كما كشف عن مشروع لإنجاز ميناء ضخم شرق البلاد بأمر من الرئيس بوتفليقة.