الغاز ينافس كورونا في صناعة المآسي بسطيف
09-12-2020, 02:24 AM



عادت مآسي الغاز المحروق لتضيف ضحية جديدة بولاية سطيف، التي سجلت، الثلاثاء، وفاة رجل نام قرب المدفأة ولم يستيقظ، في الوقت الذي تمكن رجال الحماية المدنية من إنقاذ ثلاثة أطفال من موت محقق بسبب المدخنة التي لازالت تقتل الناس في بيوتهم.
الضحية يبلغ من العمر 52 سنة توفي بمسكنه الكائن ببلدية بني ورتيلان بشمال ولاية سطيف، وكان ذلك بعد استنشاقه لغاز أحادي الكربون المنبعث من المدفأة، وقد تبين أن الضحية يقيم بالعاصمة وقد عاد إلى مسقط رأسه لجني الزيتون لكن الليلة الأولى التي قضاها في المنزل كانت الأخيرة في حياته، وشاءت الأقدار أن يفارق الحياة في المنطقة التي ولد فيها بعد عمر طويل قضاه في العاصمة. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن الوفاة سببها انسداد المدخنة بعش طائر حال دون خروج الغاز المحروق.
وأما في بلدية عين ولمان بجنوب ولاية سطيف، فقد تمكن رجال الحماية المدنية من إنقاذ طفلين من موت محقق إثر استنشاقهما لغاز أحادي الكربون المنبعث من سخان الماء، وكان ذلك أثناء استحمامهما بحمام المنزل. وفي حادثة مماثلة، تم إنقاذ طفل آخر من الموت بمنزل العائلة الكائن ببلدية القلتة الزرقاء. وحسب احمد لعمامرة رئيس خلية الاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية بسطيف “الاختناقات خلفت هذا الموسم 15 ضحية فارقت الحياة إثر استنشاق الغاز المحروق وتمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ 128 شخص في 60 حادثا”.
وقد تكررت مثل هذه الحوادث أكثر من مرة، فقتلت خاصة الوافدين على منازل جديدة أو تلك التي لم تفتح منذ مدة، فتُشغل فيها المدفأة دون مراقبة المدخنة التي تحولت الى سلاح فتاك يقتل الناس دون سابق إنذار، وإلى جانب سوء استعمال المدخنة وإعطائها فرصة تسريب الغاز المحروق هناك متهم آخر من فئة الطيور التي تبني عشها في فوهة المدخنة فتصنع بذلك قنبلة موقوتة قابلة لإحداث الكارثة في أي لحظة.
وهي كارثة تأتي أيضا من سوء استعمال الموقد والاعتماد على الطابونة وكانون الجمر في المناطق النائية المحرومة من الغاز الطبيعي والتي يجتهد أهلها في تصنيع وسائل التدفئة بطريقة بدائية تنتهي في بعض الأحيان بحوادث مؤلمة. والظاهر أن غاز أحادي الكربون يستحق أن يصنف مع الأسلحة الفتاكة التي تصنع مآسي تنافس تلك التي يصنعها فيروس كورونا وإرهاب الطرقات.